أمريكا تقلل من أهمية تعليق تسليح أوكرانيا… وترامب يحتفظ بخيارات دعم كييف
تاريخ النشر: 3rd, July 2025 GMT
قلل مسؤولون في الإدارة الأمريكية، الأربعاء، من تداعيات قرار البيت الأبيض تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، مشددين على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يزال يحتفظ بخيارات مفتوحة لدعم كييف عسكريًا في مواجهة الهجمات الروسية المتواصلة، والتي تصاعدت في الأيام الأخيرة لتصبح من الأعنف منذ اندلاع الحرب قبل ثلاث سنوات.
وبينما ينذر تعليق إمداد كييف بذخائر دفاع جوي محددة بخسائر محتملة في قدرتها على التصدي للطائرات المسيّرة والصواريخ الروسية، سارع مسؤولون في وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكية إلى التوضيح بأن القرار لا يمثل تغيرًا جوهريًا في سياسة واشنطن تجاه النزاع.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) شون بارنيل في مؤتمر صحفي: "وزارة الدفاع تواصل عرض خيارات قوية على الرئيس في ما يتصل بالدعم العسكري لأوكرانيا، بما يتماشى مع هدف إنهاء هذه الحرب المأساوية". وأضاف أن الوزارة تراجع مقاربتها باستمرار "لتتكيف مع الأوضاع الميدانية، مع الحفاظ على جاهزية الجيش الأمريكي وأولوياته الدفاعية"، في إشارة إلى التوازن بين الدعم الخارجي والاحتياجات الوطنية.
بدورها، شددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس على أن القرار الأميركي الأخير "لا يمثل وقفًا للدعم الأميركي لأوكرانيا"، مؤكدة أن تعليق بعض الشحنات "هو حالة واحدة فقط"، وأن "الولايات المتحدة ستواصل تقييم الوضع ومناقشة الخطوات المستقبلية".
وأشارت بروس إلى أن "الرئيس ترامب لا يزال ملتزما بدعم منظومة الدفاع الجوي باتريوت"، التي تعد من بين أهم الأنظمة الدفاعية التي استخدمتها أوكرانيا لصد الهجمات الروسية واسعة النطاق على البنية التحتية العسكرية والمدنية.
ومنذ توليه السلطة في يناير الماضي، لم يعلن الرئيس ترامب عن أي حزم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، في تحول ملحوظ عن نهج سلفه جو بايدن، الذي قدم دعما عسكريا لكييف يتجاوز 65 مليار دولار منذ بداية الحرب في فبراير 2022. ويأتي قرار التعليق وسط ضغوط متزايدة من داخل الحزب الجمهوري لتقليص التورط الأمريكي في الحرب الأوكرانية، بالتوازي مع دعوات لوضع حد للتكلفة الاقتصادية والسياسية للتدخل الخارجي.
وفي أول رد فعل دولي، رحبت موسكو بقرار التعليق، حيث قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، وفق ما نقلت عنه وكالة "إنترفاكس": "كلما قلّت الأسلحة التي تحصل عليها أوكرانيا، كلما اقتربت العملية العسكرية الخاصة من الانتهاء"، في إشارة إلى التوقعات الروسية بتراجع القدرة الدفاعية الأوكرانية تدريجيًا.
في المقابل، يرى مراقبون أن أي تأخير أو تقليص في تسليح أوكرانيا، خصوصًا بأنظمة الدفاع الجوي، قد يزيد من معاناة المدنيين في ظل تصاعد الهجمات الروسية، وقد يفرض تحديات كبيرة على القوات الأوكرانية في صدّ الهجمات الجوية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أمريكا موسكو كييف أوكرانيا روسيا ترامب
إقرأ أيضاً:
أمريكا توقف شحنات صواريخ لأوكرانيا.. وكييف تحذر من التقدم الروسي
أثار قرار واشنطن وقف بعض شحنات الأسلحة الهامة إلى أوكرانيا تحذيرات في كييف الأربعاء من أن تلك الخطوة ستضعف قدرتها على التصدي للغارات الجوية الروسية المكثفة وتقدمها في ساحات المعارك.
وأعلنت أوكرانيا أنها استدعت القائم بأعمال المبعوث الأمريكي في كييف للتأكيد على أهمية استمرار المساعدات العسكرية من واشنطن، قائلة إن أي قطع سيعطي روسيا دافعا أقوى للاستمرار في تصعيدها العسكري في ظل تعثر الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.
وقال مصدران مطلعان الثلاثاء، إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أوقفت بعض شحنات صواريخ الدفاع الجوي وغيرها من الذخائر الدقيقة إلى أوكرانيا بسبب مخاوف من انخفاض كبير في المخزونات الأمريكية.
وأضافا أن صواريخ الدفاع الجوي الاعتراضية التي تساعد في إسقاط الطائرات المسيرة الروسية والقذائف من بين الشحنات التي تم تأجيلها.
وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أنها لم تتلق إخطارا رسميا بأي توقف في الشحنات الأمريكية وأنها تسعى إلى الحصول على توضيح من نظيرتها الأمريكية.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، إنه يتفهم حاجة الولايات المتحدة إلى الاهتمام بمخزوناتها. وأضاف في مقابلة أجرتها معه قناة فوكس نيوز الأربعاء: "لكن عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا، ففي الأمد القريب، لا يمكن لأوكرانيا الاستغناء عن أي دعم يمكنها الحصول عليه فيما يتعلق بالذخيرة وأنظمة الدفاع الجوي".
وقتل العشرات في الأسابيع القليلة الماضية خلال غارات جوية على مدن أوكرانية، منها العاصمة كييف، باستخدام مئات الطائرات المسيرة الهجومية والصواريخ الباليستية والصواريخ الموجهة.
وحققت القوات الروسية التي تسيطر على حوالي خمس أوكرانيا، مكاسب في الشرق في إطار هجوم خلال الصيف.
وخفف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ توليه منصبه في كانون الثاني/ يناير حدة موقف واشنطن تجاه روسيا وسعى للتوصل إلى حل دبلوماسي للحرب في أوكرانيا مما أثار الشكوك حول الدعم العسكري الأمريكي للمجهود الحربي لكييف مستقبلا.
ووصف فيدير فينسلافسكي عضو لجنة الأمن والدفاع الوطني بالبرلمان الأوكراني قرار وقف الشحنات بأنه "مزعج تماما لنا".
ومع ذلك، قال ترامب عقب اجتماعه مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي إنه يفكر في بيع المزيد من صواريخ منظومة باتريوت للدفاع الجوي لأوكرانيا.
وذكر مصدر في وزارة الدفاع الأوكرانية أن بلاده تعاني بالفعل من نقص في الذخيرة عيار 155 ميلليمترا المستخدمة في المدفعية على خطوط المواجهة ووصف النقص والأنباء عن تأجيل الإمدادات الأمريكية بأنها "أمر محزن للغاية".
وقال البنتاغون في رسالة بالبريد الإلكتروني إنه يقدم لترامب خيارات لمواصلة المساعدات العسكرية لأوكرانيا بما يتماشى مع هدف إنهاء الحرب الروسية هناك.
ويقول إلبريدج كولبي وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية "في الوقت ذاته، تجري الوزارة دراسة دقيقة وتكيف نهجها لتحقيق هذا الهدف مع الحفاظ على جاهزية القوات الأمريكية من أجل أولويات الإدارة الدفاعية".
وتم تعليق جميع مساعدات الأسلحة لفترة وجيزة في شباط/ فبراير ثم جرى تعليقها مرة ثانية لفترة أطول في آذار/ مارس، واستأنفت إدارة ترامب إرسال آخر دفعة من المساعدات التي أُقرت في عهد بايدن.