الإطلالات الختامية في مهرجان البحر الأحمر بألوان جريئة وهالي بيري بتصميم من ايلي صعب
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
بعد أسبوع من الأناقة المتواصلة خلال فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في نسخته الثالثة لعام 2023، ودعت النجمات المهرجان بإطلالات مبهرة اخترنها بعناية لحضور الحفل الختامي من أبرز علامات الأزياء العالمية والعربية.
اقرأ ايضاًتنافست النجمات على استعراض أناقتهن في اليوم السابع، وكانت اختياراتهن في غاية الأناقة والتفرد، حيث ازدحمت السجادة اليوم بنجمات عاشقات للموضة أبرزهن النجمة الهندية عليا بهات وأمينة خليل، وستيفاني عطا الله، وزينة مكي، وريا أبي راشد، ولجين عمران.
أطلت النجمة زينة مكي بصيحة فستان الحورية وبدت في كامل أناقتها على السجادة الحمراء بفستان ساحر باللون الأزرق الداكن من توقيع المصمم اللبناني-الأرمني كريكور جابوتيان، مميز بأكتاف مكشوفة، وثنيات تغمر كامل قوامها لغاية منطقة الركبتين التي تنفتح على شكل ذيل السمكة الغني هو الآخر بالثنيات المنتفخة بالقماش ال"جاكار" الراقي، وازدادت الإطلالة رقيا بالوشاح المنتفخ الذي زين فستانها، وتزينت زينة بأقراط مرصعة متدلية مع تسريحة الكعكة العالية بالغرة الأمامية والتي كثيرا ما تعتمدها.
تألقت النجمة المصرية أمينة خليل بفستان من المخمل الأسود الملائم لليالي الباردة، حيث تميز الفستان الفخم بقصة محتشمة بالأكمام الطويلة مع فتحة ياقة دائرية ضيقة وخصر محدد، وانسدل بقصة الحورية بذيل متسع بهدوء تزينه التطريزات الذهبية في الأطراف السفلية، وكانت اللمسة الجمالية الأخرى التي ميزته هي الكم المتدلى على الأرض والذي تزينه هو كذلك نفس التطريزات، وأكملت أمينة اللوك بتسريحة الشعر المسحوب للخلف متخلية عن العقد لتحافظ على نعومة الإطلالة الفاخرة من غير أن تزاحمها بالكثير من التفاصيل المعقدة.
أما الإعلامية لجين عمران فبدت في غاية الأناقة بفستان طويل باللون الأحمر القاني الموحد من توقيع مصمم الأزياء اللبناني شربل كرم، حيث تميز الفستان الأنيق بكتف منسدل على ذراعها، وآخر مزين بعقدة وكم مفتوح متدليان فوق ذراعيها بنفس طول الفستان، وتميز فستانها بخصر محدد وانسدلت أطرافه بقصة واسعة غنية بالثنيات، وزينت لجين طلتها بمجوهرات ماسية براقة من دار المجوهرات الإيطالية العريقة "بولغاري"، مع تسريحة الشعر المموج المرفوع نصف رفعة بالطلة المبللة الدارجة.
اقرأ ايضاًاختارت الإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد للمرة الثانية فستانا باللون الأحمر خلال فعاليات المهرجان، وجاء فستانها هذه المرة بتوقيع المصمم المفضل لها، اللبناني زهير مراد، حيث تميز الفستان بتصميم الخصر المحدد بالثنيات المتداخلة، مع الأطراف المنسدلة بقصة واسعة تغمرها الكسرات ليزينها شق جانبي أنثوي، أما الأكمام فكانت عبارة عن أطراف شفافة مفتوحة تتدلى على السجادة الحمراء من أكتاف الفستان، وزين فستان ريا بتطريزات حمراء بترصيعات فضية راقية، ولم تتخل عن مجوهرات "بولغاري سيريبينتي" الراقية.
هالي بيري بفستان متألق من إيلي صعبأطلت الممثلة الأميريكية الأيقونية هالي بيري في حفل الختام بفستان مبهر من توقيع المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب من مجموعة الأزياء الراقية لموسم خريف وشتاء 2023-2024، حيث بدت فاتنة على السجادة الحمراء بفستانها الطويل الذي اتخذ تصميم الأميرات المنفوش بتنورة ال"دوبل كلوش" باللون الأسود المغمور بالتطريزات الذهبية الفاخرة برسمات عامودية راقية وملكية، كما تميز بأكمام طويلة تتسع عند المعصم، وياقة عالية، كما تميز الجزء العلوي للتصميم بفتحات شفافة، وقامت بسحب شعرها للخلف بكعكة بسيطة مع الغرة المنسدلة، دون الحاجة للمجوهرات مما جعلها تكتفي بالأقراط الصغيرة فقط.
إطلالة ستيفاني عطالله باللون الذهبيتألقت ستيفاني عطا الله في حفل ختام مهرجان البحر الأحمر السينمائي بإطلالة اللون الذهبي الجريء، وتألقت في هذه الليلة بفستان ذهبي طويل، مجسم على قوامها بقصة ضيقة محددة الخصر، مميزة بكتف مائل رفيع، مع ذيل طويل، وتزينت بمجوهرات "سيربنتي" الأيقونية من "بولغاري" مع تسريحة الشعر المسحوب للخلف والغرة الرطبة المسحوبة على الجبين.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: ستيفاني عطالله هالي بيري ايلي صعب زهير مراد أمينة خليل ريا أبي راشد التاريخ التشابه الوصف مهرجان البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
أنصار الله.. معادلة الهيمنة الاستراتيجية في البحر الأحمر
في واحد من أكثر التحوّلات الاستراتيجية غير المتوقعة خلال العقود الأخيرة، فرض أنصار الله في اليمن واقعاً جديداً على خريطة الملاحة الدولية، وبخاصة في البحر الأحمر وباب المندب، عبر أدوات عسكرية غير تقليدية ومنهجية صراعية تقوم على الجمع بين الردع الثابت والضغط المرحلي الموجّه. هذا التحوّل لم يقتصر على المعطى العسكري، بل امتد ليشكّل إعادة تعريف للهندسة الجيوسياسية في المنطقة، وأسفر عن إرباك غير مسبوق في مراكز اتخاذ القرار داخل الولايات المتحدة، وأدى في نهاية المطاف إلى رضوخ أمريكي لشروط صنعاء الثورية، مقابل تعليق الهجمات على المصالح الأمريكية فقط، مع الإبقاء على وتيرة الهجمات المتصاعدة ضد الكيان الصهيوني، الذي بات يتلقى الضربات بشكل منفصل ومنهجي باستخدام صواريخ فرط صوتية.
هذا التحول ليس فقط انتصاراً ميدانياً، بل نجاحاً استراتيجياً لليمن الذي استطاع فرض معادلته في واحد من أكثر المسارح البحرية تعقيداً، بل واستطاع إعادة صياغة العلاقة بين الحلفاء الغربيين أنفسهم، وبالذات بين واشنطن و”تل أبيب”.
من الهامش إلى المركز: إعادة تعريف الجغرافيا اليمنية
لأكثر من قرن، كان اليمن، وبالذات مناطقه الساحلية المطلة على البحر الأحمر، موقعاً هامشياً في المعادلة الدولية. وُظفت أحياناً كممر، وتُركت غالباً كمستقر للاضطرابات. لكن، منذ عام 2023، بدأت هذه الجغرافيا تتبلور كفاعل، لا كمجرد موقع.
نجح أنصار الله في تحويل ما يُعرف في الأدبيات العسكرية بـ”الهامش الجغرافي” إلى رأس حربة جيوسياسية، مستندين إلى قراءة دقيقة لتحوّلات التجارة العالمية، وانكفاء الهيمنة الغربية التقليدية، والفجوة المتزايدة بين القدرات الأمريكية ورغباتها الإمبراطورية. هذا التحول لم يكن عشوائياً، بل تم بتخطيط متدرج، استثمر في الوقت، ومعرفة العدو، وتطوير القدرة الصاروخية والنفس الثوري في آنٍ معاً.
صناعة الردع البحري: معادلة جديدة لميزان القوة
الردع في البحر الأحمر لم يعد، كما كان في السابق، يعتمد على حاملات الطائرات أو القواعد العسكرية الدائمة، بل على القدرة على تهديد المصالح الاقتصادية في نقاط حرجة من دون الانجرار إلى صدام مفتوح. استطاع أنصار الله بلورة هذا الردع عبر استراتيجية تجمع بين المفاجأة والتدرج، وبين التصعيد المحسوب والضبط العملياتي الدقيق.
ففي الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة تراهن على تكثيف الوجود البحري في المنطقة، باغتتها الجماعة بضربات ذكية استهدفت السفن المرتبطة بالمصالح الغربية، ثم وسّعت نطاق عملياتها لتطال “إسرائيل” بشكل مباشر، من دون أن تخسر خطابها الأخلاقي أو مشروعيتها الداخلية.
إن ما حدث هو ولادة “ردع طرف ثالث،”، أي فصل الولايات المتحدة عن التزامها المباشر بأمن الكيان المحتل، عبر إقناع واشنطن أن كلفة استمرار الارتباط العسكري مع “تل أبيب” باتت أكبر من كلفة التخلي عنها مرحلياً.
فك الارتباط الأمريكي- الإسرائيلي: مكسب أممي لمحور المقاومة
أحد أعمق أبعاد التحوّل الاستراتيجي يتمثل في نجاح أنصار الله في صياغة معادلة جديدة داخل المحور الغربي نفسه. لقد قبلت الولايات المتحدة، بشكل صريح هذه المرة، وقف العمليات ضد سفنها ومصالحها، مقابل تعليق أنصار الله الهجمات تجاه السفن الأمريكية، لكنها لم تنجح في دفع اليمن إلى وقف استهداف الكيان الصهيوني.
هذا التمايز في الاستجابة العسكرية يعكس ما هو أعمق من نجاح تكتيكي. إنه فصل نفسي واستراتيجي بين الحليفين التاريخيين، واشنطن و”تل أبيب”. فكيان الاحتلال الذي تعوّد على الاحتماء تحت المظلة الأمريكية بات مكشوفاً أمام قوة جديدة في اليمن تتقن استخدام تكنولوجيا الصواريخ فرط صوتية ومبادئ الردع الثوري.
المفارقة هنا أن واشنطن، التي تدّعي حماية الاستقرار العالمي، وجدت نفسها مرغمة على الدخول في مفاوضات غير معلنة مع جماعة تعدّها هي “إرهابية”، في وقت يستمر اليمن في مهاجمة مدن كيان الاحتلال من دون رادع. هذا التحول وحده كفيل بإعادة تشكيل منطق التحالفات في الشرق الأوسط، وهو سقوط مدوٍ لمبدأ “الأمن الجماعي الغربي”. وفرض معادلة يمنية وهي أن وقف الهجمات على “تل أبيب” يستلزم وقف حرب الإبادة على غزة في التزام أخلاقي لا نظير له بين الدول الإسلامية.
العمق الشعبي: السر الخفي لاستمرار الزخم الثوري
الاستراتيجية لا تُبنى فقط على الأسلحة، بل على الشرعية. هنا، يكمن أحد أسرار قوة أنصار الله، وهي القاعدة الشعبية الصلبة التي يستندون إليها. فبينما تعاني الأنظمة الموالية للغرب من انعدام الشرعية وفقدان الحاضنة الداخلية بعد دعمها لإبادة جماعية وقتل يومي بحق الأطفال والنساء في غزة، يتمتع أنصار الله بدرجة عالية من الالتفاف الشعبي ليس فقط في اليمن، بل في العالمين الإسلامي والدولي الذي ينظر إلى قضية فلسطين كقضية تحرر يجب دعمها.
هذا الالتفاف لم يأتِ من فراغ، بل من إدراكهم لأهمية تمثيل الهوية المحلية في مشروعها السياسي والعسكري. بخلاف مشاريع الهيمنة التي تهمل الشعوب وتفرض سياسات فوقية، بنى أنصار الله مشروعهم على أساس الارتباط بالناس، والحديث بلغتهم، والقتال من أجل قضاياهم، وليس بالنيابة عنهم.
هذا العمق الشعبي هو ما يحميهم من الاختراق، وهو ما يقلق الغرب أكثر من الصواريخ: كيف تواجه خصماً تتجذر مشروعيته في قلوب الناس، لا في بيانات الأمم المتحدة؟
الحرب النفسية: السلاح الأمريكي القادم
بما أن أدوات القوة الصلبة أثبتت محدوديتها تجاه اليمن، من المتوقع أن يتحوّل تركيز الولايات المتحدة إلى الحرب النفسية والإعلامية. سيُعاد تشغيل ماكينة التضليل، وستُبث الروايات حول الانقسامات داخل اليمن، أو الأزمات الاقتصادية، أو “الإرهاق الشعبي” من الحرب.
سيُوظّف الإعلام العربي والغربي لتفكيك الخطاب المقاوم، وشيطنة أنصار الله، وتقديمهم كعبء على اليمن بدل كونهم ممثلاً للسيادة والكرامة. هذه الحرب الناعمة ستكون أشرس من القصف الأمريكي الذي فشل في كسر إرادة الشعب اليمني العظيم، لأنها تستهدف المعنويات، وتُبنى على الاستنزاف البطيء، وليس الضربة السريعة.
لكنّ وعي أنصار الله وقاعدتهم الشعبية بهذا النمط من الحروب يُعدّ من نقاط قوتهم. فهم يدركون أن المعركة القادمة ليست فقط بالسلاح، بل بالوعي والرسالة والسردية. وبالتالي، فإن تطوير أدواتهم الإعلامية، وبناء خطاب يتحدث إلى العالم، لا فقط إلى اليمن، سيكون ركيزة دفاعهم المقبلة.
لم يعد البحر الأحمر مجرد ممر تجاري، بل تحول إلى منصة صراع تُرسم فيها خرائط النفوذ الجديدة. وإن كانت واشنطن قد دخلت البحر الأحمر بأساطيلها، فإن صنعاء دخلته برؤية، واستراتيجية، وتوقيت، ونفس طويل.
الانتصار اليمني ليس ميدانياً فقط، بل مفهومياً عبر فرض قواعد اشتباك جديدة، وانتزع اعتراف أمريكي بفاعلية المقاومة، وزرع أولى بذور الانفصال بين واشنطن و”تل أبيب.”
المعادلة الجديدة تقول إنّ من يتحكم بباب المندب، يتحكم بتدفق التجارة العالمية، وبالتالي بتوازنات الهيمنة. وأنصار الله اليوم، بفضل وعيهم، وقاعدتهم، وشجاعتهم، والتزامهم الأخلاقي والديني تجاه غزة لم يعودوا مجرد فاعل محلي، بل صاروا رقماً إقليمياً يُحسب له في كل قرار دولي.
مدير ورئيس تحرير مركز الرؤية الجديدة للدراسات الاستراتيجية.