طرابلس-سانا

بمشاركة سورية انطلقت اليوم أعمال مجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب بدورته ‏الـ 40، والمنتدى الوزاري العربي الخامس للإسكان والتنمية الحضرية المستدامة ‏في مدينة طرابلس بليبيا، تحت عنوان “توطين أهداف التنمية المستدامة من أجل ‏الإعمار ومجابهة الكوارث”‏.

وأشار وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس سهيل عبد اللطيف خلال كلمة إلى أن ‏الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها العديد من الدول العربية، ومنها سورية، تتطلب ‏تعزيز العمل والتعاون المشترك على تحقيق استجابة فعالة لمواجهة هذه التحديات، ‏انطلاقاً من الإدراك الواعي لحجم تلك الكوارث وطبيعتها ونوعيتها التي لم تشهدها ‏المنطقة العربية منذ فترة طويلة، مشيراً إلى تداعيات الزلازل المدمرة التي ضربت ‏بعض المحافظات السورية ومناطق عدة في المغرب، والفيضانات التي أصابت مدينة ‏درنة الليبية.

ولفت الوزير عبد اللطيف إلى أن اجتماع مجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب تأكيد ‏على تعزيز الجهود العربية المشتركة في ترتيب أولويات أهداف التنمية المستدامة، ‏وتطوير صناعة وتكنولوجيا البناء والتشييد وهندسة وتخطيط المدن، لافتاً إلى السياسات والإجراءات التي اتخذتها سورية في هذا الاتجاه مستفيدة من الخبرات ‏والتجارب التراكمية للدول. ‏

وأوضح الوزير عبد اللطيف أن سورية أدركت واستشعرت دائماً الأهمية الخاصة ‏لتأمين السكن الملائم والمريح لصون كرامة الإنسان وحماية الأسرة، وعملت على ‏توفير السكن الجاهز أو الأرض المعدة للبناء لتلبية الاحتياجات السكانية، إضافة إلى تبني وتفعيل البرامج الإسكانية الاجتماعية لذوي الدخل المحدود، مثل برامج السكن ‏الشبابي والسكن العمالي والسكن البديل والادخار وبرامج المساكن ذات المساحات ‏الصغيرة.

وأضاف الوزير عبد اللطيف: إنه في عام 2019 تم إطلاق ” المؤتمر الوطني الأول للإسكان ‌‏” في سورية كعمل تشاركي تكاملي، شاركت فيه الكوادر الاختصاصية والمجتمع الأهلي والجهات ‏الحكومية والخاصة والتعاونية، بهدف صياغة استراتيجية وطنية للإسكان قادرة على ‏محاكاة الواقع الجديد المتأثر بالحرب التي شنت على سورية، وإنتاج حلول تتناسب ‏مع حاجات السكان وترتقي بالتجربة العمرانية بما يتلاءم مع أهداف التنمية المستدامة، ‏وخاصة التي تجعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وقادرة على الصمود ‏وتتناسب مع الأجندة الحضرية الجديدة.

كما أشار إلى أهمية الاستراتيجية الوطنية للإسكان في سورية وأهدافها وأولوياتها ‏ومحاورها الرئيسية وآليات وبرامج تنفيذها المختلفة، التي تتمحور حول تقديم ‏البيانات والخارطة الوطنية للسكن والإسكان وتأمين الأراضي المهيأة للبناء وسبل ‏التمويل وتقنيات التنفيذ وتطوير التشريعات اللازمة لتحقيق أهداف هذه الاستراتيجية، ‏لافتاً إلى اتخاذ سورية خطوات تشريعية وقانونية عديدة لتشجيع المستثمرين وجذب ‏الاستثمارات العربية والأجنبية، حيث تم طرح مناطق للتطوير العقاري جاهزة ‏للاستثمار تحت قانون الاستثمار الجديد 18 لعام 2021 وتعديلاته، بما يتضمن ‏من تبسيط للإجراءات وحوافز للمستثمرين، إضافة إلى العديد من الإجراءات ‏على صعيد تطوير السياسات والاستراتيجيات في التنمية المستدامة من خلال إصدار ‌‏”التقرير الوطني الأول للتنمية المستدامة “، الذي يعبر عن حالة التنمية في سورية ‏بجميع مؤشراتها وأبعادها المختلفة، ويشهد على فترة مفصلية بدأت فيها سورية ‏بتجاوز تداعيات الحرب التي شنت على أوجه التنمية فيها.

وأشار الوزير إلى تداعيات الحرب الإرهابية والإجراءات القسرية أحادية الجانب ‏المفروضة على سورية، التي أسهمت في تباطؤ العمل التنفيذي وإعاقة الجهود ‏الحكومية والمجتمعية الساعية إلى تحقيق مزيد من الاستقرار وتحسين جودة الحياة ‏للمواطنين، ومن ضمنها السكن الصحي والمستدام.

وقدم الوزير عبد اللطيف في ختام كلمته مجموعة من البنود تأتي ضمن أوراق العمل ‏المطروحة في المنتدى الوزاري، وتركز على مبادرة الحكومة السورية بتوفير السكن ‏الصحي والمستدام، من خلال البرامج الإسكانية للمؤسسة العامة للإسكان ‏والاستراتيجية الوطنية للإسكان في سورية، وتوطين أهداف التنمية المستدامة لإعادة ‏الإعمار من خلال تطوير منهجية عربية شاملة لاعتماد نوعية بناء ومواد إنشاء ‏محلية منخفضة التكلفة.

ودعا الوزير عبد اللطيف إلى تفعيل منهجية عربية شاملة “الدليل الإرشادي للسكن ‏الاجتماعي” لاعتماد مواد بناء منخفضة التكلفة لتطوير مشاريع السكن الاجتماعي ‏في الدول العربية لذوي الدخل المنخفض، بالاستفادة من البنية التحتية والموارد ومواد ‏البناء الموجودة في الدول العربية والملائمة بيئياً.

يشار إلى أن أعمال المؤتمر تستمر ثلاثة أيام، ويضم الوفد السوري إضافة إلى الوزير، معاونة الوزير المهندسة ماري كلير التلي، ومعاون مدير الشركة العامة للدراسات الهندسية المهندس نورس وطفة.

مدا علوش

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: أهداف التنمیة المستدامة فی سوریة

إقرأ أيضاً:

الأكاديمية العربية تستضيف اجتماع فريق العمل العربي للذكاء الاصطناعي

استضافت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، بفرعها بالقرية الذكية، اليوم الإثنين، فعاليات الاجتماع الـ 11 لفريق العمل العربي للذكاء الاصطناعي، التابع لمجلس وزراء الاتصالات والمعلومات العرب، برئاسة جمهورية مصر العربية، ممثلة في الدكتورة هدى بركة، مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، ورئيس فريق العمل العربي للذكاء الاصطناعي.

يأتي ذلك في إطار توجيهات الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الاكاديمية العربية، لدعم علاقات التعاون العلمي بين الأكاديمية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية والمجالس الوزارية العربية المتخصصة ولجانها الفنية في دعم منظومة العمل العربي المشترك.

وشهد الاجتماع مشاركة رفيعة المستوى من عدد من ممثلي وزارات الاتصالات والذكاء الاصطناعي في الدول العربية، ووفد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، برئاسة الوزير مفوض الدكتور خالد والي مدير إدارة تنمية الاتصالات وتقنية المعلومات إلى جانب خبراء من منظمات ومؤسسات العمل العربي المشترك المعنية بملف الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، والمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات، والاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، ومنظمة التعاون الرقمي، وخبراء من منظمات إقليمية ودولية بارزة منها الاتحاد الدولي للاتصالات، ومنظمة اليونسكو، والإسكوا، والإيسيسكو.

مرجعية أخلاقية عربية رائدة

وقد تناول الاجتماع الـ 11 لفريق العمل العربي للذكاء الاصطناعي عددًا من المحاور الهامة، من أبرزها عرض النسخة النهائية للميثاق العربي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، الذي يمثل مرجعية أخلاقية عربية رائدة لتنظيم استخدامات الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع القيم والمبادئ الإنسانية.

كما تمت مناقشة خطة العمل التنفيذية للاستراتيجية العربية للذكاء الاصطناعي، بما يضمن التفعيل المرحلي والمنهجي لمحاورها في الدول الأعضاء.

تطوير منصة رقمية عربية

واستعرض الاجتماع جهود تطوير منصة رقمية عربية للفريق العربي للذكاء الاصطناعي، الى جانب عرض الإنجازات وقصص النجاح في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى الدول العربية والمنظمات العربية والإقليمية والدولية، بهدف توثيق النماذج الرائدة وتحفيز التعاون المشترك.

يأتي هذا الاجتماع في إطار الجهود المستمرة لمجلس وزراء الاتصالات والمعلومات العرب لتنسيق السياسات العربية في مجال الذكاء الاصطناعي وتعزيز موقع المنطقة العربية في الاقتصاد الرقمي العالمي، حيث تتبنى جامعة الدول العربية، نهجًا تشاركيًا يعزز التكامل العربي ويحفز الابتكار التكنولوجي المستدام.

اقرأ أيضاًمياه الفيوم تُطلق حملات ترشيد توعوية بمناسبة عيد الأضحى

«قبل العيد».. موعد انتهاء امتحانات الشهادة الإعدادية 2025

«لو مسافر في العيد».. مواعيد القطارات الإضافية خلال أيام الإجازة

مقالات مشابهة

  • عبدالله بن زايد يبحث مع وزيرة خارجية أستراليا تعزيز التعاون المشترك
  • شرطة أبوظبي تشارك في اجتماع فريق الإنتربول لتحديد هوية ضحايا الكوارث
  • شرطة أبوظبي تشارك في اجتماع «فريق الإنتربول لتحديد هوية ضحايا الكوارث»
  • أدان إنشاء وكالة لتهجير الفلسطينيين من غزة .. «الوزاري الخليجي» يستعرض سبل تعزيز العمل المشترك
  • وزير الداخلية السيد أنس خطاب يلتقي نظيره السعودي عبد العزيز بن سعود في مدينة جدة، ويبحث معه تعزيز التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين
  • الأكاديمية العربية تستضيف اجتماع فريق العمل العربي للذكاء الاصطناعي
  • مدبولي: نعمل على تعزيز أثر ريادة الأعمال في تحقيق التنمية المستدامة
  • بمشاركة وزير الخارجية.. “الوزاري الخليجي” يستعرض سبل تعزيز العمل المشترك
  • رئيس اتحاد عمال العراق يلتقي محمد جبران لبحث تعزيز التعاون المشترك
  • صناعيون من حمص: اتفاقيات الطاقة خطوة في تعزيز بيئة الاستثمار وتحقيق التنمية المستدامة