يمن مونيتور:
2025-10-13@08:25:45 GMT

حكايتي مع 30 نوفمبر

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

حكايتي مع 30 نوفمبر

مرت الذكرى السادسة والخمسين ل 30 نوفمبر المجيد، وتعود بنا الذاكرة في منتصف العقد الثاني من العمر، والمعلا حيث الميناء ومن على تلال جبل شمسان، كنا نشاهد رحيل المستعمر، مروحيات تنقل العتاد العسكري والجنود للبوارج الحربية في ميناء عدن ، كان رجل الخير والإحسان احمد مرشد تاجر خردة، قد اضاء الجبل شمسان بكشافات ضخمة من بقايا المستعمر، التي استخدمها للبحث عن الفدائيين في جروف ومرتفعات عدن، كان يوما مميزا ، حيث علقت اعلام الدولة الفتية، احمر وابيض واسود، وهو علم الجمهورية اليمنية اليوم، وكانت الشوارع مزينة بقناديل ملونة ومضيئة، شاركنا في المسيرات الحاشدة المؤيدة للاستقلال، التي اكتظت فيها شوارع عدن، تسلقنا الشاحنات وهي تنقلنا لمدينة الشعب ثأره و البنجسار ثارتا أخرى ويبقى السؤال هل كان استقلال ام جلاء؟

تلك الصورة الجميلة ل 30 نوفمبر التي عشناه في طفولتنا، وكبرنا وتطورت مداركنا، وعشنا كما عاش كل من تبقى في عدن، تحت ظل حكم المنتصر، بأيدولوجيته صاغ لنا كتب التاريخ والتربية الوطنية.

وكاي مواطن عشق مدينته ووطنه، راودته أسئلة كثيرة، لماذا تقاتل رفاق الكفاح المسلح؟ ولماذا اقصيت جبهة التحرير وبعض رفاق الكفاح المسلح؟ وأين اعلام وقامات المجلس العمالي؟ والمجلس التشريعي؟ وبعض رجالات الجمعية العدنية، لماذا تفرق رفاق الكفاح وفقدنا فدائيين وسياسيين كان لهم صيت وهدير، عرفناهم وترددت لمسامعنا من الكبار حكايات بطولتهم وبسالتهم في مقاومة المحتل، صحيح كنا أطفالا لكننا كنا جزء مما حدث، وعلى قرب من الاحداث.

ولي قصة وجدت من الضروري ان احكيها، حينما كنا نلهو وزملاء في باحت مقبرة المعلا، التقط احدهم قنبلة يدوية كانت مرمية، اخذتها منه، مع مرور احد الفدائيين من عائلة باحبيب ، في لحظة الشجار سحب الزميل الأمان، صرخ باحبيب ارمها بعيدا وانبطح، وحدث ان انفجرت بعيدا عنا، والحمد لله لم يصب أحدا منا بأذى، غير ما انتابنا من خوف ورعب، هرولنا لبيوتنا، دقائق وكان جند الانجليز يحوطون المنطقة، ويبحثون عن الفاعل، ومرت بسلام، وكم هي الحوادث المأساوية التي راح ضحيتها الكثير من الأطفال من بقايا المتفجرات ، وكم هي قصص الفدائيين التي صارت حكايات لبطولات وبسالة مدينة وشعب تواق للحرية والاستقلال والسيادة على ارضه، وحقه في الإرادة الحرة لتقرير مصيره .

ونعود للأسئلة، التي كلما كبرنا تعددت وتنوعت وتعقدت، واهمها اين الاستقلال الذي تطلعنا اليه؟ واين النعيم الموعود والجنة المنشودة؟، اين الدولة الوطنية ووطن التعايش؟ اين عدن التي كانت وكنا؟

وفي السبعينات صرنا مضطرين ان نصحوا فجرا لنقف طابور المقرر لشراء  الخضروات واللحوم والدجاج والاسماك ، كما هو مقرر لنا من المواد الغذائية من شركة التجارة الشركة الوحيدة للدولة ، كيلو سكر لكل فرد، وهكذا بقية المتطلبات بقسيمة شراء كلا بعدد الاسرة، وعندما تقرر الدولة استيراد فواكه، تكتظ الطوابير ازدحاما، كل هذا والرفاق زادوا من حجم معاناة الناس بصراعاتهم التي دمرت ما خلفه الاستعمار من اعمار، ومن ثقافة ومجتمع مدني وتعدد سياسي وثقافي وعرقي، صراعات استمرت في تهجير العقول والكفاءات والمهارات، واستبدلت بمناصرين لشعار ثورة ثورة لا اصلاح.

كبرنا وعرفنا ان المستعمر البغيض طرده المناضلين والابطال، وحكم البلد شوية شباب متحمس ومسلح بثورة ثورة لا اصلاح، وسالمين نحن اشبالك وافكارك لنا مصباح، وعلى الكل ان يعيش ويكن له نصيب في التعليم والوظيفة  كعضو في الحزب، وعبدا للانضباط الحزبي، بيئة كانت طاردة للفكر المختلف, والراي المختلف، وراس المال والشركات الكبرى محلية ودولية، وتحولت عدن لنوع واحد ولون واحد ونفس واحد، وصوت واحد لا صوت يعلو عليه، وزاد من مأساة عدن وابنائها تأميم المساكن واجب ، وتخفيض الرواتب واجب، تحريق الشوادر واجب، واجب علينا واجب، هذه الصورة السوداوية للاستقلال.

وما زال الاستقلال ضائع، و 30 نوفمبر هو الروح الذي يجب ان يبقى ليغذي فكر الاستقلال في كل ذهنية جيل، 56 عام ونحن نسعى للاستقلال وفي كل مسعى نجد من يعيق استقلالنا، ونفقد كل منجز تحقق، اليوم نفتقد للدولة الوطنية التي تأسست في 30 نوفمبر ، وافتقدنا للوحدة و دولة أن وحدة الأرض لكنها فرقت بين الناس، واليوم ما زال ساطور التمزيق يعمل، ليقسم البلد لكنتونات ويحلم المستعمر باستعادة مشروعه الجنوب العربي، وعودة السلطنات والمشيخات، كما يحلم بعودة الامامة في الشمال، وما زال الشعب تواق للحرية والاستقلال، شعب ابكى الصخور وهزم بريطانيا العظمى التي لا تغيب عنها الشمس، اليوم منهك يتطاول عليه الاقزام، لكنه شعبا جبار سينتفض في ليلة غبارها سيصل ليطيح بكل عميل ومرتزق، وكل دخيل وطامع ، وكل من لا يعرف ان اليمن مقبرة الغزاة .

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: 30 نوفمبر جنوب اليمن حميدان كتابات

إقرأ أيضاً:

جماهير قطر: كلنا خلف المنتخب

بين قطر وحلم التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 مباراة واحدة فقط، لكنّها ليست مجرد مباراة في كرة القدم، بل ملحمة وطنية جديدة تتجدد فيها صور الولاء والانتماء، وتتوحد فيها أصوات الجماهير خلف منتخب يمثل الوطن بكل رموزه وألوانه.
وتستعد الجماهير القطرية لزحف كبير نحو استاد جاسم بن حمد بنادي السد مساء الثلاثاء المقبل، حيث يلتقي منتخبنا الوطني نظيره الإماراتي في المواجهة الفاصلة من الملحق الآسيوي، وسط أجواء مفعمة بالأمل والإصرار على كتابة فصل جديد من الحكاية العنابية.
ومنذ انتهاء مواجهة عمان الأخيرة، لم تهدأ منصات التواصل الاجتماعي، فالجميع يردد الرسالة نفسها:
“بيننا وبين الحلم مباراة واحدة فقط.. حضورنا ودعمنا واجب وطني.”
تغريدات الجماهير، على منصات التواصل الاجتماعي ومقاطع التشجيع، ودعوات التجمع في سوق واقف ومحيط الاستاد وفي كل مكان. كلها تعكس الروح القطرية الأصيلة التي لا تعرف المستحيل حين يتعلق الأمر باسم الوطن.
الجماهير تدرك أن كرة القدم ليست دائمًا فوزًا وخسارة فقط، بل قصة انتماء وثقة. فمهما كان أداء المنتخب أو مستواه في المباراة الماضية، فإن دعم اللاعبين ومساندتهم هو ما يصنع الفارق.
“يجب أن نفصل بين الأندية والمنتخب، لأن المنتخب يمثل المكان الذي ننتمي إليه” — هكذا اختصر المشجعون الرسالة في جملة تعبّر عن وعي جماهيري متجذر.
رجال العنابي حاولوا واجتهدوا في مواجهة عمان لكن التوفيق غاب، إلا أن العزيمة لا تزال مشتعلة. مباراة الإمارات ستكون تسعين دقيقة مفصلية، ستقف فيها الجماهير صفًا واحدًا خلف اللاعبين الذين اعتلوا منصات التتويج الآسيوية مرتين، وشرفوا الوطن بأدائهم وشخصيتهم داخل وخارج الملعب.
مدرج العنابي، ذلك القلب النابض في كل مناسبة، يستعد لليلة جديدة من الإبداع والوفاء. أعلام، أناشيد، وهتافات تتردد بصوت واحد:
“بروحنا ودمنا نفدي قطر.. وبحضورنا نكتب التأهل.”
ومع اقتراب الموعد المنتظر، تتضاعف الدعوات من الجماهير واللاعبين والإعلاميين:
“موعدنا 14 أكتوبر في استاد جاسم بن حمد.. كلنا خلف العنابي.”
هكذا تتجسد صورة قطر الجميلة — شعب واحد.. قلب واحد.. هدف واحد — فالتأهل للمونديال ليس مجرد إنجاز كروي، بل هو حلم وطن بأكمله يكتب بأصوات الجماهير وعرق اللاعبين.

جمهورنا وسندنا الدائم.. شكراً لكم 
وموعدنا مع الفرح قريب، بإذن الله، في ليلة سيكون عنوانها الكبير:
“بحضورنا نكتب التأهل.”

قطر تصفيات مونديال 2026 منتخب العنابي

مقالات مشابهة

  • وفد سوري رفيع في أنقرة بعد يوم واحد من وصفها قسد بالإرهابية
  • كايو كانيدو: نريد الذهاب إلى كأس العالم
  • النوم ليس واحدًا للجميع.. دراسة تكشف خمسة أنماط تؤثر على صحتك
  • 7 محطات في القرآن لراحة البال والسكينة.. يغفلها الكثيرون
  • إذاعة جيش الاحتلال: حماس تعمل على تجميع المحتجزين في مكان واحد
  • جماهير قطر: كلنا خلف المنتخب
  • الإمارات تقلب الطاولة على عمان وتقترب من التأهل للمونديال
  • غارديان: نتنياهو قبل وقف إطلاق النار لكن الحذر واجب
  • الفوعاني: إعادة إعمار الجنوب واجب سيادي وأخلاقي
  • «نمبر ون» فى قفص الاتهام