عن أبطال وبطلات وبطولات ثورة ديسمبر المجيدة .. في ومضات توثيقية .. قبل الحرب العبثية .. بقلم /عمر الحويج
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
ومضة : رقم (1)
رأيتها ليس ببصري
لم تكن عيوني معي ، لقد فقدتها ، لكني
أحسست مستقرها ،
بدبيب نحلها في ذبذبات بصيرتي .
حينها صاحت عارية بصيرتي :
وجدتها .. وجدتها . جمجمتي .
رأيتها هناك تتقافز أمامي نافرة .
رأيتهم رفاقي يلملمون بقاياها ..
شظاياها وهم يتزاحمون حولها
وهي التايهة المستنفرة .
وكأنها فرت من قسورة .
حَملُوها في ماذا يا ترى ذاكرتي البضة .. ؟؟!!
جَمَّعُوها في ماذا ياترى سنواتي الضجة .. ؟؟!!
أنهض .. إليهما !!
أسرع .. لأيهما !!
أركض..لكليهما !!
رأيتها جمجمتي دامعة العينين
بلا أعين في محاجرها تودعني وهي تهتف .
رايتني بقلبي النازف دماً بلا أوعية لدمي
أودعها وأنا معها أهتف
رأيتهم معي .. أنا وجمجمتي ..
ومن خلفنا رفاقي نهتف .
وأنا وجمجمتي ..
بلا أعين بلا ألسن وبلا حناجر .
ولكن بأكف رفاقنا وألسن رفاقنا وحناجر رفاقنا
مع الأصبعين عالياً ونصراً .. نهتف
حرية .. سلام .. وعدالة
والثور خيار .. الشعب
***
ومضة : رقم (2)
بيبو .. وداعاً
بسماتك .. تلمع …. بيبو .. وداعاً
هتافك يصدح ..
حرية سلام وعدالة ..
والثورة خيار الشعب
وداعاً .. بيبو
ومضة : (3)
جاءتها الطلقة الغادرة ست الكل ..
واجهتها بإعلانها عن نفسها ..
في لوحة مضيئة .. إحتضنتها .. في صدرها أمانة :
( أنا جميلة)
(أنا حرة )
( أنا كاملة)
( أنا ملهمة)
تحولت الطلقة .. حين إستقرت في موضع الرحيل
من جسدها النضير ..
حلقت عصفورة .. أصبحت .. أسطورة .
هبطت منجذبة ، تلك العصفورة .. أصبحت أسطورة .
إلى مَن هي إبتسامتها وضاءة ملائكية .
العصفورة .. أصبحت أسطورة .
طارت بها إلى الحياة
التي ذابت فيها عشقاً
حين ضاءت إبتسامتها الملائكية .
حينها شاهدت رفاقها الشهداء معها مصطفين
لإستقبال قادمتهم .. الملائكية
عروستهم المخضبة بدماء الثورة والردة المستحيلة
مِلْؤها .. النصر .. ثم النصر .. ثم الإبهار يزدانه الإنبهار .
مصطفين مصفقين يهتفون ..
حرية سلام وعدالة ..
والثورة .. خيار الشعب
***
ومضة : رقم (4)
همست في أذنه (ود عكر) .. كنداكة
باسمة زاهية مبهورة
أحب فيك ..
جدائل شعرك المسدول طولاً ..
أحب فيك ..
السيرة
والمسيرة
والسيرورة
الميسورة ..
التقط همسها الآخر بأذنه الممسوسة..
فدس همسها في دروبه المدسوسة..
بعد نحره .. وإخفائه ..
دسوا في جيبه جدائل شعره المنثورة ..
كان يهتف .. ما كان يصمت ..
كان يهتف ..
حرية سلام وعدالة ..
والثورة خيار .. الشعب
***
كبسولة : رقم (5)
(أنا ود عكر) ..إخترقت رصاصة الخيانة - قلبي الأبيض
مِت .. لكني لم .. أتألم
خبأوني عن الأعين ثم دثروني ذاك الأبيض
مِت .. لكني لم .. أتألم
داروا بي حتى إحتواني ذاك البراد الأبيض
مِت .. ولكني لم .. أتألم
حال فاحت منا رايحة عطري الأبيض
شهيداُ كنت : لكني وجدتني .. أتأمل لا أتألم
***
ومضة : رقم ( 6)
منذ الرصاصة القاصدة قصداً صدر الأول
منذ الدعسة العامدة عمداً .. جسد الثاني
سكت النبضان
لكن الروح ..
سرعان ما طارت .. حلقت
لحقت .. بالأشجار التي لا تموت إلا واقفة
صلابة وبسالة
وحلقت .. حلقت
ولازال .. والروحان في الفضاء الرحب
وفي الأفق النعيم .. عناقاً ورونقاً وشجواً
وبينهما .. تتوادد قبضات اليد
وتصميم الحناجر
ورد الخناجر
وسيل الوعي في حبر المحابر
تردد ..
حرية سلام وعدالة .. والثورة خيار الشعب
***
ومضة : رقم (7)
أصابتني رصاصته
من الوهلة الأولى
في مقتل
وعلى الأسفلت ارتميت
ركلني .. بقدمه اليمنى
ليتأكد من انجاز رصاصته .. بموتي وفنائي .
لكني .. لم تستشهد
روحي ..
لم يستشهد جسدي بسبب
رصاصته تلك الغادرة
إنما إستشهدت معها إنسانيتي بسبب
المعنى المبني .. على معنى الركلة ..
والروح تهمس .. لازالت .
حرية سلام وعدالة ..
والثورة خيار .. الشعب
***
ومضة : رقم (8)
أتوا به أمام المحقق عارياً من جسده الذي مزقه النازيون الجدد .
المحقق : أنت القاتل
توباك : نعم أنا القاتل
المحقق: كيف قتلته ؟؟
توباك :قتلته هكذا .. بالسلمية .
المحقق:كيف قتلته بالسلمية ..؟؟
توباك : المقتول أمروه بقتلي إذا سمعني أهتف(حرية سلام وعدالة)
المحقق : وهل سمعك تهتف بكلمات الهرج الثلاثية هذه الممنوعة .
توباك : نعم سمعني .
المحقق : وهل قام بقتلك ..؟؟
توباك : لا بل إبتسم في وجهي .
المحقق: ثم .. ماذا حدث له بعد ذلك .. قمت بقتله ..؟؟
توباك : لا .. هم تواري خلفي .. ثم قتلوه...!!!!
المحقق : هل لديك أقوال أخرى..
توباك: نعم لدي أقوال أخرى
المحقق : قلها .. مختصرة .
أصبحت أنا ..
المقتول .. القاتل !!
وأصبح .. هو مغدوراً .
القاتل .. المقتول !!
***
ومضة رقم (9)
وجدت نفسي مع جموع الثوار
في قلب المليونية الكبرى .
سرنا..ركضنا..رقصنا.
هتفنا ملء حناجرنا.
توسطنا كبرينا الأزرق .
حاصرونا بين دفتيه
قفزت متسلقاً قضبان الكبري الحديدية مع الآخرين .
انكسرت ساقي .. اليمنى .
بعد .. سويعات .. بتروها .
بتروا ساقي .. اليمنى
إستيقظت .. بلا ساق
-تذكرت حادثة"كبريهم عباس" وفي مصر يومها ثورة .
في إحدى التظاهرات الكبرى ضد الحكم الملكي .
أمر (النقراشي باشا) بفتح كبري الجيزة
ليبتلع النيل المتظاهرين في جوفه
وكانت المجزرة الحزينة في التاريخ مسجلة .
-تذكرتها ونحن نتوسط كبرينا
في حين كان نقراشينا الجديد .. يبحث في مخبئيه البعيد عن وسيلة الشر التي يجيدها .
-أمر جنده أن يبعثوا لنا برسائلهم اليومية المعتادة .
فكانت من نصيبنا مسيلات الدموع والرصاص الصوتي والحي والقذائف المسمارية .
-ونقراشينا الجديد ..
نام يومها نادماً مغبوناً ..
فقد صدف أن كبرينا
لا تفتح بواباته
الآئلة للسقوط سنينا .. فخاب مسعاه .. الشريرة .
-نقراشينا الجديد كان غيظه وندمه عظيماً ..
حين لم تلتهمنا الكائنات النيلية أجساداً آدمية .. ولم نمت بالماء غرقاً وأحتساباً كما نوى .
***
ومضة : رقم (10)
المُغتَصَبة:
إستيقظت مستبشرة .. من حلمها .. كان يوم موكبهم أنهاراً .. نهاراً
رأت جموعاً يقتحمون قصرهم أرتالاً ..
فزلزلت الأرض من تحتهم زلزالاً
رأتهم يقتلعونهم إقتلاعاً
كما فعلوا جرماً فينا .. وإغتصاباً
يقتصون منهم حقنا
عنوة واقتداراً
وليس مثلهم إستباحاً وإقتحاماً .
رأتهم جمعهم يستعيد لها بكارة الأرض البكر
عزتها نضارة العذارى سماحة وجمالاً .
***
ومضة : (11)
عدتُ إليهم رفاقي .. من قبري راجلاً وحافياً وثائراً .. لنكمل المشوار معاً .
رجعتُ إلى قبري راجلاً : أحمل معي .. حزمة رمل من شاطئ نيلنا ذاك السليل السلسبيلا.
رجعتُ إلى قبري راجلاً :أحمل معي .. دفء أمي .. وحضن أمي .. والحنينا .
رجعتُ إلى قبري راجلاً : أحمل معي قهوة أمي .. ودفق دمع أمي .. راكزاً رزينا.
رجعتُ إلى قبري راجلاً :أحمل معي فستان زفاف حبيبتي ..أحمر قان ..نازفة ألوانه من قلبها النبيلا .
رجعتُ إلى قبري راجلاً : منتعلاً حذائي الجديد مزخرفاً بدم .. النشيدا .
أهدانيه .. عائداً راجلاً معي .. ليس حافياً ، إلى قبرنا .. شهيدنا الجديدا .
ذاك حين .. رآني عائداً راجلاً .. إلى قبرنا ، بلا حذاء .. لا قديماً لا جديدا
بل .. عائدٌ شهيدٌ من جديد مستجد مجيدا .
***
ومضة : رقم (12)
أمه الأخرى :
- على الجدارية صورة .. تَكَّأت رأسها
بكت ثم بكت ثم بكت
على صدره الحنون
ضمها إليه بل قبل رأسها
فعادت ثم عادت ثم عادت
ما عرفوها .. ولكن الى قبره أرشدوها
فأتت ثم أتت ثم أتت
إبتنت قرب قبره عريشة
فرقدت ثم رقدت ثم رقدت
فطال رقادها ..
فيما بعد عرفوا ..حكاية أمه الأخرى
***
omeralhiwaig441@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
اللواء فؤاد فيود أحد أبطال أكتوبر ومستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية : المقاتل المصرى كان معجزة الحرب التى حطمت أسطورة الجيش الذى لا يقهر
الشعب المصرى تحدى المستحيل ووقف بجانب قيادته وجيشه العظيم
المصريون استطاعوا أن يبنوا جسورًا قوية تمنع أى متغطرس يحاول المساس بأمن الوطن
التاريخ يؤكد أن كل المستعمرين تتحطم شوكتهم على أبواب مصر
أكد اللواء أركان حرب دكتور فؤاد فيود أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، ومستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن معجزة حرب اكتوبر المجيدة كانت فى المقاتل المصرى الذى ضرب كل المقاييس العسكرية، واستطاع أن يقلب كل الموازين، والخطط العسكرية، وأن يتفوق على نفسه، ضد عدو لديه كل مقومات الانتصار من تكنولوجية عسكرية متطورة، وأسحلة، ودعم عسكرى أمريكى يفوق أى قدرات عسكرية، ورغم ذلك استطاع المقاتل المصرى، أن يعبر القناة، ويحطم خط بارليف الحصين، الذى وصفوه بالمنيع الذى لا تستطيع قنبلة ذرية تدميره، وأشار اللواء اللواء فؤاد فيود فى الذكرى الثانية والخمسين لحرب أكتوبر المجيد إلى أن حرب أكتوبر ويوم ٦ أكتوبر تحطمت فيه أسطورة الجيش الذى لا يقهر، وكان هذا اليوم حافلًا بالبطولات التاريخية للمقاتلين المصريين، فالبعض كان يلقى بنفسه على الإلغام لكى يفتح معبر لباقى الجنود، وهناك من كان يمسك بفوهة الرشاش ويتمزق جسده لحماية زملائه، ومن أقوال السادات عن هذا اليوم «إن القوات المسلحة قامت بمعجزة»، فلم تكن هناك مقارنة فى الكم والكيف والسلاح بين قوات العدو والجيش المصرى فهم الأقوى بحسابات المعدات ونحن الأقوى بالإرادة والرجال، وهذا ما أكده بن عازر حينما قال «إن لكل حرب مفاجأة وكانت مفاجأة أكتوبر هى المقاتل المصرى».
التحدى وحرب وجود
ويؤكد اللواء فيود أن حرب أكتوبر المجيدة كانت الجائزة التى جاءت بعد ٦ سنوات من التحدى والإصرار على أخذ الثأر، وإعادة تراب الوطن، فبعد نكسة ٦٧ عكف الجيش المصرى على دراسة العدو دراسة دقيقة ومتأنية تعتمد على الحقائق والدقة، كما تمت دراسة العدو الإسرائيلى، ونقاط القوة ونقاط الضعف، ثم تحليل النتائج لبناء خطط الحرب، وبعد 20 يومًا وتحديدًا يوم 1 يوليو 1967 دارت معركة رأس العش عندما تقدمت قوة إسرائيلية من مدينة القنطرة شرق فى اتجاه بور فؤاد فتصدت لها القوات المصرية، ودارت معركة رأس العش، حيث تمكنت سرية من قوات الصاعقة عددها 30 مقاتلًا من قوة الكتيبة 43 صاعقة بقيادة المقاتل سيد الشرقاوى من عمل خط دفاعى أمام القوات الإسرائيلية، ودمرت 3 دبابات للعدو، وأجبرته على التراجع، ثم عاود العدو الهجوم مرة أخرى وفشل فى اقتحام الموقع بالمواجهة أو الالتفاف، ودمرت قوات الصاعقة عددًا من العربات نصف جنزير وقتلت عددًا من القوات المهاجمة فأجبرتها على الانسحاب، وظل قطاع بور فؤاد هو الجزء الوحيد من سيناء تحت السيطرة المصرية حتى قيام الحرب، وفى يوم 14 يوليو 1967 استهدفت القوات البحرية تشوينات أسلحة وذخائر الجيش الإسرائيلى وتم تدميرها، وفى 21 أكتوبر من نفس العام استخدمت الصواريخ البحرية لأول مرة فى تدمير المدمرة إيلات وإغراقها أمام بورسعيد، وعرفت هذه المرحلة التى أعقبت النكسة بمرحلة الصمود، ثم بدأت القوات المسلحة تنفيذ مرحلة الدفاع النشط، واستمرت هذه المرحلة من سبتمبر عام 1968 وحتى 8 مارس 69، حيث نفذ الجيش غارات قوية على العدو وأقام كمائن شرسة الحق من خلالها خسائر فادحة فى صفوف العدو، ونتيجة للأعمال الانتقامية التى نفذها الجيش خلال تلك الفترة قرر العدو إنشاء أقوى ساتر ترابى فى تاريخ البشرية وهو «خط بارليف»، حيث أنشأت إسرائيل ساترًا ترابيًا على الضفة الشرقية للقناة وأنشأت بداخله نقاط حصينة وسلحتها بأحدث المعدات القتالية ظنًا أنها ستكون الحدود الأبدية لإسرائيل.
وكان قرار حرب الاستنزاف يوم 8 مارس 1969، وفى اليوم التالى استشهد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس حرب القوات المسلحة، أثناء تواجده على الخط الأول للهجوم مع القوات عند النقطة نمرة 6 فى الإسماعيلية، وتعتبر حرب الاستنزاف هى مفتاح النصر للعبور العظيم فى اكتوبر، حيث أتاحت للقوات المسلحة تحقيق المواجهة مع العدو، ودرس القادة أسلوب وأفكار العدو ونقاط القوة والضعف، وقدراته وإمكاناته فى مختلف الأسلحة الجوية والبرية والبحرية والمدرعات والمدفعية، إضافة إلى أنها كانت بمثابة مرحلة استعادة الثقة والروح المعنوية للمقاتل المصرى، فضلًا عن ذلك كانت حرب الاستنزاف هى فترة بناء منظومة الدفاع الجوى، كما شهدت هذه الحرب عبور وحدات من القوات المصرية للضفة الشرقية لقناة السويس، وكانت معارك الجزيرة الخضراء ثم عملية الزعفرانة، ثم رادار خليج السويس، ثم عملية جنوب البلاح ثم معركة شدوان.
وفى 19 يونيو 1970 تقدمت أمريكا بمبادرة «روجرز» لوقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل، ثم سقطت المبادرة روجرز فى عام 1971 عندما أعلن الرئيس السادات عن أن مصر ترفض وقف إطلاق النار أكثر من هذا التاريخ بسبب عدم تنفيذ إسرائيل بند الدخول فى مفاوضات جديدة.
الدروس المستفادة
وعن الدروس المستفادة فى ذكرى حرب أكتوبر المجيدة أكد اللواء فؤاد فيود، أن أهم الدروس المستفادة، أن المصريين استطاعوا أن يبنوا جسورًا قوية، تمنع أى متغطرس يحاول المساس بأمن الوطن، وأصبح لدينا جيش قوى، يعتبر الثانى عشر على العالم، ويجب أن تعرف الأجيال أن التفاوت فى القدرات العسكرية كان رهيبًا لصالح إسرائيل، فالقوات المسلحة فقدت معظم عتادها وتسليحها فى النكسة عام ٦٧، فى الوقت الذى احتفظت إسرائيل بتفوقها نتيجة أن الترسانة العسكرية الأمريكية كانت مفتوحة أمامها بدون حساب، ولم تمنع عنها أنى سلاح متطور، بما فى ذلك إنشاء مفاعلات نووية، وكان الجيش المصرى يبذل مجهودًا خارقًا فى إعادة بناء قدراته وإعادة التسليح، ورغم تلك الفوارق، استطاع الجيش أن يدبر أسلحة فى مجملها دفاعية، وكانت أهم مظاهر التفوق العسكرى الإسرائيلى سلاح الطيران الذى كان بإمكانه أن يوجه ضربات إلى أى بقعة فى مصر، ولكن الجيش المصرى استطاع أن يتجاوز هذا التفوق، وأن يبنى حائط صواريخ ومنظومات دفاع جوى، استطاعت أن تقهر الطيران الإسرائيلى، واستطاع أن يحقق النصر، وألحقنا بالعدو أكبر خسائر ممكنة، فكانت حرب إرادة شعب والجيش حارب من أجلها وهذا دور القوات المسلحة دائمًا فى حماية شعبها ومساندته، ومن أقوال السادات (إن القوات المسلحة قامت بمعجزة)، فلم تكن هناك مقارنة فى الكم والكيف والسلاح بين قوات العدو والجيش المصرى فهم الأقوى بحسابات المعدات ونحن الأقوى بالإرادة والرجال، ويؤكد اللواء فيود فى هذه النقطة أنه كان بتدرب على عبور القناة فى بحيرة قارون على يد النقيب الراحل سامح سيف اليزل، وعلى اقتحام الساتر الترابى بالقناطر الخيرية، وكانوا كلهم يقين بأن النصر لن يأتى سوى بالقوة، مستشهدًا بما قاله الرئيس جمال عبدالناصر «أن ما أُخذ بالقوة لا يٌسترد إلا بالقوة»، مشيرًا إلى أن صورة العمل الشاق والتكاتف الشعبى مع الجيش لاسترداد الأرض والكرامة خالدة فى ذهنه، وشدد على ضرورة ألا ننسى أن حرب أكتوبر ضربت أروع الأمثلة فى اتحاد عنصرى الأمة، مذكرًا فى هذا الصدد بالأبطال المسيحيين بالمعركة، حيث كان يلازمه طوال الحرب بجهاز اللاسلكى الشاويش «رمزى لبيب فلتس»، مستشهدًا كذلك بأصحاب الأداء البطولى العقيد فؤاد عزيز غالى قائد الفرقة 18 التى حررت «القنطرة شرق»، وأخيه المقدم المقاتل موريس عزيز غالى، واللواء المهندس باقى زكى يوسف صاحب فكرة استخدام ضغط المياه لإحداث ثغرات فى خط بارليف، وغيرهم الكثير من الجنود الأقباط الأبطال الذين لم يتأخروا يومًا عن تلبية نداء الوطن، حتى حرروا الأرض، واستعادة الكرامة والأرض، فلقد كانت حرب 73 هى مفتاح عودة أرض الفيروز، وهى التى أجبرت الإسرائيليين على الانسحاب من سيناء جزءًا بالحرب والجزء الثانى بالمفاوضات التى ترتكز على أسس من القوة، لأن إسرائيل لا تحترم الضعيف، حتى عادت سيناء كاملة إلى السيادة المصرية.
الشعب المصرى رقم واحد
وعن الشعب المصرى ودوره فى حرب أكتوبر، أكد اللواء فيود أن شعب مصر كان رقم واحد فى الوقوف بجانب القيادة السياسية وجيشه العظيم، واستطاع الشعب المصرى أن يتحدى كل الفتن والشائعات، وأن يقوم بدور قوى على الجبهة الداخلية، مما كان له أثر عظيم فى النصر المبين الذى تحقق على يد أبنائه من خير اجناد الأرض، وأكد اللواء فيود أن على شباب مصر أن يقتدوا بأبطال جيل أكتوبر الذين بذلوا الغالى والنفيس فى سبيل الوطن وقدموا أرواحهم فداءً لأرضهم، وإلى العمل للحفاظ على مصر وريادتها وسط الأمم والمساهمة فى تحقيق حلم التنمية المنشودة بالبلاد. وقال اللواء فؤاد فيود: وفى النهاية أؤكد دائمًا ان شعب مصر مسالم ويريد دائمًا الاستقرار وهذه طبيعة نشأت فى الشعب منذ قديم الأزل، والمصرى عندما استقر بجوار النيل لم يترك مكانه منذ هذا الوقت، ولكنّ المصريين عندما يوضعون تحت ضغوط فإن المخاطر تحفز الهمم لديهم، ونجد على مدار التاريخ أن كل المستعمرين للدول العربية أو مدبرى المكائد لها تتحطم شوكتهم على أبواب مصر.