قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن تلويح إسرائيل بجولة أكثر عنفا من الحرب ليس إلا خطابا للداخل، مؤكدا أن أي تصعيد في الهجوم سيقابل برد أقسى من المقاومة.

وأضاف الدويري، في تحليل للجزيرة، أن إسرائيل لم تعط تصورا لهذا الهجوم الذي تلوح به، فضلا عن أنها لم تنجح في تحقيق أي هدف بعد 48 يوما من الحرب و24 يوما من التوغل البري في قطاع غزة.

ورغم أن إسرائيل توغلت لأكثر من كيلومترين داخل غزة -يقول الدويري- فإنها لم تسيطر فعليا على الأرض ولم تحرر محتجزا ولا أسيرا واحدا، أي أنها لم تحقق إنجازا واحدا حقيقيا، حسب قوله.

ويرى الدويري أن إسرائيل لم تحقق سوى تدمير غزة وقتل آلاف المدنيين خلال فترة الحرب أملا في لف حبل المشنقة حول رقبة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكن هذا لم يحدث، وفق قوله.

ولفت الدويري إلى أن "حماس جزء من المجتمع وأن مقاتليها يسعون لتحرير وطنهم أو استعادة غزة ما قبل اتفاقية التعايش، أي استعادة أكثر من 250 كيلومترا (غلاف غزة) تم اقتطاعها من القطاع"، حسب قوله.

وأضاف الدويري أن الحديث عن إنقاذ الأسرى والمحتجزين عسكريا "أمر غير وارد"؛ لأنهم لم ينجحوا في ذلك بعد إسقاط أكثر من 40 ألف قذيفة على القطاع باعترافهم.

كما أن كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- لا تزال صامدة وتدير المعركة بشكل جيد وجاهزة لاستقبال التصعيد الجديد والرد عليه بشكل أصعب من المرحلة السابقة، كما يقول الدويري.

وعن أوراق الضغط بيد المقاومة، قال الدويري إن الإسرائيليين الموجودين في غزة ينقسمون إلى 3 فئات هي النساء والأطفال والشيوخ، والرجال المدنيون، والعسكريون، مشيرا إلى أن التفاوض سيكون على كل فئة بمفردها.

وخلص الخبير العسكري إلى أن إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا لاستعادة هؤلاء جميعا، مضيفا "لو نظرنا لصفقة تبادل جلعاد شاليط سنعرف ما الذي ينتظر إسرائيل".

جدير بالذكر أن تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط جرى عام 2011 بموجب صفقة تم بموجبها الإفراج عنه مقابل 1027 أسيرا فلسطينيا بينهم القيادي بحماس يحيى السنوار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أن إسرائیل

إقرأ أيضاً:

كيف أجاب محلل إسرائيلي كبير على تساؤل لماذا لا نستطيع تدمير حماس؟

نشر موقع "فوكس" حوارًا مع ميراف زونسزين، أحد كبار المحللين الإسرائيليين في مجموعة الأزمات الدولية، والذي تناول فيه عدم تحقيق بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي لهدفه الأساسي من الحرب على غزة، وهو القضاء على حركة حماس؛ حيث لا تزال القيادة العليا للحركة سليمة، ما يعني أن  الاحتلال ليس قريبا من القيام بذلك على الإطلاق.

وفي حواره، الذي ترجمته "عربي21"، قال زونسزين إن جيش الاحتلال الإسرائيلي كان قد أعلن عن أهداف الحرب بأنه تستهدف إزالة القدرات الحاكمة والعسكرية لحماس. وهو ما تلخص في عبارات "تدمير حماس"، و"تدمير غزة" خلال الخطابات التحريضية للغاية، وهو ما يعني أنهم يريدون إزالة حماس كقوة في قطاع غزة، ولم يتمكنوا إلى حد كبير من القيام بذلك.

وأرجع زونسزين ذلك إلى سببين رئيسيين، الأول هو أنه "من الصعب جدًا تفكيك جماعة إرهابية غير حكومية ترسخت جذورها داخل منطقة حضرية صغيرة جدًا ومكتظة بالسكان، في حين أنها موجودة هناك منذ ما يقرب من 20 سنة. لقد احتجزت حماس العديد والعديد من الرهائن، وحتى يومنا هذا لا يزال هناك أكثر من 100 أسير في غزة".

وتابع "يبدو من المرجح أن الجيش الإسرائيلي واجه صعوبة في الوصول إلى قيادة حماس واللاعبين الرئيسيين لأنهم على الأرجح محاصرون بالرهائن، مبينًا أنه كان من الممكن أن يكون هناك المزيد من الدمار والخراب والقتل إذا لم يكن هؤلاء الرهائن موجودين".

وأضاف زونسزين أن السبب الآخر هو أن "نتنياهو على وجه التحديد كان لديه سياسة واضحة للغاية تتمثل في إبقاء حماس في السلطة ومحاولة احتواء حماس أيضًا، لأن حماس تمثل ذريعة جيدة جدًا لإسرائيل لمواصلة طريقها في الاستيطان والتوسع والاحتلال ورفض إقامة الدولة الفلسطينية".

وأشار زونسزين إلى أنه "طالما أن حماس موجودة، فلن تضطر إسرائيل إلى الدخول في أي نوع من عملية السلام، أو أي نوع من المفاوضات السياسية الجادة. وليس من الضروري أن تأخذ المطالب الفلسطينية بالدولة والتحرير والحقوق على محمل الجد. وحتى لو افترضنا أن نتنياهو ملتزم بالتخلص من حماس؛ فإن لديه مصلحة في البقاء في السلطة الآن، وأفضل طريقة للبقاء في السلطة هي إبقاء الحرب مستمرة بلا توقف".


وبسؤاله عما إذا نجحت إسرائيل في ذلك أو حصلوا على أي من القيادات العليا لحماس، قال زونسزين إن "إسرائيل وصلت إلى بعض كبار القادة المسؤولين عن جوانب معينة من الجناح العسكري لحماس، ولكن لا أحد في الدائرة الداخلية من الذين يتخذون القرارات. وهم مهتمون جدًا بالقبض على هؤلاء الأشخاص، ليس فقط لأنهم الأشخاص الذين يتخذون القرارات، ولكن بسبب الانتقام، فهم بحاجة إلى القضاء على هؤلاء الأشخاص من أجل تحقيق نصر رمزي على الأقل".

وأوضح زونسزين أنه "ليس من المعقول حقًا القضاء على حماس بشكل كامل، ويعود ذلك إلى عدة أسباب"، وهي: إن "أقوى جيش في الشرق الأوسط" يقاتل منذ ما يقرب من ثمانية أشهر. وإذا افترض أن نصف الضحايا - وهو أكثر من 35.000 - من مقاتلي حماس، إلا أنه لا يزال ليس رقمًا يمكن أن يفكك منظمة بالضرورة، مشيرًا إلى أن أهداف الحرب وخطاباتها كانت أعلى بكثير مما كان يمكن لإسرائيل أن تفعله بشكل جيد. لقد وعدوا بأشياء لم يتمكنوا من الوفاء بها.

وبسؤاله عن موقف الولايات المتحدة تجاه إستراتيجية إسرائيل تجاه حماس في هذه المرحلة، أجاب زونسزين بأن الولايات المتحدة دعمت إسرائيل بشكل كامل – دبلوماسيًا وسياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا – طوال هذه الحرب. كما يُزعم أنها تدعم أهداف الحرب الإسرائيلية المتمثلة في استعادة الرهائن وتدمير حماس. لكنها تنظر بشكل مختلف للطريقة التي شنت بها إسرائيل حربها.

وأفاد زونسزين أنه مع استمرار هذه الحرب، ربما فوجئت الولايات المتحدة - وإلى حد ما إسرائيل أيضًا - بعدم تحقيق المزيد من التقدم. ومع بدء سنة الانتخابات في الولايات المتحدة، بدأوا يدركون أنهم بحاجة حقًا إلى إظهار مظهر القيام بالأشياء بشكل أفضل فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية على الأقل.

وذكر زونسزين أن الولايات المتحدة تشعر بالإحباط الشديد إزاء حقيقة عدم وجود إستراتيجية لخروج نتنياهو من الحرب ولا رؤية سياسية لغزة لما بعد الحرب.

وبسؤاله عما يشعر به الفلسطينيون تجاه حماس في هذه المرحلة، أوضح زونسزين أنه يعلم أن هناك شعبية متزايدة في استطلاعات الرأي التي أجريت في الضفة الغربية، حيث لا يشارك الفلسطينيون بشكل مباشر فيما يحدث في غزة. ولكن قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر، كان أعلى معدل للوفيات بين الفلسطينيين منذ 20 سنة يحدث في الضفة الغربية. فهناك ميليشيات المستوطنين، وقيود كاملة على حرية الحركة. إنهم في مكان محفوف بالمخاطر وفظيع للغاية. والسلطة الفلسطينية التي تدير جوانب معينة من الحياة في مناطق معينة من الضفة الغربية أصبحت متواطئة إلى حد كبير مع الاحتلال الإسرائيلي، لذلك ليس لديهم أي شخص يمثلهم.

وأضاف زونسزين أن حماس تمثل الكيان الوحيد الذي تحدى إسرائيل في سياساتها القمعية العنيفة والممنهجة. الآن، هذا لا يعني أن الناس يحبون كل تكتيكات حماس، ولكن حماس هي الكيان الوحيد الذي وقف في وجه الإفلات الإسرائيلي من العقاب، مشيرًا إلى أنه يعتقد أن إسرائيل كانت تأمل، بطريقة ما، أنه كلما ساءت الأمور بالنسبة لسكان غزة، كلما زادت انتفاضتهم ضد حماس. ربما كانوا يأملون في حدوث فوضى من شأنها خلق قدر كبير من الفوضى التي قد تضطر حماس إلى التنازل عن السلطة، بحسب المحلل الإسرائيلي.


وبسؤاله عن إذا كانت ستظل حماس صامدة حتى نهاية هذه الحرب، أفاد زونسزين أنه لا يستطيع التنبؤ بذلك لأن بعض الناس في إسرائيل - حتى لو وضعوا نتنياهو جانبًا - ملتزمون حقاً بإزالة حماس من السلطة، حتى لو استغرق الأمر سنوات، مرجعًا ذلك لفقدان الإسرائيليون الثقة الكاملة في قدرة الدولة على حمايتهم. ولكن هناك أيضًا واقع يجب التعامل معه، وقد فهم بعض مسؤولي الاستخبارات العسكرية أن حماس ستبقى هناك على مستوى ما.

وأضاف زونسزين أنه حتى "لو استسلم نظام حماس الحالي بطريقة أو بأخرى أو تم نفيه أو إزالته في نهاية الأمر، فسيظل هناك أناس من حماس، ونهج حماس، وأيديولوجية حماس".

واختتم زونسزين حواره مبينًا أنه "تم تجاهل القضية الفلسطينية، ونفى الرؤساء الأمريكيون تمامًا أنها قضية، وقرر رؤساء الوزراء الإسرائيليون والحكومات المتعاقبة والمجتمع الإسرائيلي أنها ليست قضية يجب التعامل معها. تلك الغطرسة والإفلات من العقاب أدت بطرق عديدة إلى السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وهذا أمر يجب على الإسرائيليين أن يأخذوه في الاعتبار الآن. إن رد فعل العالم قوي للغاية على سنوات الاحتلال دون أي ثمن، وللأسف فإن الثمن الآن باهظ للغاية".

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

مقالات مشابهة

  • أنس جابر تطالب العالم بـالحديث أكثر عن حرب غير عادلة في غزة
  • حماس في مواجهة تحدي الهدنة المؤقتة
  • محلل عسكري إسرائيلي يتحدث عن ورقة أخيرة بيد نتنياهو وحكومته في معركة رفح ويحذر من 7 جبهات
  • الدويري: الأيام المقبلة ستشهد انسحابات أخرى للاحتلال من جباليا ومحيطها
  • كيف أجاب محلل إسرائيلي كبير على تساؤل لماذا لا نستطيع تدمير حماس؟
  • خبير عسكري: إسرائيل ليست قادرة على احتلال رفح بالكامل والمعارك تتخذ شكلا مغايرا
  • خبير عسكري: الاحتلال بدأ بالانسحاب من جباليا ويحاول السيطرة على كافة مناطق رفح
  • الدويري: دخول فيلادلفيا لن يؤثر عسكريا وإسرائيل لن تواصل الحرب بدون أميركا
  • خبير عسكري": أمريكا تقدم دعمًا غير مسبوق لإسرائيل بالمليارات والأسلحة
  • خبير عسكري: إسرائيل تمارس عبثا عسكريا في غزة ولن تحقق أهدافها