بوابة الوفد:
2025-12-14@07:54:06 GMT

إسرائيل تغتال القانون الإنساني

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

الاحتلال الإسرائيلى فى غزة وصل إلى مرحلة من الجنون لم يسبقه لها أحد عبر التاريخ، وكل الجرائم التى ارتكبت فى المعارك تعددت وسائلها وكانت نتيجتها واحدة، الموت الفورى أو الإصابة بعاهة أو غيرها من الإصابات التى ربما شفيت أو لازمت صاحبها العمر كله.

فى كل الحروب ومنذ خلق الله الخليقة، تدفن جثث الموتى أو الشهداء وفقًا لتعاليم الشرائع السماوية فى نوع من أنواع الرحمة لتكريم الإنسان، حتى قبل ظهور الأديان السماوية كان لنا فى قابيل وهابيل عبرة وعظة.

لكن اليهود – لعنهم الله– جاءوا بما لم يأت به أحد من قبلهم، وربما لن يأتى به أحد غيرهم.. إنهم أتوا بما يتوارى الشيطان خجلًا من فعله، وتقشعر الأبدان لذكره ويرتعد القلم وهو يرصد تلك الجرائم الإنسانية البشعة التى تعدت الوصف وادخلت إلى أرض الواقع أفلام الخيال العلمى، لنجد أنفسنا أمام كائنات بشرية شكلًا فقط، ومضمونًا أمام ذئاب بشرية تصطدم من هول فعلتها مع أسس ونظم العقل البشرى لتأتى بمستحيل لا يصدق.

الاحتلال البربرى يدفن مرضى ونازحين أحياء بساحة مستشفى الشهيد كمال عدوان شمال قطاع غزة.. لم تشفع توسلاتهم ولا صرخاتهم فلا جدوى من كل ذلك أمام جنود نزع الله الرحمة من قلوبهم، بل أبدلها صخورًا صماء لا ينفع معها العقل ولا المنطق، لكنها تستحق الانقضاض عليها لنطهر العالم من شرورها.

وكشف المرصد الأورومتوسطى ومقره جنيف أنه تلقى شكاوى من أطقم طبية وإعلامية تؤكد أن الجرافات الإسرائيلية دفنت فلسطينيين أحياء فى ساحة المستشفى قبل انسحابها منه.

الحقيقة التى لا يعرفها الكثيرون أن الحرب لها قواعد تنظمها، وأن القانون لم يترك شيئًا إلا وضع له معايير، فالقانون الدولى الإنسانى «اتفاقية جنيف» هى مجموعة من القواعد الدولية التى تحدد ما يمكن وما لا يمكن فعله أثناء النزاع المسلح.

والهدف الأسمى من هذا القانون هو تقديم الحماية للمدنيين والحفاظ على إنسانياتهم خلال النزاعات المسلحة، وإنقاذ الأرواح والتخفيف من المعاناة، حيث جاءت اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية فى صلب القانون الدولى الإنسانى، وتحمى اتفاقيات على وجه التحديد الأشخاص الذين لا يشاركون فى الأعمال العدوانية والأشخاص الذين كفوا عن المشاركة فيها.

باختصار.. هناك 10 نقاط مهمة تحظى باهتمام القانون الإنسانى وتتمثل فى حماية الأشخاص الذين لا يشاركون فى القتال مثل المدنيين والطواقم الطبية والعاملين فى مجال الإغاثة، كما يحمى الجنود والجرحى والأسرى، ويحظر استهداف المدنيين ويعتبرها جريمة حرب.

ويضمن القانون الإنسانى حق المدنيين فى الحماية من أخطار الحرب وحقهم فى الحصول على المساعدات التى يحتاجونها بكافة أنواعها، وتقديم الرعاية اللازمة للمرضى والجرحى، وعدم مهاجمة العاملين فى المجال الطبى والمركبات الطبية والمستشفيات المخصصة للعمل الإنسانى.

كما يحظر القانون تعذيب السجناء، وينص على وجوب حصول المحتجزين على الغذاء والمياه، ويحد من نطاق الأسلحة المستخدمة فى الحروب، ويحظر بصورة صريحة الاغتصاب أو أشكال العنف الجنسى الأخرى أثناء النزاعات المسلحة.

تبقى كلمة.. إسرائيل دولة همجية لا تعرف الإنسانية، ولا ترضخ لقوانينها، فقد اخترقت عن عمد القانون الإنسانى ودنست كل بنوده فى تحد صارخ لعالم يخشى الردع القوى أمام تلك الجرائم غير البشرية لتسونامى إسرائيلى بشرى خوفًا من الكفيل الأمريكى راعى الإرهاب فى العالم.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي في غزة باختصار

إقرأ أيضاً:

محمد دياب يكتب: غزة بين الإنهيار وتمرد الإحتلال

تجتاح العواصف قطاع غزة المنهك، فتغرق الأمطار خيام النازحين الذين لم يبقَ لهم من الحياة سوى ما تحميه الأقمشة الممزقة، بينما تواصل الطائرات الإسرائيلية ضرب كل ما بقي على قيد الحياة فوق الأرض المحاصرة الغارات تتصاعد حدّتها يومًا بعد يوم ويخرج قائد جيش الاحتلال «زامير» ليتبجح بأن «حدود إسرائيل الجديدة» أصبحت عند الخط الأصفر الذى يشطر غزة، فى تحدٍ سافر لكل الاتفاقات والقرارات الدولية التى اعتادت إسرائيل أن تتجاوزها بلا حساب.

وفى الوقت نفسه، تطلق المنظمات الدولية تحذيرات متصاعدة من كارثة إنسانية وشيكة تهدد سكان القطاع خمسون يومًا مرت منذ وقف إطلاق النار، ومع ذلك تصرّ إسرائيل على استمرار عملياتها العسكرية، وتمنع دخول المساعدات الضرورية، وكأنها تدير حربًا موازية هدفها تحويل غزة إلى مكان غير قابل للحياة، تمهيدًا لفرض مخطط التهجير القسرى الذى لم تعد تخفيه.

وبعد أن تسلمت كل أسراها أحياءً وأمواتًا، لم تجد إسرائيل حتى الذريعة الواهية التى ما دام احتمت بها؛ فلم يتبق لها سوى جثة واحدة تبحث عنها بالتنسيق مع الصليب الأحمر. لكنها تتجاهل فى الوقت ذاته أنها تحتجز ٧٥٠ جثة لشهداء فلسطينيين، وترفض إدخال المعدات اللازمة لانتشال نحو عشرة آلاف شهيد مازالوا تحت الأنقاض. ورغم وقف إطلاق النار، تضيف إسرائيل يوميًا وبدم بارد أعدادًا جديدة إلى قوائم الشهداء، فى استهانة كاملة بقرارات مجلس الأمن.

وتؤكد منظمات الأمم المتحدة أن التحرك العاجل أصبح ضرورة لمنع انهيار أكبر فى غزة، ولإجبار إسرائيل على فتح المعابر أمام آلاف الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والأدوية والخيام والأغطية، المحتجزة عند الحدود بذريعة جثة واحدة. وإذا استمرت هذه الفوضى التى تمارسها إسرائيل دون ردع دولى، فالعالم كله سيدفع ثمن تقاعسه.

إن قرار إنهاء الحرب انتقل من خانة المقترحات إلى مستوى الالتزام الدولي عقب اعتماده في مجلس الأمن
وما تمارسه إسرائيل الآن هو تحدٍ جديد للشرعية الدولية، التى ستفقد جدواها إذا سمحت باستمرار هذا السلوك الهمجي.

فالفلسطينيون ليسوا وحدهم على حافة الانهيار… العالم كله أمام اختبار أخلاقى وإنسانى قد يحدد مصير المنطقة لعقود قادمة.

مقالات مشابهة

  • ترحيب فلسطيني بقرار أممي يلزم إسرائيل بتمكين الوصول الإنساني الكامل إلى غزة
  • عاجل.. الأمم المتحدة تعتمد مشروع قرار يطالب إسرائيل بالسماح بالوصول الإنساني الكامل إلى غزة
  • من يحمى ضحايا مكافحة الفساد؟
  • تشغيل العمال عن طريق متعهد.. ضوابط جديدة يقرها القانون
  • الحبس والغرامة عقوبة اختراق المواقع والحسابات الإلكترونية دون إذن
  • الإمارات: منع انتهاكات القانون الدولي الإنساني أساس لتعزيز الاستقرار
  • الأردن يستضيف مؤتمرًا إقليميًا لتعزيز الالتزام بالقانون الدولي الإنساني بمشاركة عربية واسعة
  • محمد دياب يكتب: غزة بين الإنهيار وتمرد الإحتلال
  • أبرز الملفات المطروحة باجتماع اللجان الوطنية العربية للقانون الدولي الإنساني
  • إسرائيل تمنع طفلا من رام الله من تلقي علاج منقذ للحياة