صحيفة روسية: إسرائيل تخطط لإقامة منطقة عازلة في لبنان
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
أوردت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية أن الحكومة الإسرائيلية أبلغت البنتاغون عن نيتها إنشاء منطقة أمنية في المناطق الحدودية مع لبنان لمنع هجمات حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان. وردا على ذلك، طلبت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من حليفها منح وقت للدبلوماسيين، بينما يخشى ممثلوها اتساع نطاق الصراع في غزة.
وذكر تقرير للصحيفة أعده الكاتب إيغور سوبوتين أن الحكومة الإسرائيلية دعت إلى التوصل إلى اتفاق بوساطة أميركية مع لبنان يتضمن انسحاب قوات حزب الله مسافة 10 كيلومترات لمنع المسلحين من قصف المواقع الإسرائيلية على طول الحدود أو تكرار سيناريو هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
المواقع الأكثر حساسيةوقالت الصحيفة إن حزب الله اللبناني يحاول خلال هذه الأسابيع استهداف المواقع الأكثر حساسية لدى الجيش الإسرائيلي تعبيرا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي قاس في قطاع غزة.
وأضافت أن إسرائيل، من جانبها، اقترحت أيضا تطبيق مفهوم المنطقة العازلة على أراضي قطاع غزة لمنع تكرار التسلل البري إلى أراضيها، وأحاطت إدارة بايدن ودول العالم العربي علما بذلك، لكنها لم تُقدم لهم أي تفاصيل، مما أثار كثيرا من الشكوك حول الهدف الحقيقي للمبادرة.
وأورد الكاتب أن دراسة أجراها مركز ستراتفور المقرب من أجهزة الاستخبارات الأميركية تستبعد إنجاز إسرائيل عملية فعالة في لبنان قبل انتهاء العمليات في غزة، وأنه حتى في حالة تفضيل إسرائيل استخدام التصعيد السري أو المحدود والضغط الدبلوماسي لإقامة علاقات مستقرة مع حزب الله وحماس على الحدود الشمالية، وعلى الرغم من الاستفزازات العسكرية الكبيرة التي يقوم بها المسلحون، فإن الجيش الإسرائيلي حاليا ومع استمرار العمليات البرية الكبرى في قطاع غزة يعاني من "الإرهاق".
إسرائيل تحاول تجنب حرب بالمنطقةويعتقد محلّلو دراسة ستراتفور أن حكومة نتنياهو تريد تجنب الحرب في المنطقة، إذ يقولون إنه في حين أن التوصل إلى اتفاق دبلوماسي جزئي أو غير رسمي أمر ممكن، من المستبعد انسحاب حزب الله من الحدود الجنوبية أو الضغط على حماس لمنع شن هجمات مستقلة على شمال إسرائيل، مما يعني أن إسرائيل ستكون مضطرة إلى مواجهة المزيد من الهجمات المتقطعة.
وأضافت الدراسة أن حزب الله قد يوافق على إنشاء خطوط اتصال غير مباشرة مع إسرائيل لمنع صراع واسع، ومن المرجح أن يكون منفتحا على إيجاد طريقة لإعادة التفاوض على قواعد الاشتباك مع إسرائيل لمنع حرب أخرى، لكن هذه الديناميكية ستكون غير مستقرة، وتخضع لضغوط إضافية في كل مرة يهاجم فيها الفلسطينيون شمال إسرائيل.
وحسب مركز ستراتفور، فإن خطط إسرائيل لمرحلة ما بعد الصراع في غزة تشمل إعادة الاحتلال العسكري لمعظم القطاع في عام 2024، الأمر الذي سيشكل مصدر إزعاج لحزب الله، الذي يقدم نفسه كمدافع عن مصالح الفلسطينيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
إسرائيل: التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد
كشف مسؤول أمني إسرائيلي أن التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد، مؤكدًا أن تل أبيب ستتخذ قراراتها وفق ما تقتضيه مصالحها الأمنية خلال المرحلة المقبلة.
وقال المسؤول إن إسرائيل لا تعتقد أن حزب الله سيقبل بالتخلي عن سلاحه عبر أي اتفاق سياسي أو تفاهمات دولية، في إشارة إلى غياب الثقة في إمكانية الوصول إلى تسوية طويلة الأمد مع الحزب.
توتر متصاعد على الجبهة الشماليةوفي السياق نفسه، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن إسرائيل لن تنتظر إلى ما لا نهاية، في تلميح إلى احتمال اتخاذ خطوات ميدانية إذا لم تتغير المعادلة القائمة على الحدود اللبنانية–الإسرائيلية.
وتأتي هذه التصريحات وسط استمرار التوتر وعمليات القصف المتبادل، وفي ظل تحذيرات من أن أي خطأ أو تصعيد مفاجئ قد يدفع المنطقة إلى مواجهة أوسع.
وبدأت المواجهة الحالية بين إسرائيل وحزب الله في أعقاب حرب غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، حيث فتح الحزب جبهة محدودة في الجنوب اللبناني دعمًا لحركة حماس، مستهدفًا مواقع عسكرية إسرائيلية عبر الحدود.
وردت إسرائيل بسلسلة من الضربات الجوية والمدفعية التي امتدت تدريجيًا لتشمل عمق الجنوب والبقاع، ما أدى إلى موجات نزوح واسعة في لبنان وإجلاء عشرات آلاف الإسرائيليين من بلدات الشمال.
على مدى الأشهر اللاحقة، تصاعدت الضربات المتبادلة إلى مستوى غير مسبوق منذ حرب يوليو 2006، مع استخدام الحزب صواريخ دقيقة ومسيرات انتحارية، في حين نفذت إسرائيل اغتيالات نوعية داخل لبنان، بينها استهداف قادة ميدانيين من حزب الله وفصائل حليفة.
جهود التهدئةمع ارتفاع المخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، دخلت أطراف دولية خصوصًا الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة على خط الوساطة لفرض تهدئة بين الجانبين.
وتم طرح سلسلة مقترحات لوقف إطلاق النار تشمل:
انسحاب قوات حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني وفق القرار 1701.نشر قوات لبنانية ودولية إضافية.ضمانات أميركية–فرنسية لإسرائيل بشأن أمن الحدود.الهدنة الحاليةمع إعلان واشنطن عن "هدنة مؤقتة" في غزة أواخر 2024، خفض حزب الله وتيرة الهجمات نسبيًا من دون توقف كامل، فيما أبقت إسرائيل على طلعات جوية وهجمات، ما جعل الهدنة هشة وغير رسمية.
وبقي الطرفان في حالة استنفار عسكري واسع، وتبادل تحذيرات دائمة من أن أي خرق كبير قد يشعل حربًا شاملة.