يمن مونيتور:
2025-05-14@17:53:10 GMT

حكايتي مع 30 نوفمبر

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

حكايتي مع 30 نوفمبر

مرت الذكرى السادسة والخمسين ل 30 نوفمبر المجيد، وتعود بنا الذاكرة في منتصف العقد الثاني من العمر، والمعلا حيث الميناء ومن على تلال جبل شمسان، كنا نشاهد رحيل المستعمر، مروحيات تنقل العتاد العسكري والجنود للبوارج الحربية في ميناء عدن ، كان رجل الخير والإحسان احمد مرشد تاجر خردة، قد اضاء الجبل شمسان بكشافات ضخمة من بقايا المستعمر، التي استخدمها للبحث عن الفدائيين في جروف ومرتفعات عدن، كان يوما مميزا ، حيث علقت اعلام الدولة الفتية، احمر وابيض واسود، وهو علم الجمهورية اليمنية اليوم، وكانت الشوارع مزينة بقناديل ملونة ومضيئة، شاركنا في المسيرات الحاشدة المؤيدة للاستقلال، التي اكتظت فيها شوارع عدن، تسلقنا الشاحنات وهي تنقلنا لمدينة الشعب ثأره و البنجسار ثارتا أخرى ويبقى السؤال هل كان استقلال ام جلاء؟

تلك الصورة الجميلة ل 30 نوفمبر التي عشناه في طفولتنا، وكبرنا وتطورت مداركنا، وعشنا كما عاش كل من تبقى في عدن، تحت ظل حكم المنتصر، بأيدولوجيته صاغ لنا كتب التاريخ والتربية الوطنية.

وكاي مواطن عشق مدينته ووطنه، راودته أسئلة كثيرة، لماذا تقاتل رفاق الكفاح المسلح؟ ولماذا اقصيت جبهة التحرير وبعض رفاق الكفاح المسلح؟ وأين اعلام وقامات المجلس العمالي؟ والمجلس التشريعي؟ وبعض رجالات الجمعية العدنية، لماذا تفرق رفاق الكفاح وفقدنا فدائيين وسياسيين كان لهم صيت وهدير، عرفناهم وترددت لمسامعنا من الكبار حكايات بطولتهم وبسالتهم في مقاومة المحتل، صحيح كنا أطفالا لكننا كنا جزء مما حدث، وعلى قرب من الاحداث.

ولي قصة وجدت من الضروري ان احكيها، حينما كنا نلهو وزملاء في باحت مقبرة المعلا، التقط احدهم قنبلة يدوية كانت مرمية، اخذتها منه، مع مرور احد الفدائيين من عائلة باحبيب ، في لحظة الشجار سحب الزميل الأمان، صرخ باحبيب ارمها بعيدا وانبطح، وحدث ان انفجرت بعيدا عنا، والحمد لله لم يصب أحدا منا بأذى، غير ما انتابنا من خوف ورعب، هرولنا لبيوتنا، دقائق وكان جند الانجليز يحوطون المنطقة، ويبحثون عن الفاعل، ومرت بسلام، وكم هي الحوادث المأساوية التي راح ضحيتها الكثير من الأطفال من بقايا المتفجرات ، وكم هي قصص الفدائيين التي صارت حكايات لبطولات وبسالة مدينة وشعب تواق للحرية والاستقلال والسيادة على ارضه، وحقه في الإرادة الحرة لتقرير مصيره .

ونعود للأسئلة، التي كلما كبرنا تعددت وتنوعت وتعقدت، واهمها اين الاستقلال الذي تطلعنا اليه؟ واين النعيم الموعود والجنة المنشودة؟، اين الدولة الوطنية ووطن التعايش؟ اين عدن التي كانت وكنا؟

وفي السبعينات صرنا مضطرين ان نصحوا فجرا لنقف طابور المقرر لشراء  الخضروات واللحوم والدجاج والاسماك ، كما هو مقرر لنا من المواد الغذائية من شركة التجارة الشركة الوحيدة للدولة ، كيلو سكر لكل فرد، وهكذا بقية المتطلبات بقسيمة شراء كلا بعدد الاسرة، وعندما تقرر الدولة استيراد فواكه، تكتظ الطوابير ازدحاما، كل هذا والرفاق زادوا من حجم معاناة الناس بصراعاتهم التي دمرت ما خلفه الاستعمار من اعمار، ومن ثقافة ومجتمع مدني وتعدد سياسي وثقافي وعرقي، صراعات استمرت في تهجير العقول والكفاءات والمهارات، واستبدلت بمناصرين لشعار ثورة ثورة لا اصلاح.

كبرنا وعرفنا ان المستعمر البغيض طرده المناضلين والابطال، وحكم البلد شوية شباب متحمس ومسلح بثورة ثورة لا اصلاح، وسالمين نحن اشبالك وافكارك لنا مصباح، وعلى الكل ان يعيش ويكن له نصيب في التعليم والوظيفة  كعضو في الحزب، وعبدا للانضباط الحزبي، بيئة كانت طاردة للفكر المختلف, والراي المختلف، وراس المال والشركات الكبرى محلية ودولية، وتحولت عدن لنوع واحد ولون واحد ونفس واحد، وصوت واحد لا صوت يعلو عليه، وزاد من مأساة عدن وابنائها تأميم المساكن واجب ، وتخفيض الرواتب واجب، تحريق الشوادر واجب، واجب علينا واجب، هذه الصورة السوداوية للاستقلال.

وما زال الاستقلال ضائع، و 30 نوفمبر هو الروح الذي يجب ان يبقى ليغذي فكر الاستقلال في كل ذهنية جيل، 56 عام ونحن نسعى للاستقلال وفي كل مسعى نجد من يعيق استقلالنا، ونفقد كل منجز تحقق، اليوم نفتقد للدولة الوطنية التي تأسست في 30 نوفمبر ، وافتقدنا للوحدة و دولة أن وحدة الأرض لكنها فرقت بين الناس، واليوم ما زال ساطور التمزيق يعمل، ليقسم البلد لكنتونات ويحلم المستعمر باستعادة مشروعه الجنوب العربي، وعودة السلطنات والمشيخات، كما يحلم بعودة الامامة في الشمال، وما زال الشعب تواق للحرية والاستقلال، شعب ابكى الصخور وهزم بريطانيا العظمى التي لا تغيب عنها الشمس، اليوم منهك يتطاول عليه الاقزام، لكنه شعبا جبار سينتفض في ليلة غبارها سيصل ليطيح بكل عميل ومرتزق، وكل دخيل وطامع ، وكل من لا يعرف ان اليمن مقبرة الغزاة .

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: 30 نوفمبر جنوب اليمن حميدان كتابات

إقرأ أيضاً:

حزب العمال الكردستاني يعلن حل نفسه وإنهاء الكفاح المسلح ضد تركيا بعد أكثر من 4 عقود من النزاع

في خطوة تاريخية، أعلن حزب العمال الكردستاني يوم الاثنين عن حل نفسه بشكل كامل وإنهاء أسلوب الكفاح المسلح ضد الدولة التركية بعد أكثر من أربعة عقود من الصراع الدامي، أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص.

وقال الحزب في بيان له، نقله وكالة فرات للأنباء، إن المؤتمر الثاني عشر الذي عُقد في جبال قنديل شمال العراق بين الخامس والسابع من مايو الجاري، قد اتخذ قرارات تاريخية بحل الهيكل التنظيمي للحزب وإنهاء الأنشطة المسلحة التي كانت تمارس باسمه. وأضاف البيان أن الحزب “أنجز مهمته التاريخية” ونجح في “إيصال القضية الكردية إلى نقطة الحل من خلال السياسة الديمقراطية”.

وأشار عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، دوران كالكان، في تصريحاته للمندوبين خلال المؤتمر، إلى أن هذه الخطوة ليست “نهاية” بل هي “بداية جديدة” في مسار تحقيق الحل السلمي.

تأتي هذه الخطوة استجابة لدعوة مؤسس الحزب، عبدالله أوجلان، الذي يُحتجز في السجون التركية منذ عام 1999، حيث حث في فبراير الماضي مقاتلي الحزب على نزع السلاح وحل الهيكل التنظيمي للحزب. وفي الأول من مارس، أعلن الحزب عن وقف إطلاق النار بشكل فوري استجابة لهذه الدعوة.

من جهة أخرى، رحب حزب العدالة والتنمية، بقيادة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بالإعلان ووصفه بأنه “خطوة مهمة نحو جعل تركيا خالية من الإرهاب”. وقال المتحدث باسم الحزب، عمر جليك، إن “تطبيق هذا القرار على أرض الواقع سيكون نقطة تحول هامة في مسار البلاد”.

هذه الخطوة تأتي في وقت حساس يشهد فيه الوضع السياسي في تركيا تغييرات وتحديات، وتفتح الباب أمام آفاق جديدة للتسوية السياسية في الصراع الكردي التركي.

مقالات مشابهة

  • مصر تقيم معرضا أثريا عالميا بالصين نوفمبر المقبل
  • عراقنا… الهوية التي لا تتجزأ !!
  • يونيفيل: العثور على أكثر من 225 مخبأ سلاح جنوب الليطاني منذ نوفمبر
  • اول عملية قسطرة علاجية بمستشفي علياء بالسلاح الطبي بعد الحرب
  • محافظ القاهرة: تمكين ذوي الإعاقة واجب وطني
  • حزب العمال الكردستاني يعلن حل نفسه وإنهاء الكفاح المسلح ضد تركيا بعد أكثر من 4 عقود من النزاع
  • وسائل إعلام: حزب العمال الكردستاني يعلن حل نفسه وإنهاء الكفاح المسلح مع تركيا
  • حزب الـ pkk يحل نفسه وإنهاء الكفاح المسلح ضد تركيا
  • حزب العمال الكوردستاني يعلن حلّ نفسه وإنهاء الكفاح المسلح وجميع أنشطته
  • نوفمبر المقبل.. نانسي عجرم تحيى حفلًا غنائيًا في إندونيسيا