-عندما تعبّر أمريكا عن قلقها ورفضها لقتل النساء والأطفال في غزّة، فذلك بمثابة ضوء أخضر لنتنياهو وإذن صريح له ولجيشه الإرهابي بارتكاب ما يحلو لهم من المجازر والمذابح وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وحين تحثّ جيش الاحتلال على حماية المدنيين والالتزام بالقانون الدولي الإنساني وقواعد الاشتباكات العسكرية المتعارف عليها دوليا فلا يعني شيئا غير إعلان التأبين الكامل لروح ومضامين الشرائع البشرية والربانية الخاصة بحماية الإنسان وتحريم سفك دماء البشر.
-العجوز بايدن يوم قال إن قلبه يعتصر ألما لمشاهدة صور جثامين أطفال ونساء قطاع غزة -المسلوبة أرواحهم بنيران صواريخه والمطمورين تحت أنقاض منازلهم المتهدمة بفعل أسلحته الدقيقة وقنابله الذكية- كان يتحدث عن تلك المناظر المروعة من زاوية أنها ورقة انتخابية قد تعينه في الفوز بولاية رئاسية ثانية مع تصاعد الاحتجاجات في الداخل الأمريكي إزاء الدعم اللامحدود لـ”إسرائيل” في حربها الوحشية وغير المحكومة بشروط أو معايير أو ضوابط وما أسفرت عنه من قتل عشرات الآلاف من المدنيين غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال.
-أمريكا عندما تتحدث عن معارضتها لإعادة احتلال غزة ورفضها إحداث أي تغييرات لطبيعتها الجغرافية ولأي إجراء لتهجير الفلسطينيين من بيوتهم وأرضهم، وعندما تبدي حرصها على إدخال المساعدات الإنسانية لأكثر من مليونين ونصف المليون إنسان في القطاع المحاصر، فهي ترسل رسائل شيطانية لأدواتها في كيان الاحتلال بفعل كل ما حذّرت منه وبسرعة ترجمته على الأرض إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا.
-أما حين تعلن واشنطن دعمها لمساعي السلام ودعم جهود التهدئة وإبرام اتفاقيات الهدن الإنسانية ووقف إطلاق النار لدواع إنسانية وتوفد من لدنها حمائم السلام ورسل الخير والأمان فإن الأرض ما تلبث حتى تنفجر لهبا وحمما بركانية لا ترحم صغيرا ولا كبيرا وتشتعل السماء بصواريخ وقذائف الموت والدمار والخراب وسرعان ما تنتشر روائح الدماء وتتناثر أشلاء الضحايا الأبرياء في كل مكان وفي كل شارع وزقاق.
-وصل “الحية الرقطاء” بلينكن إلى المنطقة بمعية مسؤولي الاستخبارات الأمريكية والهدف كما أعلنوا دعم جهود تمديد الهدنة الإنسانية وصولا إلى الوقف النهائي لإطلاق النار ومباشرة الترتيب لحل الدولتين لتعيشا بسلام جنبا إلى جنب وإذا بالجريمة الصهيونية الأمريكية بحق الشعب الأعزل في فلسطين تستأنف فصولها الدموية بصورة أكثر وحشية وجنونا وأشد فتكا وتنكيلا بأرواح المدنيين والعبث بحياتهم وممتلكاتهم وكل القيم الإنسانية أمام مرأى ومسمع العالم كله، وما زالت أمريكا وإدارتها الإجرامية تشعر بالحزن والأسى لما يصيب النساء والأطفال، وما تزال تذرف دموع التماسيح على أشلاء ضحاياها، في أبشع جريمة إبادة شاملة تعرفها البشرية في عصرنا الحديث وهي تستخدم في فنون القتل والتدمير والخراب أحدث ما توصلت اليه تكنولوجيا إزهاق الأرواح ونسف الحياة الإنسانية.
-أمريكا وإن تباكت وراوغت وتلاعب مسؤولوها في تصريحاتهم بشأن عدم الرضى بقتل المدنيين تحت ضغط رفض وانزعاج شعبها مما يجري، تظل رأس الحربة في العدوان على غزة والمتبني الأول للأكاذيب والمغالطات الصهيونية وهي من تسخّر كل إمكانياتها العسكرية والدعائية والإعلامية والدبلوماسية في سبيل تحقيق أماني كيان الاحتلال -المستحيلة- في مسح غزة بشعبها ومقاومتها وحجرها وشجرها عن الوجود.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
المرصد السوري: إنفلات أمني يهدد المدنيين ويُنذر بمزيد من الفوضى في اللاذقية
الثورة نت/وكالات تشهد محافظة اللاذقية غربي سوريا منذ مطلع ديسمبر الجاري ، تصاعداً لافتاً في الهجمات الانتقامية والجرائم ذات البعد الطائفي، في مؤشر واضح على هشاشة الواقع الأمني وانتشار القتل والفوضى. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان على موقعه الإلكتروني ، اليوم الخميس ، إن “المدنيين يتخوفون من تفاقم هذه الحوادث، خصوصاً مع تصاعد خطابات الكراهية والتحريض الصادرة عن مسلحين مجهولين” ، مضيفا أن “هذه الهجمات غالبا ماتُنفذ بتهمة “فلول النظام” أو بدوافع طائفية بحتة”. ووثّق المرصد السوري 4 جرائم قتل طائفية في اللاذقية وريفها خلال عشرة أيام، إضافة إلى جريمة قتل جنائية واحدة، لترتفع حصيلة جرائم القتل الناجمة عن السلوكيات الانتقامية والتصفيات منذ مطلع العام إلى 109 حالات، من بينهم 99 رجلاً و4 سيدات و6 أطفال، بينهم 84 قُتلوا على خلفية الانتماء الطائفي. وأضاف أن “هذا التصاعد يؤكد استمرار دائرة القتل واتساع مخاوف المدنيين، ما يستدعي تحركاً عاجلاً لوقف الانفلات الأمني”. وطالب المرصد “الجهات المعنية باتخاذ إجراءات أمنية فورية وفعّالة لوقف جرائم القتل ذات الطابع الطائفي، وتعزيز حماية المدنيين”، كما دعا “إلى فتح تحقيقات شفافة ومحاسبة جميع المتورطين في هذه الجرائم لوضع حد للفوضى ومنع تكرارها”.