محمد غانم الرميحي ودعاء السفر
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
محمد غانم الرميحي ودعاء السفر
دعاء السفر من الأثر النبوي الشريف، ويستحقّ منا أن نتحدّث عنه بطريقة أفضل مما فعل الرميحي.
أساليب بعض المثقفين العرب في قراءة الواقع ورصد المتغيّرات فيه، وفهمهم للتراث والحداثة بهذا الشكل الكاريكاتوري تدعو للضحك.
بدأ الرميحي مشاركته بامتعاضه من "دعاء السفر" الذي تذيعه معظم الخطوط الجوية في الدول الإسلامية، ومنها الخطوط الكويتية، في بدايات رحلاتها.
الغريب أن الدعاء يخيف الرميحي قبل الطيران، أما تعليمات المضيف على مسامع المسافرين عن التصرّف في حالات الطوارئ أو عند سقوط الطائرة، لا تخيفه ولا تثير تشاؤمه.
* * *
في الجلسة الثانية من جلسات منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية (بنسخته العاشرة) والذي نظمه باحترافية عالية ووعي شديد الحساسية وإتقان لافت، بداية الأسبوع الجاري في الدوحة، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بعنوان "الدولة والشأن الثقافي في بلدان الخليج"، بدأ الدكتور محمد غانم الرميحي مشاركته بإبداء امتعاضه من "دعاء السفر" الذي تذيعه معظم الخطوط الجوية في الدول الإسلامية، ومنها الخطوط الكويتية، في بدايات رحلاتها.
وتأكيدا منه امتعاضه مما يمكن أن يفعله التراث بنا في مقابل حداثةٍ نتطلع إليها، قال الرميحي إنه طلب مرّة من الخطوط الجوية الكويتية التخلّص من هذا الدعاء، لأنه، كما قال، يخيف المسافرين، ويذكّرهم بوعثاء السفر وكآبة المنظر، ورفضت الخطوط طلبه، وأرجع سبب رفضها إلى احتمال اعتراض مجلس الأمة على ذلك! وقال الرميحي، بعد هذه البداية الساخرة، كلاما كثيرا عن إيجابيات المؤسّسات الثقافية الخاصة والرسمية في الوطن العربي.
انتظرتُ فتح باب النقاش لأسجل اعتراضي على ما قاله، وخصوصا بشأن دعاء السفر تحديدا. ثم قلت إن هذا الدعاء من الأثر النبوي الشريف، ويستحقّ منا أن نتحدّث عنه بطريقة أفضل مما فعل المحاضر. والغريب أن الدعاء يخيف الرميحي قبل الطيران، أما التعليمات التي يلقيها على مسامع المسافرين أحد المضيفين عن كيفية التصرّف في حالات الطوارئ أو عند سقوط الطائرة، لا تخيفه ولا تثير تشاؤمه.
وأضفت "نحن مسلمون بمرجعيات ثقافية إسلامية، ونحن نردّد دعاء السفر قبل الإقلاع بقلوبنا أصلاً، حتى في الطائرات التي لا تذيعه". ثم ما دخل مجلس الأمة في هذا الأمر وفي هذا المقام؟
إذا كان لدى الرميحي، وهو الذي يقدّم نفسه مثقفاً وكاتبا ذا نزعة ليبرالية، مشكلة مع مؤسّسة ديمقراطية منتخبة من الشعب، كمجلس الأمة الكويتي، فهذا يعني أن لديه مشكلة مع الشعب وخياراته!
ثم وهو يتحدّث عن المؤسّسات الثقافية الخليجية توقعتُ أن يتحدّث عن المشكلات أو السلبيات التي تعاني منها المؤسّسات الثقافية العربية في غياب الديمقراطية، وليس في وجود مجلس الأمة (الديمقراطي).
فرغم إيجابيات كثيرة يمكن الحديث عنها في إطار ما قدّمته المؤسّسات الثقافية في الوطن العربي للثقافة، إلا أن سلبياتها كثيرة وخطيرة، سبق أن كتبتُ عنها، منها أنها احتكرت الثقافة وحوّلتها (أو كادت) إلى نوع من الواقع الرسمي، ما ساهم في تهميش كل ما هو خارج أسوار المؤسّسة الثقافية الرسمية.
ومن هذه الإشكالات أيضا خلط "السياسي" بـ"الثقافي" مع ما يعنيه ذلك من إخضاع الثقافة للقرار السياسي للدولة المعنية، وبالتالي تحويلها، أي الثقافة، إلى أداة صراعٍ سياسيٍّ، داخلي وخارجي.
والإشكالية الأخرى التي أشرت إليها باعتبارها نتيجة طبيعية لظهور هذه المؤسّسات الثقافية الرسمية خلط "الثقافي" بـ"الإعلامي"، وصولا إلى إخضاع الثقافة لضرورات المعركة الإعلامية التي تتلاءم مع خصوصية الثقافة وضرورة الحفاظ على استقلاليّتها.
ثم ختمت تعليقي بأنني سأقرأ ورقة الرميحي التي أخبرنا أنها تحتوي على ثمانية آلاف كلمة، لعلي أجد فيها شيئا يعيد لي قليلا من الثقة بمثقفينا العرب!
الغريب أن الرميحي قال إنه لن يرد على تعليقي "ترفعاً"، وإنه سبق أن دفع ثمن مواقفه غاليا كما ذكر، من دون أن أعرف ماذا يقصد بالثمن، في مسيرته العملية الحافلة بالمناصب زاده الله منها.
أذكر في هذا المقال تفاصيل الموقف، على بساطتها، للتدليل على أساليب بعض المثقفين العرب في قراءة الواقع ورصد المتغيّرات فيه، وفهمهم لمفهومي التراث والحداثة بهذا الشكل الكاريكاتوري المضحك.
*سعدية مفرح كاتبة وصحفية وشاعرة كويتية
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الحداثة الليبرالية الديمقراطية دعاء السفر دعاء السفر
إقرأ أيضاً:
محمد ثروت يحيى الذكرى الرابعة لرحيل سمير غانم بهذه الطريقة
حرص الفنان محمد ثروت، على إحياء الذكرى الرابعة لرحيل الفنان سمير غانم خلال الساعات القليلة الماضية، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم لعام 2021 نتيجة إصابته بفيروس كورونا أنذاك.
وفي هذا السياق، شارك محمد ثروت، صورة عبر حسابه الرسمي بموقع تداول الصور والفيديوهات «إنستجرام»، معلقا عليها قائلا: «اليوم الذكرى الرابعة على رحيل الأستاذ سمير غانم، ربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويفرح روح».
كما أضاف محمد ثروت: «الأستاذ سمير غانم على المستوى الفني شكل وجداني وتفكيري في فن الكوميديا، وأسلوب الارتجال كنوع من خلق فرص جديدة في النص الفني لإضحاك الجمهور، وفن استخدام الإكسسوار لتأكيد ملامح الشخصية. باختصار هو الـGodfather».
عرض هذا المنشور على Instagramتمت مشاركة منشور بواسطة Mohammed tharwat (@mohammedtharwatofficia1)
وتابع ثروت: «وعلى المستوى الإنساني، علمني حاجات حلوة كتير لأنه كان إنسان جدًا، ومحب لكل الناس والناس كلها بتحبه لإنه كان قلبه أبيض، وكان يفرح لما تلميذه يقول جنبه إفيه كوميدي حلو، أستاذ بمعنى الكلمة، ومن الأشخاص اللي عمرك ما تزهق ولا تشبع من القعدة معاه».
وأردف: «حبيبي يا أستاذ، وحشتنا جدًا، وحاسين إنك لسه معانا بصوتك، وصورتك، وروحك في كل أعمالك ولقاءاتك، ربنا يرحمك، تلميذك المحب».
ذكرى رحيل الفنان سمير غانموفي مثل هذا اليوم، رحل عن عالمنا النجم الكبير سمير غانم عن عمر يناهز الـ 84 عاما عقب تعرضه لوعكة صحية أسفرت عن رحيله، تاركا إرثا فنيا من الأعمال: «30 يوم في السجن، أميرة حبي أنا، البنات عايزة إيه، إحنا بتوع الإسعاف، المجانين الثلاثة، منتهى الفرح، القاهرة في الليل، حب على شاطئ ميامي، إضراب الشحاتين، العميل 77، أهلا يا كابتن، ولاد الحلال».
اقرأ أيضاًموعد طرح فيلم روكي الغلابة لـ دنيا سمير غانم بالسينمات
«وحشين أوي».. مها متبولي تنتقد أداء حسن الرداد وإيمي سمير غانم في «عقبال عندكوا»
مسلسل عايشة الدور الحلقة 12.. دنيا سمير غانم تقع في ورطة حقيقية