بعد مقتل أبو شباب.. جماعات مناهضة لحماس تواصل التجنيد وتثير مخاوف التقسيم
تاريخ النشر: 11th, December 2025 GMT
تحركت حركة حماس ضد هذه الجماعات فور بدء وقف إطلاق النار، متهمة إياها بالعمالة ووصفة تحركها بأنه "تصفية حساب" لكل من تعامل مع إسرائيل.
زعمت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية أن الميليشيات التي أسسها ياسر أبو شباب قد واصلت عمليات التجنيد في المناطق الخاضعة لسيطرتها داخل قطاع غزة بعد مقتله، معتبرةً أن ظهور مثل هذه الجماعات يزيد الضغوط على حركة حماس وقد يعقّد جهود تحقيق الاستقرار وإعادة توحيد القطاع بعد عامين من الحرب.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد اعترف بأن حكومته قد دعمت جماعات مناهضة لحماس، حيث قال إن تل أبيب "نشّطت" بعض العشائر، دون أن تقدم إسرائيل تفاصيل إضافية لاحقًا.
وبالرغم من مقتل ياسر أبو شباب، القائد البارز لجماعة "القوات الشعبية"، في رفح الأسبوع الماضي، أشارت الصحيفة إلى أن ذلك لم يوقف مساعي الجماعات المناهضة لحماس، إذ تولى نائبه غسان الدهيني القيادة وتعهد بمواصلة المسار نفسه. وقد صرّح الدهيني في فيديو بتاريخ 5 ديسمبر أن وفاة أبو شباب تمثل "خسارة كبيرة"، مؤكدًا أن الجماعة ستواصل العمل "بنفس القوة وربما أكثر".
كما أعلن في 7 ديسمبر عن تنفيذ حكم إعدام ضد شخصين زعم أنهما من أعضاء حماس، متهمًا إياهم بقتل أحد عناصر مجموعته. وهو ما رد عليه مسؤول أمني في تحالف الجماعات المسلحة بقيادة حماس بالقول إن مثل هذه الأعمال لا "تغيّر الواقع على الأرض".
من جهة أخرى، أكد حسام الأسطل، رئيس فصيل آخر مناهض لحماس في خان يونس، أن حربهم على ما وصفه بـ"الإرهاب" ستستمر بالتزامن مع مشروع "غزة الجديدة"، مشيرًا إلى أنهم تلقوا أسلحة وأموالًا ودعمًا من "أصدقاء دوليين" مجهولي الهوية، مع نفي تلقي أي دعم عسكري إسرائيلي، رغم اعترافه بتنسيق دخول المساعدات الغذائية والموارد الأساسية.
وكانت حركة حماس قد تحركت ضد هذه الجماعات فور بدء وقف إطلاق النار، من أجل "تصفية حساب لكل من تعامل مع إسرائيل". كما عبرت حركة فتح عن أن هذه الحركات مسلحة مدعومة إسرائيليًا "لا علاقة لها بشعبنا وقضيته".
Related "صفقات" مثيرة للجدل في شرق رفح.. ياسر أبو شباب يستقطب مجندين برواتب تصل إلى 5000 شيكلروايات متضاربة حول مقتل ياسر أبو شباب.. فهل سقط برصاص أحد رجاله؟خليفة ياسر أبو شباب في حديث مع قناة إسرائيلية: لا نخشى حماس وسنواصل القتال حتى القضاء عليهاوعلى الرغم من افتقار هذه الجماعات إلى القاعدة الشعبية، فإن ظهورها يثير مخاوف من زعزعة استقرار القطاع واندلاع صراعات فلسطينية داخلية. بعض ردود الفعل الشعبية في خان يونس اتجاهًا معارضًا لهذه الجماعات، حيث احتفل بعض الفلسطينيين بمقتل أبو شباب عبر توزيع الحلويات.
من الناحية العسكرية، كشفت مصادر مصرية أمنية وعسكرية للصحيفة أن نشاط الجماعات المدعومة إسرائيليًا قد ازداد منذ وقف إطلاق النار، حيث يقدر عدد مقاتليها حاليًا بنحو 1000 مقاتل، بزيادة 400 مقاتل منذ بدء الهدنة، مع توقع تصاعد النشاط في ظل غياب اتفاق شامل حول مستقبل غزة.
وتهدف هذه الجماعات إلى "إقامة مناطق آمنة للنازحين" وفق زعمها، وهو ما يتقاطع مع مقترح تقدم به نائب الرئيس الأمريكي وابن ترامب في أكتوبر الماضي، يدعو إلى توجيه أموال إعادة الإعمار نحو مناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية لإنشاء مجتمعات نموذجية للغزيين، وتم تحديد رفح كأحد المواقع الأولية لذلك.
وترى الصحيفة أن غياب خطة واضحة يهدد بتقسيم فعلي للقطاع بين منطقة داخلية خاضعة للإشراف الإسرائيلي وقليلة السكان، ومنطقة ساحلية مكتظة بالنازحين ومعظمها أراضٍ بور.
وفي سياق متصل، أكد رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال إيال زامير خلال جولة في غزة أن إسرائيل تسيطر على أجزاء واسعة من القطاع وستحافظ على خطوط دفاعها، مع الإشارة إلى ما يُسمى بـ"الخط الأصفر" كخط دفاعي أمام مجتمعاتها.
وكان متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قد أكد على أن بلاده لم تتواصل رسميًا مع هذه الجماعات ولا تقدم لها أي دعم مالي أو مساعدات، مؤكدًا أن تقرير مصير غزة بعد حماس سيكون بيد الغزيين أنفسهم.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا دونالد ترامب إسرائيل الصحة حروب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا دونالد ترامب إسرائيل الصحة حروب حركة حماس حروب غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا دونالد ترامب إسرائيل الصحة حروب وسائل التواصل الاجتماعي روسيا فرنسا فنزويلا نيكولاس مادورو تغير المناخ یاسر أبو شباب هذه الجماعات
إقرأ أيضاً:
من هو غسان الدهيني؟ وكيف أصبح زعيما لمليشيا أبو شباب؟
بعد وقت قصير من مقتل ياسر أبو شباب زعيم مليشيا "القوات الشعبية" المتعاون مع إسرائيل في غزة يوم الخميس الماضي خلال محاولة توسط في نزاع عائلي حسبما ورد ظهر غسان الدهيني -الذي قيل إنه أصيب في نفس الشجار- في مقطع فيديو على الإنترنت وهو يرتدي زيا عسكريا ويسير بين مقاتلين ملثمين تحت قيادته.
لكن من هو غسان الدهيني؟ وكيف أصبح الزعيم الجديد لمليشيا "القوات الشعبية"؟
من هو غسان الدهيني؟تشير مصادر إعلامية فلسطينية إلى أن غسان الدهيني (39 عاما) كان القائد الفعلي لمليشيا "القوات الشعبية" منذ فترة طويلة رغم أن ياسر أبو شباب كان يتصدر الواجهة بصفته الزعيم الرسمي.
وترجح المصادر أن خبرة الدهيني وسنه الأكبر جعلاه العقل العملياتي للجماعة، في حين لعب أبو شباب -الذي يُنظر إليه على نطاق واسع كمتعاون مع إسرائيل-دور الواجهة العلنية.
وُلد الدهيني في 3 أكتوبر/تشرين الأول 1987 بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وينتمي إلى قبيلة الترابين، وهي إحدى أكبر القبائل البدوية في فلسطين.
وسبق له أن خدم برتبة ملازم أول في أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، قبل أن ينتقل لاحقا إلى صفوف "جيش الإسلام"، وهو فصيل مسلح في غزة يحمل توجها قريبا من تنظيم الدولة الإسلامية.
هل أصبح الدهيني الزعيم الجديد رسميا بعد مقتل أبو شباب؟أعلنت مليشيا "القوات الشعبية" عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك يوم الجمعة الماضي تعيين الدهيني قائدا جديدا لها بعد ساعات من مقتل أبو شباب، وتعهد الدهيني حينها بمواصلة عمليات الجماعة ضد حركة حماس.
وأكد الدهيني في تصريحات للقناة الـ12 الإسرائيلية أنه لا يخشى حركة حماس، قائلا "لماذا أخشى حماس وأنا أحاربها؟ أعتقل عناصرها وأصادر معداتها باسم الشعب والأحرار".
ونشرت الجماعة يوم الجمعة الماضي مقطع فيديو ترويجي على صفحة فيسبوك يُظهر الدهيني وهو يتفقد تشكيلا من المقاتلين المسلحين.
وقال الدهيني للقناة الـ12 الإسرائيلية إن الهدف من الفيديو هو إثبات أن الجماعة "لا تزال تعمل" على الرغم من مقتل زعيمها.
إعلانوصرح الدهيني للقناة بأن "غيابه (أبو شباب) مؤلم، لكنه لن يوقف الحرب على الإرهاب".
هل كان الدهيني دائما على عداء مع حماس؟بحسب حركة حماس، فإن الدهيني يعد أحد أبرز المطلوبين لها، إذ تتهمه بالتعاون مع إسرائيل ونهب المساعدات وجمع معلومات استخبارية عن الأنفاق والمواقع العسكرية.
وهناك معلومات شحيحة بشأن أسباب خروجه من أجهزة أمن السلطة، لكن ظهوره ازداد بوضوح خلال الأشهر الأخيرة، خصوصا في مقطع مصور يُظهر عناصر "القوات الشعبية" وهم يعتقلون أفرادا من حماس داخل أحد الأنفاق في رفح.
وزعمت جماعة أبو شباب أن هذه الاعتقالات جرت "وفق التوجيهات الأمنية المعمول بها وبالتنسيق مع التحالف الدولي".
كما ظهر الدهيني في منشور آخر إلى جانب جثث عدة قيل إنها لمقاتلين من حماس تمت "تصفيتهم" خلال عمليات المليشيا ضد الحركة.
وحاولت حماس اغتيال الدهيني مرتين، فقتلت شقيقه في إحدى العمليات، وكادت أن تقتل الدهيني في عملية أخرى عندما انفجر منزل مفخخ شرق رفح.
وقال مصدر في حماس إن الدهيني نجا من الانفجار "بمحض الصدفة"، في حين قُتل 4 من أفراد الوحدة المهاجمة وأصيب آخرون.
ما هي مليشيا "القوات الشعبية"؟ظهرت مليشيا "القوات الشعبية" لأول مرة عام 2024 تحت قيادة أبو شباب، ويقدّر عدد عناصرها بما بين 100 و300 مقاتل يعملون على بعد أمتار قليلة من المواقع العسكرية الإسرائيلية، ويتحركون تحت إشراف مباشر من الجيش الإسرائيلي.
وتتخذ المليشيا من شرق رفح مقرا لها قرب معبر كارم أبو سالم، وهو المعبر الوحيد الذي تسمح إسرائيل حاليا بدخول المساعدات الإنسانية عبره إلى غزة.
وتوجد وحدة ثانية في غرب رفح قرب نقطة توزيع المساعدات الأميركية الإسرائيلية لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" سيئة السمعة، حيث قُتل مئات الفلسطينيين بالرصاص أثناء سعيهم للحصول على المساعدات.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية أول أمس الأحد عن مصادر فلسطينية أن مسلحين ينتمون إلى مليشيات عشائرية معارضة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بدؤوا خلال الساعات الـ48 الماضية تسليم أنفسهم طوعا إلى الأجهزة الأمنية التابعة لحماس في قطاع غزة عقب مقتل أبو شباب.
وأفادت المصادر بأن عمليات التسليم الذاتي تسارعت تسارعا ملحوظا منذ يوم الجمعة الماضي، وتركزت في مناطق رفح وخان يونس، حيث تنشط أبرز المليشيات المسلحة التي كانت تتلقى دعما علنيا من الاحتلال الإسرائيلي.
من زود مليشيا أبو شباب بالسلاح؟قالت مصادر أمنية للجزيرة إن الجيش الإسرائيلي أشرف على تسليح المليشيا، وإن أبو شباب كان يقود "عصابات إجرامية متخصصة في اعتراض قوافل المساعدات القادمة من معبر كرم أبو سالم في جنوب غزة وإطلاق النار على المدنيين".
كما ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الشين بيت) هو من جند مجموعة أبو شباب ضمن ما سمي "المشروع التجريبي"، حيث نصح رئيسه رونين بار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتجنيد المجموعة وتسليحها.
وقالت الصحيفة إن ما يسمى "المشروع التجريبي" تضمّن تزويد المليشيا بعدد محدود ومراقب من الأسلحة.
وكان الهدف -وفق "معاريف"- اختبار إمكانية تشكيل "نواة حكم بديل" لحماس في منطقة محدودة برفح، لكن مسؤولين أمنيين إسرائيليين آخرين اعتبروا المجموعة غير صالحة لتكون بديلا حقيقيا.
إعلانوأدرجت الأمم المتحدة لاحقا اسم أبو شباب في مذكرة داخلية أواخر 2024 باعتباره شخصية محورية في عمليات النهب المنهجي للمساعدات الإنسانية داخل غزة.
وتشير العديد من التقارير عن الشؤون المالية والعمليات الخاصة بالجماعة إلى نمط واضح من استغلال المليشيا الأزمة الإنسانية في القطاع لتوسيع نفوذها وجمع الأموال.