صحيفة الخليج:
2025-05-28@12:41:04 GMT

«كوب 28».. تحديات كبيرة وطموحات أكبر

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

«كوب 28».. تحديات كبيرة وطموحات أكبر

د. نيللى كمال الأمير*

تتجه أنظار العالم من دول ومؤسسات وأفراد نحو أعمال قمة المناخ «كوب 28» التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة، يتابع الجميع أعمال مؤتمر يتمتع بحضور استثنائي كماً وكيفاً من أجل اختبار للمصداقية، والعزم على مواجهة تحديات معقدة، وأهمها تحدي الصفرية، والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.

5 درجة مئوية.

اعتبرت قمة باريس ومنتجها الأشهر «اتفاق باريس» الأفضل في مسيرة حماية البيئة العالمية، بإرسائها لمعايير تقييم عالمية ملزمة، ولكن تراجعت شهرتها مع تراجع التزامات دول كبرى بالاتفاقية (وصلت لحد الانسحاب)، وعندما انعقدت قمة شرم الشيخ ومنتجها الأهم (صندوق الخسائر والأضرار) ارتفع سقف الطموح العالمي نحو مزيد من التضامن والدعم للدول الصغيرة في مواجهة تغير المناخ، ولكن تراجع الأمر مع عرقلة بعض الدول الكبرى أيضاً لعملية رسملة الصندوق المقترح. نصل الآن إلى قمة دبي، والتي تستضيفها دولة صاعدة، لا تعد من كبار الملوثين صناعياً، ولا تعد من الدول المتلقية للدعم، وهو ما يمكن أن يتيح لها حرية في إدارة المناقشات مع التراكم على ما تم من إنجاز خلال القمم السابقة، والتأكيد دوماً على أهمية العمل من أجل خفض الانبعاثات.

ما أهم بنود أعمال «كوب 28»؟

ترفع قمة «كوب 28» شعاراً يتمتع بقوة حماسية: انضم إلى عالم «الأفعال»، في مخاطبة مباشرة للأفراد، ودعوة لمواجهة تحدي تغير المناخ. والواقع أن علم إدارة الأزمات، يشير إلى أن الحلول الابتكارية (والبسيطة أحياناً)، قد تكون مخرجاً منقذاً لحل الأزمات،

وينقسم المشاركون في أعمال القمة إلى ثلاث فئات هي: ممثلو الأطراف في الاتفاقية والدول المراقبة، وأعضاء الصحافة ووسائل الإعلام، وممثلو المنظمات المراقبة. يتم تصنيف المنظمات المراقبة إلى ثلاثة أنواع: منظومة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، والمنظمات الحكومية الدولية، والمنظمات غير الحكومية. ولا يمكن إغفال دور الأخيرة؛ حيث تم قبول 3178 (3024 منظمة غير حكومية، و154 منظمة حكومية دولية) كمراقبين خلال قمة شرم الشيخ.

ومثّل هؤلاء شرائح متعددة من المصالح والقطاعات، كقطاع الأعمال والصناعة، والمجموعات البيئية، والزراعة، والسكان الأصليين، والحكومات المحلية والسلطات البلدية، والمعاهد البحثية والأكاديمية، والنقابات العمالية، ومجموعات المرأة والنوع الاجتماعي والشباب.

التقدم والطموحات

تتضمن أعمال القمة الثامنة والعشرين أيضاً، انعقاد القمة العالمية للعمل المناخي، التي تستعرض تقدم دول العالم بشأن التزامات باريس وكذلك طموحاتهم. بطبيعة الحال، تحل الطاقة على رأس موضوعات ونقاشات القمة، من المقرر كذلك أن ينعقد مؤتمر تحول الطاقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الأسبوع الأول من ديسمبر/ كانون الأول؛ وهو تجمع لشركات الطاقة، لبحث سبل خفض الانبعاثات إقليمياً، ولكن من منظور تجاري.

طورت الهيئات الأممية من طرحها لتغير المناخ خلال «كوب 28». مثلاً، برنامج الأمم المتحدة للبيئة كان قد وضع الأديان والتعاليم الإيمانية ضمن مباحثاته في قمة شرم الشيخ، سنجد أنه يطور من تواجد ذلك المحور أملاً في زيادة قدرته التأثيرية من خلال إنشاء «جناح الإيمان» ضمن أجنحة «كوب 28»؛ وذلك انطلاقاً من أن الرموز الدينية يمكن أن تؤدي دوراً مهماً في مكافحة تغير المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة واتفاق باريس. سبق القمة أن أطلق برنامج الأمم المتحدة للبيئة «تحالف الإيمان من أجل الأرض» الذي يتكون من نحو 60 جهة فاعلة من 35 منظمة دينية مختلفة ومنظمات مجتمع مدني غير حكومية؛ بهدف استخدام القيم من أجل المحافظة على السلامة البيئية.

ينم مسير المستوى الحكومي عن صعوبة في التوصل لاتفاق، لكن ذلك لا يمنع إتاحة قمم كوب، إمكانية النقاش للجميع. وخلال قمة دبي، وجدنا وكالات مثل «رويترز» تدشن جناحاً حول التحول للطاقة في الشرق الأوسط من الرؤية إلى الواقع: ويبحث مزيج الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكيفية تلبية المتطلبات العالمية المتغيرة. بمشاركة صنّاع القرار وممثلي الشركات، لأن تطور قطاع الأعمال بيئياً يحتاج إلى نقل سياسات المناخ دولياً من مفاهيم الربحية الخالصة ومزجها بالمسؤولية المجتمعية.

التمويل

ويظل التمويل كلمة السر. ليس فقط من يمول؟ ولكن ماذا يمول؟ هل نركز على التكيّف أم التخفيف؟ وهو السؤال الذي ستجيب عنه قمة دبي، وليس بالضرورة أن تكون الدول، فالتشبيك الجيد بين القطاعات والفاعلين يمكن أن يأخذنا لحلول استثمارية، وهناك أيضاً بنوك إقليمية، مثل بنك الاستثمار الأوروبي الذي سيركز خلال القمة على تمويل التحول العالمي العادل إلى الحياد المناخي.

وختاماً، فقبل نحو ألف عام، اكتشف البيرونى نظرية «الأواني المستطرقة»: إذا اتصلت الأواني فإن مقدار الجاذبية والضغط ينتظمان في كل الحاويات، وزيادته لإحداها، سيجعل السائل يصل مرة أخرى إلى مستوى جديد (متساوٍ) في كل الحاويات الموصولة. ومع زخم الحضور وموضوعات النقاش المطروحة في «كوب 28»، كما أسلفنا، تحتاج «كوب 28» إلى استدعاء «الأواني المستطرقة»؛ فالدول على اختلافها تتصل (كالأواني) وكل ضرر ينعكس على جودة البيئة في الأقاليم الأخرى.

ومن المتوقع أن يؤكد مؤتمر الأطراف ال28 أهمية العمل الجماعي لوقف تغير المناخ، ودور التمويل في التحول إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات، ولكي يحدث ذلك، لا بد من تدعيم الالتزامات المناخية بالعمل، (كرسملة صندوق الأضرار) وترسيخ مفهوم «الشمولية» بمعنى أن الجميع مسؤول عن حماية البيئة بداية من رؤساء الدول وصولاً إلى راكبى الدراجات.

* باحثة مصرية في الشؤون البيئية والتنموية

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات كوب 28 الإمارات الاستدامة تغیر المناخ من أجل

إقرأ أيضاً:

«الزراعة»: طفرة كبيرة في صادرات البطاطس المصرية خلال هذا الموسم

كشفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن طفرة كبيرة في صادرات البطاطس المصرية إلى مختلف دول العالم خلال هذا الموسم، والتي تجاوزت المليون طن حتى الآن، متفوقة على نفس الفترة خلال العام الماضي.

يأتي ذلك وفقًا لتقرير رسمي تلقاه علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، من الدكتور أحمد عصام رئيس قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة، وبحسب بيانات الإدارة المركزية للحجر الزراعي.

ووفقًا للتقرير، فقد بلغ إجمالي حجم صادرات البطاطس المصرية خلال الموسم الحالي وحتى الآن حوالي مليون و 81 ألف طن، مسجلًا بذلك زيادة ملحوظة مقارنة بإجمالي صادرات البطاطس خلال نفس الفترة من الموسم السابق الذي بلغ 832 ألف طن.

وأشار التقرير، إلى أن صادرات البطاطس المصرية إلى العديد من الأسواق الرئيسية قد شهدت نموًا ملحوظًا، حيث جاءت دولة روسيا في مقدمة المستوردين بكمية تجاوزت 351 ألف طن، يليها دول الاتحاد الأوروبي والتي بلغت كمية استيرادها للبطاطس المصرية حتى الآن حوالي 331 ألف طن، فيما بلغ إجمالي صادرات البطاطس المصدرة إلى عدد من البلدان العربية حوالي 315 ألف طن، فضلًا عن دول أجنبية أخرى استوردت حوالي 83 ألف طن حتى الآن من البطاطس المصرية.

ومن جهته، أكد وزير الزراعة، أن تلك الأرقام تؤكد تحقيق قفزة نوعية في حجم صادرات البطاطس المصرية خلال هذا الموسم، مقارنة بالموسم السابق، رغم استمرار عمليات التصدير، لافتًا إلى أن تلك الزيادة الكبيرة في صادرات البطاطس المصرية تعكس جودة المنتج المصري وقدرته التنافسية في الأسواق العالمية، كما تؤكد على الجهود المبذولة من قبل المزارعين والمصدرين المصريين للارتقاء بمستوى الإنتاج وتلبية متطلبات الأسواق الدولية، الأمر الذي يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وزيادة العملة الصعبة، والتأكيد على مكانة مصر كمورد هام للبطاطس على الصعيد العالمي.

ووجه وزير الزراعة، الشكر إلى الجهات المعنية في الوزارة، على رأسها: الحجر الزراعي المصري، مشروع مكافحة العفن البني في البطاطس، العلاقات الزراعية الخارجية، ومنظومة المعامل المرجعية بالوزارة، لجهودهم المبذولة في فتح الأسواق الجديدة بالدول المختلفة، والنهوض بمنظومة الصادرات الزراعية المصرية ونفاذيتها إلى الدول المختلفة، للتأكيد على جودة المنتج الزراعي المصري.

اقرأ أيضاًاستعدادا لعيد الأضحى.. الزراعة توفر 12 ألف رأس من الأضاحي بأسعار مخفضة

طرق حجز أضاحي وزارة الزراعة 2025.. تعرف على أماكن توافرها

مقالات مشابهة

  • نحو 8 ملايين نازح في أفريقيا بسبب تغير المناخ عام 2024
  • وزير التعليم: تكمنّا من التغلب على 4 تحديات مزمنة خلال العام الدراسي الحالي
  • سفير ألمانيا: منتدى القاهرة يهدف إلى التعاون من أجل دعم القدرة على التكيف مع تغير المناخ
  • نيابة عن رئيس الدولة.. سعود بن صقر يشارك في أعمال قمة “الخليج – الآسيان – الصين” بماليزيا
  • نيابةً عن رئيس الدولة.. سعود بن صقر يشارك في أعمال قمة «الخليج - الآسيان» في ماليزيا
  • «الزراعة»: طفرة كبيرة في صادرات البطاطس المصرية خلال هذا الموسم
  • أسيوط تستضيف ورشة عمل لدعم الثروة الحيوانية ومواجهة تغير المناخ
  • تغير المناخ وزيادة الاحترار ينشران طفيليات قاتلة
  • نتنياهو: الجيش يواجه تحديات كبيرة في غزة وسنهزم حماس ونحرر المختطفين
  • الري: تغير المناخ يدفعنا لزيادة الاعتماد على التكنولوجيا فى إدارة المياه