صحفيو تونس يتضامنون مع زملائهم في غزة.. تجربة يجب أن تدرس (شاهد)
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
نظم صحفيون تونسيون وقفة تضامنية مع زملائهم في قطاع غزة، أمام مقر النقابة في العاصمة تونس، الجمعة.
وعبر الصحفيون التونسيون عن تضامنهم الكامل مع صحفيي غزة الذين يتعرضون لعدوان إسرائيلي وحشي، أدى إلى استشهاد نحو 70 منهم، من جملة أكثر من 17 ألف شهيد منذ السابع من تشرين أول/ أكتوبر الماضي.
ورجح نقيب الصحفيين الفلسطينيين، ناصر أبو بكر خلال مشاركته بالوقفة، حدوث مجازر أبشع بحق الصحفيين الفلسطنيين لأجل إسكاتهم ومنعهم من إيصال حقيقة جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطني للرأي العالمي.
وقال أبو بكر إن "هذه الحرب لم تصدف بالتاريخ، فقد استشهد أكثر من 70 صحفيا وما عاشه الصحفي خلال تغطيته يجب أن يدرس في كل جامعات العالم".
وفي حديث لـ"عربي21" قال أبو بكر "أنا من جيل الصحفيين الذين قاموا بتغطية 6 حروب ضد الشعب الفلسطيني وأكثر من انتفاضة ولكن هذه الحرب لم تصدف معنا بالتاريخ".
وقال إنه بالإضافة إلى الشهداء هناك "أكثر من 65 مؤسسة إعلامية فلسطينية وعربية ودولية دمرت، وأكثر من 20 إذاعة توقفت عن العمل، و140 صحفيا أصيبوا، وأكثر من 300 عائلة قتلت وأكثر من 1200 منزل صحفي دمروا".
وتابع أبو بكر أن "الصحفي الفلسطيني يفقد أسرته ويواصل العمل ويكتشف في أحيان كثيرة أن أشلاء من يغطي لهم يمكن أن تكون لزوجته وأبنائه أو من أفراد عائلته".
وأضاف "الصحفي الفلسطيني يعمل تحت القصف والدمار، وأغلبهم فقدوا منازلهم ودون أكل وشرب وإنترنت ولكن إصرارهم لا ينقطع عن نقل حقيقة ما يتعرض له شعبهم من جرائم بشعة".
وشدد أبو بكر على أن "هذه التجربة يجب أن تدرس لما فيها من إصرار وتحدي على نقل الحقيقة التي لايريد الاحتلال أن يراها العالم".
وتابع "الخوف كله من حصول مجازر أكبر سيرتكبها الاحتلال لأننا الشعب الوحيد الذي يعرف حقيقته، نحن على يقين أنه سيرتكب مجازر أفظع وأبشع ضد الصحفيين لأنهم لا يردون للحقيقة أن تصل للعالم"، مضيفا "غيروا وجه غزة عن سطح الأرض لإجبار شعبها على الركوع والخضوع ولكن لن نستسلم أبدا".
الصحافة بتونس "منكوبة"
وأقيمت الوقفة أيضا للتضامن مع الصحفيين التونسيين الذين يقبعون بالسجون جراء المرسوم 54 والتضييق الكبير الحاصل على الصحافة التونسية، بحسب قولهم.
ورفع الصحفيون التونسيون بمقر نقابتهم العلم الفلسطيني وشعارات تطالب بالحرية، وإيقاف المجازر والقصف في قطاع غزة ، كما عبروا عن تضامنهم مع زملائهم في تونس والذين يقبعون بالسجون على غرار الصحفية شذى الحاج مبارك والصحفي خليفة القاسمي.
وندد الصحفيون بالقمع والتراجع الكبير في حرية الصحافة بتونس ما بعد إجراءات 25 يوليو، وفي ظل المرسوم عدد 54 الذي أحيل بموجبه العديد من الصحفيين على التحقيق في مرات كثيرة .
وقال نقيب الصحفيين التونسيين زياد الدبار "قدرنا النضال ولن نستسلم، اليوم لدينا صحفي بالسجن وهو خليفة القاسمي بموجب قانون الإرهاب وهذا غير لائق في دولة شهدث ثورة " (الصحفي محكوم بخمس سنوات سجن على خلفية نشره خبرا يتعلق بعملية تفكيك خلية إرهابية بمحافظة القيروان)".
واعتبر النقيب في تصريح خاص لـ"عربي21" أن "المرسوم 54 وقانون الإرهاب ومجلة الاتصال يهددون الحريات في تونس وهناك إجماع وطني على هذا".
ولفت النقيب "نحن أمام قطاع سيادي منكوب يواجه تجاوزات حقوقية بالجملة ، المرسوم 54 نسف كل الحريات ".
وللإشارة فإن المادة 24 من المرسوم عدد 54 لسنة 2022 الصادر في 13 سبتمبر/ أيلول الماضي تنص على عقوبة "السجن مدة 5 أعوام وبغرامة قدرها 50 ألف دينار (نحو 16 ألف دولار) كل من يتعمّد استعمال شبكات وأنظمة معلومات واتّصال لإنتاج، أو ترويج، أو نشر، أو إرسال، أو إعداد أخبار أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو وثائق مصطنعة أو مزوّرة أو منسوبة كذبا للغير بهدف الاعتداء على حقوق الغير أو الإضرار بالأمن العام أو الدفاع الوطني أو بث الرعب بين السكان".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية تونسيون غزة الفلسطينيين فلسطين تونس غزة التضامن مع غزة طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وأکثر من أبو بکر
إقرأ أيضاً:
ظفار تنتظرك.. ولكن ليس على نقالة!
أحمد البوسعيدي
كل عامٍ، عندما يهبّ نسيم الخريف على محافظة ظفار، تتحوّل هذه البقعة الساحرة إلى لوحةٍ طبيعيةٍ تسرق الألباب. السحب تلامس الجبال، والأرض تكتسي خضرةً نضرة، والهواء العليل يدعو الجميع إلى السفر والاستمتاع. لكنّ هذه الرحلة الجميلة تحمل بين طيّاتها قصصًا مؤلمة، قصص لم تُكتَب نهاياتها بعد، لأنّ ضحايا الطريق إلى ظفار ما زالوا يُضافون إلى القائمة كل يوم!
تخيّل معي للحظة أنك تقف على حافة الطريق، تشاهد سيارةً تتجاوز بتهوّر، تخطفها الكثبان الرملية فجأةً، أو تصطدم بسيارةٍ أخرى قادمة من الاتجاه المعاكس. في ثانية واحدة، تُحكَم على أسرةٍ كاملة بالموت أو الإعاقة الدائمة. طفلٌ يفقد أباه، امرأةٌ تفقد زوجها، عائلةٌ تُدفَن تحت ركام الحزن والأسى. كل هذا بسبب لحظة طيشٍ من سائقٍ لم يتحلَّ بالصبر، أو لأنّ أحدهم ظنّ نفسه بطل سباقٍ خيالي!
يا سائق السيارة، هل تعلم أنّ قدميك على دوّاسة البنزين قد تكونان أقرب إلى نعشك مما تتصوّر؟ هل تدرك أنّ تجاوزك الخاطئ قد يُنهي حياة أبٍ يعيل أولاده، أو شابٍ في ريعان شبابه؟ القرآن الكريم يقول: "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا" (المائدة: 32). فكيف بمن يقتل غيره بغير حق، لمجرّد أنه أراد الوصول ساعةً أسرع؟
النبي ﷺ قال: "إياك والتعرّضَ للتهلكة"، فكيف بمن يضع نفسه والآخرين في مهبّ الخطر لمجرّد إثباتٍ وهمي للشجاعة؟ السرعة الجنونية، والتجاوز في المنعطفات، والقيادة تحت تأثير الإرهاق، كلّها أسلحة فتّاكة تقتل بأبشع الطرق.
أخي المسافر، أختي المسافرة، ظفار لن تذهب بعيدًا، ولن تهرب منكم. الجمال الذي تبحثون عنه لن يختفي إذا وصلتم متأخّرين ساعةً أو ساعتين. لكنّ الحياة التي تُزهَق على الطريق لا تعود أبدًا. فلا تجعلوا فرحة العودة من ظفار محفوفةً بالدموع، ولا تجعلوا أطفالكم ينتظرونكم على الباب ليعلموا أنّكم لن تعودوا أبدًا.
السلامة ليست خيارًا، بل هي مسؤولية. مسؤولية تجاه نفسك، وتجاه أسرتك، وتجاه كل من يشاركك الطريق. فلتكن قائدًا واعيًا، ولتكن رحلتك إلى ظفار ذكرى جميلة، لا جرحًا لا يندمل.
تذكّروا دائمًا: الطريق إلى ظفار يجب أن ينتهي بابتسامة، لا بجنازة!