القتل بلا حدود في غزة.. إلى متى نصمت؟
تاريخ النشر: 3rd, July 2025 GMT
على بعد أمتار من البحر.. مئات المواطنين الأبرياء كانوا يسعون لالتقاط أنفاسهم بعيدا عن الخيم وما بقي من مساكن، تحت أسقف خفيفة تقيهم حرّ الشمس، فإذا بالصواريخ الصهيونية، الأمريكية تضربهم بكل وحشية تاركة عشرات القتلى أشلاء متناثرة ومئات الجرحى والمصدومين لا يعرفون كيف يجمعون أشلاء أبنائهم وإخوانهم وأقاربهم، يجرون في كل اتجاه… والإخوة الجيران، والأشقاء المزعومون الأبعد، فالأبعد من طنجة إلى جاكارتا، مازال بعضهم يحتضن سفارات الكيان، وآخرون يمدّونه بالمؤونة والأموال، وصنف ثالث يمنّي النّفس فاتحا ذراعيه لهؤلاء المجرمين معترفا بوجودهم وبسيطرتهم بل وبقوامتهم عليه…
جميع هؤلاء، ممّن يسمّون أنفسهم “الواقعيين” لا يتردّدون في نقد المقاومة وتحميلها المسؤولية والتنديد بقادتها ومن يدعّمهم والفرح باستشهادهم! بل لا يجدون حرجا في الحديث عن “حزم أمريكا” و قوة إسرائيل” وإمكانية السلام معها، عن “ديمقراطيتها” التي ينبغي أن تكون قدوة… ومنهم من يصف مجرمي الكيان بـ”السيّد” فلان، ويصدّق أنه بالإمكان التعايش معهم، بل منهم من يعتقد أنهم سيقبلون بقيام دولة فلسطينية على الأرض المحتلة سنة 1967.
ألا يدرك هؤلاء أن ما يقوم به الكيان الصهيوني في غزة وفي الضفة الغربية ودرجة همجيته وإصراره على قتل الأبرياء دليل قاطع على أنه لن يقبل أبدا بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة على أي جزء من فلسطين ولو كان شبرا، بل ولن يقبل في المستقبل القريب حتى بالسلطة الفلسطينية منقوصة السيادة الموالية له في الضفة الغربية؟
جميعا سيدفعون ثمن سكوتهم عما يحدث في غزة من تجويع وقتل جماعي وحرق للأرض ومن عليها… وسيندمون يوم لا ينفع الندم بأنّهم تركوا إخوانهم عرضة للتقتيل والإبادة من دون رادع بحجة أنهم “حماس” أو “جهاد” أو “جبهة شعبية” أو “جبهة ديمقراطية” أو غيرها من الفصائل… والحقيقة أن ذلك حدث ويحدث لأنهم مقاومة رافضة للاحتلال وعاملة على استعادة الأرض والعرض والشرف…
ما أسهل أن تعترف للصهيوني بالسّيادة والرّيادة ليوهمك بأنك أصبحت جزءا من الأمم المتحضّرة ويأمر شركاته لتصنع لك تقدّما مزيّفا، ولكنه في قرارة نفسه لا يحترمك ولا يقدّر ولاءك بل ويستصغرك ويزيد من إهانته لك، كما هو شأن بعض القيادات التي قدّمت فروض الطاعة وقبلت باتفاقيات الاستسلام من دون أن تفوز دولها بشرف السيادة الكاملة.
تقولون لي: وما العمل والواقع اليوم هكذا و”الواقعية” هي هذه؟ وأقول: نعم هو الواقع اليوم هكذا، للأسف، وليس علينا بالضرورة أن نعلنها حربا عليه ونحن لسنا في مستواها، ولا حتى أن نعلنه صراعا لا يصل إلى درجة الحرب، بل فقط علينا أن لا نقف إلى جانب الظالم نعينه ونعزّز صفوفه، ونترك المظلوم بلا غذاء ولا دواء ولا ماء ليبقى على قيد الحياة. إننا مطالبون اليوم بالحدّ الأدنى من دعم المقاومة وهي قادرة على أن تصمد وتنتصر بنفسها. وإذا عجزنا عن تقديم هذا الحد الأدنى، يكفي ألا ندعّم العدوّ وألا نفرح لانتصاراته وألا نصدّق وعوده.. ألسنا قادرين حتى على هذا؟
الشروق الجزائرية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه غزة غزة الاحتلال جرائم الابادة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
من كرم الله علينا.. خالد الجندي: فضل صيام يوم عاشوراء يكفر سنة كاملة
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن من كرم الله سبحانه وتعالى أنه جعل في شهر المحرم يومًا خاصًا يُكفر فيه سنة من الذنوب والمعاصي، وهو يوم عاشوراء، مستشهداً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله".
فضل صيام يوم عاشوراءوأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن هذا اليوم العظيم فرصة عظيمة للمؤمنين، تخيل أن صيام يوم واحد فقط، وهو يوم السبت القادم إن شاء الله، يكفر سنة كاملة من الذنوب! وإن أردت الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، فعليك بصيام يوم قبله أو بعده أيضًا".
وأشار إلى قول الإمام ابن القيم في هذا السياق، حيث نصح بصيام ثلاثة أيام: يوم التاسع والعاشر والحادي عشر من محرم، لأن ذلك هو الأصح وأقرب للسنة.
كما بيّن الشيخ خالد الجندي أن صيام عاشوراء يأتي في وقت شديد الحرارة، ما يجعل العبادة فيها أعظم أجرًا عند الله، إذ المجاهدة في الطاعات في الأوقات الصعبة أحب إلى الله من العبادة في أوقات اليسر والرخاء.
وأضاف الشيخ خالد الجندي أن حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وقد لفحته النار وهو يلهث من شدة العطش، فذكر أن صيام المؤمن يشفع له يوم القيامة فيشفع له بالسقي والنجاة من اللهب.
وتحدث الشيخ خالد الجندي عن شدة العطش في الآخرة، مستشهداً بآيات من سورة الأعراف وسورة الكهف، التي تصف حال الكافرين في النار وعذابهم بالعطش، قائلاً: "إنه لا شيء أشد إيلامًا من العطش في الآخرة، فصيامك لله عز وجل هو حصنك من هذا العذاب."
وختم الشيخ خالد الجندي حديثه بنصيحة مهمة: "لا تدع أي ضعف أو تعب يمنعك من الصيام في هذه الأيام المباركة، مهما كان العناء، فكلما بلغت في التقرب إلى الله بفعل ما يخالف ما يفعله الناس، كانت عبادتك أكثر ملاحظة وأحب إلى الله".