NYT: بايدن أمام انقسامات حادة بإدارته وخارجها بسبب دعمه للحرب على غزة
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يواجه انقسامات حادة داخل إدارته وبين ناخبيه من العرب والمسلمين، بسبب الانحياز الواضح للاحتلال الإسرائيلي في العدوان على غزة.
وأوضحت في تقرير ترجمته "عربي21" أن بايدن، بعد أسابيع من العدوان على غزة، دعا مجموعة صغيرة من الأمريكيين المسلمين البارزين إلى البيت الأبيض، وكان المشاركون صريحين معه حول الموقف من الحرب، وفقا لعدد من المشاركين.
ولفتوا إلى أن المشاركين أبلغوه أن احتضانه للاحتلال الإسرائيلي، اعتبره الكثيرون بمثابة إذن للقصف على غزة، كما اعتبروا أن بيانه الذي شكك في عدد الشهداء الفلسطينيينن كان "مهينا"، فضلا عن أن حادثة طعن الصبي المسلم الفيومي، على يد متطرف بسبب العدوان على غزة، كان مجرد نتيجة مدمرة لتجريد المجتمع المسلم من إنسانيته.
وقال الحاضرون إن الجلسة الخاصة، التي كانت مقررة لمدة 30 دقيقة، امتدت إلى أكثر من ساعة. ولوح السيد بايدن لمساعديه الذين حاولوا إخراجه من الغرفة وهو يستمع إلى الانتقادات ويشارك تجربته الخاصة مع الخسارة والحزن.
ونقلت الصحيفة عن وائل الزيات، الرئيس التنفيذي، لمجموعة حشد الناخبين المسلمين "إيميج"، إن بايدن أدرك أن هناك أخطاء في الخطاب، وأظهر تعاطفا ووعد بالقيام بما هو أفضل، خاصة بإضفاء الطابع الإنساني على الفلسطينيين، وفق قوله.
وقال كيث إليسون، المدعي العام في ولاية مينيسوتا، والذي حضر الاجتماع أيضًا، إن الحرب زادت المخاطر على الأمريكيين أيضا.
وأضاف: "أخبر زعماء الجالية المسلمة بايدن أن معاناة سكان غزة الأبرياء الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة في ظروف صعبة للغاية زادت في الواقع من احتمال وقوع هجمات معادية للإسلام في الولايات المتحدة".
وانتهى التجمع باحتضان السيد بايدن امرأة فقدت شقيقها في جريمة كراهية ضد المسلمين قبل عدة سنوات. لكن المجموعة غادرت دون شيء واحد أتت من أجله: "وعد من السيد بايدن بالدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار".
وقالت الصحيفة، إن الاجتماع كان بمثابة لمحة عن مهمة أكبر بكثير يواجهها بايدن وهو يحاول التغلب على الغضب العميق بين مؤيديه منذ فترة طويلة وحتى داخل البيت الأبيض، حيث قال بعض الموظفين الأصغر سنا، وخاصة أولئك الذين لديهم خلفيات عربية أو إسلامية، يشعرون بخيبة الأمل من الرئيس الذي يخدمونه
وقال مسؤولو إدارة بايدن إن "دعم الرئيس لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد هجوم حماس ليس سوى جزء من القصة، وعلى نحو متزايد، قام بإقران كلمات الدعم التي يستخدمها، مع دعوات أكثر قوة للحذر وحماية المدنيين الفلسطينيين مع وصول عدد القتلى إلى مستويات كارثية" بحسب الصحيفة.
المسؤولون، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لوصف المناقشات التي جرت في البيت الأبيض، يقولون أيضا إن تضامن بايدن مع إسرائيل سمح له بممارسة نفوذ على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن المساعدات الإنسانية وفتح معبر رفح مع مصر. .
لكن بالنسبة للكثيرين في المجتمع العربي، فإن كلمات السيد بايدن وأفعاله بعد عملية طوفان الاقصى، جعلتهم والمدنيين الفلسطينيين في غزة الذين يموتون بالآلاف، يشعرون وكأنهم فكرة لاحقة في الحرب.
وقال جيمس زغبي، رئيس المعهد العربي الأمريكي، الذي يقوم باستطلاع آراء الجالية منذ 27 عاماً: "هناك شعورا بأن صدمة شعب ما أهم من صدمة شخص آخر، يبدو الأمر كما لو أن هناك أمران لا يطاقان، وقد قررا أيهما سيقبلان".
وقد ظهر هذا الضيق بوضوح في الاجتماع مع السيد بايدن. وقال المشاركون إنهم شعروا بالذعر لأنه قبل يوم واحد فقط، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الأسترالي، قال الرئيس للصحفيين إنه "ليس لديه أي فكرة عن أن الفلسطينيين يقولون الحقيقة" بشأن عدد الشهداء.
وقال بايدن إن الأبرياء الذين ماتوا كانوا "ثمن شن الحرب".
وأثارت هذه التعليقات المخاوف بين أولئك الذين شعروا أن دعم بايدن لإسرائيل كان غير مشروط، حتى في الوقت الذي أدى فيه هجوم الاحتلال على غزة إلى استشهاد الآلاف والآلاف من الأشخاص، حتى وفقا لتقديرات الولايات المتحدة نفسها.
وأثارت تعليقاته أيضا غضبا داخل البيت الأبيض، بما في ذلك من قبل البعض الذين شعروا أن رسائل الدعم للموظفين اليهود يمكن أن ينظر إليها على أنها غير حساسة تجاه العرب والمسلمين العاملين في البيت الأبيض.
وعقد كبار مساعدي بايدن، بقيادة جيفري زينتس، رئيس موظفي البيت الأبيض، اجتماعات متعددة مع المسؤولين الغاضبين للاستماع إلى شكاواهم، وقد ترأس أحد هذه الاجتماعات مؤخراً السيد زينتس؛ وأنيتا دان، كبيرة مستشاري الرئيس؛ وجون فاينر، نائب مستشار الأمن القومي؛ وستيفن بنجامين، مدير المشاركة العامة. سمح الاجتماع للموظفين غير السعداء ببث أفكارهم.
وبحسب بعض الروايات، فإن الاجتماعات، التي نشرت بعض تفاصيلها في وقت سابق في صحيفة واشنطن بوست، ساعدت في تشكيل اللغة التي يستخدمها البيت الأبيض لمناقشة الوضع، ومقال رأي صاغه البيت الأبيض ونشر تحت اسم الرئيس في صحيفة ذا بوست بعد أيام قليلة من الاجتماع مع السيد زينتس والآخرين، "حرص على التعبير عن التعاطف ليس فقط مع الضحايا الإسرائيليين لهجمات حماس، ولكن أيضا للمدنيين الفلسطينيين المتضررين من الهجوم العسكري الإسرائيلي".
وقال بايدن في المقال: "أنا أيضاً أشعر بالحزن الشديد إزاء الصور التي خرجت من غزة ومقتل عدة آلاف من المدنيين، بما في ذلك الأطفال”. وأضاف: "إن كل حياة فلسطينية بريئة تفقد هي مأساة تمزق العائلات والمجتمعات".
وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن كان منذ فترة طويلة "بطلا لإسرائيل والقومية اليهودية، وكان يردد في كثير من الأحيان أنه ليس من الضروري أن تكون يهوديا لتكون صهيونيا، وقد أدى دعمه الذي لا يتزعزع في بعض الأحيان إلى وضعه على خلاف مع بعض أعضاء حزبه، خاصة بين التحالف ذي الميول اليسارية الذي يرى القضية الفلسطينية كامتداد لحركات العدالة العنصرية والاجتماعية".
وبينما يتطلع بايدن نحو الانتخابات الرئاسية لعام 2024، قد يكون لموقفه من الحرب أهمية كبيرة في منافسة قد تتوقف على ولايات متأرجحة مثل جورجيا وميشيغان، اللتين صوت الناخبون الأمريكيون المسلمون والعرب لصالحه قبل ثلاث سنوات.
كانت غادة النجار من بين الأمريكيين الفلسطينيين الذين بدأوا في حشد وجمع الأموال لصالح السيد بايدن في جورجيا عام 2020 مع مجموعة الأمريكيين العرب من أجل بايدن، وقالت إن تعهد الحملة الانتخابية للمجموعة بأن جو بايدن يؤمن بقيمة وقيمة كل فلسطيني وكل إسرائيلي يطاردها الآن.
وقالت: "شعرت أننا قادرون على الاجتماع معا كمجتمع لانتخاب هذا الرئيس الذي اعترف بنا، والذي كان سعيدا بالشراكة معنا وقد تعتقد أن ذلك يأتي مع النفوذ والتأثير، وأن يتم تهميشك تماما بشأن الموضوع الأكثر أهمية الذي انتخبت الرئيس عليه هو أمر مذهل".
وقالت السيدة النجار إنه بعد بدء الحرب، غيرت المجموعة اسمها إلى "العرب الأمريكيون إلى الأمام"، مما أدى إلى إزالة اسم بايدن. وبما أنها علمت باستشهاد أكثر من 60 من أفراد عائلتها الكبيرة في الحرب، فإنها لا ترى طريقا للعودة إلى السيد بايدن، الذي توسط في هدنة في اليوم الذي نفد فيه طعام عائلتها في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة بايدن غزة الاحتلال امريكا غزة الاحتلال بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البیت الأبیض على غزة
إقرأ أيضاً:
خرق أمني جديد يستهدف البيت الأبيض.. ما القصة؟
كان اسم مايك والتز قد ارتبط سابقًا باستخدام تطبيق "سيغنال" عندما أضاف بالخطأ صحفيًا بارزًا إلى مجموعة وزارية تناقش غارات جوية على اليمن في الوقت الفعلي، ما أثار انتقادات واسعة. اعلان
كشف تحقيق أجرته وكالة "رويترز" أن عملية اختراق إلكتروني استهدفت في وقت سابق من هذا الشهر منصة الاتصالات "تيلي ميسج" (TeleMessage)، والتي كان يستخدمها مستشار الأمن القومي السابق في إدارة ترامب، مايك والتز، قد طالت نطاقاً أوسع من المسؤولين الأمريكيين مما كان معروفاً في السابق، الأمر الذي يثير تساؤلات جديدة حول أمن البيانات داخل الإدارة الأمريكية السابقة.
وبحسب بيانات حصلت عليها "رويترز" من منظمة "ديدي إس سيكريتس" (Distributed Denial of Secrets)، وهي مؤسسة غير ربحية أمريكية تُعنى بأرشفة الوثائق المُسرّبة، فإن قاعدة البيانات المخترقة تضمنت معلومات لأكثر من 60 مستخدمًا حكوميًا فريدًا على المنصة. ومن بين هذه الجهات: فرق استجابة للكوارث، ومسؤولون في الجمارك، وعدد من الدبلوماسيين، وموظف واحد على الأقل من البيت الأبيض، وعناصر في جهاز الخدمة السرية.
ويغطي التسريب يومًا تقريبًا من الرسائل، حتى تاريخ 4 مايو، وتبين أن العديد منها كان مجتزأً أو غير مكتمل. ورغم أن "رويترز" لم تتمكن من التحقق من كل محتوى البيانات المسرّبة، إلا أنها استطاعت في أكثر من ست حالات مطابقة أرقام الهواتف الواردة لأصحابها الحقيقيين، كما أكّد مستفيد من خدمات وكالة الطوارئ الفيدرالية (FEMA) صحة رسالة تلقاها ضمن التسريبات، وكذلك أكدت شركة خدمات مالية أن رسائلها المسرّبة كانت حقيقية.
كشف تحركات المسؤولينورغم أن المحتوى لم يتضمن معلومات سرية واضحة، إلا أن بعض الرسائل كانت تتعلق بتحركات مسؤولين كبار في الحكومة، بما في ذلك خطط سفر إلى الفاتيكان والأردن. على سبيل المثال، ظهر اسم مجموعة على تطبيق "سيغنال" تحت عنوان: "POTUS | ROME-VATICAN | PRESS GC"، يُعتقد أنها كانت تناقش ترتيبات لحدث في الفاتيكان.
المنصة، التي لم تكن معروفة خارج الدوائر الحكومية والمالية، لفتت الأنظار بعد نشر صورة في 30 نيسان/ أبريل لمايك والتز وهو يستخدم تطبيقها خلال اجتماع وزاري. وتُستخدم TeleMessage لأرشفة الرسائل المرسلة عبر تطبيقات مشفّرة كـ"سيغنال"، وفقًا لمتطلبات الحفظ القانوني في المؤسسات الحكومية.
وقد توقفت المنصة عن العمل في 5 أيار/ مايو "بدافع الحذر"، ولم ترد الشركة المالكة لها، Smarsh، ومقرها ولاية أوريغون، على استفسارات "رويترز" بشأن عملية الاختراق.
Relatedنيويورك تايمز: وزير الدفاع الأمريكي أخبر عائلته عبر تطبيق سيغنال بشن غارات على اليمن قبيل حدوثها وزير الدفاع الأمريكي استخدم "سيغنال" 12 مرة في مواضيع حساسةتعيين تيم والتز سفيرا لدى الأمم المتحدة بعد استقالته على وقع فضيحة محادثة منصة سيغنالوفي رد رسمي، قال البيت الأبيض إنه "على علم بالحادثة الإلكترونية التي وقعت في شركة Smarsh"، لكنه لم يعلّق على استخدام المنصة. من جهتها، وزارة الخارجية الأمريكية لم تصدر أي تعليق، بينما أكّد جهاز الخدمة السرية أن استخدام المنصة اقتصر على "مجموعة صغيرة من الموظفين"، وأنه بصدد مراجعة الموقف.
وقالت وكالة الطوارئ الفيدرالية إنها "لا تملك أي دليل على تعرض بياناتها للاختراق"، لكنها لم ترد على تساؤلات إضافية تتعلق برسائل داخلية اطلعت عليها رويترز. وأشارت الجمارك الأمريكية إلى أنها عطّلت استخدام المنصة وأن التحقيق لا يزال جاريًا.
وكان اسم مايك والتز قد ارتبط سابقًا باستخدام تطبيق "سيغنال" عندما أضاف بالخطأ صحفيًا بارزًا إلى مجموعة وزارية تناقش غارات جوية على اليمن في الوقت الفعلي، ما أثار انتقادات واسعة.
ورغم مغادرته منصبه حينها، بقي ضمن فريق الإدارة الأمريكية، حيث أعلن الرئيس ترامب لاحقًا ترشيحه ليكون السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة