قالت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان صريحا في الخفاء، بخصوص ما تحتاجه دولة الاحتلال الإسرائيلي، لتدمير حماس: "إمدادات مستمرة من القنابل الأمريكية".

وتابعت الصحيفة، نقلا عن صحيفة "إسرائيل هايوم" العبرية، أن  نتنياهو، أكد: "نحتاج إلى ثلاثة أشياء من الولايات المتحدة: ذخائر، ذخائر، وذخائر"، مردفا: "هناك تظاهرات ضخمة في عواصم الغرب، مما يدعو للقلق من أن الضغط السياسي في الخارج قد يهدد شحنات الأسلحة الأمريكية؛ نحتاج إلى تطبيق ضغط مضاد.

. كانت هناك خلافات مع أفضل أصدقائنا".


وأشارت الصحيفة نفسها، إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي "استخدمت كميات هائلة من الذخائر في حربها ضد حماس في غزة، وكلها من الأسلحة الغربية الحديثة المستخدمة بدءًا بالقنابل المدمرة للملاجئ، الموجهة بالأقمار الصناعية وانتهاءً بالصواريخ الموجهة بالليزر الدقيقة، والتي قد أضعفت قدرات حماس العسكرية".

وأكدت أن "الضرر الذي أحدثه الهجوم الإسرائيلي الذي أُثير في 7 تشرين الأول/ أكتوبر كان كارثيًا. فوفقًا لتقديرات الأضرار التي لحقت بالمناطق الحضرية؛ يقول المحللون العسكريون إن الدمار الذي لحق بشمال غزة في أقل من سبعة أسابيع قد اقترب من ذلك الذي تسبب به القصف المكثف على المدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية على مدار سنوات".


وفي هذا السياق، قال المؤرخ العسكري الأمريكي ومؤلف كتاب "القصف للفوز"، روبرت بيب: "دريسدن، هامبورغ، كولونيا؛ بعض من حالات أثقل القصف في التاريخ يتم تذكره بأسماء الأماكن. وسيكون اسم غزة أيضًا اسما يدل على واحدة من أثقل حملات القصف التقليدي في التاريخ".

وأوضحت الصحيفة أنه تم تسوية أحياء كاملة بالأرض، وبحلول 4 كانون الأول/ ديسمبر، تعرض حوالي 60 في المئة من المباني في شمال غزة لأضرار بالغة، بحسب لتحليل بيانات الرادار القمري الصناعي من قبل كوري شير من مركز "كوني" للدراسات العليا وجامون فان دن هوك من جامعة ولاية أوريغون. 


وتصل النسبة إلى 70 في المئة تقريبًا في بعض الأحياء. وفي جميع أنحاء غزة؛ تم ترك ما بين 82,600 إلى 105,300 مبنى في حالة خراب، بحسب التقدير الذي يحتسب المباني التي تعرضت نصف هيكلها على الأقل للضرر. في المقابل، خلال فترة عامين، بين عامي 1943 و1945، دمر قصف الحلفاء لـ 61 مدينة ألمانية كبرى حوالي 50 في المئة من مناطقها الحضرية، وفقا لبيب. 

إلى ذلك، قدرت مراجعة عسكرية أمريكية من عام 1954 أنه تم إلقاء حوالي 7100 طن من الذخائر الحليفة على دريسدن، مما أدى إلى تدمير 56 في المئة من المباني غير الصناعية، ونصف المنازل، وقتل حوالي 25,000 شخص.

وأشار المصدر إلى أن "أحد أسباب حجم الدمار هي الذخائر التي تستخدمها إسرائيل؛ صحيح أن الجيش الإسرائيلي لم ينشر معلومات عامة، لكن الصور التي نشرها الجيش الإسرائيلي يوميًا تُظهر طائراته وهي تقلع محملة بذخائر؛ بعض هذه الذخائر دقيقة للغاية، مما يمكن أن يساعد في تقليل الأضرار الجانبية. من بينها القنابل الصغيرة القطر الموجهة بدقة والتي تزن 250 رطلاً، والتي، بسبب حجمها النسبي الصغير، تقلل بطبيعتها من احتمالية الأضرار الجانبية"، وفقًا لسلاح الجو الأمريكي.


وتابعت الصحيفة البريطانية، أن "مروحيات الهجوم الإسرائيلية استخدمت صواريخ "هيلفاير" الموجهة بالليزر، والتي تعتبر عادةً سلاح إسرائيل المفضل للقتل المستهدف الدقيق" مردفة: "مع ذلك، أسقطت الطائرات الإسرائيلية أيضًا قنابل إم 1117 "الغبية" غير الموجهة، التي  استُخدمت لأول مرة من قبل القوات الأمريكية خلال حروب كوريا وفيتنام".

كذلك، "استخدمت إسرائيل قنابل جي بي يو-31 التي تزن 2000 رطل والتي تهز الأرض، وهي أكبر أربع مرات من القنابل التي تزن 500 رطل والتي كانت عادةً أكبر الذخائر التي استخدمتها القوات المتحالفة في معركة الموصل العراقية، وفقًا للمحللين العسكريين".

وقالت أستاذة الأمن العالمي في مدرسة بلافاتنيك للحكومة بجامعة أكسفورد، جانينا ديل، إن: "هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر كان مليئًا بجرائم الحرب، ويستمر في إنتاج أدلة يومية على جرائم حرب محتملة أخرى. حتى مع ذلك؛ لقد كان لافتًا للنظر كم مرة لجأ الجيش الإسرائيلي إلى استخدام قنابل تزن 2000 رطل". 

وتابعت بأن "قوة هذه القنابل، التي يتم تعزيزها بنظام تحديد المواقع العالمي الذي يحولها إلى قنابل ذكية، أو ما يسمى بالذخائر الموجهة المباشرة المشتركة (JDAMs)، هائلة لدرجة أن الناجين من الانفجار قالوا إنهم يشعرون وكأنهم “يتزلجون على الأرض السائلة".

بدوره، قال المستشار العسكري لمنظمة "باكس" الهولندية والمحلل الاستخباراتي السابق في البنتاغون، لمارك غارلاسكو، إن "المباني تنهار ويتفكك دعمها فتنهار على نفسها، وبعد ذلك هناك الآثار المحيطة. بما في ذلك التفتيت الثانوي للأسمنت، والمعدن، وهواتف الناس المحمولة وكل شيء آخر ينطلق من الانفجار بسرعات فوق الصوتية".

وأضاف: "السبب الوحيد الذي يمكنني التفكير فيه لاستخدامها هو أن الجيش الإسرائيلي كان يحاول إسقاط شبكة أنفاق حماس، لكن ما يثير الدهشة هو استخدامها على نطاق واسع"، فيما دعت منظمة العفو الدولية، هذا الأسبوع، إلى إجراء تحقيق في جرائم الحرب بسبب استخدام إسرائيل لهذه الذخائر الثقيلة، مدعيةً أن "هناك أدلة تشير إلى أن قنابل تزن 1000 رطل و2000 رطل قد استخدمت في ضربات على منازل في غزة أسفرت عن مقتل 43 شخصًا".


أما بخصوص العمليّات البريّة، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه "قلّص مدّة سلاسل القتل، ما يعني أن الاستخبارات تستغرق في الوقت الحقيقي أقل من 10 دقائق لتحدّد هدفًا ومن ثم تهاجمه بغارة جويّة".

وأوضح المتخصّص في الدفاع عن الشرق الأوسط في مؤسسة "جاينز" المتخصصة في الدفاع واستخبارات المصادر المفتوحة في لندن، جيريمي بيني، أن "النسق شديد السرعة للحملة يثير تساؤلات حول قواعد الاشتباك الإسرائيلية، وعملية الاستهداف، وعدد الضحايا المدنيين المتوقّع".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة فلسطين غزة طوفان الاقصي سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی فی المئة

إقرأ أيضاً:

اختيار الأمم المتحدة.. مصر أول دولة على مستوى العالم لتطبيق مبادرة CHAMPS لتعزيز أنظمة الوقاية الموجهة للأطفال

شهد الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي فعاليات انطلاق المعسكر التدريبي لإعداد وتأهيل القيادات التطوعية بالصندوق على تنفيذ مبادرة "رحلة عزيمة" لحماية الأطفال بقرى المبادرة الرئاسية "حياة كريمة " من التدخين والمخدرات ،وذلك بحضور الأستاذ / مدحت وهبه المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي ،والكاتبة سماح أبو بكر عزت التي قامت بكتابة العمل القصصي وتدريب المتطوعين على ورش الحكي استعدادا لتنفيذ المبادرة . 

ويأتي تنفيذ مبادرة " رحلة عزيمة " في إطار البرنامج الدولي CHAMPS الذي يتبنى تنفيذه مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وتعد مصر هي الدولة الأولى على مستوى العالم التي أعلنت تنفيذه ، وتستهدف " رحلة عزيمة " توعية أطفال المناطق الريفية في الفئة العمرية من "8 إلى 12 عام" بمخاطر المخدرات داخل 1280 قرية من قرى المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" خلال عام 2026 بالتعاون مع التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي ومؤسسة "حياة كريمة " 

وتضمن المعسكر التدريبي للقيادات التطوعية مجموعة من المحاضرات وورش عمل  للتدريب على ورش الحكي والمناقشات التفاعلية والتعلم النشط ،استعدادا لتنفيذ مبادرة رحلة عزيمة لوقاية الأطفال من التدخين والمخدرات   .

وألقى الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي الخبير الدولي بمكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات محاضرة استعرض خلالها أهم ما يقدمه علم الوقاية في المعرفة الدقيقة حول البرامج والسياسات الفعالة فعليًا، وتمييزها عن البرامج  غير الفعالة ،وأن العلاقة بين التوعية والوقاية علاقة تكاملية وتراكمية، لا يمكن أن تكون الوقاية فعالة بدون توعية، والتوعية بدون وقاية تبقى مجرد معلومات غير مُستثمرة كما أن علم الوقاية لا ينظر للتعاطي كحدث معزول، بل يوفر فهمًا كاملاً للعوامل التي تجعل الأفراد عرضة للشروع في تعاطي المواد المخدرة سواء على مستوى الفرد أو البيئة المحيطة ، كما استعرض " عثمان " عوامل الخطر والضعف لدى الفئات المستهدفة وهي العوامل التي تزيد احتمالية التعاطي مثل الاستعداد الوراثي سمات الشخصية "مثل الاندفاع ،الاعتلال ، الاضطراب النفسي وإهمال الأسرة و الضعف الدراسي والبيئات المهمشة  ،كما أشار عثمان الى خصائص التوعية الفعالة من خلال التوجه للفئات المستهدفة مستندة الى التعليم التفاعلي مثل العصف الذهني  واللعب 

وأوضح الدكتور عمرو عثمان أن إطلاق مبادرة "رحلة عزيمة" تأتى ضمن البرامج الوقائية للبرنامج الدولى "CHAMPS"وأن منهجية التنفيذ تعتمد على "ورش حكى ومناقشات تفاعلية وتعلم نشط" ،لافتا الى أن كل دولار يتم إنفاقه في التوعية من الإدمان يوفر أكثر من 10 أضعافه على الدول والمجتمعات ، حيث يقلل من تكاليف العلاج الباهظة في المصحات ويقلل الخسائر الاقتصادية الناجمة عن ضعف الإنتاجية والبطالة، ويجنب الأفراد  والمجتمعات الآثار الاجتماعية والصحية المدمرة للمخدرات حيث أثبتت الدراسات أن الاستثمار في الوقاية والتوعية يعود بفوائد اقتصادية واجتماعية ضخمة تفوق بكثير تكلفة الإنفاق على العلاج أو التعامل مع الآثار السلبية لتعاطي المخدرات  .

طباعة شارك مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي فعاليات مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي فعاليات انطلاق المعسكر

مقالات مشابهة

  • اختيار الأمم المتحدة.. مصر أول دولة على مستوى العالم لتطبيق مبادرة CHAMPS لتعزيز أنظمة الوقاية الموجهة للأطفال
  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • غنائم الانسحاب.. وثائقي للجزيرة يكشف حجم الأسلحة الأميركية التي استولت عليها طالبان
  • ما الذي تخطط له العدل الإسرائيلية بشأن العفو الرئاسي عن نتنياهو؟
  • خطوات أمنية محدودة لرفع الضغط السياسي
  • تهديد بهدم قبر عزّ الدين القسّام.. ما الرسالة التي يسعى بن غفير إلى إيصالها؟
  • تفاصيل اليوم الذي غيرت فيه القبائل اليمنية كل شيء
  • ماجستير بآداب اسوان يحذر من مواقع التواصل الإسرائيلية الموجهة بالعربية
  • الخارجية الأمريكية: الوزير روبيو بحث مع نظيره الإسرائيلي خطة ترامب في غزة
  • الخارجية الأمريكية: روبيو بحث مع نظيره الإسرائيلي الوضع في سوريا ولبنان