كيف ظهرت أعمال السيرة الذاتية في السينما المصرية؟
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
شهدت السينما الأمريكية خلال الآونة الأخيرة تقديم عدد كبير جدا من أفلام السيرة الذاتية، والتي تناول شخصيات تاريخية وفنية عظيمة، ونجحت هذه الأفلام في جذب عدد كبير من الجمهور في مختلف أنحاء العالم، ويعرض حاليا فيلم "نابليون" عن الزعيم الفرنسي نابليون بونابرت، وفيلم "بريسيلا" عن حياة نجم الروك الأمريكي إلفيس بريسلي، كما نجح فيلم "أوبناهيمر" والذي عرض مؤخرا في تحقيق نجاح تجاري كبير في العديد من دول العالم، حيث تناول قصة حياة مخترع القنبلة الذرية روبرت أوبنهايمر.
لكن السينما المصرية، شهدت خلال الآونة الأخيرة تقديم عدد قليل جدا من أفلام السيرة الذاتية، بالرغم من النجاح الكبير الذي حققته بعض هذه الأفلام، والتي كان من أبرزها فيلم "أيام السادات"، والذي تم عرضه في عام 2001، وتناول قصة حياة الرئيس الراحل أنور السادات.
تحدث عدد من نقاد الفن لـ"البوابة نيوز"، عن أفلام السيرة الذاتية المصرية، وهل تم تقديمها بشكل جيد أم لا؟...
الناقد طارق الشناويعوامل التراجع عن تقديم أفلام السيرة الذاتية
قال الناقد طارق الشناوي، إن السينما المصرية لم تنجح في تقديم أفلام سيرة ذاتية قوية سوى في تجارب قليلة، ونحن بعيدون عن المقارنة بأفلام السيرة الذاتية الأمريكية، لأننا لا نمتلك القدرة والجرأة على مناقشة بعض الجوانب الحياتية لبعض الشخصيات خوفا من الورثة، وهناك عوامل خوف تجعلنا نتراجع عن تناول أفلام السيرة الذاتية.
وتابع "الشناوي" لـ"البوابة نيوز"، هناك الكثير من الشخصيات التي تم تناولها في السينما المصرية والدراما بطريقة سطحية، ولم يكن هناك عمق في التناول، باستثناء فيلم "أيام السادات"، والذي كان به العديد من العوامل التي ساعدت على نجاحه، وأهمها أنه من بطولة الراحل أحمد زكي الذي كان يعشق تقديم الشخصيات، وفيلم "أيام السادات" كان من إنتاجه، وكان هو المسئول عن اختيار النص والمخرج والأبطال.
وأضاف أن السينما والدراما المصرية شهدا مؤخرا حالة من التشبع في تناول أعمال السيرة الذاتية خاصة الدراما، التي تناولت في بداية الألفينيات عدد كبير من أعمال السيرة الذاتية مثل "السندريلا وحليم وأم كلثوم"، كما أن هناك شخصيات مشتركة ظهرت مع أكثر من شخصية وأصبحت متكررة مثل شخصيات صلاح جاهين وعبد الوهاب وغيرهما، وهذا التشبع أدي إلى عدم التحمس لتقديم مثل هذه النوعية من الأعمال الفنية.
الناقدة ماجدة خير اللهيجب تقديم الشخصيات دون تجميل
وقالت الناقدة ماجدة خير الله، إن السينما المصرية لم تتناول أفلام السيرة الذاتية بالشكل المناسب، سوى في عدد قليل جدا من التجارب الفنية، مثل "ناصر 56 وأيام السادات" وهذه الأفلام نجحت تجاريا بسبب القيمة الكبيرة للرئيس جمال عبد الناصر والرئيس أنور السادات، بجانب الدعاية الجيدة لهذه الأفلام.
وتابعت ماجدة خير الله خلال حديثها لـ "البوابة نيوز"، أن هناك فروقا كبيرة بين أفلام السيرة الذاتية المصرية وأفلام السيرة الذاتية الأمريكية، لأننا في الكثير من الأحيان نظهر الشخصيات بصورة ملائكية، لكن الغرب يظهرون الشخصيات كما هي بإيجابياتها وسلبياتها دون تجميل، وليس بالضرورة أن نشوه الشخصية التي يتم تقديمها في عمل فني، ولكن يجب أن تقدم الشخصية كما هي إنسان طبيعي يمر بلحظات نجاح وانكسار وعرض الأزمات في حياته، مما يساهم في تقديم دراما جيدة.
الناقدة خيرية البشلاويقادرون على تقديم أفلام سيرة ذاتية جيدة
فيما قالت الناقدة خيرية البشلاوي، إن السينما الأمريكية تفوقت على السينما المصرية في أفلام السيرة الذاتية، لأن لديهم خطة جيدة لتناول هذه الأعمال الفنية، لذلك يقدمون عددا كبيرا من أفلام السيرة الذاتية، أما في مصر فلم نقدم سوى عدد قليل من أفلام السيرة الذاتية، بالرغم من أننا لدينا عدد كبير جدا من الفنانين والأدباء والشخصيات التاريخية العظيمة التي تستحق أن يتم تناول قصة حياتها في عمل سينمائي.
وأشارت "البشلاوي"، خلال حديثها لـ "البوابة نيوز"، إلى أن نجاح أي عمل فني مرتبط بعدة عوامل، وأعمال السيرة الذاتية تحتاج إلى إنتاج ضخم خاصة في الشخصيات التاريخية والتي عاشت في فترات زمنية مختلفة، لذلك تحتاج من أجل تقديم هذه الشخصيات إلى تقديم تفاصيل الحياة في الفترة الزمنية نفسها، وإذا توافرت العوامل الفنية الجيد بالطبع سوف تحقق هذه النوعية من الأفلام النجاح.
وتابعت : السينما المصرية نجحت في تقديم أفلام جيدة لفترات زمنية مختلفة مثل "كيرة والجن وحرب كرموز"، وبالرغم من أنها أفلام لا تتناول سيرة ذاتية، إلا أنها تناولت عصورا مختلفة، وهذا مؤشر على أن السينما المصرية قادرة على تقديم أفلام سيرة ذاتية جيدة إذا تم الاهتمام بهذه النوعية من الأفلام، ولكن صناعة السينما أصبحت مؤخرا تهتم بالأفلام الترفيهية أكثر من الجانب الثقافي والتاريخي.
الناقد عصام زكريالم يتم تقديمها بالشكل المناسب وأفضلها "أيام السادات"
من جانبه؛ قال الناقد عصام زكريا، إن هناك الكثير من العوامل التي تساهم في نجاح أو فشل الأعمال الفنية التي تتناول سيرة أي شخصية، ومن ضمنها العوامل المشتركة مع أي فيلم سينمائي وهي الإخراج الجيد والتأليف الجيد والتمثيل الجيد، وهي عناصر أساسية لنجاح أي عمل فني، وهناك عوامل خاصة بهذا النوع من الأفلام، وأهمها أن تكون الشخصية نفسها ذات أهمية، وحياة الشخصية مليئة بالأحداث الدرامية والتحديات والصراعات والنجاحات كي تصلح أن يتم تقديمها في فيلم سينمائي، لأن هناك شخصيات ناجحة وذات أهمية ولكن حياتهم ليس بها أحداث درامية تساعد على تقديم فيلم جيد.
وتابع "زكريا" خلال حديثه لـ"البوابة نيوز"، لابد أن يكون هناك صدق في تناول حياة الشخصية التي يتم تقديمها في عمل سينمائي، والبعد عن تلميع الشخصية كي يتم تقديم فيلم سينمائي جيد، وأن يتم تقديم عيوبه ومميزاته ونقاط قوته ونقاط ضعفه، ولذلك عندما ينتصر في النهاية يكون انتصاره له معني.
واستدرك قائلا: لكن ليس من الطبيعي أن يكون منذ ولادته وهو يتمتع الأخلاق والحكمة ولا توجد غلطة في حياته، فهذا لا يصلح لتقديم دراما جيدة، كما لابد من الاهتمام بالشخصيات الأخرى خاصة التي لديها صراعات مبررة مع الشخصية الرئيسية.
وأضاف "زكريا"، معظم أفلام السيرة التي تناولتها السينما المصرية لم يتم تقديمها بالشكل المناسب، وربما كان أفضلها فيلم "أيام السادات"، لأنه تم تقديم جميع المراحل الهامة في حياة الرئيس أنور السادات وتم تقديم لحظات القوة والضعف في حياته، لهذا خرج الفيلم بهذا الشكل المميز.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السينما الأمريكية نابليون نابليون بونابرت بريسيلا السينما المصرية أفلام السيرة الذاتية السینما المصریة البوابة نیوز هذه الأفلام سیرة ذاتیة یتم تقدیم تم تقدیم عدد کبیر جدا من
إقرأ أيضاً:
33 ألف طائرة درون أمريكية مزودة بالذكاء اصطناعي.. هل بدأ عصر الحرب الذاتية؟
نشر موقع "شيناري لإيكونومتشي" تقريرًا، سلّط فيه الضوء على خطوة إستراتيجية ضخمة للبنتاغون، تمثلت في تمويل بقيمة 50 مليون دولار لشركة أوتيريون الألمانية، بهدف تزويد أوكرانيا بـ33 ألف طائرة مسيّرة هجومية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، في محاولة واضحة لقلب موازين القوة في ساحة المعركة.
وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنّ: "وزارة الدفاع الأمريكية تموّل شركة أوتيريون الألمانية بمبلغ 50 مليون دولار لتزويد أوكرانيا بـ 33,000 مجموعة من الطائرات المسيّرة الهجومية المزودة بالذكاء الاصطناعي، والمقاومة للتشويش الإلكتروني".
وأوضح أنّ: "شركة أوتيريون، المتخصصة في تكنولوجيا الدفاع ومقرها ميونيخ، تم تكليفها من قبل وزارة الدفاع الأمريكية بتزويد أوكرانيا بـ 33,000 مجموعة هجوم لطائرات مسيّرة موجّهة بالذكاء الاصطناعي"، مبرزا أنّها: "عملية توريد ضخمة تهدف إلى إعادة التوازن في ساحة المعركة في أوكرانيا".
من جهتها، أعلنت الشركة، أمس، أنّ: "العقد الذي تبلغ قيمته 50 مليون دولار يُعدّ الأكبر في تاريخها، حتى الآن. وبحسب الإعلان؛ فإن تسليم مجموعات الهجوم سيبدأ خلال هذا العام".
وفي السياق نفسه، قال الرئيس التنفيذي لشركة أوتيريون، لورينز ماير، كما ورد في البيان: "لقد قمنا بالفعل بتسليم آلاف من مجموعات الطائرات المسيّرة الهجومية الموجهة بالذكاء الاصطناعي إلى أوكرانيا، ولكن هذا الطلب الجديد يزيد من دعمنا بأكثر من عشرة أضعاف".
ووفقًا للشركة، فإن "أطقم الهجوم" (سترايك كيت) من أوتيريون تعتمد على تقنية سكاينود المتقدمة التابعة لـ أوتيريون، والتي تم تطويرها في ميونيخ. تتيح هذه التقنية تحويل الطائرات المسيّرة التي يتم التحكم بها يدويًّا إلى أنظمة سلاح ذاتية التشغيل مزوّدة بقدرات اكتساب الأهداف يتم التحكم بها عبر الذكاء الاصطناعي.
وأردفت أنّه: "بمجرد تفعيلها، تصبح هذه الطائرات المسيّرة مقاومة للتشويش الإلكتروني، وقادرة على اكتشاف وتعقّب واستهداف الأهداف المتحركة بشكل موثوق من مسافات تصل إلى كيلومتر واحد".
ووفقًا لشركة أوتيريون، فقد أثبت طقم سكاينود سترايك فعاليته بالفعل في العديد من المهام القتالية في أوكرانيا. فهو يضمن اكتسابًا دقيقًا للأهداف في بيئات تشغيلية معقّدة، ما يزيد بشكل كبير من فعالية المهمة ويقلل من التعرض لحرب الإلكترونيات.
وقال ماير: "توفر تقنيتنا للحلفاء والشركاء قدرات متقدمة يمكن دمجها في قطاعاتهم الصناعية القائمة لتعزيز القدرات الدفاعية، مع الاستفادة في الوقت ذاته من خبرة المصنّعين في إنتاج الطائرات المسيّرة على نطاق واسع".
وأورد الموقع أنّ: "أوتيريون تعتبر نفسها رائدة في مجال الإنتاج المشترك بين الولايات المتحدة وأوكرانيا. ومع وجود مكاتب لها في أرلينغتون بولاية فيرجينيا، وفي ميونيخ بألمانيا، فإن أوتيريون في موقع مثالي لدعم المبادرات الدفاعية على جانبي الأطلسي".
إلى ذلك، وفقًا لشركة أوتيريون، فإنّ: "تكنولوجيا الطائرات المسيّرة التي تم اختبارها ميدانيًا في أوكرانيا تحظى بطلب كبير أيضًا بين أعضاء حلف الناتو وفي منطقة الهندو- باسيفيك. وبحسب أوتيريون" فقد تم دمج نفس تقنية سكاينود المتينة وتنفيذها بنجاح أيضًا في تايوان. وبالتالي، تتوقع الشركة أن يفتح هذا العقد الطريق لمزيد من التعاون مع حلف الناتو والدول الأوروبية".
واختتم الموقع تقريره بالتأكيد على أنّ: "الذكاء الاصطناعي لأغراض عسكرية يُعد، للأسف، أحد أبرز التطورات الحالية في قطاع الحروب. ولا يُعتبر هذا تطورًا إيجابيًا، بل من المرجح أن يؤدي التطبيق واسع النطاق للذكاء الاصطناعي على المستوى العسكري دون قيود إلى انقراض الجنس البشري".