دمشق-سانا

تنوعت المجموعة الشعرية الجديدة (تباشير حرف) للشاعرة عتاب السعد بمواضيعها بين الوطني والاجتماعي والوجداني، واقتصرت على الشعر الموزون واتسمت بجرأة العاطفة وصدقها وغزارة الخيال وعدم الخلل العروضي.

وبينت الشاعرة السعد لـ سانا أن الأمومة حالة مهمة في حياة الإنسان، وهي مقدسة ومركزية، ولا بد من احترام حضورها في الحياة فقالت:

فديتك أمي وقلب عليل .

. أفيضي حنانك يشف السقام

أحبك حبا يساوي سنيني .. فأنت أساسي وسر الوئام

وأشارت الشاعرة السعد إلى دور الوالدين في حياة الإنسان ودعت إلى المحبة والتماسك الأسري فقالت:

والبيت مرفوع بعمد محبة .. إخلاصنا قد ثبت الأطنابا

نمضي سويا ساترين حياءنا .. صفح جميل طهر الألبابا

ورأت السعد أن التمسك والالتزام بالهوية واجب وطني، وذلك من خلال وصفها الإنسان السوري في تحولات حياته فقالت:

أدافع عن ضعيف القوم عدلا .. أصد الظلم كالسيف اليماني

أنا السوري من نار حدودي … على عزمي يؤشر بالبنان

وركزت السعد في قصيدة قاوم على ضرورة مواجهة الأعداء والمؤامرات والدفاع عن الأرض وتحرير الأراضي المحتلة ورفض المساومات فقالت:

نادتكم القدس هبوا يا بني العرب .. صوت الكرامة يعلو واسع الصخب قاوم بقبضتك الأوغاد ردهم .. لا يسكن الدار إلا أطهر النجب ووثقت السعد في مجموعتها ما واجهته سورية من مواجع ومؤامرات وإرهاب فقالت:

عاثوا خرابا بدنيانا وما فهموا .. شر الصنيع بهم في النار يستعر

رايات نصر على الإرهاب مشرعة.. نجم السلام بدا زانت به الصور

وأوضحت السعد في مجموعتها دور الشهداء في حماية الوطن ووجود الأحياء وحماية الأرض والكرامة:

نور الصباح مشع من جباهكم .. حلك الدجى رما الأطهار مغتسل

ما ضاع عمركم إلا لكي تصلوا .. عمرا جديدا براح الفجر يتصل

وعن المجموعة قالت المؤلفة: إنها التزمت بالوزن لأنه من مقومات الموهبة والقصيدة الشعرية الحقيقية، ومؤشر على حضور الشعور الذي يتناغم موسيقياً مع العاطفة الصادقة.

وتأتي موثقة ما ذهبت إليه بنصوصها الوجدانية في حب الوطن والدفاع عن المرأة والاهتمام بقضايا الإنسان والمجتمع.

ولفتت السعد إلى أن الغلاف جاء مؤكداً لما يحتويه الكتاب من مواضيع فاختارت البصمة لأنها تشير إلى علاقة المواضيع وارتباطها بشخصيتها وأسلوبها دون تكلف.

محمد خالد الخضر

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

العقل زينة

#العقل_زينة

د. #هاشم_غرايبه


كثيرا ما يحاول الذين يصدون عن منهج الله التذاكي بالادعاء أن سبب دعوتهم لفصل الدين عن السياسة هو عدم خلط المقدس بالمدنس أي تنزيه الدين والنأي به عن دنس البشر، لكن مسعاهم في حقيقته يهدف لتحنيط الدين بتجريده من التشريعات الضابطة للسلوك، وإبقائه مجرد قيم أخلاقية ودعوات للصلاح الفردي.
بالطبع الهدف من ذلك هو لمصلحة المترفين ذوي الأطماع، التي لا تتوقف عند حد، فلا يريدون للتشريعات الالهية أن تعيقها أو تضبطها، بل تترك لتشريعات البشر، والتي بحكم تنفذهم وسطوتهم يمكنهم تطويعها لصالحهم على الدوام، تحت مسمى ممكنات السياسة.
هذا هو جوهر المسألة، وأساس معاداة الدين، فليس الأمر متعلقا بعبادات مجهدة ولا تكاليف باهظة، فكل ذلك متروك للفرد، يزيد فيه أو ينقص بحسب همته، لكن الطامعين لا يتحركون إلا إن طولبوا بالامتثال للتشريعات العادلة التي جاء بها الدين لحماية الضعفاء من جور الأقوياء، عندها يتصدون للمطالبين بتطبيق منهج الله، وينشط المتنفذون وأدواتهم، وينضم إليهم الخلايا النائمة وهي فئة المنافقين التاريخيين المعادين لمنهج الله مبدئيا.
سألني احد هؤلاء – وهو يظن أنه أصاب مقتلا من المدافعين عن منهج الله -، فقال:
طالما أن الله خلق الإنسان ليسعده، فلماذا عرّضه لامتحان صعب، أوجد فيه غرائز قوية تدفعه لتلبية شهواتها دفعا، ثم طلب منه الصمود أمامها، واذا فشل سيلقي به في عذاب سرمدي!؟، كما أنه جعل ذاته خفيا على مدارك البشر، ثم طلب منهم أن يؤمنوا به ويتبعوا الدين الذي أنزله، ومن فشل في ذلك ينال عذابه.
الإجابة على تساؤله ليست صعبة لمن يفهم الحكمة من خلق البشر أصلا، فقد خلق الله قبلهم الملائكة، التي ارادها الله لخدمته وتنفيذ أوامره، لذلك جعلها مخلوقات مطيعة لله بفطرتها، ولا تملك الإرادة بالطاعة أو المعصية، وذلك يستوجب عدم المساءلة على أفعالها، وبالتالي فلا عقاب ولا ثواب ينتظرها.
هنالك مخلوقات أخرى خلقها الله لنفع الإنسان، وهي النباتات والحيوانات، وجعل لكل نوع منها مهمة تؤديها، ودورا محددا ضمن شبكة مترابطة بعلاقات محددة لا تتجاوزها، وتمثل هذه الشبكة النظام البيولوجي المتكامل، الذي يحقق مصالح للبشر دائمة ثابتة عبر كل الأزمان، متمثلة بتوفير الغذاء والمأوى وكافة الاحتياجات المعيشية لهم، مهما ازداد عددهم، ولأجل ذلك فقد خلق كل نوع منها لمهمة محددة تؤديها، من غير تقصير ولا إفراط، لذلك فهذه المخلوقات مفطورة لما خلقت له، ولا تملك الإرادة في تنفيذ المهمة أو رفضها، وعليه فلا حساب عليها، وبالطبع فلا ثواب ولا عقاب ينتظرها بعد انتهاء أجلها، لذلك لم يجعل الله لها حياة أخرى.
هكذا نجد أن الإنسان خلقه الله حر الإرادة، ولأجل أن يحسن الإختيار كرمه بميزات لم يعطها لغيره من المخلوقات، فقد جعله الأحسن تقويما بينها جميعا، فهو أجملها خلقة، ومنحه طباعا وأخلاقا أرقى منها، كما منحه العقل يحتكم اليه في تصرفاته وأفعاله، ووهبه قدرات خاصة كالقدرة على السير على قدميه وليس على أربع، كما وهبه أصابع ومفاصل تؤمن له استعمالات متعددة ليديه، كما وهبه النطق والتعبير بالكلام، كما وهبه قدرات فنية كالرسم والعزف والغناء ..الخ.
إزاء كل تلك الميزات والأكرامات، أيعقل أن يعامل الإنسان كما الحيوانات الأخرى المفطورة على ما خلقت له، من غير مطالبته بالتزام نحو المنعم والمتفضل بكل تلك الأعطيات الجزيلة؟.
أليس مطالبة الإنسان باستخدام هذه الأداة الثمينة (العقل وأدواته المنطقية)، في معرفة من وهبه كل ذلك، هو أقل القليل من تقدير لتلك التكريمات.
من محبة الخالق للإنسان، ومن تقديره له، أن جعل ذاته خفية عليه، فلا يستدل عليه بالمدركات الحسية التي أتاحها له كما لباقي الحيوانات، بل بالعقل، لذلك فمن استخدمه على الوجه الأرقى، عرف خالقه فأطاعه، فارتقى بذلك الى مصاف الملائكة، ومن فشل في ذلك فانقاد لشهواته، سقط الى مرتبة الدواب، ولذلك قال تعالى: “إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ” [الأنفال:55].
وفوق كل ذلك، ورحمة من الله بعباده، ولأنه لا يرضى لعباده جهل الكفر، فقد أودع الله في النفس البشرية فطرة الهداية، ثم أرسل لهم الرسالات منقذة، ثم أبقى لهم التوبة طوق نجاة.
وبعد، أليس الله رؤوف بالعباد!؟.

مقالات ذات صلة كلمة الرئيس الفلسطيني قطعت الطريق لإيقاف الحرب على غزة؟ 2025/05/18

مقالات مشابهة

  • «بلاش عتاب»| شعار أولياء الأمور في امتحانات الثانوية 2025.. روشتة تربوية للآباء والأمهات
  • الصندوق العربي للإنماء يؤكد استعداده لمرافقة الجزائر في إنجاز مشاريعها
  • عاصفة شمسية تضرب الأرض.. ما تأثيرها على الإنسان والتكنولوجيا؟
  • بدء تباشير "القيظ" في نزوى
  • وزارتا الداخلية والدفاع توقعان مذكرةً لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجالي الأندية والضيافة لمنسوبيهما
  • العقل زينة
  • غزة.. غياب الوقود
  • الحرارة والقصف الإسرائيلي يشعلان لبنان.. 72 حريقًا في يوم واحد والدفاع المدني يستنفر (صور)
  • الرهوي يناقش مع وزير المالية سير تنفيذ الآلية المؤقتة لدعم فاتورة المرتبات
  • عاصفة مغناطيسية تلوح في الأفق… استعدوا للاضطراب!