جريدة الوطن:
2025-06-03@22:10:01 GMT

عن تباين التقديرات بين واشنطن ونتنياهو

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

عن تباين التقديرات بين واشنطن ونتنياهو

في سياق التطوُّرات على جبهة المواجهة العسكريَّة والسِّياسيَّة في فلسطين، وتحديدًا قِطاع غزَّة ومناطق شمال الضفَّة الغربيَّة في طولكرم وجنين وغيرهما، ومع استمرار الاستهداف المعادي للمَدنيِّين والأحياء السكنيَّة عَبْرَ القصف الهمجي باستخدام سلاح الجوِّ المُرعب الَّذي يُلقي كُلَّ يوم حمولاته من القنابل ذات الأوزان العالية على ما تبقَّى من بنى تحتية في قِطاع غزَّة، وعلى رؤوس البَشَر وعموم المَدنيِّين العُزَّل، يعتقد البعض، ويبالغ باعتقاده بأنَّ حالة من الافتراق بدأت تسود بَيْنَ نتنياهو والإدارة الأميركيَّة.

وفي التقدير، إنَّ ما يتمُّ تناوله عن تباينات أميركيَّة «إسرائيليَّة»، وتحديدًا بَيْنَ نتنياهو وإدارة بايدن، وهي تباينات في التقديرات، موجودة بالفعل، لكنَّها تكتيكيَّة في جوهرها الحقيقي، وليست جذريَّة أو مبدئيَّة، بالرغم من دفع واشنطن والإعلان المُتكرر عن تبنِّيها للحلِّ السِّياسي المعنون بما يُطلق عَلَيْه «حلّ الدولتَيْنِ» استنادًا للشرعيَّة الدوليَّة وقراراتها ذات الصِّلة. فالتباين في التقديرات لا يعني البتَّة الافتراق بَيْنَ واشنطن وتل أبيب. واشنطن ترى الآن، ضرورة النزول «الإسرائيلي» عن شجرة الحرب، والخروج «الإسرائيلي» من دوَّامة الحرب على القِطاع رويدًا رويدًا إلى مدى نهاية العام الجاري 2023؛ باعتبارها (أي الحرب) لَمْ تُعطِ نتائجها على صعيد كسر وتهجير مواطني القِطاع إلى سيناء المصريَّة وإحداث نكبة ثانية (ترانسفير) جديدة بحقِّ الشَّعب العربي الفلسطيني، بل أعطت فقط الدمار الشامل، وبروز حالة غير مسبوقة من التضامن العالَمي مع الشَّعب الفلسطيني من قِبل شعوب المعمورة قاطبة، حتَّى داخل الولايات المُتَّحدة الَّتي بدأت بالفعل تتململ في موقفٍ حرج أمام المُجتمع الدولي. وحتَّى داخل مجلس الأمن بمواجهة روسيا والصين الشَّعبيَّة. فالإدارة الأميركيَّة باتَت الآن أقرب إلى الرؤية الَّتي تقول بأنَّ العمليَّة العسكريَّة على القِطاع بدأت تعطي مفاعيل دوليَّة معاكسة لِمَا أرادته مِنْها. وخصوصًا مع تزايد أعداد الضحايا من المَدنيِّين، وفشل جيش نتنياهو في تحقيق حسم حقيقي، فضلًا عن رغبة واشنطن بالبحث بمشاريع استجدَّ طرحها من قِبلها بشأن مستقبل القِطاع. وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الَّذي حضر وشارك في اجتماعات مجلس الحرب المُصغّر (الكابينيت) قبل نَحْوِ أسبوعَيْنِ، وتحديدًاً يوم الجمعة في الثامن من كانون الأوَّل/ديسمبر 2023، طلب إتمام العمليَّة العسكريَّة جنوب القِطاع (منطقة خان يونس) وفق فترة زمنيَّة محدودة لِيتمَّ بعد ذلك وقف الأعمال العسكريَّة، أي تحت سقفٍ زمني. يشار إلى أنَّ (كابينيت) الحرب يضمُّ نتنياهو ووزير الأمن يوآف جالانت، والوزير بيني جانتس، إلى جانب عضوَيْنِ استشاريَّيْنِ، هما وزير الشؤون الاستراتيجيَّة، رون ديرمر، وعضو الكنيست عن «المعسكر الوطني»، جادي آيزنكوت، ورئيس الموساد ديفيد برنياع. وقَدْ سرَّبت الصحافة «الإسرائيليَّة» وقناة (كان 12) العبريَّة، معلومات مفادها أنَّ هذا السقف لنهاية العام الجاري ٢٠٢٣. والمُهمُّ في الأمْرِ أنَّ الإدارة الأميركيَّة باتَتْ الآن أمام استحقاقاتٍ داخليَّة مُهمَّة لها علاقة بالانتخابات الرئاسيَّة بعد أقلَّ من عام، حيث بدأت طبول التحشيد الانتخابي تَدُقُّ بَيْنَ الحزبَيْنِ الديمقراطي والجمهوري، ولَمْ يَعُدِ التعويل على أصوات اللوبي اليهودي الصهيوني على درجة الأهمِّية الَّتي كان يحظى بها سابقًا. فالحرب العدوانيَّة على قِطاع غزَّة أعطت مفاعيلها من خلال تبدُّل الاصطفافات في المُجتمع الأميركي، مع التأثير المُتوقع للصوت الأميركي للأميركيِّين من أصلٍ عربي وعددهم يقارب العشرة ملايين، مضافًا لَهُمْ أصوات المُسلِمين الأميركيِّين، وهو ما يجعل من الصوت العربي والإسلامي في الانتخابات الأميركيَّة ذا شأن وأهمِّية في تقرير فوز المرشَّح الرئاسي الأعلى حضورًا في صناديق الاقتراع.

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الق طاع

إقرأ أيضاً:

12.7 مليار ريال إيرادات فعلية في 2024 بنمو 16% عن التقديرات.. و540 مليونًا فائضًا ماليًا

◄ 7.5 مليار ريال زيادة بصافي إيرادات النفط بنمو 16%

◄ 82 دولارًا متوسط سعر النفط المُحقق مقارنة مع 60 دولارًا بالتقديرات

◄ انخفاض إنتاج النفط إلى 997 ألف برميل لالتزام الحكومة بقرارات "أوبك بلس"

◄ 2.07 مليار ريال إيرادات الضرائب والرسوم بارتفاع 5%

◄ ارتفاع الإيرادات الضريبية ناتج عن تعافي النشاط الاقتصادي

◄ انخفاض خدمة الدين العام بنحو 114 مليون ريال عن المُعتمد

 

 

مسقط- العُمانية

 

سجل الأداء المالي الفعلي للميزانية العامة للدولة لعام 2024م ارتفاعًا في الإيرادات العامة بنسبة 16 بالمائة لتبلغ 12 مليارًا و781 مليون ريال عُماني مقارنة بتقديرات الميزانية المعتمدة بواقع 11 مليارًا و10 ملايين ريال عُماني ويعزى ذلك إلى ارتفاع الإيرادات الفعلية النفطية (النفط والغاز).

وشهد حجم الإنفاق العام الفعلي بنهاية عام 2024 ارتفاعًا بنسبة 5 بالمائة، مسجلًا نحو 12 مليارًا و241 مليون ريال عُماني مقارنة بحجم الإنفاق المعتمد في ميزانية عام 2024م بنحو 11 مليارًا و650 مليون ريال عُماني نتيجةً لزيادة الإنفاق الاجتماعي ودعم تحفيز النشاط الاقتصادي؛ ومن بينها زيادة مصروفات دعم المنتجات النفطية، وزيادة الإنفاق على المشروعات الإنمائية. وعلى الرغم من ارتفاع الإنفاق الفعلي مقارنة بالتقديرات المعتمدة، فقد سجلت الميزانية العامة للدولة فائضًا ماليًا بنحو 540 مليون ريال عُماني.

وبلغ صافي إيرادات النفط خلال عام 2024م نحو 7 مليارات و452 مليون ريال عُماني، مرتفعًا بنسبة 16 بالمائة عن صافي إيرادات النفط المقدّر في ميزانية عام 2024 بنحو 5 مليارات و915 مليون ريال عُماني. ويعزى ذلك إلى ارتفاع متوسط أسعار النفط في الأسواق العالمية؛ إذ بلغ متوسـط سعر النفط المحقق نحو 82 دولارًا أمريكيًّا للبرميل مقارنة بالسعر المعتمد للبرميل في ميزانية عام 2024 بواقع 60 دولارًا أمريكيًّا للبرميل.

من جانب آخر، بلغ متوسط إنتاج النفط والمكثفات النفطية نحو 997 ألف برميل يوميًّا، مقارنة بالمقدر في الميزانية بنحو مليون و31 ألف برميل يوميًّا، منخفضًا بنحو 34 ألف برميل يوميًّا نتيجة لالتزام الحكومة بالخفض الطوعي المقرر من تحالف "أوبك بلس".

وسجل صافي إيرادات الغاز ارتفاعًا بنسبة 16 بالمائة بنهاية عام 2024م ليبلغ نحو مليار و822 مليون ريال عُماني، مقارنة بتقديرات الميزانية المعتمدة بنحو مليار و575 مليون ريال عُماني؛ ويعزى ذلك إلى ارتفاع متوسط سعر بيع الغاز الطبيعي المسال.

وبلغت جملة الإيرادات غير النفطية بنهاية عام 2024 نحو 3 مليارات و507 ملايين ريال عُماني، منخفضةً بنحو 13 مليون ريال عُماني مقارنة بالميزانية المعتمدة؛ إذ شكلت الإيرادات غير النفطية نحو 28 بالمائة من إجمالي الإيرادات العامة الفعلية لعام 2024.

وبلغ إجمالي الإيرادات الجارية بنهاية عام 2024 نحو 3 مليارات و472 مليون ريال عُماني، مرتفعةً بنحو 17 مليون ريال عُماني عن إجمالي الإيرادات الجارية المقدرة في ميزانية عام 2024م البالغة نحو 3 مليارات و455 مليون ريال عُماني؛ إذ سجلت جملة إيرادات الضرائب والرسوم بنهاية عام 2024 ارتفاعًا بنسبة 5 بالمائة لتبلغ نحو مليارين و77 مليون ريال عُماني مقارنة بإيرادات الضرائب والرسوم المعتمدة في ميزانية 2024؛ ويعزى ذلك إلى ارتفاع إيرادات ضريبة الدخل على الشركات بنحو 48 مليون ريال عُماني وإيرادات ضريبة القيمة المضافة بنحو 41 مليون ريال عُماني؛ نتيجة لتعافي النشاط الاقتصادي. وفي المقابل انخفض إجمالي الإيرادات غير الضريبية بنهاية عام 2024 بنسبة 3 بالمائة مسجلةً نحو مليار و395 مليون ريال عُماني.

وارتفع الإنفاق العام للدولة بنهاية عام 2024 بنحو 591 مليون ريال عُماني مسجلًا نحو 12 مليار و241 مليون ريال عُماني مقارنة بالإنفاق العام المعتمد في ميزانية 2024 بنحو 11 مليارًا و650 مليون ريال عُماني. ويأتي هذا الارتفاع نتيجة لتعزيز بعض بنود الدعم من بينها دعم المنتجات النفطية، ودعم قطاع الكهرباء، وزيادة المصروفات الإنمائية للوزارات المدنية.

وانخفضت المصروفات الجارية بنهاية عام 2024 بنحو 39 مليون ريال عُماني مسجلة نحو 8 مليارات و534 مليون ريال عُماني، مقارنة بالمعتمد في ميزانية عام 2024 بنحو 8 مليارات و573 مليون ريال عُماني؛ ويعزى ذلك إلى انخفاض خدمة الدّين العام بنحو 114 مليون ريال عُماني عما هو معتمد في الميزانية.

وبلغ الإنفاق الفعلي لوحدات الدفاع والأمن نحو مليارين و987 مليون ريال عُماني، منخفضًا بنحو 83 مليون ريال عُماني مقارنة بالمعتمد في ميزانية عام 2024. وارتفعت المصروفات الفعلية للوزارات المدنية بنهاية عام 2024 بنسبة 4 بالمائة مسجلة نحو 4 مليارات و611 مليون ريال عُماني، مقارنة بالمعتمد في ميزانية عام 2024 بنحو 4 مليارات و453 مليون ريال عُماني.

وانخفض الصرف الفعلي على خدمة الدّين العام بنهاية عام 2024م بنسبة 11 بالمائة، مسجلًا نحو 936 مليون ريال عُماني مقارنة بالمعتمد في ميزانية عام 2024 بنحو مليار و50 مليون ريال عُماني؛ نتيجة قيام الحكومة بإدارة التزاماتها المالية، واستبدال قروض مرتفعة الكلفة بأخرى أقل كلفة.

وارتفع إجمالي المصروفات للمشروعات الإنمائية للوزارات والوحدات الحكومية المدنية بنسبة 31 بالمائة مسجلة نحو مليار و498 مليون ريال عُماني مقارنة بالمعتمد في ميزانية عام 2024؛ ويعزى هذا الارتفاع إلى زيادة السيولة المالية المخصصة للميزانيات الإنمائية للوحدات الحكومية والمحافظات لعام 2024، إضافة إلى سداد مستحقات شركات القطاع الخاص المنفذة للمشروعات التنموية؛ إذ شكّل الإنفاق على قطاع الهياكل الأساسية نحو 44 بالمائة من إجمالي الإنفاق الإنمائي الفعلي لعام 2024. وشكل الإنفاق على قطاع الهياكل الاجتماعية نحو 38 بالمائة من إجمالي الإنفاق الإنمائي الفعلي لعام 2024.

وبلغت جملة الإسهامات والنفقات الأخرى نحو مليارين و209 ملايين ريال عُماني، مرتفعةً بنسبة 14 بالمائة مقارنة بالميزانية المعتمدة بنحو مليار و937 مليون ريال عُماني. ويُعزى ذلك لارتفاع بعض المصروفات أبرزها دعم المنتجات النفطية التي بلغت 232 مليون ريال عُماني، مقارنةً بالمعتمد في الميزانية بنحو 35 مليون ريال عُماني، ودعم قطاع الكهرباء؛ بزيادها قدرها 105 ملايين ريال عُماني، مقارنة بالمعتمد تنفيذًا للأوامر السامية بتثبيت أسعار بيع الوقود.

وسددت وزارة المالية خلال عام 2024 أكثر من 1.6 مليار ريال عُماني مُستحقات مدفوعة للقطاع الخاص المُستلَمة عبر النظام المالي مُكتملة الدورة المُستندية.

وسجلت الميزانية العامة للدولة بنهاية عام 2024 فائضًا ماليًّا بنحو 540 مليون ريال عُماني مقارنة بالعجز المقدر في الميزانية بنحو 640 مليون ريال عُماني نتيجة لارتفاع الإيرادات النفطية.

وبلغ إجمالي الدَّين العام حتى نهاية عام 2024 نحو 14.6 مليار ريال عُماني، منخفضًا بنحو 660 مليون ريال عُماني مقارنة بعام 2023، وقد جاء هذا الانخفاض نتيجة لقيام الحكومة بسداد جزء من القروض وإدارة الالتزامات الحكومية.

مقالات مشابهة

  • الاكتفاء بقاعدة واحدة.. واشنطن تبدأ تقليص وجودها العسكري في سوريا
  • واشنطن تبدأ تقليص وجودها العسكري في سوريا
  • المبعوث الأميركي: واشنطن بدأت تقليص وجودها العسكري في سوريا
  • جيش الاحتلال يعترف بمقتل 3 جنود في جباليا.. ونتنياهو: قلوبنا تتألم
  • السفير واشنطن بإسرائيل يتهم الإعلام الأميركي بإذكاء معاداة السامية
  • "لا يحقق مصالح طهران".. إيران تتّجه لرفض المقترح الأميركي بشأن برنامجها النووي
  • دبلوماسي إيراني: طهران سترفض الاقتراح النووي الأميركي
  • 12.7 مليار ريال إيرادات فعلية في 2024 بنمو 16% عن التقديرات.. و540 مليونًا فائضًا ماليًا
  • الصين ترد على وزير الدفاع الأمريكي: عقلية الحرب الباردة لن تُحلّ السلام
  • بن جفير يعلن رفضه مقترح ويتكوف.. ونتنياهو أخطأ