تحل اليوم الذكرى الثالثة لرحيل واحد من أبرز رموز الفن والإعلام في مصر، الفنان الكبير سمير صبري، الذي شكل حالة فنية متفردة في مشواره الطويل، مزج خلالها بين التمثيل والغناء والتقديم التلفزيوني، لم يكن مجرد فنان متعدد المواهب، بل كان أيضًا شاهدًا على مراحل عديدة من تطور الحياة الفنية والثقافية في مصر. 

 

في هذا التقرير نستعرض محطات من حياته، ونرصد ما تركه من أثر لا يُنسى في قلوب الجمهور وزملائه.

البدايات.. من الإسكندرية إلى قلب القاهرة الفنية

 

وُلد سمير صبري في مدينة الإسكندرية عام 1936 لأسرة من الطبقة المتوسطة، نشأ في بيت يقدّر التعليم والثقافة، ما منحه منذ صغره أدوات التميز. التحق بمدرسة "فيكتوريا كوليدج" الشهيرة، حيث تعلم اللغة الإنجليزية بطلاقة، وهو ما فتح أمامه آفاقًا واسعة للعمل الإعلامي في سن مبكرة.

 

بدأ خطواته الأولى في الإذاعة المصرية، وتحديدًا في برامج الأطفال، وهناك التقطه الفنانون الكبار، وعلى رأسهم عبد الحليم حافظ، الذي احتضنه وساعده على دخول الوسط الفني من أوسع أبوابه.

مسيرة فنية متنوعة و200 عمل يشهد على موهبته

 

لم يكن سمير صبري فنانًا تقليديًا؛ بل كان مثالًا للفنان الشامل، حيث تنقل بين التمثيل والغناء وتقديم البرامج بسلاسة غير معتادة.

 

شارك في ما يزيد عن 200 عمل فني، تنوعت ما بين الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية والمسرحيات، وكان دائم الحضور في الأعمال الكوميدية والرومانسية وأحيانًا في أدوار تحمل طابعًا دراميًا جادًا.

 

من بين أشهر أفلامه: "نص ساعة جواز" (1969)، و"البحث عن فضيحة" (1973)، و"جحيم تحت الماء" (1989)، كما شارك في مسلسل "فلانتينو" مع الزعيم عادل إمام عام 2020، في تجربة مميزة أكدت قدرته على مواكبة الأجيال المختلفة.

المذيع الأنيق وصاحب أشهر البرامج الحوارية

 

لا يمكن الحديث عن سمير صبري دون الإشارة إلى بصمته البارزة في مجال تقديم البرامج، حيث كان من أوائل الإعلاميين الذين جمعوا بين الثقافة والرشاقة على الشاشة.

 

قدم برنامج "هذا المساء"، ثم "النادي الدولي"، وهما من أبرز البرامج التي شكلت ذاكرة جيل كامل، باستضافته لنجوم الفن والفكر والسياسة.

كانت طريقتُه الراقية في الحوار، وحضوره اللبق وأناقة مظهره، عناصر جعلت منه نجمًا في الإعلام تمامًا كما هو في السينما.

حياته الخاصة.. زواج لم يدم طويلًا وابن غيّبه الموت

 

رغم شهرته كأحد أبرز العزاب في الوسط الفني، إلا أن سمير صبري خاض تجربة زواج واحدة فقط، كانت في شبابه المبكر، من فتاة إنجليزية لم يستمر الزواج طويلًا، وانتهى بعد نحو أربع سنوات، وقد رزق منها بطفل أسماه "علي"، لكن القدر لم يمهله طويلًا، إذ توفي الطفل في سن صغيرة، وهو ما شكّل صدمة قاسية للفنان الراحل.

 

بعد تلك التجربة، لم يكرر الزواج مجددًا، وفضل أن يُكرس حياته بالكامل للفن، مؤمنًا بأن الانشغال بالفن لا يترك مساحة لتكوين أسرة تقليدية.

وداع هادئ في فندق ماريوت.. وصدى الفقد في قلوب المحبين

 

في يوم 20 مايو 2022، غيّب الموت الفنان الكبير عن عمر ناهز 85 عامًا، بعد معاناة مع مرض القلبورغم حالته الصحية التي تدهورت في الشهور الأخيرة، إلا أنه ظل محتفظًا بابتسامته وروحه الجميلة التي لم تفارقه حتى لحظاته الأخيرة.

 

رحل سمير صبري في أحد فنادق القاهرة، في مشهد بسيط لا يليق بحجم تاريخه الكبير، لكن محبيه وزملاءه حرصوا على وداعه بكلمات صادقة تعكس ما يمثله من قيمة فنية وإنسانية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الاسكندرية عبد الحليم حافظ الذكرى الثالثة برنامج هذا المساء سمیر صبری

إقرأ أيضاً:

باتمان.. من الظلال الإبداعية إلى عرش الشاشة السوداء

وحسب حلقة 2025/5/20 من برنامج "عن السينما" فإن كين قدم في البداية لشركة دي سي كوميكس عام 1939 بطلا بقناع صغير وزي أحمر وأجنحة يشبه سوبرمان.

وعندما أشرك فينجر، قام الأخير بتحويل التصميم جذريا، مختارا ألوانا داكنة "أكثر ملاءمة للعمل ليلا"، وموسعا القناع "لإخافة المجرمين"، ومضيفا آذانا مدببة، ومحولا الأجنحة إلى عباءة سوداء.

وابتكر فينجر شخصيات عالم باتمان بأكمله: بروس واين، روبن، الجوكر، كاتومان، ريدلر، المفوض جوردون، مدينة غوثام، لقب "فارس الظلام" والقصة المأساوية لطفولة البطل.

ورغم هذه الإسهامات الأساسية، حصد كين كل التقدير والمكاسب المالية، بينما مات فينجر وحيدا ومفلسا عام 1974، ولم تُكشف الحقيقة على نطاق واسع إلا في 2012 بفضل كتاب مارك تايلر نوبلمان "المبتكر السري لباتمان".

تحول سينمائي

وشهدت شخصية باتمان تطورا ملحوظا على الشاشة، فقد ظهر أول مرة تلفزيونيا عام 1943 كأداة دعائية خلال الحرب العالمية الثانية، يعمل مباشرة للحكومة الأميركية -مناقضا طبيعته السرية- ويواجه "الدكتور داكا" الياباني بدلا من الجوكر، مما يظهر التوظيف السياسي للفن.

وشكلت الثمانينيات نقطة تحول جذرية عندما قررت وارنر براذرز ودي سي إعادة اختراع الشخصية، في 1989، أخرج تيم بيرتون فيلم "باتمان" ببطولة مايكل كيتن، الذي يعتبره الكثيرون أفضل من جسد الشخصية.

إعلان

ورغم النجاح التجاري، وجد بيرتون فيلمه "مملا"، عازيا شعبيته لافتتان الجمهور برؤية أبطال الكوميكس على الشاشة، وبرز جاك نيكلسون بدور الجوكر، مانحا الشخصية شعبية غير مسبوقة.

بطل إنساني

هل باتمان حقا بطل خارق؟ هذا السؤال، المطروح أيضا في "جاستس ليج" عندما يسأله فلاش عن قواه الخارقة ليجيب ساخرا: "أنا ثري"، يعكس عبقرية فينجر في صنع بطل عادي بأدوات استثنائية، يميزه عن شخصيات أخرى بقوى خارقة.

وتظهر في عوالم السينما المعاصرة قضية أساسية: ما دور باتمان بدون قوى وسط العديد من الأبطال الخارقين؟ يجيب "جاستس ليج" بإظهاره كمخطط إستراتيجي للفريق، يضع الخطط ويشارك بشكل شرفي في المعارك بين الكائنات فائقة القوة.

ممثلون أيقونيون

وحلل برنامج عن السينما تطور الشخصية عبر مختلف مؤديها، من مايكل كيتن -الذي يعتبره الكثيرون لا يُضاهى- إلى الإصدارات الأحدث.

وسلط الضوء على تفسير زاك سنايدر، حيث يظهر باتمان في نهاية مسيرته المهنية بعد 20 عاما من حماية غوثام، متقدما في العمر، متصلبا، خائبا من البشرية و"غبيا أحيانا" بسبب كرهه غير المبرر لسوبرمان.

وفي 2022، أثار "ذا باتمان" توقعات كبيرة بسبب نهجه وأداء روبرت باتنسون، الذي أثار اختياره شكوكا بين المعجبين بسبب ماضيه في سلسلة "توايلايت"، واتفق النقاد على أن هذه النسخة كانت الأكثر قتامة وواقعية، متفوقة حتى على ثلاثية كريستوفر نولان.

وقدم البرنامج قصة مجموعة أصدقاء يشاركون في مسابقة لكتابة قصة باتمان "من منظور مختلف"، وبعد محاولات فاشلة متعددة، تلهمهم قصة بيل فينجر الحقيقية لإنشاء "باتمان وفريق نوبديج"، الفائزة بالجائزة الأولى.

وأكد البرنامج أهمية تطوير شخصيات شريرة معقدة في عالم باتمان، بينما يميل صناع السينما لتقديم أبطال كشخصيات مثالية "شجاعة، ذكية وجميلة" يجب أن يكون للخصوم عمق فلسفي: بينما يسعى "لإبادة البشرية لإفسادها الأرض ووجوب البدء من جديد"، في حين يرى الجوكر أن "كل البشر أشرار بالفطرة".

إعلان الصادق البديري20/5/2025

مقالات مشابهة

  • رانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة سمير غانم الرابعة
  • باتمان.. من الظلال الإبداعية إلى عرش الشاشة السوداء
  • في ذكرى رحيله.. سمير غانم الذي أضحكنا كثيرًا وتركنا في صمت مؤلم
  • ذكرى وفاته.. زيجات سمير صبري وقصة رحيله
  • غرر بي ورحل وترك سمعتي في الوحل
  • يوسف إدريس.. أيقونة الأدب الواقعي الذي اقتحم الشاشة الكبيرة
  • في عيد ميلاده الـ67.. أحمد آدم “القرموطي” الذي صنع اسمه بالضحك والدراما(بروفايل)
  • طفل ينهي حياته شنقاً بظروف غامضة في نينوى
  • افتتاح معرض حُلي الكرنك الذهبية بمتحف الأقصر للفن المصري القديم