وكالة روسية تتهم أمريكا باستغلال هدنة غزة لتعزيز قواعدها في سوريا.. ما الدلالات؟
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
اتهمت وسائل إعلام روسية، الولايات المتحدة باستغلال الهدنة في قطاع غزة لتعزيز قواعدها "غير الشرعية" شرقي سوريا، وذلك في خطوة عدها خبراء بالشأن الروسي تحدثت إليهم "عربي21"، في إطار تحذير "محور المقاومة" من خطورة التحركات الأمريكية في المنطقة.
وقالت وكالة "سبوتنيك" الروسية، إن الجيش الأمريكي نقل معدات عسكرية متطورة إلى قواعده اللاشرعية شرقي سوريا، بالتزامن مع إجراء تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية، مستغلا إعلان الهدنة المؤقتة في قطاع غزة، وما أعلنته المقاومة العراقية على خلفيتها حول خفض الهجمات على تلك القواعد بعد أسابيع من استهدافها المستمر ردا على التدخل الأمريكي ودعمه اللا محدود لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتابعت بالإشارة إلى هبوط طائرة شحن عسكرية كبيرة تابعة للجيش الأمريكي في قاعدة "خراب الجير" بريف الرميلان النفطية شمالي شرقي الحسكة، بالقرب من الحدود العراقية، محملة بمعدات متطورة من ضمنها أسلحة مضادة للطائرات وذخائر ومواد لوجستية.
يأتي ذلك، على خلفية تراجع وتيرة الضربات التي تتعرض لها القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، بعد التوصل لهدنة "مؤقتة" بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
تحذيرات للمقاومة
ويقول الكاتب المختص بالشأن الروسي الدكتور نصر اليوسف، إن هناك حالة من الاعتقاد تسود بين المحللين الروس، مفادها أن الحشود العسكرية الغربية والأمريكية "الضخمة" التي تصل منطقة الشرق الأوسط تباعا منذ حرب غزة، لا يمكن أن تكون فقط لإظهار الدعم للاحتلال وهدفها بالقضاء على حماس فقط.
ويضيف لـ"عربي21"، أن "التعامل مع غزة لا يحتاج كل هذه الحشود الغربية"، ويتابع بقوله: "ربما الهدف رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط، واستئصال محور المقاومة".
وبذلك، يقرأ اليوسف في تقرير "سبوتنيك"، محاولة من روسيا لاستنهاض قوى "محور المقاومة" ودعوته إلى التنبه لخطورة "المخطط المفترض".
من جانبه يلفت المستشار المقرب من وزارة الخارجية الروسية رامي الشاعر لـ"عربي21" إلى توازي التحركات الأمريكية والغربية في منطقة الشرق الأوسط تأتي مع الاستمرار بتنفيذ مخطط توسيع حلف شمال الأطلسي "ناتو" بجوار روسيا، ويقول: "هذا هو الهدف الرئيسي لتحريك حاملات الطائرات والأساطيل في المنطقة".
لكن القيادي في "الجيش الوطني" السوري، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، يرى أن القوات الأمريكية تستطيع تعزيز قواعدها في سوريا في الوقت الذي تختاره، ويقول لـ"عربي21": "بتقديري لا علاقة للهدنة بالتعزيزات الأمريكية للقواعد في سوريا".
ويؤيد مدير مركز "رصد للدراسات الاستراتيجية" العميد عبد الله الأسعد، القراءات السابقة لجهة اعتبار أن هدف الحشود العسكرية الأمريكية التي وصلت المنطقة هو "أبعد وربما من غزة".
تراجع الهجمات ضد القواعد الأمريكية
وفي تفسيره لتراجع الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا بعد الهدنة، يقول لـ"عربي21": "الهجمات ارتفعت وتيرتها بعد العدوان على غزة كنتيجة للعدوان، والآن بعد الهدنة لم يعد هناك مبررات لاستمرار الهجمات، رغم أن الهجمات هي إعلامية ودعائية"، على حد تأكيده.
ومنذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي، زادت الميليشيات المدعومة من إيران من وتيرة استهداف القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، لكن إبان الهدنة في غزة تراجعت الهجمات، ولم تشهد القواعد إلا ضربة لـ"حقل العمر" شرق دير الزور نفذتها طائرة مسيرة الخميس أي قبل دخول الهدنة حيز التطبيق بيوم واحد، وتبنتها ميليشيا "المقاومة الإسلامية في العراق".
يذكر أن الهجمات ضد القواعد الأمريكية تراجعت رغم إعلان فصيل عراقي مسلح عن عدم شمول "المقاومة الإسلامية" في العراق، باتفاق الهدنة في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة سوريا روسيا سوريا امريكا غزة روسيا سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القواعد الأمریکیة الأمریکیة فی فی سوریا
إقرأ أيضاً:
اختراق الهدنة.. آخر تطورات الأوضاع بين الكونغو ورواندا
اتهمت رواندا، اليوم، كل من جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي بـ ارتكاب "انتهاكات متعمدة" لعملية السلام في شرق الكونغو، بعد دخول حركة "إم 23" المسلحة، المدعومة من كيغالي، إلى بلدة استراتيجية قرب الحدود.
أوضح بيان صادر عن الحكومة الرواندية أن الجيشين الكونغولي والبوروندي، إلى جانب مجموعات متحالفة معهم، يقومون بـ قصف ممنهج للقرى التي يقطنها المدنيون بالقرب من الحدود مع رواندا.
ويُستخدم في ذلك طائرات مقاتلة وطائرات مسيرة هجومية، فيما بررت حركة "إم 23" تدخلها بأنها تضطر للتصدي للهجمات على المدنيين.
دخلت حركة "23 مارس" ضواحي بلدة أوفيرا الاستراتيجية يوم الثلاثاء، وهو ما يهدد اتفاق السلام الذي توسطت فيه واشنطن مؤخرًا، ويزيد من مخاطر تصاعد العنف في المنطقة.
الوضع الإنساني المتأزمفر أكثر من 200 ألف شخص من منازلهم خلال الأيام الأخيرة وفق الأمم المتحدة.
قُتل 74 شخصًا على الأقل، معظمهم من المدنيين، ونُقل 83 مصابًا إلى المستشفيات.
تتركز المعارك في قرى شمال بلدة أوفيرا، بين قوات الكونغو المحلية وجماعات تعرف باسم وازاليندو في مواجهة حركة "إم 23".
خطوة دبلوماسية: اتفاق السلام في واشنطن
استضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيسي رواندا والكونغو في واشنطن يوم الخميس لتوقيع اتفاق سلام بمشاركة قطر، بهدف إنهاء النزاع الطويل.
وأكد ترامب خلال المراسم: "إننا ننجح اليوم فيما فشل فيه كثيرون غيرنا"، مشيرًا إلى أن إدارته أنهت صراعًا دام 30 عامًا وأودى بحياة ملايين الأشخاص.
ويؤكد الاتفاق التزامات الطرفين تجاه وقف الأعمال العدائية والعمل على تحقيق الاستقرار في شرق الكونغو.
خلفية الأزمةتأسست حركة "إم 23" في 23 مارس 2012 كرد فعل على سياسات حكومة الكونغو تجاه القوات المسلحة المتمردة.
وتدعم رواندا الحركة لتعزيز نفوذها في شرق الكونغو، ما أدى إلى توترات مع بوروندي والكونغو الديمقراطية.
وتعاني المنطقة من نزاعات عرقية وسياسية مستمرة، إضافة إلى صراعات على الموارد الطبيعية والغابات الكثيفة، ما يزيد من تعقيد الأزمة.
1. إنساني: تهجير جماعي للمدنيين وخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
2. سياسي: تهديد اتفاقات السلام السابقة وارتفاع التوتر الإقليمي بين الدول المعنية.
3. اقتصادي: توقف الأنشطة الزراعية والتجارية في المناطق المتضررة، ما يزيد من هشاشة الوضع المحلي.
في النهاية تشير التطورات الأخيرة إلى أن تنفيذ اتفاقيات السلام يواجه تحديات كبيرة في مناطق النزاع المعقدة، حيث تتداخل العوامل السياسية والعرقية والعسكرية. ويبرز الدور الحيوي للدول الإقليمية والدولية في الوساطة وحماية المدنيين، في ظل استمرار الاشتباكات التي تُظهر هشاشة السلام في شرق الكونغو، وتؤكد الحاجة الملحة إلى حل شامل يضمن الاستقرار السياسي والإنساني ويمنع تفاقم الأزمة.