شتاء قاس.. نيويورك تايمز: أوكرانيا وروسيا تواجهان العواصف الثلجية تحت نيران الحرب
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
في ظل استمرار واشتداد المعارك بين القوات الروسية والقوات الأوكرانية، في الحرب الطاحنة التي تدور رحاها بين الطرفين منذ أواخر فبراير من العام الماضي، وسعي كل من الطرفين إلى إظهار تفوقه على الطرف الآخر؛ تأتي العاصفة الشتوية القاسية التي تضرب جنوبي أوكرانيا لتفاقم المصاعب التي يواجهها المدنيون والعسكريون الأوكرانيون على حد سواء.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن العاصفة الثلجية أدت إلى تقطع السبل بالمدنيين على الطرق، في حين ساهمت بتعقيد حركة المساعدات الإنسانية إلى المجتمعات المحلية التي دمرها القتال في جميع أنحاء أوكرانيا.
ومع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون درجة التجمد في معظم أنحاء أوكرانيا، أصبح مئات الآلاف من المدنيين دون كهرباء، في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، بعد انقطاع التيار عن مناطق بجنوب البلاد. كما تسببت العاصفة في إعاقة طرق الإمداد لجيشي روسيا وأوكرانيا، وعمقت بؤس عشرات الآلاف من الجنود المتجمعين في خنادق ضحلة عبر خط المواجهة مترامي الأطراف.
وضربت عاصفة شتوية قوية جنوبي أوكرانيا، مما أدى إلى جرف الدفاعات الساحلية الروسية من بعض الشواطئ في شبه جزيرة القرم المحتلة. وأغلقت السلطات الأوكرانية الطريق السريع الرئيسي بين مدينة أوديسا الساحلية والعاصمة كييف، بينما يتسابق عمال الإنقاذ، بما في ذلك بعضهم على عربات الثلوج، لإنقاذ الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل في السيارات والحافلات.
وقالت خدمات الطوارئ الأوكرانية تم إجلاء أكثر من ١٦٠٠ شخص، من بينهم ٩٣ طفلا، من الطرق في منطقة أوديسا. وكتب وزير الداخلية الأوكراني، إيهور كليمينكو، على تطبيق تلجرام، إن "ما لا يقل عن ١٣٧٠ شاحنة بضائع كانت عالقة، وجرى سحب ٨٤٠ سيارة" بسبب تراكم الثلج، الذي وصل ارتفاعه في بعض الأماكن إلى مترين.
انقطاع التيار الكهربائي
وفي موسكو، قالت وزارة الطاقة الروسية إن أكثر من ١.٩ مليون شخص تضرروا من انقطاع التيار الكهربائي. وقال المشغلون في بيان إن شركات التشغيل الروسية اضطرت إلى تعليق تحميل النفط الخام على السفن في محطة نوفوروسيسك بسبب العاصفة.
وأعلنت وكالة النقل البحري والنهري الروسية فرض قيود في وقت مبكر من صباح الاثنين على الملاحة في البحر المفتوح وعلى الاقتراب من موانئها البحرية الرئيسية على البحر الأسود. وقال مسئولون محليون إن الكهرباء انقطعت عن أكثر من ٤٠٠ ألف شخص يعيشون في شبه جزيرة القرم، كما تعطلت خدمة القطارات على طول ساحل البحر الأسود وفوق جسر مضيق كيرتش.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الروسية أن أحد البحارة توفي في المضيق أثناء العاصفة، لكن لم يكن من الواضح ما إذا كان مدنيًا أم جنديًا. والجسر فوق المضيق هو الرابط البري الوحيد بين روسيا وشبه الجزيرة المحتلة.
وقالت شركة الطاقة الأوكرانية "دتيك"، إن الروس قصفوا إحدى محطات الطاقة الحرارية التابعة لها بالقرب من الجبهة، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن الناس في المنطقة. وقالت الشركة في بيان: "نواصل بذل كل ما في وسعنا للحفاظ على التشغيل الموثوق لنظام الطاقة الأوكراني".
من جانبه حث الرئيس فولوديمير زيلينسكي الأوكرانيين على توخي الحذر وطلب التفكير بشكل خاص في الجنود في مواقع القتال القاتمة وهم يقاتلون من أجل الصمود في وجه الهجمات الروسية التي لا هوادة فيها. ومع تحرك العاصفة شمالا من البحر الأسود عبر أوكرانيا، مُنعت المركبات الكبيرة من دخول العاصمة كييف، حتى تتمكن أطقم العمل من إزالة الثلوج من الطرق.
ونادرا ما يهدأ القتال في أوكرانيا منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل على البلاد في فبراير ٢٠٢٢. ومع ذلك، فإن العاصفة الثلجية كان لها تأثير على وتيرة المعارك هذه المرة. وأصبحت أوكرانيا الآن في موقف دفاعي إلى حد كبير في معظم أنحاء الجبهة. ويأمل القادة العسكريون أن تعمل ظروف الشتاء القاسية لصالحهم.
وفي حين أنهم ما زالوا أقل عددا وتسليحا في معظم النواحي، فإنهم يقاتلون على أرضهم. والأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم القوات البرية الأوكرانية، فولوديمير فيتيو، إنه "مع تحرك أوكرانيا إلى الوضع الدفاعي، فإن تركيزها الرئيسي هذا الشتاء سيكون على تعطيل الخدمات اللوجستية الروسية، ومنع تسليم الأسلحة وحصص الإعاشة وغيرها من السلع الضرورية، حتى يجوعوا ويشعروا بالبرد، ولا يكون لديهم الرغبة في القتال".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القوات الروسية القوات الأوكرانية أوكرانيا انقطاع التیار
إقرأ أيضاً:
عاجل. أوكرانيا تقدّر كلفة الضرر اللاحق بالطائرات العسكرية الروسية بـ7 مليارات دولار
زعمت أوكرانيا تنفيذ هجوم جوي "واسع النطاق" إستهدف قاعدة عسكرية روسية في عمق سيبيريا. ونقل مصدر في جهاز الأمن الأوكراني أن العملية استهدفت أكثر من 40 طائرة، بينها قاذفات استراتيجية من طرازَي "تو-95" و"تو-22". اعلان
أعلن جهاز الأمن الأوكراني (أس بي يو) الأحد أن الهجوم بالمسيّرات الذي نفّذه ألحق أضرارًا بالطيران العسكري الروسي تقدّر كلفتها بسبعة مليارات دولار، وطال ما نسبته 34 بالمئة من القاذفات الروسية الاستراتيجية التي تحمل صواريخ كروز.
وكتب الجهاز عبر تلغرام: "7 مليارات دولار: هذه هي الكلفة المقدّرة (لخسائر) الطيران الاستراتيجي للعدو الذي ضُرب اليوم في العملية الخاصة لأس بي يو" والتي حملت اسم "شبكة العنكبوت".
وأكدت روسيا الأحد "اندلاع النيران" في عدد من طائراتها العسكرية، جراء هجوم واسع بمسيّرات أوكرانية، مشيرة إلى توقيف مشتبه فيهم على علاقة بالهجوم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في رسالة عبر تطبيق تلغرام، "في منطقتي مورمانسك وإيركوتسك، اشتعلت النيران في عدّة طائرات بعد إطلاق مسيّرات من منطقة مجاورة مباشرة للمدرجَين"، مضيفة أنّ هذه الهجمات لم تسفر عن سقوط ضحايا، بينما تمّ توقيف "مشاركين".
وفي وقت سابق، كشفت مصادر في جهاز الأمن الأوكراني، الأحد، أن كييف نفّذت عملية عسكرية "واسعة النطاق" استهدفت الطيران الروسي بعيدًا عن خطوط الجبهة، حيث أصابت قاذفات استراتيجية متمركزة في قاعدة "بيلايا" الجوية الواقعة في منطقة إيركوتسك بشرق سيبيريا، على مسافة تزيد عن 4200 كيلومتر من الحدود الأوكرانية.
ووفقًا للمصدر الأمني، فإن العملية التي تنفذها أجهزة الاستخبارات الأوكرانية تهدف إلى "تدمير قاذفات معادية بعيدة المدى تُستخدم في شنّ هجمات صاروخية على الأراضي الأوكرانية".
وأوضح أن الضربة استهدفت أكثر من 40 طائرة، بينها قاذفات استراتيجية من طرازي "تو-95" و"تو-22"، ما أدى إلى اندلاع حريق في المطار العسكري المستهدف. ولم يتسنّ التحقق من هذه المعلومات من مصادر مستقلة حتى اللحظة.
Relatedروسيا وأوكرانيا تتبادلان المئات من أسرى الحرب ضمن المرحلة الثانية من اتفاق اسطنبولبوتين يطرح معادلة السلام: أوكرانيا خارج الناتو وروسيا بلا عقوباتروسيا تحقق في "أعمال إرهابية" بعد تفجير جسرين قرب الحدود الأوكرانيةوفي تطور ميداني متصل، أعلنت السلطات الروسية، صباح الأحد، فتح تحقيقات في "أعمال إرهابية" عقب انهيار جسرين في منطقتي كورسك وبريانسك المحاذيتين لأوكرانيا خلال ليل السبت – الأحد. ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن المتحدثة باسم لجنة التحقيق الروسية، سفيتلانا بيترينكو، تأكيدها تصنيف الحادثين كأعمال إرهابية.
وفي خضم هذا التصعيد، توجه وفد روسي رسمي إلى مدينة إسطنبول التركية، حيث من المقرر أن تُعقد جولة جديدة من المحادثات مع الجانب الأوكراني، الإثنين. وأكدت وكالة "تاس" الروسية نقلاً عن مصادر مطلعة أن "فريق التفاوض الروسي غادر إلى إسطنبول".
في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن وفد بلاده المفاوض سيكون برئاسة وزير الدفاع رستم عمروف، مؤكدًا أن الجولة المقبلة ستُركّز على المطالبة بـ"وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار"، إلى جانب إعادة الأسرى والأطفال الأوكرانيين الذين تتهم كييف موسكو بنقلهم قسرًا من الأراضي الأوكرانية.
وكانت الجولة الأولى من المفاوضات بين الطرفين قد جرت في إسطنبول يوم 16 مايو/أيار الماضي، وأسفرت فقط عن اتفاق مبدئي لتبادل الأسرى. ومنذ ذلك الحين، تتواصل الجهود الدبلوماسية وسط مناخ من التوتر وفقدان الثقة المتبادل، ما يعرقل تحقيق اختراق فعلي نحو إنهاء النزاع المستمر منذ 22 فبراير/شباط 2022.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة