في المنظور الإسلامي، حماية المؤسسات العلمية من الاعتداءات ليست مجرد تدبير إداري، بل واجب شرعي يدخل في صيانة الضروريات الخمس، وعلى رأسها “حفظ العقل” و”حفظ الدين”، وهو ما لا يتحقق إلا بصيانة أدوات المعرفة الحديثة، وعلى رأسها الأنظمة الرقمية التي أصبحت قلب العملية التعليمية. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء: 71]

والأخذ بالحذر في زماننا يشمل إعداد مؤسساتنا العلمية لتحصينها من الاختراق، والعبث، والتخريب، كما نحصّنها فكريًا ومنهجيًا.

في ظل الحرب السيبرانية الموازية التي رافقت النزاع الأخير، أظهرت المعركة الرقمية جانبًا خطيرًا من الحروب الحديثة، حيث أصبحت المؤسسات التعليمية ومراكز الأبحاث في مرمى الاستهداف، ليس من أجل تدميرها جسديًا، بل لضرب بنيتها المعلوماتية، وسرقة بياناتها، وزعزعة استقرارها المعرفي.

ورغم أن المواجهة التي جرت مؤخرا حدثت خارج اليمن، إلا أن الدروس المستفادة منها تمسّنا بشكل مباشر، لا سيما ونحن نعيش ظروفًا مشابهة في الهشاشة الأمنية، ضعف البنية التحتية، وغياب سياسات واضحة لحماية المؤسسات العلمية من الهجمات السيبرانية.

ما تعرّضت له مؤسسات التعليم في بعض الدول خلال الحرب السيبرانية الأخيرة، يُنبئنا نحن في اليمن بما قد يحدث إذا ما استمرت جامعاتنا مكشوفة إلكترونيًا.

ليس المطلوب أن نحاكي سباق التسلّح السيبراني، بل أن نُدرك أن المعركة اليوم لا تُخاض فقط بالبندقية، بل بالخادم Server، وكلمة المرور Password، وجدار الحماية Firewall، فلنحمي جامعاتنا، نحمي عقولنا. ولنبنِ قدراتنا الرقمية كما نبني مختبراتنا، لأن العلم إذا لم يُصن رقميًا، لن يُثمر واقعيًا.

الجامعات اليمنية مكشوفة سيبرانيًا

– تفتقر معظم الجامعات اليمنية الحكومية والأهلية على حد سواء إلى أنظمة رقمية مؤمّنة أو فرق متخصصة في الحماية السيبرانية. وغالبًا ما تُدار البيانات الأكاديمية (الطلاب، النتائج، الأبحاث، الشهادات) من خلال أدوات بدائية، بعضها معرّض للاختراق أو الفقدان، سواء بسبب عدم الحماية أو ضعف التخزين.

– في ظل هذا الوضع، فإن أي نزاع أو تدخل خارجي يمكنه بسهولة أن يشلّ العملية التعليمية أو يُخرّب البنية التحتية لمؤسسة تعليمية كاملة من خلال الاستهدافات السيبرانية لمنصات وجامعات رئيسية.

الدرس السيبراني لليمن: المعرفة بحاجة لحماية إلكترونية

الحرب السيبرانية التي جرت مؤخرا لم تكن نزاعًا رقميًا فحسب، بل كشفت أن المعرفة باتت ساحة معركة، وأن من لا يمتلك أدوات الحماية الرقمية، قد يفقد أمنه التربوي والسيادي.

في اليمن، نحن أمام مسؤولية وطنية عاجلة تتمثل في:

– وضع سياسة وطنية لحماية البيانات التعليمية، ضمن استراتيجية شاملة للأمن السيبراني.

– إنشاء وحدات للأمن المعلوماتي داخل الجامعات اليمنية، مزودة بالكفاءات الفنية والتجهيزات المناسبة.

– تدريب الموظفين الأكاديميين والإداريين على كيفية التعامل مع الهجمات الإلكترونية أو الحوادث الرقمية.

– دمج مساقات ومقررات عن الأمن السيبراني ضمن برامج الحاسوب ونظم المعلومات والهندسة.

– بناء بنية تحتية رقمية مؤمنة للمنصات التعليمية الحكومية والخاصة.

 

* أستاذ هندسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مجدي نزيه: الأبحاث العلمية بينتّ حكمة الأجداد والأبناء.. والأقدم هو الأفضل والأصلح

قال الدكتور مجدي نزيه استشاري التثقيف والإعلام الغذائي إن الإنسان حال احتياجه إلى المناعة والصحة لابد من العودة إلى الطبيعة مرة أخرى، وذلك للحفاظ على المناعة.

 عمليات تنظيف المنازل

وأضاف «نزيه» خلال حوار تلفزيوني ببرنامج «أنا وهو وهي» والمذاع عبر قناة «صدى البلد» أن العودة إلى الماضي لمدة 50 عاما لم يكن هناك أي مواد كيميائية خطيرة تستخدم في عمليات تنظيف المنازل، لافتا إلى أن «الفنيك» مادة كيميائية ولكن لا يوضع على الجسم، بل يتم استخدامه في عملية التنظيف وترك المكان مفتوح للهواء.

وزير الصحة : تأسيس سوق دوائي موحد في أفريقيامديرية العمل بأسوان: حملات على المنشآت لتطبيق السلامة والصحة المهنية

وأشار إلى أن استنشاق «الفنيك» أمر غير جيد، لذا لابد من ترك المكان مفتوحا، كما يجب تصحيح الأخطاء التي حدثت خلال التطورات.

 حكمة الأجداد والأبناء

وأكد على أن الأبحاث العلمية بينت حكمة الأجداد والأبناء، وبالبحث العلمي المتوسع تم اكتشاف أنهم كانوا دوما على الطريق الصحيح، ونريد عمل الصح الآن لكن في قالب عصري، مشددا على أنه لا بديل عن البعد عن كل ما هو كيميائي وغير متوافق وصناعي على الأجسام.

طباعة شارك مجدي نزيه الإعلام الغذائي المناعة المناعة والصحة تنظيف المنازل

مقالات مشابهة

  • مجدي نزيه: الأبحاث العلمية بينتّ حكمة الأجداد والأبناء.. والأقدم هو الأفضل والأصلح
  • الجامعة الإسلامية تعتمد 42 برنامجًا أكاديميًا من مختلف الدرجات العلمية
  • ناشط مغربي: اتفاق غزة ثمرة صمود المقاومة والجبهة اليمنية التي أربكت العدو الصهيوني
  • ”التربية الرقمية“.. أولياء أمور يتفقون على ضوابط لحماية الأبناء من مخاطر الشاشات
  • عاجل ياغي في أول تصريح بالزي الوطني: أشكر ولي العهد على دعم مسيرتي العلمية
  • هاشم: تحصين الواقع الداخلي بتوحيد الموقف الوطني
  • بيطري الأقصر: تحصين 205 ألاف طائر ضد إنفلونزا الطيور
  • القومي للمرأة ينظم ورشة العنف الإلكتروني والأمن السيبراني
  • المدن التي دمرتها الحروب حول العالم.. غزة في المقدمة
  • الأمن السيبراني يستعرض في جيتكس جلوبال أحدث المبادرات الرقمية