دبي - وام
في إنجاز عالمي غير مسبوق في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر وضمن جهودها للحد من الانبعاثات الكربونية؛ أبرمت مجموعة بيئة، الرائدة في مجال الاستدامة في الشرق الأوسط اليوم اتفاقية تطوير مشتركة مع كلّ من «تشينوك هيدروجين» البريطانية، الشركة المتخصصة في تقنيات تحويل النفايات إلى طاقة، و«إير ووتر»، الشركة اليابانية المتخصصة في الأعمال ذات الصلة بالموارد الطبيعية والحفاظ عليها، وذلك بهدف إنشاء أول محطة تجارية لتحويل النفايات إلى هيدروجين أخضر ممتاز في العالم، انطلاقاً من إمارة الشارقة.


وقع الاتفاقية في جناح دولة الإمارات المقام ضمن مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “cop 28 ” بحضور المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول كلّ من خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيئة، والدكتور رفعت شلبي، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة «تشينوك هيدروجين»، وإسماعيل شلبي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “إير ووتر”بحضور فهد شهيل الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة “ بيئة ”.
ويأتي هذا التعاون في أعقاب الإنجازات الاستثنائية التي حققتها أول محطة تجريبية في العالم لتحويل النفايات إلى هيدروجين أخضر ممتاز، والتي تم افتتاحها مؤخراً بمدينة نوتنغهام البريطانية في إطار التحالف الثلاثي الذي تم إبرامه بين مجموعة بيئة وشركتي «تشينوك هيدروجين» و«إير ووتر»، ضمن مساعي المجموعة الرامية إلى دعم جهود دولة الإمارات لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
يُذكر أن المحطّة التجريبيّة حققت إنجازات كبيرة من خلال تبني حل عملي فعال يسهم في إنتاج الهيدروجين الأخضر الممتاز من النفايات دون انبعاثات كربونية، حيث تعمل المحطة على تحويل مختلف النفايات البلدية الصلبة والنفايات البلاستيكية والخشبية غير القابلة لإعادة التدوير، إلى خلايا هيدروجين أخضر متصلة بوحدة خلايا وقود تويوتا التي تولد الطاقة من الهيدروجين المنتج، على غرار خلية الوقود المثبتة في مركبات خلايا وقود الهيدروجين مثل تويوتا ميراي.
وقال خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيئة في تصريح لوكالة أنباء الإمارات/ وام / «نؤمن بأن تحقيق هدفنا المتمثل في تحويل النفايات بالكامل بعيداً عن المكبات يتوافق تماماً مع هدف الوصول إلى الحيادي الكربوني. ومع افتتاح المحطة التجريبية لتحويل النفايات إلى هيدروجين؛ قدمنا حلولاً بيئية خضراء مستدامة قابلة للتوسع والتطوير ويمكن تبنيها من قبل مختلف دول العالم، للتغلب على تحديات النفايات والانبعاثات الكربونية، وسنبدأ في العمل معاً عبر هذا التحالف الثلاثي لإنشاء المحطة التجارية لتحويل النفايات إلى هيدروجين في الشارقة».
وأضاف: «يسعدني أن أتوجه بالتهنئة لشركائنا في هذا الاتفاقيّة على العمل معنا لتحقيق هذا الإنجاز الكبير الذي لا يجسد أهدافنا الرامية لبناء محطة تجارية شاملة ومتكاملة لتحويل النفايات إلى هيدروجين في دولة الإمارات فحسب، وإنما يقدم أيضاً حلاً عملياً على الصعيدين الاقتصادي والبيئي، لإنتاج الهيدروجين، ويمكن اعتماده بسهولة بما يتماشى مع هدف تعزيز الممارسات المستدامة عالمياً».
وتوظّف المحطة تكنولوجيا «روديكس»، التي تشمل عملية الانحلال الحراري، والتي ابتكرتها «تشينوك هيدروجين» في أعقاب 23 عاماً من البحث والتطوير والتحسين، أسفرت عن إنشاء 18 وحدة لتحويل المواد الصلبة إلى غاز، أو ما يُعرف بعملية «التغويز» في مختلف أنحاء العالم، وهي تكنولوجيا مبتكرة حاصلة على براءة الاختراع في استخدام التحلل الحراري النشط للهيدروجين، لمعالجة مجموعة واسعة من النفايات العضوية، تشمل النفايات البلدية الصلبة، والنفايات البلاستيكية غير القابلة لإعادة التدوير، وحمأة الصرف الصحي، والكتل الحيوية والخشبية، لإنتاج ما يُعرف بـ«غاز الاصطناع» الذي يتألف من غازات الهيدروجين وأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون والميثان.
ويبرز نظام «روديكس» باعتباره التقنيّة الوحيدة في العالم التي تعالج النفايات بطاقة منخفضة لإنتاج «غاز الاصطناع» الذي يشكل الهيدروجين ما يقارب 50% منه، ويتم تكرير هذا الغاز بواسطة تقنية تكرير الهيدروجين التي طورتها «إير ووتر» اليابانية لإنتاج هيدروجين عالي النقاء، والذي يمكن استخدامه في خلايا وقود المركبات التي تعمل بالهيدروجين في قطاع النقل، وغيرها من الاستخدامات الكيميائية والصناعية الدقيقة، كما تحرص المحطة على احتجاز وتخزين وتنقية غاز ثاني أوكسيد الكربون الناجم عن عملية الانحلال الحراري، مما يجعل هذه العملية محايدة كربونياً.
من جانبه، أعرب الدكتور رفعت شلبي، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لـ«تشينوك هيدروجين»، عن فخره بما وصفه بالإنجاز الكبير والرحلة الإبداعية من الالتزام الراسخ والابتكار الفريد وقال تعد التكنولوجيا التي طورناها لإنتاج الهيدروجين شهادة على العمل الجاد والأفكار المبتكرة لفريق شركة «تشينوك هيدروجين» على مدار 23 عاماً من المثابرة والإصرار والالتزام، وأكثر من عقدين من الجهود والتعاون المتبادل مع شركائنا في مجموعة بيئة وإير ووتر.
وأضاف الدكتور شلبي:«لم نتوقف عند توسيع الآفاق وتطوير الأفكار في مجال تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر فحسب، وإنما قمنا بتطوير أول محطة تجريبية في العالم لإنتاج الهيدروجين الأخضر الممتاز، لاستخدامه في خلايا وقود الهيدروجين بهدف إنتاج وتوليد الطاقة الميكانيكية أو لتشغيل المركبات التي تعمل بالهيدروجين دون أي انبعاثات كربونية».
ويسهم نظام «روديكس» لتحويل المواد الصلبة إلى غاز من خلال الانحلال الحراري المستخدم في المحطة؛ في إنتاج ما يصل إلى 1.5 طناً من الهيدروجين الأخضر الممتاز يومياً، حيث تضمن عملية التحلل الحراري النشط للهيدروجين، التي يتم التحكم بها عن طريق نظام الذكاء الهيدروجيني، إنتاج الهيدروجين الأخضر الممتاز، في عملية تعتبر الأقل تكلفة في العالم حالياً، وسيتم اعتماد عملية مماثلة من قبل «بيئة» و«تشينوك هيدروجين» و«إير ووتر» لإنتاج 7 أطنان من الهيدروجين الأخضر الممتاز يومياً في أول محطة تجارية في العالم لإنتاج الهيدروجين التي سيتم بناؤها في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وُصولاً إلى تحقيق الهدف النهائي وهو زيادة قدراتها الإنتاجيّة تدريجياً وُصولاً إلى 20 طنّاً من الهيدروجين الأخضر الممتاز يومياً ومن ثم نقل التجربة المبتكرة إلى منطقة الشرق الأوسط وخارجها.
يشار إلى أن مجموعة بيئة حققت تقدماً ملحوظاً في تعزيز معدلات تحويل النفايات بعيداً عن المكبات والمساهمة في التخفيف من انبعاثات الكربون، تماشياً مع المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي في دولة الإمارات العربية المتحدة 2050، حيث يتضمن مجمع بيئة لإدارة النفايات 12 مرفقاً مخصصاً لمعالجة كافة أشكال النفايات المنزلية والتجارية والصناعية، وإنتاج المواد القابلة لإعادة التدوير، والوقود البديل، والمواد الأولية البديلة، بما يسهم في تعزيز معدلات تحويل النفايات بعيداً عن المكبات وترسيخ الاقتصاد الدائري.
وفي مايو 2022، افتتحت «بيئة» «محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة»، أول محطة تجارية من نوعها في الشرق الأوسط، والتي طورتها «شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة» التي تم تأسيسها في إطار اتفاقية الشراكة بين «بيئة» وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، حيث ساهمت هذه المحطة في رفع معدل تحويل النفايات بعيداً عن المكبات إلى 90%، مسجلة رقماً قياسياً إقليمياً، مع تفادي انبعاث 450 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وستشكّل محطة تحويل النفايات إلى هيدروجين والتي ستشيد في إمارة الشارقة بمثابة إنجاز جديد لـ«بيئة» سيدعم جهودها في تحقيق هدف الوصول إلى «تحويل النفايات كلياً بعيداً عن المكبات» في الإمارة، وإلغاء الحاجة إلى مكبات النفايات وانبعاثات الغازات الدفيئة المرافقة لها.
ولا تكتفي محطة تحويل النفايات إلى هيدروجين المُزمع بناؤها في الشارقة بتحقيق الحياد الكربوني في صناعة النقل وخفض الانبعاثات في قطاع إدارة النفايات فحسب، بل تتوافق أيضاً مع الإطار العام لـ «الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين 2050» لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تسعى لإنتاج 1.4 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً بحلول عام 2031، وتهدف إلى ترسيخ مكانة الدولة كمركز عالمي لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشارقة الاستدامة كوب 28 الإمارات إنتاج الهیدروجین الأخضر من الهیدروجین الأخضر لإنتاج الهیدروجین الرئیس التنفیذی دولة الإمارات محطة تجاریة مجموعة بیئة ة فی العالم فی الشارقة أول محطة

إقرأ أيضاً:

خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة

كشف الدكتور خالد حنفي أمين عام اتحاد الغرف العربية، خلال افتتاح أعمال المنتدى الاقتصادي العربي-اليوناني الرابع عشر، الذي عقد بعنوان: "نحو تعاون أوثق – الانشاءات والطاقة"، في أثينا – اليونان، بمشاركة وفود من 17 دولة عربية تمثل رؤساء شركات ورجال اعمال ومسؤولين، بالإضافة إلى حضور 180 رجل أعمال يوناني يمثلون رؤساء شركات ومسؤولين، إلى جانب حضور عدد من السفراء العرب المعتمدين في اليونان، بالإضافة إلى رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، عن إطلاق اتحاد الغرف العربية أربعة مبادرات للتعاون بين العالم العربي واليونان "المبادرة الأولى تقوم على بناء جسور بين العالم العربي واليونان من أجل التعاون في مجال إعادة الإعمار، حيث هناك مبالغ مرصودة تقدّر بنحو 450 إلى 500 مليار دولار للدول العربية التي تحتاج إلى إعادة إعمار".


وتابع: "أما المبادرة الثانية فتقوم على إنشاء ممر للهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة، من خلال التشبيك بين الشركات الموجودة في العالم العربي واليونان، وذلك عبر التنسيق والتشاور بين القطاع الخاص من كلا الجانبين ولا يسما بين اتحاد الغرف العربية والغرفة العربية اليونانية".


وتقوم المبادرة الثالثة وفق أمين عام اتحاد الغرف العربية على إنشاء مركز للذكاء الاصطناعي في الطاقة والمياه، حيث أنّ الدراسات تشير إلى أنّ الذكاء الاصطناعي يستطيع أن يساهم في خفض نسبة الانبعاثات الكربونية بنسبة 30 في المئة، وفي حال نجحنا في إدارة هذا الملف بالشكل المطلوب فإننا سنتمكّن من تحقيق النجاح المطلوب في ملف إعادة الإعمار.


أما المبادرة الرابعة والأخيرة المقترحة من جانب اتحاد الغرف العربية، بحسب الدكتور خالد حنفي، فتقوم على تحالف لوجستي وإنشاء موانئ محورية تقوم على مبدأ التعاون لا التنافس وذلك ضمن منظومة متناغمة تكون اليونان محطة محورية فيها بالشراكة مع الموانئ المحورية المتواجدة في العالم العربي، ومنها قناة السويس التي تقوم من خلال رئيس هيئة القناة الفريق أسامة ربيع بجهود جبارة وقد تجلى ذلك في الفترة الأخيرة من خلال الأزمة التي شهدها البحر الأحمر، مما ساهم في القاء ربط مصر والعالم العربي بجميع دول العالم.
 

رجال الأعمال تطالب بحوافز لتوسيع استخدامات الذكاء الاصطناعي في الزراعةمصرف المركزي القطري يخفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة في 2025

وتابع: "إننا في ظل ما يواجهه العالم من تحديات اقتصادية ومناخية متزايدة، نحتاج إلى شراكة مبنية على الابتكار والمسؤولية المشتركة، تضع الإنسان والبيئة في صميم المعادلة الاقتصادية، وتُحوّل التحديات إلى فرص نمو مشتركة".


وخلال كلمة لأمين عام الاتحاد، بصفته منسّقا ومديرا لجلسة بعنوان: "الطاقة والبناء في عصر الذكاء الاصطناعي"، ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العربي-اليوناني الرابع عشر"، شدد على "أننا نحن نجتمع اليوم في لحظة مفصلية، حيث تتلاقى ثلاث قوى تشكل مستقبل الاقتصاد: الطاقة والبناء والتحوّل الرقمي من خلال الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن تشهد الاستثمارات في تقنيات الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط نموًا بنسبة كبيرة، حيث تأتي المنطقة في طليعة الاستفادة من هذه التقنيات، خصوصا وأنّ التبني الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي مع تعزيز المرونة المناخية قد يضيف ما يصل إلى232 مليار دولار إلى الناتج المحلي لمنطقة الشرق الأوسط بحلول عام 2035.

وهناك شركات كبرى في قطاع الطاقة بمنطقة الشرق الأوسط بدأت فعليًا في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة التشغيلية، وذلك في ظل القلق المتزايد من الاستهلاك المتنامي للطاقة نتيجة للنمو السريع في مراكز البيانات، وهو ما يُلقي بظلاله على الطلب الكهربي مستقبلا".


وأضاف: "أما في قطاع البناء، فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يعيد تشكيل تصميم المباني، التكلفة، الصيانة، وحتى استهلاك الطاقة. كما أن التحول الرقمي في البناء من خلال الذكاء الاصطناعي يفتح فرصًا للشراكة بين القطاعين العربي واليوناني، سواء في البنية التحتية أو في بناء المدن الذكية ومستدامة".

ودعا إلى أهمية الاستفادة من خبرات اليونان، وكذلك من قدرات الدول العربية، لبناء نموذج تعاون مستقبلي يُسهم في التنمية الخضراء والرقمنة. 

ومن هذا المنطلق على القطاعين العام والخاص في اليونان والعالم العربي، التفكير في إطلاق مبادرات ملموسة ومشاريع تجريبية في مجالات الطاقة والبناء الذكية، بما يرفع من مستوى العلاقة القائمة بين الجانبين العربي واليوناني من إطارها التقليدي القائم على التبادل التجاري، إلى الشراكة الاستراتيجية بما يساهم في تحقيق التطلعات المشتركة.

طباعة شارك المنتدى الاقتصادي الذكاء الاصطناعي التحوّل الرقمي البنية التحتية

مقالات مشابهة

  • السايح: مفوضية الانتخابات مستعدة لتنفيذ أي استحقاق يكلفنا به البرلمان
  • أخضر تحت 23 يستعد للقاء الإمارات في نصف نهائي كأس الخليج
  • خطيب جامع أبي حنيفة يتهم وزارة الرياضة بمحاولة تحويل نادي الأعظمية إلى مول تجاري
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • «أسبوع الشارقة للبطولات العالمية 2025» ينطلق 19 ديسمبر
  • «راكز» تحصد الجائزة الفضية عن «أفضل مبادرة لتحويل النفايات»
  • سعيد بن صقر يفتتح كأس العالم للريشة الطائرة بالهواء الطلق
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • تفوق كاسح يطمئن المنتخب السعودي قبل مواجهة فلسطين في كأس العرب