ثقافة الفيوم تحتفي بنجيب محفوظ في ذكرى ميلاده مع طلاب المدارس
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
شهدت مكتبة مطرطارس الفرعية، الأربعاء، محاضرة بعنوان "أدب نجيب محفوظ من الحارة الشعبية إلى العالمية"، وذلك ضمن الأنشطة التي تقدمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، خلال شهر ديسمبر الجاري.
أدب نجيب محفوظ من الحارة الشعبية إلى العالمية
شارك بالندوة الأديب والناقد د. عمر صوفي، وبحضور طلاب مدرسة الشهيد محمد عبد الفتاح الثانوية المشتركة، والمعهد الأزهري بنين بمطرطارس، وتأتي تزامنا مع الاحتفال بذكرى ميلاد نجيب محفوظ.
استهل "صوفي" حديثه عن أهمية القراءة، مشيرا إلى انتشار المواقع الإلكترونية التي تتيح قراءة الكتب من خلالها، ثم تحدث صوفي عن نشأة نجيب محفوظ قائلا: نشأ نجيب محفوظ في بيئة مصرية صميمة، وظل حياته كلها مرتبطًا بالتراب المصري، نافرًا من السفر والهجرة، حيث ولد محفوظ في 11 ديسمبر عام 1911م بحي الجمالية بالقاهرة لأسرة تعود جذورها إلي مدينة رشيد، موضحا تأثير أسرته في نشأته وكتاباته مضيفا: كان لأبيه تأثير كبير في طفولته، فكان يصطحبه لبعض المسارح، كما تأثر به في ميوله السياسية، حيث كان يتحدث عن الوفد والزعماء الوطنين، مثل "مصطفى كامل"، و"محمد فريد"، و"سعد زغلول"، كأنهم من المقدسات، إلا أن التأثير الأكبر كان للأم، فرغم عدم تعليمها، فإنها كان تصطحبه لزيارة المتاحف والمساجد الأثرية ومنطقة الأهرامات ونهر النيل، وكانت تلك المواضع مجال أحداث روايات نجيب محفوظ، كما تأثر ببعض آرائها وقيمها وتسامحها.
ثم تطرق إلى إبداعات نجيب محفوظ، مشيرًا إلى أن إبداعات نجيب محفوظ عالم متنوع الرؤى، متعدد المداخل، ثري المعرفة، عميق التغلغل داخل العقل والوجدان المصري، يستوعب ثلاثة أرباع قرن من التلاحم بين المكان والإنسان، بما فيها من تحولات مجتمعية، وتفاعل معها نجيب محفوظ وسلط الضوء علي أبعادها، انطلاقا من إدراكه لمسئولية المفكر نحو مجتمعه.
"أدب نجيب محفوظ.. رؤية تربوية "
واستعرض صوفي كتابه الصادر بعنوان "أدب نجيب محفوظ.. رؤية تربوية"، والذي يقدم فيه دراسة تحليلية للمضامين التربوية في أدب نجيب محفوظ، مشيرًا إلى أن أدب نجيب محفوظ تناول العديد من القضايا التربوية، مثل المعرفة الإنسانية، من حيث مصادرها وإمكانياتها، وتعمق في التنقيب عن جذور الشخصية المصرية، وأدرك العديد من مزاياها وعيوبها، وعكس أهم سماتها في أدبه، كالتناقض والتدين والإعتزاز بالشرف، والاعتقاد في الخرافات وروح المرح الممزوجة بحزن دفين، كما أن محفوظ أدرك الصراع بين التقليد والتجديد، وأثر التعليم في الحراك الاجتماعي والثقافي.
ثم أشار إلى إسهاماته السينمائية، فهي تكاد تساوي في عددها مجموع إبداعاته الأدبية، ومن أفلامه: "التوت والنبوت"، و"درب المهابيل" و"الكرنك" و"قلب الليل" و"اللص والكلاب" والشحاذ".
أوضح أيضًا أن نجيب محفوظ كانت قراءاته واسعة، وكان بسيطا في تعامله مع الناس، وكانت كتاباته تنبع من الواقع، وتميز نجيب محفوظ بعدة سمات ساعدت على تدفقه الإبداعى وثراء إنتاجه، أهمها: حبه للدقة والنظام فى المواعيد، والتواضع الشديد، والإيمان بالحرية، والاستقلال الفكرى، وقوة الملاحظة والتأمل للبشر والأمكنة.
دعائم الفن الروائي في الأدب العربي الحديث
واختتم صوفي حديثه أن نجيب محفوظ هو الذي رسخ دعائم الفن الروائي في الأدب العربي الحديث، وأبدع عددا كبيرا من الأعمال الروائية والقصص القصيرة، على مدى زمني طويل، لذلك حظى نجيب محفوظ بأكبر قدر من الاهتمام والبحث الأدبي والتنقيب في أعماله، وقراءتها قراءات متعددة من زوايا مغايرة، وعاش نجيب محفوظ حياة حافلة بالإنجاز الأدبي والفكري، بلغت ذروتها بحصوله على جائزة نوبل عام 1988، وقلادة النيل في نفس العام.
تخلل المحاضرة مداخلات من الطلاب، وقراءات لبعض النصوص من روايات نجيب محفوظ، وتوزيع بعض الكتب والمجلات كهدايا رمزية لهم.
جاء هذا ضمن الأنشطة المقامة بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد برئاسة لاميس الشرنوبي، والمنفذة من خلال فرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح كامل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ثقافة الفيوم نجيب محفوظ قصور الثقافة عمرو البسيوني ثقافة الفيوم أدب نجیب محفوظ
إقرأ أيضاً:
ثقافة البحر الأحمر تحتفي باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة (صور)
احتفت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال عدد من الأنشطة الفنية والتثقيفية التي أقيمت بعدد من مواقع فرع ثقافة البحر الأحمر، وذلك ضمن برامج وزارة الثقافة الهادفة لتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ودعم مشاركتهم الفاعلة في المجتمع.
وشهدت المكتبة تنظيم احتفالية خاصة بهذه المناسبة، بدأت بمحاضرة بعنوان "ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع"، قدمها محمود عبدالستار مدير المدرسة الفكرية بإدارة سفاجا التعليمية، والذي تناول خلالها تطور أساليب التعامل مع ذوي الهمم، وأهمية المؤسسات المتخصصة في تقديم الرعاية والتأهيل وفق طبيعة الإعاقة سواء كانت عقلية أو بدنية أو سمعية أو بصرية.
وتضمّنت الاحتفالية فقرات ترفيهية للأطفال، إلى جانب نشاط رسم علم مصر على وجوه الأطفال ذوي الهمم، نفذه الفنان إبراهيم عبدالله وسط أجواء مبهجة.
كما نظمت المكتبة احتفالية بالتعاون مع المدرسة السمعية، بدأت بالسلام الوطني، تلتها مجموعة من الفقرات الفنية والترفيهية، شملت ألعابا وأنشطة ترفيهية، واسكتشا مسرحيا، واستعراضات فنية، وذلك تحت إشراف فرحان أحمد.
وقدم بيت ثقافة سفاجا يوما ترفيهيا للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدرسة الفكرية بسفاجا، تضمن ورشة رسم على الوجوه نفذتها المدربة نورهان محمد، أخصائي الفنون التشكيلية.
وشارك قصر ثقافة الشلاتين بمحاضرة بعنوان "حقوق ذوي القدرات الخاصة" قدّمها أشرف أحمد يوسف الأخصائي الاجتماعي الخبير بمدرسة اللواء سعد أبو ريدة، وتناول خلالها حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في التعليم والتأهيل والرعاية الصحية وتوفير الأجهزة التعويضية، إضافة إلى فرص التدريب والتوظيف بما يتوافق مع قدراتهم.
وتضمنت الفعاليات أصبوحة شعرية شاركت فيها ملك محمد عبد الحميد عضو نادي الأدب، وألقت قصيدة "أرض الشام" للشاعر محمد عفيفي مطر، إضافة إلى عرض فيلم "ليه تعيشها لوحدك" ضمن نشاط نادي السينما بإشراف محمد نعيم.
وفي إطار برنامج "فرحانين بالمتحف الكبير.. ولسه متاحف مصر كتير"، وضمن مبادرة "عزة الهوية المصرية"، قدمت مكتبة الطفل والشباب بالقصير محاضرة شارك بها د. طه حسين محمد الباحث في التاريخ، وذلك بالمعهد العربي لعلوم التكنولوجيا والاتصالات بالقصير.
وتناول المحاضر أهمية المتحف المصري الكبير كصرح حضاري عالمي ومركز متكامل لترميم وصون التراث، ودوره في تعزيز الانتماء الوطني وترسيخ الهوية لدى النشء، كما شهد اللقاء تنظيم مسابقة عامة للحضور حول موضوع المحاضرة.
قدّم القصر ورشة حكي حول أهمية المتحف المصري الكبير، إضافة إلى ورشة فنية بعنوان "مصر في عيون أطفالها" بإشراف محمد حزين، وشهدت تفاعلا من الأطفال المشاركين.
وشارك قصر ثقافة حلايب بعرض فني لفرقة حلايب للفنون التلقائية، قدمت خلاله رقصة الهوست بقيادة الفنان طاهر علي طاهر. كما عقد القصر محاضرة بعنوان "مصر مهد الحضارة" قدمها محمود عاطف مصطفى، معلم أول بحلايب، تناول فيها الدور التاريخي لمصر، وما قدمته للإنسانية في مختلف المجالات، مؤكدا أن الحضارة المصرية القديمة تعد أطول حضارة متصلة في التاريخ الإنساني.