دراسة بحثية تحذّر من المخاطر الصحية للهذيان
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
"عمان": بينت دراسة بحثية أجرتها الدكتورة رجاء بنت صالح الفارسية بعنوان "الهذيان لدى المرضى المرقدين في قسم الباطنية .. معدل الانتشار التمييز وعوامل الخطر: دراسة استشراقية" أن معدل انتشار الهذيان بين مرضى كبار السن المرقدين في أجنحة الطب الباطني الذين شملتهم الدراسة بلغ أكثر من "55%"، وأن من بين المرضى الذين يعانون من الهذيان ولم يتم تشخيصهم أو تأخرت من قبل الفريق المعالج بلغ نسبة "33.
وأوضحت الدراسة وجود عدة عوامل خطرة تزيد من خطر الهذيان، وتشمل عدة عوامل منها: وجود ضعف إدراكي أو معرفي مسبق، ووهن الجسم، وزيادة عدد الأدوية التي يتناولها المريض، ووجود القسطرة البولية، والجفاف، ووجود اختلال في توازن بعض العناصر والأملاح في الجسم، بالإضافة إلى ذلك، فإن "56.9%" من المرضى الذين أُصيبوا بالهذيان استمرت الأعراض لديهم حتى بعد خروجهم من المستشفى.
وأكدت الدكتورة رجاء الفارسية أن الهذيان يعرف بأنه اضطراب مفاجئ ومتقلب في الوظيفة الذهنية، يتسِم بعدم القدرة على الانتباه والتوهان، وعدم القدرة على التفكير بوضوح وبتقلبات في مستوى الوعي "اليقظة" وعادة ما يكون نتيجة لإصابة بمرض عضوي أو لوجود عوامل خطرة تزيد من فرصة الإصابة به.
وحول أهداف الدراسة، قالت الباحثة الدكتورة رجاء الفارسية: إن الدراسة تهدف إلى دراسة مدى انتشار الهذيان بين كبار السن المرقدين في مستشفى جامعة السلطان قابوس، ودراسة عوامل الخطر التي قد تزيد من احتمالية حدوثه، وتقييم تأثيره على النتائج الصحية القصيرة وطويلة المدى.
وأضافت: شملت عينة الدراسة "327" مريضا ممن تبلغ أعمارهم "65" عامًا أو أكثر، من المرقدين في أجنحة قسم الباطنية في جامعة السلطان قابوس، حيث تم فحص المرضى بالهذيان باستخدام تقييم التشوش التشخيصي لمدة "3" دقائق (D-CAM3)، وتم تقييم عوامل الخطورة والنتائج السريرية الناتجة عن الهذيان من خلال إجراء مقابلات مع المرضى، ومراجعة سجلاتهم الطبية ومتابعتهم بالمكالمات الهاتفية بعد "90" يومًا، وبعد سنة واحدة من الخروج من المستشفى.
ولمعرفة أثر الهذيان على النتائج الصحية، قالت الدكتورة رجاء الفارسية: أوضحت الدراسة أن للهذيان تأثيرا كبيرا على النتائج الصحية على المدى القصير والطويل، حيث أشارت النتائج إلى أن المرضى الذين يعانون من الهذيان يبقون في المستشفى لفترة أطول من أولئك الذين لا يعانون منه، كذلك أوضحت النتائج أن للهذيان علاقة بزيادة نسبة دخول المريض لوحدة العناية الخاصة، والمركزة، وزيادة حدوث المضاعفات المكتسبة من وجود المريض في المستشفى، بما في ذلك العدوى، وقرح الفراش، ونزيف الجهاز الهضمي العلوي.
وأضافت الفارسية: أن معدل وفيات المرضى المرقدين كانت أعلى لدى المرضى الذين يعانون من الهذيان مقارنة بأولئك الذين لا يعانون منه علاوة على ذلك، ارتبط الهذيان بمعدلات أعلى للوفيات الناجمة عن جميع الأسباب بعد "90" يومًا "25.4% مقابل 8.4%" وبعد عام واحد "35.9% مقابل 16%" من الخروج من المستشفى.
يعد المشروع البحثي خلاصة التعاون المثمر بين المجلس العُماني للاختصاصات الطبية، ومستشفى جامعة السلطان قابوس كذلك، وبتمويل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وقد حقق المشروع البحثي، الجائزة الوطنية للبحث العلمي ضمن قطاع الصحة وخدمة المجتمع لفئة الباحثين الناشئين لعام2023م، وكذلك تم اختيار البحث من أفضل ثلاثة بحوث في برنامج الطب الباطني لسنة2023م، والحصول على المركز الأول في مسابقة البحوث والملصقات العلمية لدى المجلس العماني للاختصاصات الطبية فئة الملصقات البحثية نوفمبر2023م، بالإضافة إلى نشر ورقتين بحثيتين في مجلة عالمية مرموقة، وهي مجلة الطب السريري (journal of clinical medicine) (Q1Journal).
وكشفت الدراسة أن الهذيان شائع بين مرضى كبار السن المرقدين في المستشفى في أجنحة الأمراض الباطنية، كما أنه يرتبط بنتائج صحية وخيمة على المدى القصير والطويل .. كذلك أوصت الدراسة بالتشخيص المبكر، وتفعيل استراتيجيات وقائية فاعلة لتجنب حدوث الهذيان، وأن إنشاء أو تطوير مستشفيات أو أقسام خاصة لرعاية كبار السن هو أمر بالغ الأهمية، ومن الضرورة بمكان إجراء المزيد من الأبحاث حول تطبيق استراتيجيات فعّالة لتجنب الهذيان، وتحسين رعاية مرضى كبار السن.
ترأس الفريق البحثي الدكتورة رجاء بنت صالح بن سليمان الفارسية من برنامج الطب الباطني بالمجلس العماني للاختصاصات الطبية، وفريق طبي من مستشفى جامعة السلطان قابوس ضم كلا من: الدكتور عبد الله العلوي، والصيدلانية جهينة المقبالية، والدكتورة عائشة الحريزية والدكتور خلفان الزيدي بالإضافة إلى طالبتي طب هما طيف السعيدية، ونوف الحمدانية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: جامعة السلطان قابوس المرضى الذین کبار السن یعانون من
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة: غاز الضحك يمكن أن يخفف الاكتئاب الحاد بسرعة
أفادت دراسة حديثة أجرتها جامعة برمنجهام البريطانية، بأن غاز أكسيد النيتروز، المعروف باسم "غاز الضحك"، يمكن أن يوفر راحة سريعة وقصيرة المدى للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الحاد أو المقاوم للعلاج.
وذكرت وكالة /يورونيوز/ الاخبارية الاوروبية أنه في حين يستخدم أكسيد النيتروز منذ فترة طويلة لتسكين الألم في الأوساط الطبية، استكشفت عدة دراسات صغيرة إمكاناته كمضاد اكتئاب سريع المفعول.
فقد أظهرت الدراسة ، المنشورة في مجلة eBioMedicine، أن استنشاقا واحدا من أكسيد النيتروز بتركيز 50% أدى إلى انخفاض كبير في أعراض الاكتئاب في غضون 24 ساعة. ومع ذلك، تميل هذه التأثيرات إلى التلاشي بعد أسبوع.
وجمعت الدراسة أقوى البيانات السريرية المتاحة حتى الآن حول تأثيرات أكسيد النيتروز (N₂O) المعطى لأغراض طبية لدى البالغين المصابين باضطراب الاكتئاب الشديد والاكتئاب المقاوم للعلاج .
وعادة ما يتم تشخيص اضطراب الاكتئاب عندما تفشل مضادات الاكتئاب القياسية في توفير راحة كبيرة، وهي حالة تصيب ما يقرب من نصف المرضى في المملكة المتحدة، وفقا لأبحاث سابقة.
وبدا أن الجرعات المتكررة تحدث تحسنات عامة أكثر استدامة. وهذا يعكس ما لاحظه الباحثون مع الكيتامين، وهو علاج آخر سريع المفعول يعتقد أنه يستهدف مسارات مماثلة للجلوتامات في الدماغ.
وبدورها قالت كيرانبريت جيل، طالبة الدكتوراه في جامعة برمنجهام والمؤلفة الرئيسية للتقرير: "إن الاكتئاب مرض منهك، ويتفاقم بسبب عدم تحقيق مضادات الاكتئاب أي تحسن يذكر لدى ما يقرب من نصف المصابين به". واضافت قائلة : "تجمع هذه الدراسة أفضل الأدلة المتاحة على أن أكسيد النيتروز لديه القدرة على تحقيق تحسنات سريعة وهامة سريريا على المدى القصير لدى مرضى الاكتئاب الحاد".
وأكدت جيل أن أكسيد النيتروز قد يكون جزءا من "جيل جديد من العلاجات سريعة المفعول"، مشددة على الحاجة إلى تجارب أوسع نطاقًا لوضع أنظمة جرعات آمنة وقابلة للتكرار.
ووجدت الدراسة أن الآثار الجانبية مثل الغثيان والدوار والصداع كانت شائعة نسبيا، خاصة عند تناول جرعات عالية، ولكنها قصيرة الأمد بشكل عام ولم تبلغ عن أي مخاوف فورية تتعلق بالسلامة.
ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن الآثار طويلة المدى لا تزال مجهولة إلى حد كبير، وأن قلة التجارب الحالية تجعل من الصعب استخلاص استنتاجات قاطعة.
ويعد هذا العمل جزءا من بحث مركز "مينتال هيلث ميشن ميدلاندز" الانتقالي، الممول من المعهد الوطني للبحوث الصحية، والذي يهدف إلى تحسين رعاية المرضى الذين يعانون من اكتئاب حاد مقاوم للعلاج.
وبناء على مجموعة الأدلة المتزايدة، يستعد الفريق الآن لإجراء أول تجربة تابعة للخدمة الصحية الوطنية في بريطانيا لتقييم ما إذا كان من الممكن إعطاء أكسيد النيتروز بأمان وبشكل مقبول كعلاج سريري لاضطراب الاكتئاب الشديد.