واشنطن تمنح نتنياهو مساحة للمماطلة.. ملامح المرحلة المقبلة في خطة ترامب للمنطقة
تاريخ النشر: 10th, December 2025 GMT
التطورات الأخيرة في المنطقة، تشير إلى تزايد التعقيدات في مسار اتفاق غزة، وسط اتهامات متصاعدة للولايات المتحدة بأنها تسمح لإسرائيل بتجاوز الالتزامات المتفق عليها في شرم الشيخ.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه التوقعات بشأن المرحلة المقبلة من خطة ترامب السياسية في المنطقة، تتكشف معالم جديدة حول مدى تأثير التساهل الأمريكي على سلوك الحكومة الإسرائيلية، وما قد يعنيه ذلك لمستقبل غزة والاستقرار الإقليمي.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينية، إن سمحت واشنطن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجنب الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، مستغلا أزمة جثامين الرهائن كذريعة للتنصل من الالتزامات التي جرى التوافق عليها خلال اجتماعات شرم الشيخ.
وأضاف أبو لحية لـ "صدى البلد": يبدو أن نتنياهو حصل على وقت إضافي يتيح له المماطلة وتحقيق مكاسب سياسية داخلية، بينما يستمر سكان غزة في مواجهة الإجراءات اليومية التي يفرضها الاحتلال وما تخلفه من معاناة متواصلة.
وأشار أبو لحية، إلى أن قطاع غزة يشهد خروقات إسرائيلية يومية تتناقض بشكل صارخ مع ما تم الاتفاق عليه في شرم الشيخ، سواء فيما يتعلق بوقف الانتهاكات أو الالتزام بالإجراءات الإنسانية المفروضة.
وتابع: “ورغم أن فتح معبر رفح يعد جزءا أساسيا من المرحلة الأولى للاتفاق، لا تزال إسرائيل تمتنع عن فتحه سواء لخروج الفلسطينيين أو لعودة العالقين في الخارج، في تحد مباشر لبنود التفاهمات”.
واختتم: "وتكشف المخاوف الفلسطينية التي كانت حاضرة منذ اللحظة الأولى لإنشاء الخط داخل القطاع، خشية من تحوله من إجراء مؤقت إلى واقع دائم، وهو ما تعززه عمليات النسف اليومية التي ينفذها جيش الاحتلال داخل المنطقة الصفراء، في مؤشر واضح على رغبة إسرائيل بفرض سيطرة طويلة الأمد".
واختتم: "وتؤكد التقديرات أن المرحلة المقبلة مرهونة بالكامل بمدى قدرة الولايات المتحدة على ممارسة ضغط فعلي على إسرائيل لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح والبدء في الانسحاب إلى "الخط الأحمر" كما نص الاتفاق، ويحذر مسؤولون من أن أي تهاون أمريكي في هذا الملف قد يؤدي إلى تقويض فرص التهدئة وإطالة أمد التوتر في قطاع غزة، مما يهدد بإشعال المزيد من الاضطرابات في المنطقة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة ترامب دونالد ترامب القضية الفلسطينية الرئيس الأمريكي
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: المرحلة الأولى من خطة ترامب على وشك الانتهاء وسنركز الآن على نزع سلاح غزة وتجريد حماس منه
صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن المرحلة الأولى من خطة السلام الأمريكية في غزة شارفت على الانتهاء، موضحًا أن المرحلة التالية ستركز على تجريد "حماس" من السلاح ونزعه بالكامل من القطاع.
وقال نتنياهو في كلمة ألقاها مساء اليوم الاثنين في الكنيست الإسرائيلي: "نحن على وشك انتهاء المرحلة الأولى من خطة الرئيس دونالد ترامب، وسنركز الآن على مهمة نزع سلاح غزة وتجريد حماس منه".
وأضاف: "حماس تخرق اتفاق وقف إطلاق النار ولن نسمح لعناصرها بإعادة التسلح وتهديدنا من جديد وسيكون ذلك بطريقة سهلة أو بالطريقة الصعبة".
وأشار نتنياهو إلى أن جهود حكومته مستمرة لاستعادة رفات آخر أسير إسرائيلي من القطاع".
ورغم عدم إطلاق سراح آخر جثة أسير إسرائيلي بغزة، تضغط واشنطن للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة التسوية، ووفقا لصحيفة "معاريف"، تسعى الإدارة الأمريكية لإحداث تقدم ملموس قبل اجتماع نتنياهو وترامب المتوقع نهاية الشهر.
وفي مؤتمر صحفي، قالت المتحدثة باسم الحكومة شوش بيدروسيان اليوم الاثنين: "يمكنني أن أشارككم أن رئيس الوزراء سيلتقي بالرئيس ترامب يوم الاثنين 29 ديسمبر"، مشيرة إلى أن الجانبين سيناقشان "الخطوات والمراحل المستقبلية، وقوة الاستقرار الدولية لخطة وقف إطلاق النار".
وأضافت بيدروسيان: "يمكن تنفيذ هذه المرحلة من الخطة إما بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة، لكن ستكون هناك نهاية لحكم حماس داخل قطاع غزة"، ومستقبل مختلف للشعب الفلسطيني، ومستقبل أمني لدولة إسرائيل أيضا"، وفق قولها.
من جانبها، أعلنت "حماس" يوم أمس الأحد، استعدادها لمناقشة مسألة "تجميد أو تخزين" الأسلحة كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، في محاولة لتقديم صيغة لحل إحدى أعقد القضايا.
وقال باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لـ "حماس"، في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" من الدوحة: "نحن منفتحون على تبني نهج شامل لتجنب المزيد من التصعيد أو لتفادي أي اشتباكات أو انفجارات أخرى"، مضيفا أن الحركة تحتفظ بـ "حقها في المقاومة"، لكنها "مستعدة لإلقاء أسلحتها ضمن عملية تهدف لإقامة دولة فلسطينية".
وتشمل المرحلة الثانية، وفق الخطة الأمريكية المؤلفة من 20 نقطة التي قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ترتيبات الحكم في القطاع.
وتتضمن الخطة نزع سلاح "حماس"، وتكليف هيئة فلسطينية تكنوقراطية بإدارة شؤون القطاع، وانتشار قوة دولية متعددة الجنسيات بالتزامن مع انسحاب الجيش الإسرائيلي. وقد شددت إسرائيل على أن نزع سلاح "حماس" شرط أساسي للمضي قدما في تنفيذ الخطة.
وأكد نعيم أن "حماس" ترفض أن تتولى هذه القوة نزع سلاح الحركة، لكنها ترحب بها "قرب الحدود لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، والإبلاغ عن الانتهاكات، ومنع أي تصعيد محتمل"، مشددا على عدم قبول "منح هذه القوات أي تفويض يخولها التدخل داخل الأراضي الفلسطينية".
وكشف نعيم عن تقدم في تشكيل لجنة التكنوقراط التي ستتولى إدارة الشؤون اليومية في غزة، مشيرا إلى اتفاق "حماس" والسلطة الفلسطينية على تولي وزير في الحكومة الفلسطينية مقيم في الضفة الغربية وأصله من غزة رئاسة اللجنة. ولم يذكر الاسم، لكن مسؤولين آخرين أشاروا إلى وزير الصحة ماجد أبو رمضان.