حماس :أقدام جيش الاحتلال لم تطأ 80% من أرض غزة ولن يحدث ذلك
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
قال أسامة حمدان عضو المكتب السياسي لحركة حماس اليوم الثلاثاء 28 نوفمبر 2023 إن أقدام جيش الاحتلال لم تطأ 80% من أرض غزة ولن يحدث ذلك.
أبرز ما جاء في المؤتمر الصحفي لحركة حماس حول الوضع في غزةالرَّحمة لقوافل شهدائنا الأبرار في قطاع غزَّة والضفة الغربية المحتلة ومدينة القدس وفي مخيمات اللجوء والشتات في لبنان، الذين امتزجت دماؤهم وحلّقت أرواحهم فداءً ودفاعاً عن الأرض والمقدسات وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك.
السلام وتحيّة البطولة والصمود لأهلنا في قطاع غزَّة، الصَّابرين المرابطين الثابتين المحتسبين، رغم الألم والعدوان، الذين يواصلون رسم صورة أسطورية تعبّر عن كبرياء شعبنا الفلسطيني، وأنَّه شعب لا يعرف الانكسار والاستسلام.
السَّلام وتحيَّة الفخر والاعتزاز برجال الله، رجال المقاومة الأبطال، في غزّة العزَّة، وفي الضفة الغربية الأبيَّة.
أولاً: تمديد أيام التهدئة ومسار طوفان الأقصى:
- إنَّ ارتقاء القادة الشهداء، من كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، ومن رموزنا الوطنية، وأبطال شعبنا في هذه المعركة المباركة، لن يكسر إرادة الصمود ومواصلة مسيرة المقاومة المتصاعدة في كل ساحات الوطن وخارجه، وقد حمل الرَّاية بعدهم قادة أبطال سيكملون بكل ثبات وإباء مسيرة التحرير والعودة.
- لقد فشل العدو النازي فشلاً ذريعاً على كافة المستويات، الأمنية والاستخبارية والعسكرية والسياسية والإعلامية، أمام صمود شعبنا وبسالة مقاومتنا، فلم يحقّق أيّاً من أهدافه المعلنة.
- إنَّ اعتراف الاحتلال مؤخراً بأعداد جنوده القتلى والجرحى والمصابين، لا يكشف الحقيقة المروّعة التي يخاف من نشرها أمام جبهته الداخلية المرعوبة والمهزوزة أصلاً، فهذا الاعتراف لا يمثل إلاّ جزءاً بسيطاً من خسائره التي ستتعاظم في قابل الأيام.
- أمَّا بخصوص تهديد قادته باستمرار الحرب في غزَّة، بعد الانتهاء من اتفاق التهدئة، فما هو إلا تهديد فارغ للاستهلاك الداخلي، أمّا شعبنا ومقاومته فماضون في طريق الدفاع عن أنفسهم وأرضهم وقدسهم وأسراهم حتى دحر هذا العدو النازي وزواله.
- لقد كان من بين المحتجزين المفرج عنهم ابنة أحد المستوطنين؛ الذي ادّعى الاحتلال وأبلغ والدها أنَّ القسّام قتلها، في دليل قاطع يثبت أمام العالم، كذب كل الادّعاءات الباطلة التي ساقها العدو وجيشه وآلته الإعلامية.
- إنَّ تسليم كتائب القسّام المحتجزين من أماكن متفرّقة، في كل مناطق القطاع؛ في شماله وجنوبه، وفي قلب مدينة غزَّة، يكذّب مجدّداً كل ادّعاءات جيش الاحتلال في السيطرة على جزء من أرض غزَّة، ويؤكّد أنَّ مسار التسليم وطريقته التي أبدعت فيها المقاومة هي رسالة لكل من يهمه الأمر، بأن المقاومة ثابتة وقوية ومستمرة وراسخة.
- إتمام اتفاق التهدئة في أربعة أيام، بإنجاز تحرير 150 أسيراً فلسطينياً من حرائرنا وفتياتنا وأشبالنا هو إنجازٌ وطني بامتياز، حيث شملت أسماء الأسرى كل جغرافية الوطن، وما هو إلاّ مقدَّمة في طريق الوفاء لكل أسرانا الأحرار وأسيراتنا الماجدات في سجون العدو النازي بإذن الله.
- نؤكد أنَّ شعبنا سيبقى ثابتاً على أرضه مدافعاً عنها، رغم حجم الدمار والمجازر والإبادة الجماعية، ويد مقاومتنا على الزّناد، درعاً حامياً لحقوق شعبنا وتطلعاته في التحرير والعودة.
- سيظل موقفنا ثابتاً وراسخاً في رفض كل المخططات الرّامية لإيجاد حلول أو فرض أجندات مشبوهة، خارج إرادة شعبنا ومقاومتنا، ونحذّر من التعاطي أو التساوق معها.
ثانياً: الدمار الذي خلفه العدوان، والحاجات الأساسية لشعبنا في قطاع غزَّة:
- منذ بدء حربه العدوانية على قطاع غزَّة، وخلال خمسين يوماً، ألقى الاحتلال النازي أكثر من 40 ألف طن من المتفجرّات على أرض غزَّة وبيوت المواطنين العزّل، جواً وبرّاً وبحراً، استعمل فيها القنابل والصواريخ المحرّمة دولياً، دمَّر خلالها كل مظاهرات الحياة الإنسانية في قطاع غزَّة، وشنّ حرب إبادة جماعية، طالت البشر والشجر والحجر، في هدف نازي احتلالي لجعل أرض غزَّة غير قابلة للحياة، وهذا الهدف الذي لن يتحقّق بإذن الله، بإرادة وعزيمة شعبنا.
- نثمّن ونقدّر عالياً كل الوفود الرّسمية التي دخلت قطاع غزَّة، وفي مقدّمتها وفد دولة قطر الشقيقة، متمثلاً بالسيّدة لولوه الخاطر، وزيرة الدولة للتعاون الدولي، ونشكر كل الوفود الهيئات الخيرية والإنسانية والطبية التي دخلت قطاع غزَّة.
- نجدّد دعوتنا لقادة وزعماء أمتنا العربية والإسلامية إلى ترجمة قرارات القمة العربية والإسلامية بالرياض إلى واقع عمليّ يوقف العدوان، ويضمّد جراح أهلنا في غزَّة، وينهي الحصار عنها.
- رغم زيادة عدد شاحنات المساعدات الإغاثية التي وصلت إلى قطاع غزَّة لكنها لا تكفي الحاجات الأساسية والضرورية، ولذا فإنَّنا ندعو إلى زيادة أعداد الشاحنات التي تدخل يومياً لتفي بالحاجة الإنسانية الماسّة في كل مناطق قطاع غزَّة، جنوباً وشمالاً.
- في ظل خروج كل المستشفيات عن الخدمة، ومع ارتفاع أعداد الجرحى والمصابين والمرضى، فإنَّنا نهيب بأمتنا العربية والإسلامية ودول العالم لإرسال مزيد من المشافي الميدانية في كل التخصصات الطبية، والمساهمة في إخراج الجرحى واستقبالهم للعلاج في الخارج.
- بالنظر الى حجم الدمار، ووجود آلاف الجثث تحت أنقاض المباني المهدمة، وضعف إمكانات الدفاع المدني في قطاع غزَّة، فإننا نهيب بدول العالم المسارعة بإرسال فرق الدفاع المدني والمعدات المتخصصة برفع الأنقاض وانتشال جثامين الشهداء.
- نعبّر عن استهجاننا ورفضنا لما ورد في التقرير الأولي الصادر عن منظمة هيومان رايتس ووتش حول العدوان على المستشفيات في قطاع غزة، وخاصة المستشفى الأهلي المعمداني، ونؤكّد أنَّ هذا التقرير يتساوق ويروّج لرواية جيش الاحتلال، ولا يعتمد على أدلة من عين المكان، ولا يستند إلى لقاء شهود العيان والاستماع إلى تقارير الجهات المختصة.
- ندعو الصحفيين والوكالات الإعلامية العالمية إلى تكثيف حضورها إلى قطاع غزة للاطلاع على حجم الدمار ومعالم الإبادة التي ارتكبها جيش الاحتلال وجيشه النازي بحق الأطفال والمدنيين العزّل وكافة البنى التحتية، وفي السياق، فإنّنا نقدّم الدعوة للسيّد "إيلون ماسك" -الذي زار الاحتلال -إلى زيارة قطاع غزَّة للاطلاع على حجم المجازر والجرائم التي ارتكبت ضد أبناء شعبنا، التزاماً بمعايير الموضوعية والمصداقية، وابتعاداً عن سياسة الانحياز والمعايير المزدوجة في التعامل مع قضية شعبنا وحقوقه المشروعة.
ثالثاً: الأسرى المحرّرون وجرائم الاحتلال ضد الأسرى:
- كشفت شهادات 150 أسيراً محرّراً من حرائرنا وأشبالنا وأطفالنا عن حقيقة وحجم ووحشية الانتهاكات والجرائم التي تُرتكب ضدّهم وضدّ الأسرى في سجون الاحتلال.
- بالمقابل شاهد العالم كيف تعاملت كتائب القسَّام مع المحتجزين والأسرى لديها من النساء والأطفال والأجانب، معاملة إنسانية تعبّر عن أخلاقية عالية يفتقدها جيش الاحتلال النازي.
- إنَّ جماهير شعبنا التي خرجت في الضفة والقدس لاستقبال المحرّرين وهتافهم مع الأسرى باسم رجال المقاومة الفلسطينية، لهو دليل متجدّد على الالتفاف الجماهيري حول المقاومة كخيار استراتيجي لانتزاع الحقوق والتحرير والعودة.
- إنّ الاحتلال الفاشي يحاول الانتقام من الأسرى في سجونه منذ السابع من أكتوبر، عبر سلسلة من الانتهاكات والجرائم التي تعبّر عن حالة خوفه ورعبه من نضال شعبنا وصمود أسراه وبسالة مقاومته.
- لقد سعى الاحتلال بكل الوسائل، للتعتيم عن وضع وحقيقة أسراه المفرج عنهم في اتفاق التبادل، الذي تمَّ خلال الأربعة أيام الماضية، في محاولة يائسة لإخفاء المعاملة الإنسانية التي تلقوها طيلة احتجازهم لدى القسّام، لكنَّ إحدى المحتجزات المفرج عنها، فضحته وبعثت برسالة إلى القسّام عبّرت فيها عن شكرها وتقديرها لهؤلاء الرّجال.
- إنَّ التضليل والكذب الذي يمارسه الساسة في الإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية، والذي تتساوق معه وسائل الإعلام الأمريكية والغربية بشكل مُمنهج، سيعمّق حالة نشر الكراهية وعدم الاستقرار في العالم، يتحمّلون مسؤوليته ونتائجه، وليس آخرها إطلاق النار على 3 شبان فلسطينيين في فيرمونت بالولايات المتحدّة.
وختاماً، وفي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: الذي يصادف غدا، فإنّنا:
- نتوجّه بالتحيّة الخالصة والتقدير الكبير لجماهير أمتنا العربية والإسلامية والأحرار، وكل المتضامنين والداعمين لنضال شعبنا في كل قارات العالم، الذين يواصلون حراكهم وفعالياتهم رفضاً للعدوان وحرب الإبادة ضد شعبنا.
- وندعوهم إلى المزيد من الحراك والتفاعل والتضامن والتأييد بكل الوسائل الممكنة، في هذا اليوم، وسائر الأيام القادمة، والتحرّك في فعاليات متواصلة تفضح جرائم الاحتلال ومخططاته، وتعزل كيانه، وتوقف عدوانه عن أرضنا وشعبنا ومقدساتنا.
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: العربیة والإسلامیة جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
كيف يعزّز فشل إسرائيل العسكري في غزة من مكاسب حماس الاستراتيجية والدولية؟
قال المحامي والضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، موريس هيرش، إنّ: "الاحتلال لا يُخفي وأوساطه الأمنية والعسكرية أن استمرار الحرب على غزة طيلة هذه المدة دون القضاء على حماس، يشكّل خيبة أمل كبيرة، رغم ما يتم تكراره من مزاعم دعائية فارغة".
وعبر مقال، نشره معهد القدس للشؤون الأمنية والخارجية، أوضح هيرش، أنّ: "الحركة تمتلك لاستراتيجية متعددة الطبقات، وصلت أخيرا إلى تشويه سمعة جيش الاحتلال الإسرائيلي على الساحة الدولية، وفي الوقت ذاته الحفاظ على سلطتها في غزة، مع تأمين موارد إعادة الإعمار الدولية".
وتابع المقال الذي ترجمته "عربي21" بالقول: "رغم أهداف الاحتلال المُتمثّلة بتفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس، فإن الضغوط الدولية أجبرته على السماح لها بمواصلة وظائفها الحكومية، لتوزيع المساعدات الإنسانية، وإبقاء الأسرى في غزة تأمين وجودي لها".
وأبرز: "لن يتم إطلاق سراحهم بالكامل إلا من خلال المفاوضات وحدها، التي أسفرت حتى الآن عن إطلاق سراح أسراها الكبار، وعددهم 2144 مقابل إطلاق سراح بعض الأسرى".
"عندما نفذت حماس هجوم الطوفان كان لها عدة أهداف، تحققت كلها تقريباً، أهمها قتل أكبر عدد من الجنود والمستوطنين، وأسرهم، واستخدامهم أوراق مساومة لضمان إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ومثّل قتل عشرات آلاف الفلسطينيين في غزة، مناسبة لتشويه سمعة الاحتلال، وإدانته في الساحة الدولية، وإعادة إشعال النقاش العالمي حول الدولة الفلسطينية، واعتراف العالم بها" استرسل المقال ذاته.
وتابع: "في نهاية المطاف، سعت الحركة للبقاء على قيد الحياة بعد الحرب، والحفاظ على مكانتها الحاكمة في المجتمع الفلسطيني، والتمتع بثمار الجهود الدولية الحتمية لإعادة بناء غزة".
وأشار إلى أنه: "منذ البداية، أدركت حماس أنها لا تستطيع مجاراة القوة العسكرية للاحتلال، وأدركت جيداً أن ردّه سيكون ساحقاً، لكنها عملت على تحويل هذا الردّ العنيف إلى أصل استراتيجي يمكن استخدامه ضده، عبر الاستعانة بحلفائها وأصدقائها حول العالم، أولهم الأمم المتحدة ومؤسساتها في غزة، وبدأت بإصدار قرار تلو الآخر لإدانة الاحتلال..".
وأوضح أنّ: "الحليف الثاني للحركة هو المحور الإيراني لمساعدتها في التصدّي للعدوان الاسرائيلي، حيث انضم حزب الله والحوثيون بسرعة لمهاجمة الاحتلال، وأطلق الحزب أكثر من عشرة آلاف صاروخ وقذيفة وطائرة بدون طيار، ما تسبّب بأضرار واسعة النطاق، وإجلاء أكثر من 140 ألف مستوطن، وجمع الحوثيون بين الهجمات المباشرة على الاحتلال، وتعطيل حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، فيما هاجمت إيران، دولة الاحتلال بمئات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار".
وأضاف: "الحليف الثالث لحماس هي مجموعات إسلامية، منتشرة في مختلف أنحاء العالم، حيث نجحت الحركة بحشد الدعم الشعبي، وملايين المتظاهرين ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومهاجمته، والضغط على حكوماتهم لفرض عقوبات عليه".
وأكد أنّ: "الحركة شوّهت سمعة الاحتلال، وانضمت إليها هيئات الأمم المتحدة، بما فيها الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان وسلسلة من: المقررين الخاصين، ومحكمة العدل الدولية، وصولا لإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب آنذاك، يوآف غالانت، بوصفهم مجرمي حرب".
وأردف: "فرضت العديد من حكومات العالم، بما فيها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وبريطانيا، وكندا، وهولندا، وأستراليا، ودول أخرى، حظراً كاملاً أو جزئياً على تصدير الأسلحة أو المكونات للاستخدام العسكري للاحتلال".
ولفت أنّ: "هدفا آخر من أهداف حماس في طريقه للتحقق من خلال تزايد عدد الدول المعترفة بفلسطين، بلغ عددها تسعة، وهي: أرمينيا، سلوفينيا، أيرلندا، النرويج، إسبانيا، جزر البهاما، ترينيداد، وتوباغو، جامايكا وبربادوس، مع احتمال انضمام فرنسا وبريطانيا لها".
وختم بالقول إنّه: "إذا استمرت الأحداث في مسارها الحالي، فلا شك أن حماس ستنتصر في الحرب، وتحقّق كل أهدافها من الهجوم، وسيكون هذا بمثابة كارثة بالنسبة للاحتلال".