برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، دشن «COP28» أمس الأحد، أول جناح للأديان في مؤتمرات الأطراف، بحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، ونيافة الكاردينال بييترو بارولين، أمين سر دولة الفاتيكان، ممثلاً عن قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وحشد من القيادات الدينية العالمية.


وألقى قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، كلمتين عبر تقنية الفيديو، شددا خلالها على أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ.

البابا فرنسيس وشيخ الأزهر يوقعان إعلاناً لدعم العمل المناخي العاجل خلال «COP28»

قال قداسة البابا فرنسيس: «يحتاج عالمنا اليوم إلى تحالفاتٍ لا تُناهض أحداً ولا تُعاديه، لنؤكِّد نحن ممثلي الأديان إمكانية التغيير ولنقدم أساليب حياة محترمة ومستدامة، كما يجب علينا أن نناشد بإخلاص المسؤولين عن الأمم أن يحافظوا على بيتنا المشترك».
من جانبه، قال فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب: «إنَّ المبادرة الاستثنائية التي تقدَّم بها مجلس حكماء المسلمين لدعوة رموز الأديان المختلفة لتوقيع بيان أبوظبي المشترك بين الأديان من أجل المناخ، وكذلك إنشاء جناح الأديان لأوَّل مرة داخل مؤتمر الأطراف، وذلك لإسماع صوت القادة الدينيين في مواجهة التَّحديات، خاصةٍ تحدي تغير المناخ، هي فرصة ثمينة لتعزيز الجهود من أجل حماية بيئتنا المشتركة، وإنقاذِها من دمار يُشبه أن يكون دماراً محققاً، بعدما لاحت نذره وتوالت عاماً بعد عام».
فيما قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: «إننا ونحن نرحب بكم في جناح الأديان الذي يتأسس بمبادرة من مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة ووزارة التسامح والتعايش، نؤكد أن الإمارات وفي ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، هي دولة تتبنى السلام وسيلة وغاية وتتخذ من التسامح والوفاق والأخوة الإنسانية منهجاً وطريقة، هي دولة تقوم بدور محوري في مسيرة العالم، وتعمل بكل جد والتزام على حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، هي دولة تحرص كل الحرص على التعاون والعمل المشترك مع الجميع، في ظل قناعة كاملة بأنَّ تقدم العالم واستقراره إنما هو رهن بوجود هذا التعاون والعمل المشترك، وتحقيق الفاعلية الدائمة فيه».

البابا فرنسيس وشيخ الأزهر يوقعان إعلاناً لدعم العمل المناخي العاجل خلال «COP28»

وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس «كوب 28»، إن رؤية القيادة رسخت مبادئ الانفتاح والاعتدال والتسامح ضمن قيم المجتمع في دولة الإمارات، مؤكداً أن رئاسة المؤتمر تسترشد بهذه الرؤية في عملها على تعزيز احتواء الجميع في منظومة العمل المناخي، بما في ذلك دعم الحوار بين الأديان للمساهمة في تقدم البشرية، ومعالجة التحديات الملحة مثل تغير المناخ، الذي تمتد تداعياته لتتجاوز جميع الحدود والفوارق وتؤثر على كل المجتمعات والدول، وأن نجاح العالم في مواجهة تداعيات تغير المناخ يعتمد على التعاون وتكاتف وتضافر جهود المجتمع الدولي.
وأشار إلى قدرة القيادات الدينية على أداء دور فعّال في هذا المجال من خلال رفع درجة الوعي بالمسؤولية الجماعية العالمية عن حماية البيئة، مؤكداً أن جناح الأديان، الذي يقام لأول مرة في مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ، يشكّل نموذجاً لنهج العمل متعدد الأطراف، ويساهم في تسهيل لقاء قيادات الأديان والمعتقدات بروحٍ من الأمل والسلام والتفاؤل والاتحاد حول الالتزام المشترك بحماية كوكب الأرض.
ويشارك مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع رئاسة «كوب 28»، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والكرسي الرسولي، وتحالف من الشركاء الدينيين في استضافة الجناح الذي يشهد العديد من النقاشات حول دور المجتمعات والمؤسسات الدينية في معالجة تداعيات تغير المناخ، وسيشهد عدداً من الجلسات النقاشية التي تستضيف قيادات دينية عالمية، وعلماء، وكبار المسؤولين السياسيين، ويتم خلال الفعاليات الأخرى التي تقام فيه دعم إقامة الحوارات المختلفة التي تضم ممثلي الشباب والشعوب الأصلية.
ويبني جناح الأديان على النجاح الذي حققته القمة العالمية لقادة الأديان، التي ضمت أكثر من 200 شخصية من قادة الأديان والعلماء والشباب والأكاديميين والخبراء البيئيين في أبوظبي، يومي 6 و7 نوفمبر الماضي، وشهدت تسلم رئاسة «كوب 28» وثيقة «ملتقى الضمير: توحيد الجهود من أجل نهضة كوكب الأرض» المعروفة باسم «بيان أبوظبي المشترك للأديان بشأن كوب 28» التي وقعها 28 من قادة الأديان وأشارت إلى المخاوف المشتركة للبشرية بسبب تصاعد حدة الآثار السلبية لتغير المناخ، كما أكدت الالتزام المشترك للقيادات الدينية بالإسهام في مواجهة هذا التحدي، وتُعرض هذه الوثيقة في جناح الأديان. ويسعى الجناح لتوحيد جهود ممثلي الأديان والمجتمعات والمؤسسات لدعم العمل المناخي وتنفيذ أهداف اتفاق باريس، انطلاقاً من انتماء أكثر من 84 % من سكان العالم لأديان أو معتقدات.
على صعيد متصل، وقع قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أمس الأحد، إعلاناً لدعم العمل المناخي العاجل، وذلك على هامش مشاركتهما عبر تقنية الفيديو في افتتاح جناح الأديان في مؤتمر الأطراف «كوب 28» بمدينة إكسبو دبي.

الصورة


وخلال احتفالية رسمية، تم بث رسالتي فيديو من البابا فرنسيس وشيخ الأزهر إلى الوفود المشاركة في مؤتمر الأطراف؛ حيث شارك الرمزان الدينيّان رسالتيهما حول الأمل والحالة الطارئة لتعزيز العمل المناخي.
ووقّع البابا فرنسيس والإمام الأكبر على البيان المشترك بين الأديان بشأن العمل المناخي لمؤتمر الأطراف، الذي يهدف إلى تسخير التأثير الجماعي لممثلي الأديان من أجل إلهام الإنسانية لتعزيز العدالة البيئيّة؛ اعترافاً بأن الغالبية العظمى من سكان العالم ينتمون إلى الأديان. ومثل البيان الذي استند إلى مُثُل العدالة، وتفادي أي تأثير ضار، وتعزيز الانسجام مع جميع الكائنات الحية، نداء قوياً للعمل المناخي موجهاً إلى رؤساء الدول والحكومات والمجتمع المدني وقادة الأعمال، ويحث على الاستجابات السريعة، ومنها تسريع تحولات الطاقة، وحماية أمن الأرض، واعتماد أنماط حياة دائرية تتماشى مع الطبيعة والاعتماد السريع للطاقة النظيفة.
وشارك في صياغة هذا البيان المشترك لفيف من كبار قادة الأديان من مختلف أنحاء العالم قُبيل انعقاد مؤتمر «كوب 28»، وذلك خلال قمة قادة الأديان العالمية التي عُقِدَت بأبوظبي في نوفمبر الماضي، ونظّمها مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع رئاسة مؤتمر الأطراف ووزارة التسامح والتعايش وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وأكد المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، أن جناح الأديان الأول من نوعه في مؤتمر الأطراف، يمثّل ساحة للسلام والتعاون بين الجميع، وهو منصة لدمج الحكمة التي تزخر بها الأديان في المؤتمر، مشيراً إلى أن توقيع قادة الأديان ورموزها والمعتقدات على نداء الضمير: «بيان أبوظبي المشترك بين الأديان لمؤتمر الأطراف كوب 28»، يبعث برسالة قوية إلى صنّاع السياسات حول أهمية حشد المجتمعات الدينية لرفع مستوى الوعي حول أزمة المناخ.
وأضاف أن حرص قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب على توقيع نداء الضمير، والمشاركة برسالة مسجلة في هذا الحدث المهم، يؤكد إصرارهما على استكمال مسيرتهما المشتركة لتعزيز الأخوة الإنسانية ووقوفهما معاً يداً واحدة في مواجهة التحديات التي تواجه البشرية وفي مقدمتها قضية التغير المناخي.
ووقع على البيان قادة الأديان والقادة الروحيّون من مختلف أنحاء العالم، الذين يمثّلون المسلمين السنة والمسلمين الشيعة والأنجليكانيين، والبهائيين، والبهرة، والبوذيين، والأقباط الأرثوذكس، والأرثوذكس الشرقيين، والإنجيليين، والهندوس، والجانيين، واليهود، والماهيكاري، والمندائيين، والبروتستانت، والروم الكاثوليك، والسيخ.
والتزم قادة الأديان أيضاً في البيان بدعم جناح الأديان في «كوب 28»، الذي ينعقد بمشاركة أكثر من 300 من كبار قادة الأديان والشخصيات العامة رفيعة المستوى خلال أكثر من 70 جلسة.
ويهدف الجناح إلى تعزيز التعاون والمشاركة الهادفة بين الأديان، وتحفيز العمل المناخي الفعّال والطموح. (وام)
نهيان بن مبارك يكرّم منظمي الجناح
كرّم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، الشركاء المنظمين لجناح الأديان في «كوب 28».
وتم إهداء الميدالية التذكارية لجناح الأديان للشركاء الأساسيين، وضمت قائمة المكرمين: الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف، وفضيلة الأستاذ الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو، رئيس دائرة الحوار بالفاتيكان، والمستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، وعفراء الصابري، مدير عام وزارة التسامح والتعايش، وميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة. (وام)
رئيس جامعة الأزهر: تعاون الأديان مفتاح النجاح لمواجهة تغير المناخ
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أهمية التعاون بين الأديان والثقافات المختلفة لمواجهة التحديات البيئية الراهنة، مشيراً إلى أن التعاون المشترك والجهود المبذولة من قِبَل الجميع هي مفاتيح النجاح في مجابهة تداعيات تغير المناخ. وقال خلال زيارته «جناح الأديان» في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»: إن تعاليم الأديان تحث على الحفاظ على البيئة ورعايتها باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من مسؤوليتنا الإنسانية والأخلاقية والمجتمعية. واستقبل المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، الدكتور سلامة داود خلال زيارته للجناح. من جانبه، أكد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، أن العالم يتطلع إلى دور القيادات والمؤسسات الدينية الكبرى في تعزيز الوعي بقضايا المناخ. (وام)

 

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات شيخ الأزهر كوب 28 الأمین العام لمجلس حکماء المسلمین مجلس حکماء المسلمین قداسة البابا فرنسیس لدعم العمل المناخی التسامح والتعایش فی مؤتمر الأطراف نهیان بن مبارک الأمم المتحدة الإمام الأکبر جناح الأدیان قادة الأدیان تغیر المناخ بین الأدیان الأدیان فی أحمد الطیب فی مواجهة الأدیان ل آل نهیان أکثر من من أجل

إقرأ أيضاً:

نادي عُمان وريال بيتيس الأسباني يوقعان إنشاء أكاديمية كروية مشتركة في مسقط

كتب - وليد أمبوسعيدي

تصوير: عبدالواحد الحمداني

أُقيم بمقر نادي عُمان مراسم التوقيع الرسمي لاتفاقية إنشاء أكاديمية نادي ريال بيتيس الإسباني بالشراكة مع نادي عُمان، وذلك خلال مؤتمر صحفي حضره عدد من أصحاب السعادة والسفراء والمسؤولين، يتقدمهم سعادة فرانسيسكو خافيير دي استوريز، سفير مملكة إسبانيا لدى سلطنة عُمان، وسعادة قيس سعد العامري، سفير جمهورية العراق لدى سلطنة عُمان، إلى جانب ممثلي نادي عُمان وأكاديمية ريال بيتيس، في خطوة تعد من أبرز الشراكات الرياضية الدولية التي تحتضنها الساحة العُمانية في مجال تطوير الفئات السنية. ويأتي توقيع هذه الاتفاقية تجسيدا لتوجه الأندية الوطنية نحو توسيع آفاق التعاون مع المؤسسات الكروية العالمية، والاستفادة من الخبرات الفنية الأوروبية في بناء جيل كروي جديد وفق أسس علمية حديثة، حيث تم الإعلان رسميا عن تدشين فرع أكاديمية ريال بيتيس في سلطنة عُمان ليكون الفرع الرابع عشر للأكاديمية على مستوى العالم، في إنجاز يعكس ثقة أحد أعرق أندية الدوري الإسباني في البيئة الرياضية العُمانية وقدرتها على احتضان مشاريع احترافية طويلة المدى.

وركزت الاتفاقية بحسب ما جرى استعراضه خلال المؤتمر الصحفي على إنشاء أكاديمية ذات طابع فني عالٍ تُعنى بتطوير المهارات الأساسية للاعبين في سن مبكرة، وصقل مواهبهم وفق مدرسة كروية أوروبية قائمة على الانضباط التكتيكي والوعي البدني والاحتراف السلوكي، بما ينسجم مع متطلبات كرة القدم الحديثة، وتستهدف الأكاديمية الفئات العمرية من 8 إلى 14 سنة، في خطوة تعكس الوعي بأهمية البناء المبكر وصناعة اللاعب منذ الصغر ضمن منظومة متكاملة. وتمثل الأكاديمية جسرا مباشرا لاكتشاف المواهب العُمانية وإتاحة الفرصة أمامها لخوض تجارب احترافية خارجية، إذ تتضمن الاتفاقية برامج لاختيار العناصر المتميزة من الأكاديمية وإيفادها إلى إسبانيا للمعايشة وخوض تجارب احترافية وفق آليات ومعايير دقيقة، بما يعزز فرص اللاعبين الصاعدين في الاحتكاك المبكر بالمدارس الكروية العالمية، واكتساب ثقافة الاحتراف والانضباط والمنافسة.

نقلة نوعية

وتحتضن منشآت نادي عُمان ملعب الأكاديمية ومرافقها التدريبية، في خطوة تعكس التكامل بين البنية الأساسية للنادي والمشروع الأكاديمي الجديد، بما يضمن بيئة تدريبية مناسبة وآمنة للفئات السنية، كما يشمل برنامج الأكاديمية إنشاء مركز "العطاء للعلاج الطبيعي" ضمن منظومتها، ليكون داعما للجانب الطبي والوقائي والتأهيلي للاعبين، ويواكب متطلبات التدريب الحديث من حيث الرعاية الصحية والبدنية.

وحرصت إدارة الأكاديمية على المزج بين الخبرة الأوروبية والكفاءة الوطنية، حيث سيشرف على البرامج الفنية مدرب إسباني واحد إلى جانب مجموعة من المدربين الوطنيين، في تجربة تهدف إلى نقل المعرفة والخبرة، وبناء قاعدة تدريبية قادرة على الاستمرار والتطوير وفق مفاهيم علمية حديثة.

ويمثل هذا المشروع نقلة نوعية في مسار الشراكات الرياضية الدولية للأندية العُمانية، خصوصا في قطاع الفئات السنية، حيث لم تعد مثل هذه الأكاديميات تقتصر على التدريب التقليدي، بل باتت منصات متكاملة لاكتشاف المواهب، وبناء الشخصية الرياضية، وغرس مفاهيم الاحتراف والانضباط، بما يتماشى مع الرؤية المستقبلية لتطوير كرة القدم في السلطنة. كما تعكس هذه الشراكة أيضا توجه الأندية العُمانية نحو تبني النماذج الاستثمارية المستدامة في قطاع الناشئين، وربط اللاعب العُماني بمنظومات كروية عالمية تفتح أمامه آفاق الاحتراف الخارجي، وتسهم في رفع مستوى التنافس الداخلي، وتعزيز جودة المخرجات الفنية للمنتخبات الوطنية مستقبلا.

نقل الخبرة الإسبانية

وأعرب سعادة فرانسيسكو خافيير دي استوريز، سفير مملكة إسبانيا لدى سلطنة عُمان، عن اعتزازه بحضور نادي ريال بيتيس في سلطنة عمان وإطلاق فرع رسمي لأكاديميته في مسقط، معتبرا هذه الخطوة واحدة من أهم صور التعاون الرياضي بين البلدين، ودليلا عمليا على الثقة المتبادلة والرؤية المشتركة لبناء مستقبل كروي أكثر تطورا، وقال سعادته: إن ريال بيتيس ليس مجرد نادٍ عريق في الدوري الإسباني، بل مؤسسة رياضية ذات قيمة تاريخية كبيرة، حملت على مدى عقود رسالة تطوير المواهب وتعزيز الحضور التنافسي في مختلف المسابقات الأوروبية.

وأوضح سعادة السفير أن اختيار سلطنة عمان ليكون مقرا لأحد فروع الأكاديمية جاء بناء على قناعة راسخة بامتلاك سلطنة عمان طاقات شبابية مميزة وبنية أساسية رياضية مؤهلة، إلى جانب الاهتمام الكبير الذي تحظى به كرة القدم في المجتمع العُماني، وما تتمتع به الأندية المحلية من جدية وطموح نحو تطوير الفئات السنية وفق أسس علمية حديثة.

وأشار سعادته إلى أن الأندية الإسبانية تمتلك خبرة طويلة في صناعة اللاعب المحترف، بدءًا من المراحل المبكرة جدا، عبر برامج تعتمد على تطوير المهارات الذهنية إلى جانب الجوانب البدنية والتكتيكية، مؤكدا أن نقل هذه الخبرة إلى سلطنة عمان سيسهم بشكل مباشر في رفع مستوى المنظومة الفنية للعبة على المدى المتوسط والبعيد، وإعداد لاعبين قادرين على المنافسة في بطولات عالية المستوى.

ووجه السفير رسالة خاصة للجماهير العمانية، أشاد خلالها بشغفها الكبير وولائها لمنتخبها الوطني، لافتا إلى أنه تابع بإعجاب مسيرة المنتخب في رحلة البحث عن بطاقة الوصول إلى نهائيات كأس العالم، وما أظهره من أداء قتالي وروح عالية، مؤكدا أن هذا الإيمان من الجماهير هو مفتاح النجاح، وأن استمرار الدعم والتشجيع سيقود بالتأكيد إلى تحقيق طموحات كروية أكبر تتناسب مع الإمكانات والمواهب التي تزخر بها سلطنة عُمان.

مشروع متكامل لصناعة المواهب

بينما أكد جهاد بن عبدالله الشيخ، نائب رئيس مجلس إدارة نادي عُمان، أن توقيع اتفاقية الشراكة مع نادي ريال بيتيس الإسباني يُمثل خطوة بالغة الأهمية للنادي، ويحمل في طياته العديد من المكاسب الفنية والمجتمعية والرياضية، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية لا تعد مجرد تعاون تدريبي، بل مشروع متكامل يستهدف صناعة اللاعب وبناء قاعدة قوية من المواهب في المراحل السنية المختلف، وأوضح جهاد الشيخ أن نادي عُمان ينظر إلى هذه الشراكة من أكثر من زاوية، مبينا أن المكسب الأول يتمثل في البعد المجتمعي، حيث ستُسهم الأكاديمية في استقطاب أعداد كبيرة من الأطفال والناشئين ودمجهم في بيئة رياضية منظمة داخل النادي، مما يعزز لديهم المفهوم الصحيح لممارسة الرياضة، ويسهم في توجيه طاقاتهم نحو مسار إيجابي قائم على الانضباط والالتزام، وأضاف نائب رئيس نادي عُمان أن الأكاديمية ستخدم النادي فنيا بشكل مباشر، إذ سيتم الاستفادة من العناصر الموهوبة التي ستتخرج منها، وإشراكها في بطولات ودوريات الفئات السنية خلال المواسم المقبلة، سواء في دوري الناشئين أو الشباب أو تحت 21 سنة، وهو ما يتوافق مع التزامات النادي تجاه اتحاد الكرة والمشاركة في مختلف المسابقات الرسمية، مؤكدا أن هذه الخطوة ستدعم استمرارية النادي في رفد فرقه بعناصر شابة جاهزة فنيا وبدنيا.

وأشار الشيخ إلى أن الفائدة لن تقتصر على نادي عُمان فقط، بل تمتد كذلك إلى نادي ريال بيتيس، الذي يسعى من خلال انتشار أكاديمياته حول العالم إلى اكتشاف المواهب في مختلف الدول، وفتح آفاق جديدة أمام اللاعبين المجيدين لخوض تجارب احترافية مستقبلية، سواء داخل الدوري الإسباني أو خارجه، مؤكدا أن هذا النموذج يمثل شراكة متوازنة تحقق المكاسب للطرفين، وبين أن وجود مواهب حقيقية قد يسهم مستقبلا في انتقال بعض اللاعبين للاحتراف الخارجي، وهو ما سيعود بالنفع على الناديين معا، سواء من الناحية الفنية أو الاستثمارية، موضحا أن مثل هذه المشاريع لا يمكن الحكم على نتائجها في وقت قصير، بل تحتاج إلى صبر واستمرارية حتى تثمر عن مخرجات حقيقية تخدم الكرة العُمانية، وأكد على أن نادي عُمان يعلق آمالا كبيرة على هذه الشراكة، ويتطلع إلى أن تكون الأكاديمية منصة حقيقية لاكتشاف وصناعة المواهب، وخطوة عملية نحو بناء مستقبل أفضل لكرة القدم العُمانية في المرحلة القادمة.

خامات كروية واعدة

أعرب نبيل سعد الخفاجي، رئيس أكاديمية ريال بيتيس في سلطنة عُمان، عن سعادته الكبيرة بافتتاح فرع جديد للأكاديمية في مسقط، مؤكدا أن هذه الخطوة تمثل إضافة مهمة لمسيرة الأكاديمية في المنطقة، وتعكس ثقة نادي ريال بيتيس في البيئة الرياضية العُمانية والشغف الكبير الذي يتمتع به الشارع الرياضي في عُمان تجاه لعبة كرة القدم. وأوضح الخفاجي أن الحضور في سلطنة عُمان يعد مصدر فخر واعتزاز لإدارة الأكاديمية، لما تتميز به من شعب محب لكرة القدم ويعشقها بصورة لافتة، إلى جانب ما يتحلى به المجتمع العُماني من ترحيب وطيبة وتعاون، وهو ما شكل دافعا حقيقيا لاختيار سلطنة عمان لتكون إحدى محطات انتشار أكاديمية ريال بيتيس على مستوى العالم.

وأشار إلى أن هذه الشراكة لا تقتصر على الجانب التدريبي فحسب، بل تمثل تعاونا متكاملا في مختلف الجوانب الرياضية، وفي مقدمتها تطوير اللاعبين في سن مبكرة، ورفد الأندية والمنتخبات الوطنية بالمواهب القادرة على خدمة الكرة العُمانية مستقبلا، مؤكدا أن الهدف الرئيسي للأكاديمية يتمثل في المساهمة الفاعلة في النهوض بكرة القدم العُمانية، وتمكينها من بناء قاعدة قوية من اللاعبين المؤهلين فنيا وبدنيا. وبيّن الخفاجي أن اختيار سلطنة عُمان جاء بعد دراسات ومتابعات دقيقة للمنطقة، حيث أظهرت هذه الدراسات وجود خامات كروية مميزة تمتلك القدرة على التطور والوصول إلى مستويات متقدمة، موضحا أن الفرق بين الكرة العربية ونظيرتها الأوروبية يكمن في البرامج التطويرية والبنية الفنية، وهو ما تسعى الأكاديمية إلى نقله وتطبيقه عبر مناهج تدريب حديثة ومعايير احترافية متقدمة، وأضاف أن أكاديمية ريال بيتيس ستعمل على توفير برامج شاملة لتطوير اللاعبين، إلى جانب إعداد وتأهيل المدربين في مختلف المجالات الرياضية، بما يضمن استدامة المشروع وتحقيق أهدافه على المدى البعيد، مشددا على أن الاستثمار في القاعدة هو الطريق الحقيقي لصناعة كرة قدم قوية ومستدامة.

وأكد رئيس أكاديمية ريال بيتيس في عُمان على تطلعه إلى أن تكون الأكاديمية منصة حقيقية لاكتشاف المواهب وصقلها، وأن تسهم في فتح آفاق جديدة أمام اللاعبين العُمانيين للاحتراف والتطور، وتعزيز حضور الكرة العُمانية على المستويين الإقليمي والدولي

خطوة مدروسة

أكد خافيير لوبيز ألونسو، المنسق الدولي لأكاديمية ريال بيتيس والمسؤول عن افتتاح مشاريع النادي حول العالم، أن إطلاق فرع الأكاديمية في سلطنة عُمان يمثل خطوة مدروسة ضمن خطة استراتيجية للتوسع في أسواق كروية صاعدة، مشيرا إلى أن النادي يقوم باختيار الدول بعناية بناء على معايير فنية وتنافسية، وفي مقدمتها وجود قاعدة شغوفة بكرة القدم ومواهب قابلة للتطوير، وهو ما وجدوه حسب قوله بوضوح في سلطنة عمان.

وأوضح ألونسو أن الهدف الأساسي للأكاديمية هو تطوير أكبر عدد ممكن من اللاعبين العُمانيين وفق منهجية تدريب معتمدة في نادي ريال بيتيس الإسباني، والتي تقوم على الدمج بين التكوين الذهني والانضباط السلوكي وتعزيز الثقافة التكتيكية لدى اللاعب منذ سن مبكرة، مؤكدا أن الأكاديمية ستوفر نموذجاً تدريبيا مطابقا لما يُطبق في مدينة إشبيلية، بما يشمل أساليب العمل، طريقة اللعب، وأنظمة التقييم والمتابعة، وأضاف سننقل إلى سلطنة عُمان كل تفاصيل مدرستنا الكروية لن يتدرب اللاعبون فقط بالطريقة الإسبانية، بل سيعيشون أجواء الاحتراف الحقيقي من أول يوم داخل الأكاديمية.

وأشار المنسق الدولي إلى أن المشروع لن يقتصر على اللاعب فقط، بل سيشمل كذلك تطوير الكوادر الوطنية، حيث سيتم تعيين مدرب إسباني يحمل خبرة عملية داخل النادي الأم، وسيكون مسؤولا عن وضع البرامج التدريبية والإشراف المباشر على تنفيذها داخل الملعب إلى جانب مدربين عُمانيين سيتم اختيارهم بعناية عبر آلية مهنية تشمل فرز السير الذاتية وإجراء مقابلات فنية دقيقة لتحديد المدربين الأكثر جاهزية وقدرة على استيعاب منهجية بيتيس.

وبين أن وجود مدرب رئيسي واحد لا يعني اقتصار العمل عليه، بل سيكون بمثابة المدير الفني الذي يقود جميع المدربين المحليين ويوحد طريقة التدريب بينهم، ويقدم لهم دعما يوميا في الحصص التدريبية، بالإضافة إلى توفير تقارير دورية حول أداء اللاعبين وتطور مستوياتهم.

كما كشف ألونسو عن أن الاتفاقية تتضمن زيارات دورية لخبراء من النادي الأم إلى مسقط لتنفيذ ورش متخصصة، إضافة إلى إيفاد لاعبين مجيدين سنويا إلى إشبيلية لخوض تجارب معايشة داخل النادي، وهي خطوة يراها أساسية لربط المواهب العُمانية مبكرًا بعالم الاحتراف الأوروبي وإكسابهم الثقة وروح المنافسة. وقال: مشروعنا في عُمان ليس نشاطا مؤقتا بل استثمار طويل الأمد، نريد أن نكون جزءا من تطور كرة القدم العُمانية، وأن نرى لاعبين من هنا يرتدون قميص ريال بيتيس في المستقبل.

كما أكد ألونسو على أن افتتاح الأكاديمية في سلطنة عمان هو البداية فقط، وأن النجاحات التي يتحققها المشروع ستفتح الباب أمام توسعات أكبر في المنطقة خلال السنوات القريبة، معبرا عن تفاؤله بأن البيئة الرياضية العُمانية قادرة على احتضان هذا النموذج وتطويره للوصول إلى نتائج ملموسة تخدم كرة القدم في سلطنة عمان على مستوى القاعدة والمنتخبات الوطنية.

مقالات مشابهة

  • "نداء أهل القبلة: دعوة مشتركة لوحدة المسلمين".. في ندوةٍ لحكماء المسلمين بمعرض العراق الدولي للكتاب
  • سوبى وسوفيكوفارم يوقعان اتفاقية لتوفير أحدث علاجات الأمراض النادرة في مصر
  • بروتوكول بين البيئة وصندوق رعاية المبتكرين لدعم العمل المناخي
  • الفيضانات الشديدة في آسيا تتفاقم بفعل التغير المناخي
  • نادي عُمان وريال بيتيس الأسباني يوقعان إنشاء أكاديمية كروية مشتركة في مسقط
  • فلوريدا وتكساس تصنفان الإخوان المسلمين وكير منظمتين إرهابيتين.. لماذا؟
  • الدكتور العيسى يلقي الكلمة الافتتاحية لمؤتمر إندونيسيا للوئام بين أتباع الأديان
  • مصر: البحث مستمر عن تمساح الشرقية.. وشيخ الصيادين يوضح لـCNN طبيعة المهمة
  • “اجتماعات العقبة” تعزّز دور الأردن العالمي في الحوار بين الأديان ومحاربة التطرف..
  • عاجل| الأردن وإندونيسيا يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز الشراكات الاستثمارية