«تاريخ لم يدرس لنا».. فنانة إسرائيلية تتنازل عن جنسيتها بعد قصف غزة
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
أثارت الممثلة الإسرائيلية يولا بينيفولسكي حالة من الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك عقب إعلان تنازلها عن جواز السفر الإسرائيلي والجنسية، مشيرة إلى أن تاريخهم لم يتم دراسته في المدارس.
ونشرت يولا بينيفولسكي مقطع فيديو عبر حسابها الرسمي بموقع تداول الصور والفيديوهات «إنستجرام»، وقالت: «أهلا بالجميع، اسمى يولا، وأنا ممثلة وصانعة أفلام في تورنتو، وانا أيضا أحمل الجنسية الإسرائيلية، وتركت إسرائيل منذ 23 عاما، وأعيش في كندا منذ ذلك الحين».
وأضافت الممثلة الإسرائيلية: «هذا باسبورى الإسرائيلي، وهذه بطاقة تعريف الإسرائيلية، وهذه بطاقة الإعفاء من الجيش الخاصة بى، أنا لم أخدم في الجيش، في خلال الأسبوع الماضى تقدمت بطلب للتنازل عن جنسيتى الإسرائيلية في القنصلية بتورنتو، لم يكن قرار أخذته بسهولة، ولكننى كنت أفكر به منذ وقت طويل».
View this post on InstagramA post shared by Yᑌᑌᒪᗩ ᗷEᑎIᐯOᒪᔕKi (@benivuula)
وتابعت يولا بينيفولسكي: «منذ اللحظة التي تأكدت فيها من التاريخ الحقيقى عن المكان الذى نشأت فيه، التاريخ الذى لم يدرس لنا في المدارس، أو حتى تحدثوا عنه في الفترة التي نشأت فيها هناك حتى الأسبوع الماضي في القنصلية، لقد كانت عملية استغرقت حوالى عقدين من الوقت».
وواصلت: «نعم قدمت الطلب كطريقة للرد على العدوان الإسرائيلي المروع في غزة، ولكن بما أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها إسرائيل بالعدوان على غزة، لماذا الآن؟، لماذا هذه اللحظة؟، بسبب كمية الإصابات التى وصلت إلى أبعاد كارثية، وبالرغم من أننا في هدنة أو استراحة أو ما تريد تسميته في الوقت الحالى، ولكن يبدو أنها لن تنتهى في أي وقت قريب، خاصة مع تأكيد السلطات الإسرائيلية أنهم بعد الهدنة ينوون استمرار الضرب لأكثر من شهرين على الأقل».
ولفتت إلى أنه "سواء أدركت إسرائيل ذلك أم لا، أنها تؤذى شعبها أيضا، في خلال طفولتى في إسرائيل، عشت حربين، إحداهما كان حرب الخليج الأولى، انتفاضتان فلسطينيتان، 26 قنبلة انتحارية واحدة منهم رأيتها بنفسى، وبلدتى التي كانت على الحدود اللبنانية كانت تتعرض للقصف كل يوم تقريبا خلال طفولتى، وبالرغم من أن الصواريخ المستخدمة كانت مصنوعة في المنزل أو قديمة وغير دقيقة.
وتابعت: «بالرغم من أننى اعرف اثنين قتلوا بسبب صاروخ في بلدتى، فقضيت أغلب طفولتى في الدخول والخروج من الملاجئ ضد الصواريخ، والسؤال الدائم حول، هل يحب الذهاب إلى الملاجئ ضد الصواريخ، وعدم الذهاب إلى المدرسة بسبب إغلاقها بسبب إطلاق الصواريخ، كم عدد المرات التي جلست فيها مع أصدقائي في سن المراهقة ونحن نشاهد سقوط بواقى الصواريخ على الغابات».
وأضافت: تعلمت كيفية ارتداء الماسك الحامى من الغازات لنفسى ولأشقائى عندما كنت بعمر الـ 10 سنوات، وهم 7 و 6 سنوات في حالة عدم وجود والداى في المنزل، وشاركت في العشرات من التدريبات، وتعلمت أن أفرق بين نيران الصواريخ الصادرة والقادمة لكى أتمكن من البقاء في المنزل لـ عدة دقائق إضافية، وفى خلال كل هذه الأحداث، التغطية في الأخبار والصحف وفى كل مكان حولنا كانت تؤكد أن ما يحدث طبيعى وهذا بسبب أننا يهود، وكل من حولنا يريد إبادتنا.
و خلال الفيديو إجابت بينيفولسكى على سؤال لماذا تتنازل عن جنسيتها الآن؟، قائلة:" لأنه أكثر من قبل الأمر واضح لى أن إسرائيل "السلام" ليس هدف، ولا أدرى إن كان مطروحا من قبل، وعندما أفكر في طفولتى والأوقات التي قمنا فيها بالجرى من وإلى الملاجئ من الصواريخ، كل الأوقات التي كان فيها والدي قلقون بشأننا، كل الأوقات التي قضيتها في خوف وقلق، وأنا أضع قناع، لأنه تم تشجيعي على ذلك، أشعر أنها دولة لا تأبه على شعبها، وأنا حتى لا أتحدث عن كل التعذيب والإهانة التي يتعرض لها الفلسطينيون في الضفة الغربية وغزة، أو على الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الفلسطينية التي تحب إسرائيل أن تستخدمها كنوع من أنواع الدلائل على إنها دولة ضد العنصرية، أنا هنا اتحدث عن الطريقة التي تعامل بها إسرائيل شعبها، تعتقدون أن العيش في أوضاع خطيرة على الحدود يمكن أن يجعلنا محور موارد دولتنا وجهودها لخلق السلام في المنطقة، ولكن لا، إسرائيل هي كيان مبنى على التسلسلات الهرمية حيث تربط أهمية وإنسانية الشخص بهويتهم.، وبسبب هذا السكان غير المرغوب منهم الفقراء وأصحاب البشرة السمراء، والمهاجرين من دول أخرى يضعوهم في مناطق منسية، أو على الحدود حيث تهملهم الحكومة بشكل كبير، في مثل هذه المجتمعات حيث يتم تقسيم الأشخاص، وتوظيفهم بالعنف والقسوة ويستغل الناس شعورهم بالتفوق والاستحقاق وتأكيد أنفسهم".
اقرأ أيضاًوزير الخارجية: سياسة إسرائيل في تعطيل دخول المساعدات مُمنهجة لدفع الفلسطينيين لمغادرة غزة
نقابة الصحفيين الفلسطينيين: 350 جريمة بحق الصحفيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي
كندة علوش تستغيث من أجل غزة: «لن تعود الحياة طبيعية»
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أخبار العربي أوكرانيا التضامن مع فلسطين التلفزيون العربي العدوان الإسرائيلي على غزة العربي العربي أخبار العربي مباشر العربية مباشر تضامن مع فلسطين تضامنا مع فلسطين طوفان الأقصى عاجل فلسطين غزة الان غزة اليوم فلسطين قطاع غزة الان قناة العربي مباشر أوكرانيا مباشر السودان مباشر العربي مباشر فلسطين ممثلة إسرائيلية
إقرأ أيضاً:
السياحة التي نُريد!
حاتم الطائي
◄ المنشآت الفندقية والمواقع السياحية شهدت زخمًا غير مسبوق خلال "الإجازة"
◄ عُمان تزخر بمقومات فريدة تجعل السياحة العائلية النموذج الأفضل والأنسب
◄ الشباب يحتاجون لحوافز وإعفاءات ضريبية لإنشاء مشاريع سياحية صغيرة ومتوسطة
كشفتْ إجازة اليوم الوطني، التي امتدت لنحو 4 أيام مع دمجها في إجازة نهاية الأسبوع، عن زخم سياحي هائل، لدرجة أنَّ جميع- وليس بعض- المواقع السياحية والمنشآت الفندقية قد امتلأت عن آخرها، وأن الحجوزات مُتكملة لعدة أيام مُقبلة، بينما الحدائق والمُتنزهات والشواطئ العامة، كانت تعُج بزوارها من المُواطنين والمُقيمين، في مشهد سياحي فريد يُؤكد حجم المقومات السياحية التي تزخر بها بلادنا، وتتفرد بها على المستوى الإقليمي؛ بل وربما العالمي في جوانب مختلفة.
هذا المشهد الذي يسُر الخاطر، أكد لي أننا قادرون على تحقيق نمو سياحي كبير، يعكس في الوقت نفسه مدى تعطُّش السوق السياحية المحلية إلى مشاريع نوعية جديدة، مشاريع تقدم خدمات سياحية إما أنها نادرة أو غير متوفرة في عُمان إلى اليوم. ولقد كان من المُلاحظ سيطرة السياحة العائلية على المشهد، ما يؤكد أيضًا قدرتنا على بناء نموذج سياحي واعد قائم على سياحة عائلية ملتزمة، تحترم خصوصيات المجتمع، ولا تتطلب استثناءات لجذبها؛ بل كل ما نحتاج إليه التوسع في المشاريع، وطرح مُنتجات سياحية تتلاءم مع هذا النوع من السياحة، المؤهل للازدهار في عُمان أكثر من غيرها من دول المنطقة، على الرغم من أنَّ دولًا شقيقة مثل قطر والكويت، تسعيان لتقديم هذا النموذج، لكننا في عُمان نتفرّد بمزايا سياحية لا تتوافر لدى الآخرين، فلدينا البيئة الساحلية من شواطئ خلابة ورمال ناعمة ورحلات بحرية ومشاهدة الدلافين وممارسة الصيد أو الغوص، وكذلك البيئة الصحراوية برمالها الذهبية وشمسها الدافئة وطقسها البارد، والتي تُتيح أنشطة سياحية نوعية مثل التخييم وإقامة المعسكرات والاستمتاع بالأجواء الليلية العليلة بين أحضان الكثبان الرملية وتحت السماء الصافية المُتلألئة بنجومها، إلى جانب البيئة الريفية، وسط المزارع الخضراء وجمال الطبيعة البكر، وإذا ما صعدنا إلى الجبل الأخضر وجبل شمس وجبل سمحان وغيرها، يستمتع السائح والزائر بأجواء أوروبية لا مثيل لها في منطقة الخليج، وسط درجات حرارة منخفضة جدًا تقترب في بعض المواقع من الصفر أو تحت الصفر خلال فصل الشتاء.
أقول ذلك، وكُلي يقين بأنَّ السياحة الداخلية عنصر أساسي في تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مُستدامة، لما تسهم به في توفير وظائف مباشرة وغير مباشرة للمواطنين، ولنا في حارة العقر بولاية نزوى وكذلك بعض التجارب في ولايات أخرى، خير دليل على أن السياحة قادرة على تحقيق التنمية المنشودة، لكن شريطة أن يعمل بها أبناء الوطن، لأنهم الأكثر دراية بمقومات وطنهم، وهم القادرون على تقديم أفضل الخدمات السياحية.
نموذج السياحة العائلية هو الأنسب لنا في سلطنة عُمان، ليس فقط لأننا مجتمع يتمتع بخصوصية، لكن أيضًا لأنَّ طبيعة المنافسة الإقليمية تفرض علينا تبني نموذج متوافق مع طبيعتنا وقيم مجتمعنا. ولقد أثبتت مواسم خريف ظفار على مدى العقود الماضية، أن عُمان نقطة جذب كبيرة للسياحة العائلية، فما علينا سوى أن نهيئ القطاع لهذا النوع من السياحة، من خلال زيادة الأنشطة والمنتجات السياحية المُفضلة للعائلات، مثل المواقع المخصصة للأطفال، والمساحات الخضراء الكبيرة، وتنظيم المسابقات الشبابية، وإطلاق مهرجان للتسوُّق برعاية كبرى المؤسسات.
ومن بين عوامل نجاح السياحة العائلية، ضرورة التوسع في إنشاء البيوت التراثية، لأنها تُعطي للموروث الثقافي قيمة اقتصادية تُضاف إلى قيمته الثقافية والاجتماعية، إلى جانب الاهتمام بالفنون الشعبية والحرف التقليدية، فبدلًا من أن يشتري السائح هدايا تذكارية مستوردة من شرق آسيا، يُسمح فقط ببيع الهدايا التذكارية الوطنية المصنوعة بأيدٍ عُمانية، خاصة وأن لدينا أمهر الحرفيين في مختلف الولايات.
السياحة العائلية لا تتطلب استثمارات بمليارات الريالات، ولا حتى الملايين، وإنما نتحدث عن مشاريع متوسطة وكبيرة بتكلفة تتراوح بين مئات الآلاف، أو ربما أقل، فمثلًا يمكن إنشاء مخيمات سفاري للإيجار اليومي في المناطق الساحلية مثل: جبل سيفة أو منطقة ضباب أو فنس أو بمه بولاية قريات، أو في جنوب الشرقية وشمالها، أو في الوسطى، أو في أي مواقع يُمكن للشباب أن يستثمروا فيها بضعة آلاف من الريالات، بقروض بنكية مُيسرة وعلى فترات سداد طويلة الأمد، مع إعفاء من الرسوم والضرائب؛ لأنَّ الهدف من هذه المشاريع ليس زيادة إيرادات الدولة، وإنما توفير الوظائف وإنعاش الحركة الاقتصادية المحلية. والمعروف عالميًا أن الإيرادات السياحية لا تدخل خزينة الدولة مباشرة، وإنما تحقق تنمية اقتصادية واجتماعية، وما يدخل في جانب الإيرادات الحكومية لا يعدو كونه بعض الرسوم البسيطة أو تكلفة إصدار تأشيرة السياحة، لكن العائد الأكبر يكون على الاقتصاد، وعلى حجم إسهام القطاع السياحي في نمو الناتج المحلي الإجمالي.
كما إن التوسع في الاستثمارات داخل وحول القلاع والحصون التاريخية يُمكن أن يُحقق عوائد سياحية فريدة، وما على الحكومة سوى أن تُقدِّم التسهيلات في مثل هذه المشاريع، وإتاحة المجال أمام القطاع الخاص، ولا سيما المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، للاستثمار في هذه المشاريع بقوة.
وبالتوازي مع هذه الجهود، يتعين على الطيران العُماني- بصفته الناقل الوطني- أن يؤدي دوره المهم والحيوي، من خلال إتاحة عروض السفر خلال المواسم السياحية، ونحن في عُمان لدينا مواسم سياحية على مدار الـ12 شهرًا في العام، ومن ثم مطلوب من الناقل الوطني أن يفتتح خطوط سفر مع الوجهات الناجحة والمُربحة.
السياحة الداخلية لا تُنعش فقط المنشآت السياحية والمزارات؛ بل إنها قادرة على تحقيق نمو كبير في مبيعات المنتجات المحلية التي تتميز بها كل ولاية، وأبرزها التمور العُمانية التي تتميز بمذاق فريد وجودة لا تُضاهى، لكن ما تزال لدينا فجوة فيما يتعلق بالتصنيع والتغليف وتقديم هذه التمور في صورة منتجات متطورة وعصرية.
ويبقى القول.. إنَّ تنمية السياحة الداخلية لم تعد خيارًا؛ بل إنها حتمية اقتصادية واجتماعية، من خلالها نستطيع توليد الآلاف من فرص العمل، وزيادة دخل الأسر العاملة في المجالات المرتبطة بالسياحة، وكذلك إنعاش الاقتصاد، وعُماننا الجميلة تملك المقومات التي تُؤهلها لتكون الوجهة السياحية الأولى والمُفضلة للعائلات، وعلى الجهات المعنية أن تبذل كل الجهود من أجل إطلاق العنان للمشروعات بدلًا من انتظار "مُستثمر كبير" ربما لن يأتي وإذا جاء لن يخلق الوظائف المطلوبة. عُمان بلد سياحي بامتياز، وعلينا أن نُعزز هذه السياحة ونستفيد منها، فلا مجال للتراجع أو الكسل، وإنما شحذ الهمم والانطلاق بكل قوة نحو السياحة التي نُريد!
رابط مختصر