الجزيرة:
2025-12-12@12:08:04 GMT

خبراء: واشنطن غير جادة في إنهاء العدوان على غزة

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

خبراء: واشنطن غير جادة في إنهاء العدوان على غزة

واشنطن- يمثل ضرب إسرائيل عرض الحائط بكل "النداءات" الأميركية الداعية إلى تخفيف وطأة وكثافة هجماتها على جنوب قطاع غزة دليلا إضافيا على غياب أي رغبة جادة من إدارة الرئيس جو بايدن للتأثير بمسار التطورات في غزة، والاكتفاء بردود أفعال لا تؤثر في خطط إسرائيل فرض واقع جديد على الأرض.

ومنذ بداية عملية "طوفان الأقصى" وما تبعها من عدوان غير مسبوق على غزة، خلّف حتى الآن استشهاد 15 ألفا و899 شخصا، وإصابة 42 ألفا آخرين، وتدمير كل مرافق الحياة، يؤيد البيت الأبيض ما يراه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وواجبها في القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ومثّل التصعيد الإسرائيلي منذ انتهاء الهدن المؤقتة بزيادة وتيرة الهجمات على جنوب غزة كما وكيفا، إلى جانب الاقتحام البري، مفاجأة لإدارة بايدن التي توقعت أن تستمع إسرائيل لنداءاتها بمراعاة تخفيض أعداد الضحايا من المدنيين.

القصف الإسرائيلي العشوائي في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة (الأناضول) مجرد أقوال

وأصدر عدد من أركان إدارة بايدن تحذيرات للمسؤولين الإسرائيليين بشأن طريقة شنهم الهجمات العسكرية، وتمثل تصريحات المسؤولين الأميركيين الأخيرة بعضا من أقوى التحذيرات حتى الآن، إلا أنها توقفت عند هذا الحد ولم تتحول إلى موقف أو فعل سياسي في هذا الاتجاه.

وفي حديث للجزيرة نت، اعتبر مدير مؤسسة "دراسات دول الخليج" جورجيو كافيرو، أنه منذ بدء العدوان الإسرائيلي لم يلحظ أي تغيير في موقف إدارة بايدن تجاه هذه الأزمة.

وقال "أعربت إدارة بايدن عن آراء تُظهر أن البيت الأبيض أقل انحيازا لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنها مجرد آراء، وإذا لم تستخدم واشنطن نفوذها للضغط على تل أبيب لتغيير سلوكها، فأنا أشك في أن هذه الخلافات بين فريق بايدن وحكومة نتنياهو ستؤدي إلى أي تغيير في سلوك إسرائيل".

وفي تصريح للجزيرة نت، أشار الأستاذ بقسم دراسات الاستخبارات والأمن القومي بجامعة كارولينا جوناثان أكوف، إلى أن احتمال تحقيق وقف إطلاق نار "ضئيل"؛ "فلدى نتنياهو حوافز قوية لمواصلة القتال، حيث يعتمد مستقبله السياسي في جزء كبير منه على سحق حماس".

ويضيف أنها "شروط النصر التي وضعها نتنياهو في بداية القتال. ومن المؤكد أن حماس كذلك، وهي التي تفضل وقف إطلاق النار لإعادة تشكيل قواتها، إلا أنها مثل نتنياهو، يعتمد مستقبلها السياسي على استمرار الصراع بشكل ما وليس السعي إلى السلام"، حسب تقديره.

ويتابع أكوف "وأخيرا، هناك رغبة إقليمية ودولية قليلة لنشر قوة متعددة الجنسيات لتحقيق الاستقرار في المنطقة للفصل بين الأطراف المتحاربة، والإشراف على إعادة الإعمار، والمساعدة في رسم مسار سياسي إلى الأمام. هذا السيناريو فشل في لبنان عام 1983، وليس مرجحا نجاحه في غزة سنة 2024″.


مواقف متناقضة

وقال إن إدارة بايدن تحاول موازنة عدة مواقف متناقضة في آن واحد، فمن ناحية أكدت دعم إسرائيل للقضاء التام على حركة حماس، إلا أنها تمدها بما تحتاج من أسلحة وذخيرة، وتطالبها في الوقت ذاته بمراعاة المدنيين والعمل على عدم سقوط ضحايا بأعداد كثيرة مع السماح بتدفق المساعدات الإنسانية.

وأضاف الخبير الاستخباراتي "يعرقل موقف بايدن كذلك ما نراه من ضغط سياسي متزايد من داخل الحزب الديمقراطي لاتباع نهج أكثر إنصافا مع أطراف النزاع. ومما يُعقد هذا الأمر بعض مظاهر الدعم العلنية للفلسطينيين التي شملت العديد من أعضاء الحزب وبدا أنها تؤيد هجمات حماس العنيفة على المدنيين أو هدفها النهائي؛ تدمير دولة إسرائيل".

ومنذ انتهاء الهدن الإنسانية، يستخدم الجيش الإسرائيلي كميات غير مسبوقة من القوة النارية في هجماته على جنوب قطاع غزة خاصة، ويبدو واضحا أن هذا الجيش يتجاهل الخسائر في صفوف المدنيين أكثر مما كان عليه من قبل، يضيف الخبير أكوف.

ويقول إن "هذه الوحشية لا ترضي الكثيرين في الولايات المتحدة، وتكشف عن انقسامات في السياسة الأميركية يصعب إدارتها، في وقت يتأكد فيه أن إدارة بايدن تتفاعل فقط مع الأحداث حتى الآن، ولا تشكّلها".

من جانب آخر، استغرب الأستاذ بجامعة ميرلاند والخبير بمعهد بروكينجز بواشنطن شبلي تلحمي، من استمرار دعم بايدن حكومة نتنياهو على الرغم من كل ما تقوم به من قتل وترويع للمدنيين، وهو ما يضر بمصالح واشنطن في المنطقة.

وأشار إلى كلمة نائبة الرئيس كامالا هاريس في دبي حيث عبرت عن صدمتها من حجم الخسائر المدنية في غزة، وقالت إن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، ولكن يجب احترام القانون الدولي والإنساني، لقد قُتل الكثير من الفلسطينيين الأبرياء، بصراحة، حجم معاناة المدنيين، والصور ومقاطع الفيديو القادمة من غزة، صادمة".

وعلّق تلحمي على كلمتها في تغريدة على منصة "إكس" وأكد أن "التدفق المستمر للأسلحة الأميركية المدمرة يتحدث بصوت أعلى من الكلمات".


انتقادات سرية

وأشار المحاضر المتخصص في الشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن نيد لازاروس، إلى وجود تقارير تفيد بأن إدارة بايدن جادلت بقوة مع المسؤولين الإسرائيليين في اجتماعات مغلقة لزيادة المساعدات الإنسانية وانتقدت نطاق الخسائر الفلسطينية في العمليات العسكرية الأخيرة، لكن ذلك لم يؤد إلى أي تغيير في السياسة العامة.

وفي حديث للجزيرة نت، قال لازاروس إن "هناك أيضا مؤشرات واضحة على نزاع محتمل بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن حكم غزة بعد الحرب إذا نجحت إسرائيل في إزاحة حماس من السلطة".

وفي هذه الحالة، يضيف "تصر الحكومة الأميركية على ضرورة تولي السلطة الفلسطينية مسؤولية إدارة القطاع، في حين رفض نتنياهو هذا الاحتمال".

ومع ذلك، يقول لازاروس، من الممكن أيضا أن يتم عزل نتنياهو من السلطة من قبل الخصوم السياسيين والناخبين الإسرائيليين، الذين يعبرون في استطلاعات الرأي ووسائل الإعلام عن غضب واسع النطاق من فشل حكومته في منع هجوم حماس في 7 أكتوبر وفشلها في الرد بشكل فعال بعد ذلك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إدارة بایدن

إقرأ أيضاً:

هل يلتقي نتنياهو والسيسي في قصر ترامب؟ مطالب مصر وتحذير في إسرائيل

الولايات المتحدة – تجري اتصالات دبلوماسية بقيادة الأمريكيين في الكواليس، قبل لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي نهاية الشهر، لعقد اجتماع ثلاثي يشمل أيضا الرئيس المصري.

إلا أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يشترط، وفق ما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، عقد الاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتوقيع على اتفاق لشراء الغاز من حقل ليفياثان (اللوفيتان)، فيما حذرت جهات في قطاع الطاقة الإسرائيلي من أن نتنياهو قد يوافق على ذلك – مجانا دون الحصول على أي مقابل.

وبحسبما نقلت “يديعوت أحرونوت” عن هذه الجهات، فإن الأمر يتعلق بصفقة غاز ضخمة بقيمة 35 مليار دولار بين حقل ليفياثان ومصر – “دون أن تحصل إسرائيل على التزام صريح بأن مصر ستعمل ضد تهريب الأسلحة”.

وقالت مصادر مطلعة على الأمر إن “السيسي يشترط عقد الاجتماع ليس فقط بصفقة الغاز، بل وأيضا بمطالبة إسرائيل بالانسحاب من محور فيلادلفيا ومحور نتساريم – وهو مطلب تعارضه إسرائيل”، وفق “يديعوت أحرونوت”. في الواقع، لم يتحدث نتنياهو والسيسي منذ اندلاع الحرب في غزة، بل وعارض الرئيس المصري دعوة رئيس الوزراء إلى قمة في شرم الشيخ.

وذكرت مصادر سياسية رفيعة للصحيفة أن “إسرائيل ومصر قلصتا الفجوات بينهما، وأن هناك فرصة جيدة لنجاح الطرفين في التوصل إلى اتفاق غاز يتيح عقد الاجتماع بين نتنياهو والسيسي نهاية الشهر”.

وورد في “يديعوت أحرونوت” أن ما يعرقل التوصل إلى مثل هذا الاتفاق الآن هو معارضة وزير الطاقة إيلي كوهين، الذي يرفض الموافقة على الصفقة قبل توقيع اتفاق مع شركة الكهرباء الإسرائيلية يضمن عدم ارتفاع الأسعار للمستهلك الإسرائيلي. يمارس كوهين ضغوطا على مالكي حقل ليفياثان لتزويد شركة الكهرباء الإسرائيلية بالغاز بسعر جذاب، لكن مسؤولي الحقل عرضوا حتى الآن أسعارا مرتفعة جدا تمنع التوقيع.

كما هاجم مصدر مطلع على الأمر الوضع القائم وتساءل: “منذ متى تقدم إسرائيل هدايا قبل الاجتماعات؟” وبحسب قوله، “إذا وافق نتنياهو على صفقة الغاز قبل الحصول على التزام من المصريين بمكافحة تهريب الأسلحة والتراجع عن المطالبة بالانسحاب من فيلادلفيا – فهذا أمر وهمي. بأي حق يضع السيسي مثل هذه الشروط؟ الغاز الإسرائيلي هو أصل استراتيجي من الدرجة الأولى، ولكن من أجل التوقيع على اتفاق مع مصر، يجب التأكد من ضمان جميع المصالح الإسرائيلية”.

وأشار المصدر أيضا إلى أنه إذا وقعت إسرائيل الصفقة مع مصر “فإن ذلك سيوفر 20 في المئة من استهلاك مصر للكهرباء – وسيجعل من الصعب على إسرائيل التصدير إلى أماكن أخرى”. وأضاف: “إسرائيل تعطيهم الكعكة بأكملها وتضمن أمن الطاقة المصري قبل أن تضمن أمن الطاقة الإسرائيلي”.

كما صرح مصدر سياسي رفيع المستوى، حسب الصحيفة، بأن “الوزير كوهين يصر على أن تكون هناك أسعار جذابة لإسرائيل كشرط لتوقيع الاتفاق مع مصر”. وأوضح: “صحيح أن كوهين ربط الاتفاق مع مصر بوجود اتفاق لبيع الغاز بسعر جذاب للسوق المحلية”، لكنه قال إن “هناك فرصة جيدة للتوصل إلى تفاهمات وعقد قمة في مار آي لاغو لأن لجميع الأطراف مصالح بذلك”.

وبحسب قوله، “للأمريكيين مصلحة في زيادة الاستقرار الإقليمي ومصلحة في أن تربح شركة شيفرون المالكة لحقلي ليفياثان وتمار من الصفقة؛ لإسرائيل مصلحة لأنها ستحصل نتيجة الاتفاق مع مصر على عشرات المليارات من الشواقل من العائدات؛ ولمصر مصلحة لأن ذلك سيوفر لها كمية كبيرة من الغاز”.

وأردف: “يشترط الوزير كوهين ضمان الأسعار للسوق الإسرائيلية قبل الموافقة على الصفقة مع مصر – وهناك اتصالات متقدمة جدا لحل هذا الأمر”، متابعا: “إسرائيل لا تقدم أي هدية. الصفقة مع مصر هي بسعر 7.4 دولار لكل وحدة غاز. الشركات نفسها هي التي تعقد الصفقة والدولة توافق عليها فقط. المستفيد الأكبر هو إسرائيل التي ستحصل على إيرادات ضخمة من الضرائب”.

وقال المصدر السياسي الرفيع أيضا إن “نتنياهو يعمل على تحقيق مكاسب سياسية مقابل مصر، وهذا هو بالضبط ما تجري الاتصالات بشأنه الآن”. وقدر أن “هناك فرصة جيدة جداً لعقد الاجتماع”.

واختتم قائلاً: “السيسي بحاجة إلى الغاز، ترامب يطلب ذلك، وإسرائيل تربح المال من البيع. هناك تطابق في المصالح. واحتمالات معقولة لحدوث ذلك. لدى الأطراف الثلاثة مصلحة في دفع الصفقة قدماً”.

في الواقع، ووفقا لـ”يديعوت أحرونوت”، يمر نتنياهو والسيسي بجمود تام في العلاقات منذ أكثر من عامين. في حين لعبت مصر دورا هاما في صفقة الرهائن، لكن التوتر لا يزال قائماً بشكل أساسي حول تهريب الأسلحة.

في غضون ذلك، تجري محادثات مفاوضات مكثفة هذه الأيام للموافقة على اتفاق تصدير الغاز من حقل ليفياثان إلى مصر. ويتمحور الخلاف حول كمية الغاز التي ستصدرها إسرائيل، مقابل ما ستحتفظ به لنفسها. وتخشى “المنظمات المدنية” من أن تكون إسرائيل قد استنزفت غالبية هذا المورد الطبيعي الثمين في مياهها الاقتصادية، وأن فرصة العثور على مصادر إضافية للغاز الطبيعي ضئيلة.

المصدر: “يديعوت أحرونوت”

مقالات مشابهة

  • رسالة غير مسبوقة من نتنياهو إلى إسرائيل
  • أمل الحناوي: سلوك إسرائيل يكشف عدم نيتها إنهاء حرب غزة
  • ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة
  • معاريف تفضح نتنياهو.. رئيس حكومة الاحتلال يتعمد إفشال خطة ترامب للسلام في غزة
  • وول ستريت جورنال: خطة ترامب للسلام تربط أوكرانيا بصفقات طاقة كبرى بين واشنطن وموسكو
  • شروط نتنياهو تكتب الفشل للمرحلة الثانية في غزة
  • واشنطن تمنح نتنياهو مساحة للمماطلة.. ملامح المرحلة المقبلة في خطة ترامب للمنطقة
  • هل يلتقي نتنياهو والسيسي في قصر ترامب؟ مطالب مصر وتحذير في إسرائيل
  • محللون: نتنياهو سيواصل التهام الضفة وواشنطن ليست جادة بشأن الاستيطان
  • نتنياهو: سنركز الآن على نزع السلاح.. تركيا تستعد لإرسال قوات إلى غزة