موقع 24:
2025-12-12@11:47:10 GMT

يوم الشهيد .. فخر الماضي وإلهام المستقبل

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

يوم الشهيد .. فخر الماضي وإلهام المستقبل

وراء كل شهيد من شهداء هذا الوطن الفسيح ملحمة



المواطنة الصالحة معيار صادق للحق والواجب الذي يدين به أبناء الوطن جميعًا، وتخليد ذكرى "يوم الشهيد" يمثل مناسبة خاصة لإبراز مدى تعلُّق الشعب الإماراتي بهذا اليوم المجيد، وعزمه المستميت على الدفاع عن مقدَّساته وثوابته ووحدته، ويكشف عن أصالة المجتمع الإماراتي وتعاضده وقوة نسيجه.


كما أن دولة الإمارات تحرص على إرساء أسس التنمية والأمن والاستقرار والسلام في المنطقة؛ انطلاقا من مبادئ راسخة، تؤكد مسؤوليتها عن ذلك في محيطها العربي والخليجي؛ لذا كان لا بدَّ من إعلاء هذه المبادئ الثابتة؛ كي تظل دائمًا عنوانًا للوفاء، وتجسيدًا للأخوة والنجدة للأشقاء.
إن يوم الشهيد يمثل بحقٍّ ميلادًا جديدًا للوطن والمواطن، ففي هذا اليوم تتفتح النفوس وعيًا، وتزداد معاني النضال والتضحية، لأنه يوم الجود والإكرام، وهل هناك أجود ممَّن يجود بروحه في سبيل أمته؟ ولهذا أصبح يوم 30 نوفمبر(تشرين الثاني) من كل عام يومًا للشهيد؛ تخليدًا له ووفاء بتضحيات شهداء الوطن وأبنائه البررة الذين وهبوا أرواحهم لتظلَّ راية دولة الإمارات العربية المتحدة خفَّاقة عالية، وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه، في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة.
والشهادة أنبل الطرق وأنجعها في جهادنا ضد أعداء السلام والحرية، وهي منزلة علوية خالدة، لا يصل إليها إلا من اختاره الله، فالشهيد لا يصبيه نصب ولا مخمصة في سبيل الله، ولا يخاف في الله لومة لائم، والشهداء جادوا بأرواحهم من أجل الأرض.
الفرد الإماراتي يتطلع دائماً إلى السعي إلى آفاق أرحب، وإلى مستقبل أرغد، وهذه الأهداف والغايات لا تأتي إلا بإعلاء صروح الوطن، وصيانة وحدته، والحفاظ على هويته ومقوِّماته، وهل من سبيل إلى ذلك إلا بالتضحية والفداء.
وستبقى أسماء الشهداء محفورة في الذاكرة الوطنية، فقد سالت دماؤهم الذكية من أجل الحرية والكرامة والسؤدد، فعلينا أن ننحني في هذا اليوم بكل إجلال وهيبة أمام أرواحهم الطاهرة، لاستلهام ما تنطوي عليه هذه المناسبة من قيم سامية، ومن غايات رفيعة؛ لإذكاء التعبئة الشاملة، خصوصًا أن هذه المناسبة تأتي في سياق متغيرات دولية فارقة.
لا أبالغ إذا قلت إنّنا أمام رهان كبير وتحدٍّ لحياة ومستقبل تشوبه الاضطرابات والأزمات، في منطقة تتراجع فيها الانتماءات الوطنية، ويتم خرق الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية، فلا بدَّ إزاء هذا أن تنصرف الشعوب إلى حب الوطن، والارتباط به، وتعميق الشعور بالهوية الوطنية، من خلال ترسيخ المسؤوليات والالتزامات والواجبات، لا سيما تعميق روح المواطنة بوصفها سلاحًا فعالًا في مواجهة الانقلابيين والإرهابيين والمتطرفين الذين أصبحوا الأكثر عنفًا ودمويّة.
يوم الشهيد ذكرى تحمِّلنا مسؤولية وطنية، يتحملها كل فرد يحيا هذه الأرض؛ لكى تكون سراجًا مضيئًا ومآثر وطنية؛ فعلى كلِّ مواطن وأبٍ ومعلم ومربٍّ ان يؤطر فى أبنائه تمجيد يوم الشهيد بكل الفخار والسؤدد، وأن يزرع فيهم الاقتداء بخطوهم الشريف، وأن يتعهد أمامهم بمواصلة الدرب على خطى الشهداء الكرام من أجل الحفاظ على قيم وثوابت الأمة والدفاع عن رسالة الشهداء؛ من أجل الحفاظ على أوطاننا حرة عزيزة تنعم بالاستقرار والرفاهية.
إن وراء كل شهيد من شهداء هذا الوطن الفسيح ملحمة، وبطولة وأمجادًا ستفتخر بهــا أجيال الغد، وتتباهى بسجلهــا الذهبي كل الأجيال المتعاقبة، فإن عباراتنا وأشعارنا وكتاباتنا عن التضحية للأوطان تظلُّ ميتة هامدة، حتى إذا ما استُشهد في سبيلها شهيد، انتفضت هذه الأرواح الزكية لتحيا بين الأحياء ملهمة تشعل فينا فتيل الأمل والخير.
الشهداء هم النور الساطع الذى أنار درب الكرامة والاستقرار؛ وهم رجال الوطن الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه؛ فقد سالت دماؤهم الزكية من أجل الحرية والكرامة والسؤدد؛ فالوطن الذي تملك شعوبه التضحية من أجل الحرية والكرامة، هو ذلك الوطن الذي يملك القدرة على الانتصار للقيم الوطنية، والفداء من أجل عزة الأوطان، والشهادة تجعل الأوطان رايتها خفاقة وشامخة.
نحن جميعًا مشاريع شهداء في سبيل عزة الوطن وكرامته، وهذا اليوم هو يوم وطني حافل فى سجلات الوطن المضئية التي تستحقُّ الاعتزاز والفخار، من خلال الانتصار للقيم العليا التى تنتهجها الإمارات فى سبيل إرساء الشرعية والأمن والأمان للجزيرة العربية والخليج العربى.
كلماتنا عن التضحية والولاء للوطن تصبح لا معنى لها إلا بالشهادة والفداء من أجل جهادنا ضدَّ أعداء الحرية والسلام، أولئك الذين يكيدون للوطن، ويشوهون دوره الكبير في محيطه الإقليمي، وإن هذه المكائد الرخيصة لن تثني دولة الإمارات العربية المتحدة وقادتها الحكماء عن أداء واجبهم تجاه الأشقاء ونصرتهم في حفظ الأمن والاستقرار، ومواجهة دعاة الفوضى والتخريب، وحماية الحاضر والمستقبل، فهو موقف ثابت لا يتغيَّر؛ لأنه يستند إلى منطلقات راسخة وواضحة.
عاش الشهيد حيًّا في جنات ربه، وعاش الوطن حرًّا عزيزًا بتضحيات أبنائهم في مجالات الحياة كافة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات یوم الشهید هذا الیوم فی سبیل من أجل

إقرأ أيضاً:

قيادة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي

 

د. علي بن حمدان بن محمد البلوشي

تطوَّر مفهوم القيادة بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، فلم يعد القائد هو ذلك الشخص الذي يعتمد فقط على الكاريزما أو السلطة الرسمية؛ بل أصبح الدور أكثر شمولًا وتعقيدًا.

القيادة الحديثة تقوم على مزيج من المهارات الإنسانية والتقنية، وعلى قدرة القائد على التأثير في الآخرين والإلهام واتخاذ القرارات ضمن بيئات سريعة التغيّر. وبعض القادة يولدون بسمات تساعدهم مثل الحزم أو الذكاء العاطفي، لكن النجاح الحقيقي يعتمد بشكل أساسي على مهارات مكتسبة عبر التجربة والتعلم المستمر؛ مثل القدرة على التواصل، التفكير الاستراتيجي، إدارة فرق متنوعة، فهم البيانات، والتعامل مع التقنية.

وفي عصر العولمة والذكاء الاصطناعي، يواجه القادة تحديات لم يشهدوها من قبل. أولى هذه التحديات هو تسارع التغيير التقني الذي يفرض على القائد مواكبة الابتكار دون فقدان البوصلة الإنسانية. إضافة إلى ذلك، فإن تنوع ثقافات ومهارات المرؤوسين يجعل إدارة التوقعات وبناء فرق متجانسة أكثر تعقيدًا. كما تُعد حماية البيانات والالتزام بالأخلاقيات الرقمية من أبرز التحديات، في وقت أصبحت فيه القرارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي جزءًا من العمليات اليومية. كذلك تواجه المؤسسات ضغوطًا عالمية تتعلق بالاستدامة والمسؤولية المجتمعية، ما يتطلب من القادة فهم البيئة الدولية واتخاذ قرارات مبنية على قيم واضحة.

ولمواجهة هذه التحديات، يحتاج القائد إلى مجموعة من الاستراتيجيات والأدوات. من أهمها تعزيز ثقافة الابتكار داخل الفريق وتشجيع التعلم المستمر، بما في ذلك تعلّم مهارات العمل جنبًا إلى جنب مع أنظمة الذكاء الاصطناعي. كما يجب على القائد بناء جسور للثقة عبر الشفافية في القرارات، والإفصاح عن كيفية استخدام البيانات والتقنيات. ويُعد الالتزام بالأخلاقيات- سواء في استخدام التكنولوجيا أو إدارة الأفراد- ركيزة أساسية للحفاظ على سمعة المؤسسة ومتانة بيئتها الداخلية. كما ينبغي استخدام أدوات التحليل الرقمي لأخذ قرارات دقيقة، دون إغفال البعد الإنساني في قيادة الأفراد وفهم دوافعهم الثقافية والاجتماعية.

وفي الختام.. فإن قادة المستقبل بحاجة إلى مزيج فريد من البُعد الإنساني والرؤية التقنية. عليهم أن يعزّزوا الثقة داخل منظوماتهم، ويجعلوا الأخلاق معيارًا أساسيًا في كل خطوة، وأن يبنوا ثقافة عمل تتقبّل التغيير وتحتفي بالابتكار. والمستقبل سيكافئ القادة القادرين على التوازن بين العقل والآلة، وبين التقنية والقيم، وبين الطموح والمسؤولية؛ فهؤلاء وحدهم سيقودون التغيير في عصر الذكاء الاصطناعي.

** مستشار اكاديمي

مقالات مشابهة

  • حمدان بن محمد: على خطى محمد بن راشد تعلمنا أن المستقبل لا ينتظر بل يُصنع اليوم
  • رئيس جبهة المستقبل يجتمع بمنسقي ولايات الجنوب في تامنغست
  • مدن المستقبل.. الإنسان والهوية والاستدامة
  • إخلاء سبيل موظفي الصحة المتهمين بالتنقيب عن الآثار بمكتب صحة دشنا بقنا
  • قيادة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي
  • إخلاء سبيل مصطفى يونس في بلاغ محمود الخطيب بضمان محل الإقامة
  • إخلاء سبيل الصحافي مهدي غزار بعد توقيفه من قِبل الشرطة الفرنسية
  • قُتِل في سبيل الاحتلال!
  • بعد إخلاء سبيل زوجته.. قرار جديد بشأن المتهم بقتل الفنان سعيد مختار
  • لبلبة ترفض القبل وتثير ضحك الجمهور في مهرجان البحر الأحمر.. وإلهام شاهين تتدخل