موقع 24:
2025-10-20@04:21:43 GMT

يوم الشهيد .. فخر الماضي وإلهام المستقبل

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

يوم الشهيد .. فخر الماضي وإلهام المستقبل

وراء كل شهيد من شهداء هذا الوطن الفسيح ملحمة



المواطنة الصالحة معيار صادق للحق والواجب الذي يدين به أبناء الوطن جميعًا، وتخليد ذكرى "يوم الشهيد" يمثل مناسبة خاصة لإبراز مدى تعلُّق الشعب الإماراتي بهذا اليوم المجيد، وعزمه المستميت على الدفاع عن مقدَّساته وثوابته ووحدته، ويكشف عن أصالة المجتمع الإماراتي وتعاضده وقوة نسيجه.


كما أن دولة الإمارات تحرص على إرساء أسس التنمية والأمن والاستقرار والسلام في المنطقة؛ انطلاقا من مبادئ راسخة، تؤكد مسؤوليتها عن ذلك في محيطها العربي والخليجي؛ لذا كان لا بدَّ من إعلاء هذه المبادئ الثابتة؛ كي تظل دائمًا عنوانًا للوفاء، وتجسيدًا للأخوة والنجدة للأشقاء.
إن يوم الشهيد يمثل بحقٍّ ميلادًا جديدًا للوطن والمواطن، ففي هذا اليوم تتفتح النفوس وعيًا، وتزداد معاني النضال والتضحية، لأنه يوم الجود والإكرام، وهل هناك أجود ممَّن يجود بروحه في سبيل أمته؟ ولهذا أصبح يوم 30 نوفمبر(تشرين الثاني) من كل عام يومًا للشهيد؛ تخليدًا له ووفاء بتضحيات شهداء الوطن وأبنائه البررة الذين وهبوا أرواحهم لتظلَّ راية دولة الإمارات العربية المتحدة خفَّاقة عالية، وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه، في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة.
والشهادة أنبل الطرق وأنجعها في جهادنا ضد أعداء السلام والحرية، وهي منزلة علوية خالدة، لا يصل إليها إلا من اختاره الله، فالشهيد لا يصبيه نصب ولا مخمصة في سبيل الله، ولا يخاف في الله لومة لائم، والشهداء جادوا بأرواحهم من أجل الأرض.
الفرد الإماراتي يتطلع دائماً إلى السعي إلى آفاق أرحب، وإلى مستقبل أرغد، وهذه الأهداف والغايات لا تأتي إلا بإعلاء صروح الوطن، وصيانة وحدته، والحفاظ على هويته ومقوِّماته، وهل من سبيل إلى ذلك إلا بالتضحية والفداء.
وستبقى أسماء الشهداء محفورة في الذاكرة الوطنية، فقد سالت دماؤهم الذكية من أجل الحرية والكرامة والسؤدد، فعلينا أن ننحني في هذا اليوم بكل إجلال وهيبة أمام أرواحهم الطاهرة، لاستلهام ما تنطوي عليه هذه المناسبة من قيم سامية، ومن غايات رفيعة؛ لإذكاء التعبئة الشاملة، خصوصًا أن هذه المناسبة تأتي في سياق متغيرات دولية فارقة.
لا أبالغ إذا قلت إنّنا أمام رهان كبير وتحدٍّ لحياة ومستقبل تشوبه الاضطرابات والأزمات، في منطقة تتراجع فيها الانتماءات الوطنية، ويتم خرق الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية، فلا بدَّ إزاء هذا أن تنصرف الشعوب إلى حب الوطن، والارتباط به، وتعميق الشعور بالهوية الوطنية، من خلال ترسيخ المسؤوليات والالتزامات والواجبات، لا سيما تعميق روح المواطنة بوصفها سلاحًا فعالًا في مواجهة الانقلابيين والإرهابيين والمتطرفين الذين أصبحوا الأكثر عنفًا ودمويّة.
يوم الشهيد ذكرى تحمِّلنا مسؤولية وطنية، يتحملها كل فرد يحيا هذه الأرض؛ لكى تكون سراجًا مضيئًا ومآثر وطنية؛ فعلى كلِّ مواطن وأبٍ ومعلم ومربٍّ ان يؤطر فى أبنائه تمجيد يوم الشهيد بكل الفخار والسؤدد، وأن يزرع فيهم الاقتداء بخطوهم الشريف، وأن يتعهد أمامهم بمواصلة الدرب على خطى الشهداء الكرام من أجل الحفاظ على قيم وثوابت الأمة والدفاع عن رسالة الشهداء؛ من أجل الحفاظ على أوطاننا حرة عزيزة تنعم بالاستقرار والرفاهية.
إن وراء كل شهيد من شهداء هذا الوطن الفسيح ملحمة، وبطولة وأمجادًا ستفتخر بهــا أجيال الغد، وتتباهى بسجلهــا الذهبي كل الأجيال المتعاقبة، فإن عباراتنا وأشعارنا وكتاباتنا عن التضحية للأوطان تظلُّ ميتة هامدة، حتى إذا ما استُشهد في سبيلها شهيد، انتفضت هذه الأرواح الزكية لتحيا بين الأحياء ملهمة تشعل فينا فتيل الأمل والخير.
الشهداء هم النور الساطع الذى أنار درب الكرامة والاستقرار؛ وهم رجال الوطن الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه؛ فقد سالت دماؤهم الزكية من أجل الحرية والكرامة والسؤدد؛ فالوطن الذي تملك شعوبه التضحية من أجل الحرية والكرامة، هو ذلك الوطن الذي يملك القدرة على الانتصار للقيم الوطنية، والفداء من أجل عزة الأوطان، والشهادة تجعل الأوطان رايتها خفاقة وشامخة.
نحن جميعًا مشاريع شهداء في سبيل عزة الوطن وكرامته، وهذا اليوم هو يوم وطني حافل فى سجلات الوطن المضئية التي تستحقُّ الاعتزاز والفخار، من خلال الانتصار للقيم العليا التى تنتهجها الإمارات فى سبيل إرساء الشرعية والأمن والأمان للجزيرة العربية والخليج العربى.
كلماتنا عن التضحية والولاء للوطن تصبح لا معنى لها إلا بالشهادة والفداء من أجل جهادنا ضدَّ أعداء الحرية والسلام، أولئك الذين يكيدون للوطن، ويشوهون دوره الكبير في محيطه الإقليمي، وإن هذه المكائد الرخيصة لن تثني دولة الإمارات العربية المتحدة وقادتها الحكماء عن أداء واجبهم تجاه الأشقاء ونصرتهم في حفظ الأمن والاستقرار، ومواجهة دعاة الفوضى والتخريب، وحماية الحاضر والمستقبل، فهو موقف ثابت لا يتغيَّر؛ لأنه يستند إلى منطلقات راسخة وواضحة.
عاش الشهيد حيًّا في جنات ربه، وعاش الوطن حرًّا عزيزًا بتضحيات أبنائهم في مجالات الحياة كافة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات یوم الشهید هذا الیوم فی سبیل من أجل

إقرأ أيضاً:

ثورة 14 أكتوبر.. دروس من الماضي ونظرة إلى الواقع المرتهن ومستقبل الجنوب

تمر ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، لا كمجرد مناسبة وطنية عابرة نستعيد فيها صفحات من تاريخ الكفاح ضد الاستعمار البريطاني، بل كحالة وجودية حيّة تستنهض الذاكرة الوطنية في زمنٍ تتنازع فيه الإرادات وتُختبر فيه الهويات.
فهذه الثورة التي فجّرها الأحرار عام 1963 لم تكن انفجارًا لحظةً من الغضب فحسب، بل كانت ثمرة وعي جمعي وإرادة تحررية توحدت فيها الإرادة الوطنية اليمنية متجاوزة الحدود الشطريه تحت راية واحدة ، هدفها إنهاء الاستعمار وبناء وطنٍ مستقل .
لقد كانت ثورة الرابع عشر من أكتوبر مدرسة في الإيمان والوطنية، ومعاني التضحية والإصرار والحرية.
فالشعب اليمني قدّم آلاف الشهداء في سبيل الله والحرية والاستقلال، مؤكدًا أن الاستقلال لا يُمنح بل يُنتزع، وأن الكرامة لا تُشترى بل تُصان بالدماء والعزيمة وهذا بحد ذاته من الإيمان والحكمة اليمانية.
كانت الثورة الرابع عشر من أكتوبر – في جوهرها – فعل إرادة نابعًا من داخل شعب الإيمان والحكمة، لم يستند إلى وصاية خارجية ولا إلى دعم من قوى أجنبية، بل إلى إيمان صادق بأن الحرية حق أصيل للشعوب، وأن الوطن لن ينهض إلا بإرادة أبنائه ووحدة صفهم وهذا تجسيد عملي تطبيقي للإيمان والحكمة.
غير أن قراءة الماضي المجيد لا تكتمل دون مواجهة الحاضر بكل ما فيه من تعقيد ومرارة .
فهل بقي من يحمل هذا الروحية من أحفاد الثوار ليجسدها في مواجهة تحديات الحاضر.
فاليوم يقف الجنوب اليمني أمام واقعٍ مختلف، واقعٍ مرتهن بتقاطعات إقليمية ودولية جعلت من قضيته ساحةً لتصفية الحسابات، ومن قراره الوطني رهينة لأطراف خارجية.
تحوّل اليمني من أرضٍ موحدة التحرر إلى ساحة صراعٍ بالوكالة، تتنازعها مشاريع متناقضة تتكئ على تحالفات ظرفية ومصالح آنية. وتبدو الخريطة السياسية والعسكرية فيه شديدة التداخل والانقسام، حتى غدت قضية جنوب اليمن نفسها تتآكل تحت وطأة التشتت والارتهان.
تعمّق الأزمة لا يقتصر على السياسة وحدها، بل يمتد إلى البنية الاجتماعية والاقتصادية في المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن الخاضعه للتدخل الخارجي . فمعاناة الناس اليومية، من انقطاع الخدمات وتدهور المعيشة وغياب الأمن، باتت تمثل الوجه الأكثر قسوة للواقع المرتهن. المواطن ، الذي قدّم التضحيات الكبرى بالأمس، يجد نفسه اليوم أسيرًا لحالة من الإحباط والخذلان، يعيش في وطنٍ يفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة، في حين تتقاذف القوى المتصارعة شعارات التحرير والسيادة دون أن تترجمها إلى واقع ملموس. وهنا تكمن المفارقة الموجعة: الجنوب اليمني الذي تحرر من الاستعمار العسكري بالأمس، يبدو اليوم مكبلًا بأشكال جديدة من التبعية والهيمنة.
ومع كل ذلك، لا تزال روح ثورة أكتوبر قادرة على أن تكون منطلقًا لبناء مستقبل أفضل، لاخوتنا في الجنوب اليمني شرط أن تُستعاد مضامينها الحقيقية التي رسمها آباؤنا بدمائهم الزكية والطاهرة من كل دنس الخيانة والارتهان لأي قوى محلية أو خارجية.
إن دروس تلك الثورة واضحة وجلية: وابرزها الوحدة التي هي أساس القوة، والتضحية التي شرط الكرامة، والحرية الاستقلال لا يتحقق إلا بإرادة حرة تنبع من الذات الإيمانية والوطنية لا من الخارج.
ومن هنا، فإن الخطوة الأولى نحو مستقبلٍ أفضل تتمثل في إعادة بناء المشروع الوطني اليمني الجامع، الذي ينبغي أن يكون مرسوم في ذاكرة كل وطني غيور على شعبه ووطنه.
وأن يتم تجاوز الحسابات الفئوية والمناطقية، ويرتكز على حوار داخلي شامل بين كل مكونات اليمنية، من أجل صياغة رؤية واضحة لمستقبل يمن الإيمان والحكمة، تحدد طبيعته السياسية الوفاء لتضحية الآباء بإيمان وحكمة كما جسدوها هم.
كما أن استعادة القرار المستقل تظل الركيزة الأهم لأي مشروع تحرري حقيقي. فاليمن لا يمكن أن يحقق كرامته ما دام قراره السياسي والعسكري مرهونًا بإملاءات الآخرين.
المطلوب اليوم هو الانتقال من موقع “الأداة” في صراعات الآخرين إلى موقع صناعة المصير لأحفاد الثوار.
وهذا لن يتحقق إلا بالتحرر من التبعية السياسية، وبإرساء علاقات قائمة على الندية والمصلحة المتبادلة، لا على الاستقواء بالقوى الإقليمية.
وحتى يكون لهذا المشروع مصداقية، يجب أن يرتبط بحياة الناس واحتياجاتهم الواقعية.
فالقضية الوطنية ليست شعارًا يرفع فوق الجوع والمعاناة، بل مسؤولية تتجسد في تحسين حياة المواطن، وتوفير الأمن والكرامة، وبناء مؤسسات قادرة على تلبية حاجاته الأساسية.
فالشعب الذي يُترك فريسة للفقر والمرض والبطالة لن يكون قادرًا على الدفاع عن قضيته، ولن يحمل راية التحرر ما لم يشعر أن هذا التحرر يعني له شيئًا في واقعه اليومي.
إن إحياء ذكرى ثورة 14 أكتوبر يجب أن يكون مناسبة للتفكير العميق لا للاحتفال العابر، محطة للمراجعة لا للتغني بالماضي. فهذه الثورة العظيمة لم تُكتب لتبقى في الكتب، بل لتكون نبراسًا يضيء طريق الحاضر والمستقبل.
إنها تذكير دائم بأن الجنوب لا يُبنى بالارتهان، ولا يُستعاد بالانقسام، وأن المجد الحقيقي لا يتحقق إلا بوحدة الصف واستقلال القرار، وبالإيمان بأن المستقبل لا يُهدى، بل يُصنع بوعي الشعوب وصمودها.
في النهاية، تبقى ثورة أكتوبر نداءً مفتوحًا لأبناء الشعب اليمني جميعًا: أن يتجاوزوا خلافاتهم، ويستعيدوا روح الأحرار الذين صنعوا المجد .
فمستقبل الشعب اليمني لن يُكتب إلا بأيديهم، ولن يكون جديرًا بتضحيات الماضي إلا إذا حرروا إرادتهم من قيود الحاضر، وبنوا وطنًا يليق بدماء الشهداء، ويكرم آلام المظلومين، ويرفع راية الحرية عالية كما رفعها أبطال أكتوبر قبل أكثر من ستين عامًا.

مقالات مشابهة

  • قيادي بالجبهة الوطنية: كلمة الرئيس في الندوة التثقيفية وثيقة وعي وعبور جديد نحو المستقبل
  • البورصة العراقية تتداول أسهما بقيمة 18 مليار دينار خلال الاسبوع الماضي
  • يسرا وإلهام شاهين ونجيب ساويرس يشعلون أجواء الجونة على أنغام نانسي عجرم
  • ارتفاع طفيف بمعدل التضخم في العراق خلال أيلول الماضي
  • تعرض زوجة الشهيد عادل عبدالحميد لحادث سير بعد انضماها للقائمة الوطنية
  • ثورة 14 أكتوبر.. دروس من الماضي ونظرة إلى الواقع المرتهن ومستقبل الجنوب
  • بشرى وإلهام شاهين على السجادة الحمراء لعرض فيلم عيد ميلاد سعيد بمهرجان الجونة
  • 73 عملاً مقاوماً بالضفة والقدس خلال الأسبوع الماضي
  • 73 عملاً مقاوماً بالضفة والقدس الأسبوع الماضي
  • 186 طلب تأجيل لمباريات السلة في الموسم الماضي