محامون بريطانيون يحثون كاميرون على فرض عقوبات ضد نتنياهو ومجلس حربه
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
تقدم محامون بريطانيون بطلب إلى وزير الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون من أجل فرض عقوبات قانون ماغنيتسكي على عدد من المسؤولين الإسرائيليين أبرزهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، وأعضاء مجلس الحرب الذي شُكل في أعقاب السابع من أكتوبر / تشرين الأول 2023.
وشدد المحامون البريطانيون في رسالة بعثوا بها إلى كاميرون، وصلت نسخة منها لـ "عربي21"، على معاقبة "أعضاء ومراقبي مجلس الحرب الإسرائيلي كونهم متورطين في ارتكاب جرائم حرب، وانتهاكات للقانون الدولي الإنساني، وانتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان في غزة" بموجب قانون العقوبات ومكافحة غسيل الأموال لعام 2018، وبموجب قانون ماغنيتسكي الدولي لمعاقبة منتهكي حقوق الإنسان وينفذه ويستهدف مرتكبي أعمال فساد وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وجاء في الرسالة أنه منذ أكتوبر / تشرين الأول 2023 تسببت الهجمات الإسرائيلية على غزة في مقتل ما يقدر بنحو 14000 شخص، بينهم أكثر من 10000 امرأة وطفل، وأشارت الرسالة إلى أدلة على استخدام إسرائيل القصف العشوائي على القطاع، ما تسبب في وقوع عدد غير مسبوق من الضحايا بين قتلى وجرحى، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية، ولفتت الرسالة إلى تصريح صادر عن الأمم المتحدة بعد عشرة أيام من الحرب، جاء فيه أن "هناك مؤشرات يومية على حدوث انتهاكات لقوانين الحرب والقانون الدولي لحقوق الإنسان".
الرسالة قُدمت نيابة عن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، والتي طالبت فيها وزارة الخارجية بتطبيق عقوبات على هؤلاء المسؤولين، كحظرهم من دخول المملكة المتحدة، وتجميد أي أصول لديهم في بريطانيا باعتبارهم "متورطين في جرائم حرب، ومسؤولين عن ارتكاب انتهاكات جسيمة للحق في الحياة".
ولفتت الرسالة إلى وقائع سابقة استخدم فيها هذا القانون، قائلة إنه "تم تطبيق عقوبات ماغنيتسكي على المتهمين بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من المملكة العربية السعودية وميانمار وكوريا الشمالية، وكذلك عام 2022 ضد أنصار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
تحدثت الرسالة على الآثار الكارثية لقرارات هؤلاء المسؤولين على حياة السكان في قطاع غزة، لافتة إلى أن هذه القرارات تسببت في التهجير القسري لمئات الآلاف من شمال غزة إلى جنوبها كنتيجة رئيسية لقصف إسرائيل للمناطق السكنية والمستشفيات والمدارس في تلك المناطق.
واستشهدت الرسالة ببيان صادر عن اليونيسيف بتاريخ 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جاء فيه "لقد تحولت غزة إلى مقبرة لآلاف الأطفال، ولم تعد ملائمة لأن يعيش فيها أي شخص".
وأضافت: "العقوبات المطلوب فرضها على بنيامين نتنياهو مناسبة لدوره كرئيس لمجلس الحرب الإسرائيلي، الذي فرض حصارًا على قطاع غزة ومنع دخول الإمدادات الحيوية مثل الغذاء والدواء والوقود".
وأكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أنه ينبغي محاسبة نتنياهو وأعضاء مجلس الحرب لتورطهم بشكل رئيسي في الغارات الجوية الإسرائيلية على المناطق المدنية في غزة، والتي أفادت التقارير أنها أدت إلى مسح عائلات بأكملها من السجل المدني.
الجدير بالذكر أنه بعد لقائه مع القيادة الإسرائيلية مؤخرًا، صرح وزير الخارجية ديفيد كاميرون قائلًا: "لقد شددت مرارًا وتكرارًا على أنه يجب على إسرائيل أن تلتزم بالقانون الإنساني الدولي، إن عدد الضحايا مرتفع جدًا.... لقد صرحت بالأمس بشكل واضح بأن عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين والذي يتسبب في قتلهم أحيانًا أمر غير مقبول ويجب مقابلته بإجراءات مشددة لا تقتصر على اعتقالهم فقط، بل يجب اعتقالهم ومحاكمتهم وسجنهم لارتكاب هذه الجرائم".
وأكدت المنظمة أن الأمر متروك الآن لوزير الخارجية للوفاء بكلمته وتطبيق عقوبات ماغنيتسكي، بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي.
وعلق محمد جميل رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا قائلًا: "لقد حول نتنياهو غزة من سجن مفتوح إلى مقبرة جماعية حيث يدفع النساء والأطفال ثمنًا باهظًا... ومع معاناة أكثر من مليوني مدني، فقد حان الوقت للمساءلة... إننا ندعو ديفيد كاميرون إلى تطبيق القانون وفرض عقوبات ماغنيتسكي على نتنياهو وحكومته لارتكابهم جرائم حرب وعقوبات جماعية تسببت في معاناة إنسانية لا توصف".
فيما قالت سو ويلمان، المحامية من ديتون بيس جلين: “إن نظام عقوبات ماغنيتسكي هو أداة حيوية للمملكة المتحدة من أجل تعزيز احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون... هذه فرصة لوزير الخارجية الجديد لإظهار أن المتسببين في أخطر انتهاكات لحقوق الإنسان سيخضعون للمساءلة، كما وعدت الحكومة عندما أعلنت عن تبني القانون".
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنت إسرائيل حربا مدمرة على القطاع خلّفت دمارا هائلا في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.
وبوساطة قطرية مصرية أمريكية بدأت في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، هدنة مؤقتة لأربعة أيام تم تمديدها يومين إضافيين، من بنودها وقف مؤقت لإطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع، حيث يعيش 2.3 مليون فلسطيني تضرروا من الحرب
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة بريطانيا الفلسطينيين بريطانيا احتلال فلسطين غزة عدوان سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة انتهاکات جسیمة لحقوق الإنسان فی بریطانیا تشرین الأول الإنسان فی
إقرأ أيضاً:
الجريمة والعقاب.. نتنياهو والتطرف الممنهج لإبادة غزة
ولذلك، يعود فيلم الجزيرة الوثائقي "نتنياهو.. الجريمة والعقاب" إلى جذور شخصية الرجل وسياساته، متتبعا نشأته في بيت مشبع بالقومية المتشددة، وتجربته العائلية التي تصنع منها رواية دائمة عن "الخلاص" و"التهديد الوجودي".
وطرح الفيلم تساؤلا: هل يُقتص من نتنياهو دوليا على الجرائم المروعة ضد المدنيين كما تطالب الجنائية الدولية، أم أن تحالفاته الداخلية والخارجية تحميه من المحاسبة وتبقيه فوقها؟
وكان المدعي العام للجنائية الدولية كريم خان قد حمّل نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت المسؤولية عن جرائم الحرب المرتكبة في قطاع غزة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي سارع للرد مدعيا أن المحكمة الدولية تحاول "تقييد يدي إسرائيل".
وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أصدرت الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت لارتكابهما جرائم حرب وضد الإنسانية في حق فلسطينيي غزة.
واستعرض الفيلم الجرائم والخراب الذي خلفته سياسات نتنياهو مع شهادات ضيوف قدّموا تحليلا دقيقا عن شخصية زعيم "دولة" يصفها البعض بأنها "ديمقراطية حليفة للغرب"، لكنها تنتهك القانون الدولي عبر أفعالها في قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية.
ويشير الفيلم إلى أن صدمة مقتل شقيقه يوناتان في عملية عسكرية عام 1976 شكلت حجر الأساس في بناء "عقدة البطولة" التي سترافق نتنياهو طوال مسيرته.
وفي خطاب مبكر عام 1978، أعلن نتنياهو رفضه المطلق لإقامة دولة فلسطينية، واضعا بذور مشروع سياسي قائم على الإقصاء والهيمنة.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك نتنياهو بأنه "نرجسي يؤمن بأنه المنقذ الوحيد لإسرائيل والحضارة الغربية"، وأنه مستعد لاستخدام القوة بلا حدود لتحقيق هذه القناعة.
ووفق باراك، فإن نتنياهو يرى نفسه -منذ أكثر من 15 عاما- الوحيد القادر على تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في حين كانت النتيجة هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
أما عوزي عراد، وهو ضابط سابق في الموساد ومستشار سابق للأمن القومي، فقال إن نتنياهو تبنى سياسة "فرّق تَسُد" بتعزيز الانقسام الفلسطيني، وإضعاف السلطة الفلسطينية، ومنع أي مسار سياسي يؤدي إلى دولة فلسطينية.
تدمير متعمدوفي ضوء ذلك، وجد أكثر من مليوني غزي أنفسهم هدفا لحرب إسرائيلية غير مسبوقة تضمنت قصفا مكثفا للأحياء، واستخدام قنابل ثقيلة من طراز "إم كيه 84" المتفجرة وسط مناطق سكنية مكتظة، وهو ما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من النساء والأطفال، وفق تقارير أممية.
وجاءت هذه الحرب ترجمة لتصريحات نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت بفرض حصار شامل على غزة، إذ قال الأخير "لن يكون هناك كهرباء، ولا طعام، ولا ماء، ولا وقود. سنقاتل حيوانات بشرية".
وعرض الفيلم بوضوح حجم الدمار الهائل في قطاع غزة: 170 ألف مبنى مدمر، وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية، وتدمير الزراعة والبنى التحتية، وحرمان السكان من الغذاء والمياه، وهو ما وصفته الأمم المتحدة بـ"إبادة بيئية".
وأبرز الفيلم كيف تحالف رئيس وزراء إسرائيل مع المتطرفين لتنفيذ مخططه العدواني، وكذلك التكتيكات الممنهجة التي استخدمت خلال الحرب، مثل القنابل الخارقة التي تؤدي لتدمير مبانٍ كاملة تحت ذرائع استهداف أنفاق المقاومة الفلسطينية.
ووفق الضابط السابق بالجيش الفرنسي غيوم آنسيل، فإن الهدف هو تدمير قطاع غزة كله، ولا يقتصر الأمر على "تدمير قوات حماس وقدراتها العسكرية"، كما يزعم نتنياهو.
وفي هذا الإطار، قال الصحفي الإسرائيلي ميرون رابوبورت إن الأسابيع الأولى من الحرب شهدت بشكل خاص تكتيكا متعمدا بضرب الأفراد في منازلهم"، مضيفا "لقد كان قرارا بضرب منازل الناس عن وعي".
ووثقت تقارير الأمم المتحدة الجانب النفسي والاجتماعي للحرب، إذ وصفت الحصار على الغذاء والماء بأنه "جريمة واضحة ضد الإنسانية".
تعذيب ممنهجأما الانتهاكات في السجون، فوثقها مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، مؤكدا أنه خلال اعتقاله "تم الاعتداء عليه بالضرب والتهديد والكلاب البوليسية"، مشيرا إلى تورط مسؤولين كبار مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في توجيه العنف.
وعرض الفيلم شهادات توثق التعذيب في السجون الإسرائيلية، لا سيما في معسكر "سدي تيمان" في النقب، حيث تحدث معتقلون عن الضرب، وإطلاق الكلاب البوليسية، والإهانات المستمرة.
وأكدت مديرة منظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية يولي نوفاك أن هذه الانتهاكات "ليست حالات فردية بل جزءا من سياسة تتغذى عليها الحكومة وأحزاب اليمين المتطرف"، وعلى رأسهم بن غفير.
وحسب نوفاك، فإن هذا المعتقل "غيض من فيض.. كل من يدخله يتعرض للتعذيب".
ولم يغفل الفيلم البعد الرمزي والديني الذي استخدمه نتنياهو لتبرير حملاته ضد الفلسطينيين: مصطلح "العماليق" التوراتي، ويعني حسب المقررين الأمميين "استهداف أعداء حتى النساء والأطفال والحيوانات"، وهو ما شجع الجنود على ارتكاب الانتهاكات والفظائع.
ولم يقتصر الأمر على الفلسطينيين والأمم المتحدة، بل شهدت تل أبيب أيضا احتجاجات شعبية كبيرة، وصفت حكومة نتنياهو بأنها "متعطشة للدماء وأيدي وزرائها ملطخة بالدماء".
Published On 5/12/20255/12/2025|آخر تحديث: 22:32 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:32 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ