كذب وتضليل.. الجيش السوداني ينفي انحياز الفرقة السادسة لـ"قوات الدعم السريع"
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
نفت القوات المسلحة السودانية، اليوم الجمعة، إعلان "قوات الدعم السريع" مؤخرا انحياز جنود من الفرقة السادسة مشاة إلى صفوفها.
ووصف المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله، في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي، إعلان "الدعم السريع" بأنه "كذب وتضليل غير مسبوق".
وأكد أن "قواتنا في هذه الفرقة كلها موجودة، وهي متماسكة وفي أفضل حالاتها، وبإذن الله لن تستطيع هذه الميليشيا أن تقترب من هذه الفرقة".
وكانت "قوات الدعم السريع" نشرت مقاطع مصورة على منصة "إكس" ("تويتر" سابقا) لعدد من الأفراد يرتدون الزي العسكري السوداني، ويعلنون انضمامهم إليها، وكتبت: "انحياز مجموعة من شرفاء القوات المسلحة بالفرقة السادسة مشاة الفاشر لخيار الشعب السوداني والانضمام إلى قطاع الدعم السريع بشمال دارفور".
من ناحية أخرى، أكد المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله، ما تداولته الصحف المحلية نقلا عن مصادر عسكرية، كشفت عن ضبط قوات القوات المسلحة شحنة أسلحة دخلت من دولة مجاورة لصالح "قوات الدعم السريع".
وأشار إلى أنه "تم القبض في منطقة البطانة على شحنة من الأسلحة كانت في طريقها إلى الدعم السريع، وكانت تحتوي على كميات كبيرة من الأسلحة المختلفة تمكنت القوات المختصة من ضبطها "وتم إحباط العملية تماما".
وتابع أن "هذه المحاولة سبقتها عدة محاولات، ويجري حاليا مراقبة جميع المنافذ جيدا".
وشدد عبد الله أن "القوات المسلحة السودانية لا تزال تسيطر على كل السودان عدا بعض الحاميات في دارفور والتي سيتم استردادها بإذن الله، وأن العمليات الحربية داخل العاصمة وخارجها وفي كل أنحاء البلاد تسير كما هو مخطط لها من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة".
وتشهد العاصمة الخرطوم والمدن المجاورة لها قتالا عنيفا بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، منذ منتصف نيسان/ أبريل الماضي، إثر خلافات سياسية وأمنية، تسببت في نزوح أكثر من خمسة ملايين سوداني داخل وخارج البلاد، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 5 آلاف من المدنيين، ما تطلب تدخل منظمات إنسانية محلية ودولية لمساعدة المتضررين.
وتستمر المفاوضات بين وفد القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، عبر مسهلين لها من دول السعودية وأمريكا ومنظمة إيغاد الأفريقية، في مدينة جدة، منذ يوم الأحد الماضي، وذلك عقب تجاوز خلافات بين وفدي القوتين حول اعتراض قوات الدعم السريع على السفير عمر صديق، ممثل وزارة الخارجية السودانية، أن يكون ضمن وفد الجيش السوداني المفاوض.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع القوات المسلحة الجیش السودانی
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يبدأ ترتيبات دفاعية لاستعادة “المثلث”
البلاد ـ الخرطوم
أعلن الجيش السوداني، أمس (الأربعاء)، إخلاءه لمنطقة المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر، في خطوة وصفها بـ”الترتيبات الدفاعية لصد العدوان”، بعد أن أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على المنطقة، ووصفت تحركها بأنه “تحوّل استراتيجي” في تأمين الحدود الشمالية.
واتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بالهجوم على نقاطه الحدودية في المنطقة، بمساندة قوات من الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، معتبراً ذلك “تعدياً على سيادة البلاد”.
وأكد أنه سيتصدى لأي اختراقات تمس الأرض أو الشعب، غير أن الجيش الليبي سارع إلى نفي مشاركته في أي عمليات داخل السودان، واعتبر الاتهامات “مزاعم باطلة”، محذراً من الزج باسمه في “صراعات داخلية” قد تؤجج التوترات الإقليمية. وشدد على التزامه بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
وتحولت المنطقة الحدودية بين السودان وليبيا ومصر، ذات الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية، إلى ميدان جديد في الحرب المحتدمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي دخلت عامها الثالث منذ اندلاعها في أبريل 2023. ويخشى مراقبون من أن يفتح هذا التصعيد فصلاً جديداً في الحرب، قد يشعل توترات إقليمية في المنطقة الصحراوية الواسعة.
وسط التصعيد العسكري، تستمر الأزمة الإنسانية في السودان بالتفاقم، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى تهجير أكثر من 13 مليون شخص، وسقوط عشرات آلاف القتلى، في ظل نقصٍ حاد في الغذاء وانهيار الخدمات الصحية. كما حذرت تقارير دولية حديثة من احتمال دخول ملايين السودانيين في مجاعة شاملة خلال الأشهر المقبلة، ما لم يتم وقف القتال وفتح ممرات إنسانية عاجلة.
ويرى محللون أن اتهام الجيش السوداني لقوات حفتر يعكس مخاوف من تدويل الصراع وتحويل المناطق الحدودية إلى منصات نفوذ عابرة للدول. كما يعبّر عن قلق متزايد من فقدان السيطرة على أطراف السودان الجغرافية لصالح جماعات مسلحة تسعى لتثبيت واقع عسكري على الأرض، في غياب أي تسوية سياسية حقيقية.
في حين تؤكد قوات الدعم السريع أنها “تؤمّن البلاد وتحمي المدنيين”، إلا أن معطيات الميدان تُظهر استمرار المواجهات الدامية، وتزايد الانقسامات الجغرافية والعسكرية، وسط شلل تام في العملية السياسية وغياب مسار موحد للحل.