المنظمة الدولية للهجرة: حرب السودان ستؤدي إلى أكبر أزمة نزوح في العالم
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
قالت المنظمة الدولية للهجرة، الخميس، إن "التحركات الأخيرة في السودان تدفع إجمالي عدد النازحين إلى أكثر من 7.1 مليون نسمة، وهي أكبر أزمة نزوح في العالم".
وقد فرّ أكثر من 1.5 مليون شخص، إلى البلدان المجاورة، وهو رقم وصف بـ"المذهل" في بلد يعاني من الصراع وانعدام الأمن الغذائي، والانهيار الاقتصادي، وفق أرقام المنظمة.
وأضافت أنه فر ما يصل إلى 300 ألف شخص من مدينة ود مدني، في ولاية الجزيرة، وهي ثاني أكبر مدينة في السودان، في موجة جديدة من النزوح واسع النطاق، بعد وصول القتال إلى المنطقة، وفقًا للتقديرات الأولية لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة.
وقد لجأ أكثر من نصف مليون رجل وامرأة وطفل، إلى ولاية الجزيرة، منذ بداية الأزمة في نيسان/ أبريل.
وبدأت الآلاف في التحرك مرة أخرى، والعديد منهم في حالة من الذعر، فارين من القتال بين القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع الذي اندلع في ضواحي ود مدني في 15 كانون الأول/ ديسمبر.
وقالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب: "إنها مأساة إنسانية ذات أبعاد هائلة، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الأليمة بالفعل في البلاد".
وأضافت "إن الصراع المتصاعد والنزوح المتزايد، يؤكدان الحاجة الملحة للتوصل إلى حل سلمي، والحاجة إلى وقف إطلاق النار والاستجابة القوية لتجنب وقوع كارثة أوسع نطاقا".
وقد لجأ النازحون بسبب الصراع إلى العديد من الولايات المجاورة، ويعبر العديد منهم إلى جنوب السودان عبر نقطة عبور الرنك الحدودية.
ونظرًا لندرة خيارات النقل المتاحة، فقد أفادت التقارير، أن العديد من الأشخاص فروا سيرًا على الأقدام ويعيشون حاليًا في مناطق مفتوحة وملاجئ مرتجلة ومدارس ومع المجتمعات المضيفة.
وقالت إيمي بوب: "على مدى أكثر من ثمانية أشهر، اضطر شعب السودان إلى تحمل الحقائق الوحشية للصراع. لقد تحطمت حياتهم، وتمزقت أسرهم، وتحولت أحلامهم بمستقبل سلمي إلى أنقاض." وأضافت أن "استمرار العنف من شأنه أن يزيد من تدمير البلاد وزعزعة استقرار المنطقة".
وتقع ود مدني، على بعد 140 كيلومتراً جنوب شرق العاصمة الخرطوم، التي مزقتها الصراعات، في قلب ولاية الجزيرة، المعروفة بسلة الغذاء الزراعية في السودان.
وتم تعليق جميع البعثات الإنسانية الميدانية من وداخل ولاية الجزيرة، وهي مركز إنساني حيوي للعمليات الإنسانية في السودان، مما يهدد عمليات تسليم المساعدات الحيوية الهشة بالفعل لأكثر من 270,000 شخص محتاج داخل ود مدني، والسكان النازحين الفارين من العنف المستمر، وفقا لخطة الاستجابة الإنسانية في السودان.
من جانبها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة بالسودان "يونيسف"، الخميس، أن حوالي 150 ألف طفل نزحوا من ولاية الجزيرة جراء القتال بين الجيش و"قوات الدعم السريع".
وقالت المنظمة الدولية، في بيان، إنه: "في أيام قليلة تم تهجير 150 ألف طفل بسبب الحرب بمدينة ود مدني".
وذكرت يونيسف أن مدينة ود مدني، هي المركز الرئيس لخدمات إنقاذ الحياة بالولاية، التي تضم حوالي 3 ملايين طفل، ودعت إلى وقف القتال في السودان فورًا.
وأعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، الخميس،عن قلقها إزاء تفاقم أزمة النزوح القسري داخل السودان وإلى الدول المجاورة له.
وقالت إن "القتال بمدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، وسط السودان، أجبر مئات الآلاف من الأشخاص على الفرار، وإن بعضهم ينزح للمرة الثانية خلال أشهر".
وأضافت: "مع وصول القتال إلى مدينة ود مدني وسط السودان، يضطر مئات الآلاف من الأشخاص للفرار، البعض منهم يفعل ذلك للمرة الثانية خلال بضعة أشهر فقط".
السودان: مع وصول القتال إلى مدينة ود مدني - عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان - يضطر مئات الآلاف من الأشخاص للفرار، البعض منهم يفعل ذلك للمرة الثانية خلال بضعة أشهر فقط.
تعبر المفوضية عن قلقها إزاء تفاقم أزمة النزوح القسري في السودان والدول المجاورة له.https://t.co/VrVOtAvmR7 — مفوضية اللاجئين (@UNHCR_Arabic) December 21, 2023
وتابعت: "نحن قلقون للغاية من أنه إذا تصاعد القتال وامتد إلى ولاية النيل الأبيض، فقد يؤثر ذلك بشكل كبير على عمل المفوضية والمنظمات الإنسانية الأخرى التي تقدم مساعدات حيوية لأكثر من 437,000 لاجئ من جنوب السودان وحوالي 433,000 نازح سوداني داخلياً هناك".
وفي 18 كانون الأول/ ديسمبر الجاري أعلنت "قوات الدعم السريع" سيطرتها على ود مدني، بعد معارك مع قوة من الجيش استمرت نحو 4 أيام.
وفي اليوم التالي، أعلن الجيش أن قواته انسحبت من المدينة في اليوم السابق، وأنه "يجري تحقيقا في الأسباب والملابسات التي أدت لانسحاب القوات من مواقعها".
ومنذ منتصف نيسان/ أبريل الماضي، يخوض الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حربا خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل وما يزيد عن 6 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
وبانتقال المعارك إلى الجزيرة، اتسعت رقعة القتال إذ انضمت الولاية إلى 9 ولايات تشهد اشتباكات مستمرة منذ منتصف أبريل، وهي العاصمة الخرطوم وولايات دارفور وكردفان، من أصل 18 ولاية في السودان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية السودان الدعم السريع اللاجئين السودان اللاجئين يونسيف نزوج الدعم السريع سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدولیة للهجرة ولایة الجزیرة مدینة ود مدنی الدعم السریع فی السودان من الأشخاص أکثر من
إقرأ أيضاً:
اجتماع الرباعية الدولية في واشنطن: تدخلات خارجية ومصالح متضاربة في ملف السودان
يتطلع السودانيون بقلق إلى اجتماع الرباعية الدولية، والذي يضم كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة السعودية والإمارات وجمهورية مصر العربية، والمزمع عقده في واشنطن يوم 29 يوليو الجاري، والذي يُنظر إليه كمحاولة جديدة لاحتواء الصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من عامين، بعد فشل كافة المبادرات السابقة.
ووفقاً لمراقبين، تكشف تحركات المجتمع الدولي عن تناقض صارخ، فمع كل تراجع في مواقع قوات "الدعم السريع" وتغير خريطة النفوذ، تبرز دعوات من قوى إقليمية ودولية لعقد مفاوضات لوقف إطلاق النار. وهذا يؤكد، بحسب الخبراء، أن تلك القوى هي من تتحكم في مسار الحرب من خلال دعمها العسكري والسياسي لأطراف النزاع، وتحديد توقيتات الحلول وطبيعتها وفقاً لمصالحها.
وفي هذا السياق أصبح من الواضح أمام الجميع بأن التطورات الميدانية والدبلوماسية تكشف هيمنة الخارج على القرارين السياسي والعسكري في السودان، مما يعكس غياب الإرادة المحلية في تسوية الأزمة، وتنذر بحرب طويلة تسعى فيها الأجندات الخارجية المختلفة للوصول الى مصالحها على حساب الشعب السوداني المكلوم.
أكبر أزمة نزوح عالميةتأتي هذه التحركات وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يحذر فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من أن "ثلث السودانيين نزحوا من ديارهم، بينما تجاوزت آثار الصراع حدود البلاد".
وتشير الإحصاءات إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص داخلياً، وفرار 3.8 مليون إلى دول الجوار، مع توقعات بتجاوز عدد النازحين مليوناً إضافياً بحلول 2025.
مؤتمر واشنطن.. أجندات خفية واستبعاد السودانيينأعلنت الإدارة الأمريكية عن عقد مؤتمر وزاري في واشنطن نهاية يوليو، بمشاركة وزراء خارجية السعودية والإمارات ومصر، بهدف "إحياء المبادرة الرباعية" ودفع الأطراف نحو وقف إطلاق النار، وفقاً لتصريحات مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية.
لكن مصادر دبلوماسية كشفت أن المؤتمر تأجل من 20 يوليو بسبب خلافات حول مشاركة الأطراف السودانية، ليُعقد أخيراً دون تمثيل أي من أطراف الصراع أو القوى السياسية المحلية.
وهذا الاستبعاد أثار تساؤلات حول شرعية اجتماع يقرر مصير السودان دون حضور أبنائه، ويؤكد في الوقت نفسه موقف الغرب من عدم الإعتراف بالسلطات السودانية الرسمية على أنها قيادة شرعية للبلاد، ومحاولتهم الدائمة لتقديم بعض الشخصيات الغير رسمية من السودان على أنها ممثل عن الشعب السوداني.
صراع النفوذ خلف الكواليسيكشف الباحث في الشأن السوداني حبيب الله علي سعيد أن لكل مشارك في المؤتمر أجندته الخاصة:
- الولايات المتحدة تسعى لتعزيز نفوذها في الملف .
- الإمارات تريد إطالة أمد الحرب لإتاحة الفرصة لقوات "الدعم السريع" لإعادة تنظيم صفوفها.
- السعودية ومصر تركّزان على ضمان أمنهما القومي ومصالحهما في البحر الأحمر، ويدعمان الشرعية السودانية الممثلة بالمجلس السيادي تحت قيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
ويُعتقد أن التوقيت المختار للمؤتمر مرتبط بالهزائم الأخيرة لـ"الدعم السريع"، خاصة بعد استعادة الجيش السوداني السيطرة على العاصمة الخرطوم، مما دفع حلفاء الميليشيات إلى التحرك لإنقاذها.
وختاماً، يبقى السؤال الأكبر: هل سيكون هذا الاجتماع خطوة نحو السلام، أم مجرد فصل جديد في سيناريو الصراع بالوكالة؟