غزة تُسقط الأقنعة عن مُدعي الإنسانية
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
سقطت الكثير من الأقنعة في ظل المجزرة التي تُرتكب في فلسطين، وكثير من مدّعي حقوق الإنسان وفقدوا مصداقيتهم، ورغم صمت العالم أمام ما يحدث إلا أن هناك مستويات من الانتهاكات الصارخة غير المسبوقة صدمت العالم من المنظمات والدول الأجنبية التي طالما نادت بحقوق الإنسان.
منظمة الصليب الأحمر
صدم رواد مواقع التواصل الاجتماعي من موقف منظمة الصليب الأحمر في 9 نوفمبر، عندما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية "مستشفى النصر" في مدينة غزة، وانقطعت إمدادات الأوكسجين عن وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، وناشد مدير المستشفى الطبيب مصطفى الكحلوت، في مقطع مصور المنظمات الدولية بما فيها "الصليب الأحمر" لإنقاذ الأطفال الخمسة لكنه لم يتلق أي رد، وفي 28 نوفمبر، بعد وقف إطلاق النار عاد الأطباء إلى المستشفى وكان الأطفال الرضّع الخمسة أموات.
وواجهت انتقادات للصليب الأحمر بسبب بطء استجابتها لإغاثة المحاصرين في بلدة مضايا في ريف دمشق، وكان ردها حينها أنهم لا يريدون دعم مناطق مُعارِضة ضد النظام السوري.
انحياز الهيئات الدولية
من يعمل في ما يسمى بـ"قطاع العمل الإنساني" يعلم ضخامة ميزانيات هيئات كـ"الصليب الأحمر" ووكالات الأمم المتحدة وقدراتها التنظيمية والتنسيقية، رغم تصدرها الدائم للمشهد على أنها "غير حكومية" و"مستقلة" و"حيادية"، وأن هدفها الأول الإغاثة وتخفيف المعاناة الإنسانية في زمن الحروب والصراعات، في الوقت الذي غالبًا ما نرى فيه انحيازها لطرف دون آخر.
موقف الدول الأوربية من أحداث غزة
في إسبانيا طالبت وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية إيونى بيلارا، الحكومة الإسبانية، بتقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، في بيان نشرته، أكدت فيه أن حزب بوديموس الذي تنتمي إليه يشعر بالمعاناة الفظيعة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ عقود، ولذلك فإنهم يرفعون أصواتهم للتنديد بأن دولة إسرائيل تنفذ التخطيط للإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وأعلنت الحكومة الإسبانية زيادة المساعدات التي تمنحها للفلسطينيين 100 مليون يورو أخرى، كما تبنت موقفًا داعماً لحل الدولتين، أما باقي الدول الأوروبية اختلفت أرائهم بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
دول خذلت فلسطين
تبنت فرنسا موقفًا أكثر حذراً، وحظر وزير الداخلية الفرنسي المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، سعياً إلى ضمان النظام العام.
وحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الوحدة الوطنية، ومنع الصراع الخارجي من توليد التوترات في فرنسا.
ظهر في أيرلندا الكثير من التعاطف مع القضية الفلسطينية، ودافعت شخصيات مثل سفين كون فون بورجسدورف، سفير الاتحاد الأوروبي السابق إلى فلسطين، وإيفين إنسير، عضو البرلمان الأوروبي من السويد، عن المساعدات المقدمة لفلسطين، وفي ألمانيا دعمت الأحزاب السياسية بالإجماع إسرائيل، وصوت البرلمان الألماني لصالح قرار يعبر عن "كامل التضامن " مع إسرائيل، وهو ما أثار جدلا كبيرا فى القارة العجو، أما في إيطاليا سلطت الحكومة الضوء على الانحياز السياسي في إيطاليا بشأن الصراع، واتباع نهج متوازن في التعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والاعتراف باسرائيل مع الدعوة إلى ردود أفعال متناسبة وحماية المدنيين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة ت سقط الأقنعة الإنسانية سقطت فلسطين حقوق الإنسان الصلیب الأحمر
إقرأ أيضاً:
السفير الأمريكي في إسرائيل ينتقد موقف فرنسا بشأن الدولة الفلسطينية ويعتبره تدخلا غير مقبول
شنّ السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، هجومًا حادًا على المسؤولين الفرنسيين، على خلفية دعوتهم المتكررة لدعم إقامة دولة فلسطينية، معتبرًا أن باريس “ليس لها الحق في مثل هذه الدعوات”.
وقال هاكابي في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، إن التصريحات الفرنسية "غير مناسبة"، خصوصًا "في وقت الحرب"، منتقدًا بشدة تدخل الدول الأوروبية في الشأن الإسرائيلي الفلسطيني، ومضيفًا: "ليس من حق أحد أن يملي على إسرائيل كيف تدير شؤونها، خاصة حين تكون في حالة قتال".
تصريح مثير للجدلتصريح هاكابي، الذي حمل طابعًا تهكميًا، أثار جدلًا في الأوساط السياسية والإعلامية، واعتُبر بمثابة تعبير واضح عن الموقف الأمريكي الرافض للضغوط الدولية المتزايدة من أجل الدفع نحو حل الدولتين، في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة.
ورغم نبرته الناقدة لفرنسا، لم يُنكر هاكابي ضمنيًا أن الولايات المتحدة تعمل بطريقتها الخاصة من أجل التوصل إلى تسوية تشمل إقامة دولة فلسطينية، لكنه لم يُفصح عن تفاصيل الدور الأمريكي بهذا الشأن.
في المقابل، واصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون توجيه انتقادات لاذعة لإسرائيل، محذرًا من أن بلاده "ستُضطر إلى تشديد موقفها وتطبيق عقوبات"، إذا لم تتحرك تل أبيب بشكل فوري لمعالجة الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة.
وخلال مؤتمر صحفي عقده في سنغافورة، تحدّث ماكرون عن زيارته الأخيرة إلى مصر، وتحديدًا إلى معبر رفح، حيث أشار إلى أنه رأى معاناة الجرحى في المستشفيات المصرية، وتابع: "شاهدتُ بأم عيني كيف تُمنع المساعدات الإنسانية من دخول غزة، رغم قدومها من كل أنحاء العالم، بسبب الجيش الإسرائيلي".
وفي تطور لافت، أعلن ماكرون أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لم يعد مجرد التزام أخلاقي، بل بات ضرورة سياسية أيضًا، في إشارة واضحة إلى أن بلاده قد تنضم إلى قائمة الدول الأوروبية التي تدرس خطوات أحادية للاعتراف بفلسطين، في ظل ما وصفه بـ"الجمود السياسي والتصعيد العسكري غير المقبول".
وتأتي هذه التصريحات في وقت يتزايد فيه الضغط الأوروبي والدولي على حكومة بنيامين نتنياهو، بالتزامن مع تفاقم الأوضاع الميدانية والإنسانية في غزة، وارتفاع الأصوات المنادية بوقف الحرب، والعودة إلى مفاوضات سياسية جادة تفضي إلى حل الدولتين وإنهاء الاحتلال.