«نيويورك تايمز»: الاقتصاد الصهيونى على حافة الهاوية.. وارتفاع طلبات إعانة البطالة
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إنه من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة ٢٪، بسبب تأثير الحرب على العمالة، حيث تم تسريح مئات الآلاف من العمال، بعد الحرب على غزة، أو استُدعُوا كجنود احتياطيين.
وكان نحو ٢٠٪ من قوة العمل الإسرائيلية خارج سوق العمل فى أكتوبر الماضي، مقارنة بـ ٣٪ قبل بدء القتال، وفقًا لتقرير صادر عن مركز "تاوب" لدراسات السياسة الاجتماعية، وهو مركز أبحاث غير حزبى فى "إسرائيل".
وبحسب الصحيفة، يعكس الارتفاع الكبير فى معدلات البطالة، حقيقة أنّ نحو ٩٠٠ ألف شخص اُسْتُدْعُوا للقتال، أو بقوا فى منازلهم لرعاية الأطفال، بسبب إغلاق المدارس، أو أُجْلُوا من البلدات القريبة من الحدود مع لبنان وغزة، أو لم يتمكّنوا من العمل بسبب الأضرار المادية التى لحقت بصناعاتهم.
كذلك، أشارت إلى أنه منذ أكتوبر، تمكّن بعض الطلاب من العودة إلى المدرسة، وتمكّن بعض الإسرائيليين النازحين من العمل عن بعد.
ومع ذلك، فإنّ التداعيات الاقتصادية لمثل هذا الاضطراب الكبير يمكن أن تكون كبيرة، خاصة مع عدم وجود نهاية للحرب فى الأفق.
ووفق ما تابعت، فإنه حتى يوم الأحد، قدم ١٩١،٦٦٦ شخصًا فى إسرائيل طلبات للحصول على إعانات البطالة منذ بدء الحرب فى ٧ أكتوبر، وقالت الغالبية العظمى منهم إنهم تعرضوا لإجازة قسرية غير مدفوعة الأجر، وفقًا لمركز تاوب.
ونتيجة لذلك، اضطر العديد من الإسرائيليين إلى التخلى عن حياتهم للذهاب إلى الحرب، مما ترك العديد من أصحاب العمل فى وضع حرج. وبينما قدمت الحكومة الإسرائيلية بعض المساعدات المالية للعديد من الأفراد والشركات المتضررة، إلا أن المنح الإضافية التى وعدت بها كانت بطيئة فى الوصول.
قال مركز تاوب إن ما يصل إلى خمس العاملين فى الشركات المتوسطة والكبيرة كانوا فى الخدمة الاحتياطية اعتبارًا من أكتوبر، نقلًا عن بيانات من مكتب الإحصاء المركزى الإسرائيلي. وتوظف هذه الشركات – التى تضم ما لا يقل عن ١٠٠ عامل – أكثر من نصف القوة العاملة الإسرائيلية.
من جانبها أعلنت وزارة المالية الإسرائيلية، الاثنين، أن البلاد بحاجة إلى زيادة إنفاقها الدفاعى بنحو ٣٠ مليار شيكل (٨.٣ مليار دولار) خلال العام المقبل، بحسب وكالة بلومبرغ.
وأشارت الوزارة إلى أن "الموازنة بشكل عام ستصل إلى نحو ٥٦٢ مليار شيكل مقارنة بحوالى ٥١٣ مليار شيكل (١٣٩ مليار دولار) أُقِرَّت مع طرح خطة الإنفاق فى مايو الماضي".
وبجانب الإنفاق العسكري، قالت وزارة المالية إنها "ستكون بحاجة إلى ١٠ مليارات شيكل (٢.٧ مليار دولار)، لتغطية نفقات إجلاء نحو ١٢٠ ألف شخص من الحدود الشمالية والمناطق الجنوبية فى البلاد، وزيادة ميزانية الشرطة والجهات الأمنية الأخرى، بجانب إعادة بناء المستوطنات التى دمرتها حماس خلال هجوم السابع من أكتوبر".
وأوصت وزارة المالية الإسرائيلية بإغلاق ١٠ وزارات زائدة عن الحاجة إلى تغطية عجز الميزانية الذى وصل إلى ٧٠ مليار شيكل (٢٠ مليار دولار)، فى ظل الحرب على غزة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاقتصاد الإسرائيلي غزة ملیار دولار ملیار شیکل
إقرأ أيضاً:
الحرب في غزة.. تاريخ من الهدن الإنسانية منذ 7 أكتوبر 2023 (تسلسل زمني)
على مدار نحو من 22 شهرا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، شهد القطاع العديد من الأزمات الإنسانية، خلفت استشهاد وإصابة عشرات الألاف، مع فرض جيش الاحتلال الإسرائيلي حصارًا شاملاً على القطاع، وهو ما أدى إلى نقص كبير في الوقود والغذاء والأدوية والمياه والإمدادات الطبية الأساسية.
وعلى مدار هذه الفترات الطويلة، شهدت الحرب أكثر من هدنة إنسانية، كان الهدف منها توفير نافذة مؤقتة لتخفيف المعاناة الإنسانية، وتمكين إيصال المساعدات، وإجلاء المصابين والمدنيين من مناطق الاشتباك، حيث بدأت كوقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مع إمكانية التمديد، والسماح بدخول المساعدات عبر معبر رفح، خاصة الغذاء والدواء والوقود، إضافة إلى إطلاق سراح الأسرى، بين الطرفين ضمن شروط محددة للهدنة.
ولاقت الهدنة الإنسانية بين الطرفين دعما دوليا منذ البداية من جانب عدة دول ومنظمات إنسانية، خاصة الأمم المتحدة، والولايات المتحدة وقطر ومصر.
وفي الثاني والعشرين من نوفمبر عام 2023، ثمنت المملكة جهود الدول الثلاث بشأن تبادل أسرى، ودخول المساعدات الإنسانية، إلى قطاع غزة. كما جددت المملكة عبر وزارة الخارجية الدعوة للوقف الشامل للعمليات العسكرية، وحماية المدنيين.
لكن فور انتهاء الهدنة استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه على قطاع غزة بالكامل، ودوت صافرات الإنذار في غلاف غزة، كما حلقت الطائرات الإسرائيلية في أجواء غزة وآليات جيش الاحتلال تطلق نيرانها شمال غرب القطاع لتقتل وقتها العشرات من المدنيين.
وجاءت بعد ذلك هدنة جزئية في مناطق معينة لم تكن شاملة أو طويلة الأمد كانت في 2024 و2025. ولعل الهدنة الأهم جاءت مع بداية العام الجاري، قررت حركة حماس الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلية، بينهم جميع النساء (جنود ومدنيون)، والأطفال والرجال فوق سن الخمسين، والإناث والشباب تحت سن 19 سنة أولا ثم الرجال فوق سن الخمسين.
واتفق الطرفان وقتها أن تفرج إسرائيل عن 30 معتقلا فلسطينيا مقابل كل رهينة مدنية و50 معتقلا فلسطينيا لكل جندية إسرائيلية تُطلق حماس سراحها.
وعلى مدار هذه الفترة منذ بداية الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، كانت المملكة تولي جل اهتمامها بالقضية الفلسطينية، وبذلت جميع الجهود لاحتواء الأزمة القائمة في قطاع غزة، ومعالجة الوضع الإنساني الحرج، والسعي نحو إنهاء الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وتوحيد الموقف العربي والإسلامي تجاه الأزمة، والتأكيد على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو موقف راسخ وثابت لا يتزعزع.
رغم تعثر مفاوضات هدنة غزة، الأخيرة فإن إسرائيل أعلنت تعليقا تكتيكيا مؤقتا ومحدودا للعمليات العسكرية في بعض مناطق القطاع، وهو ما طرح تساؤلات حول الأسباب.
وبدا التعليق التكتيكي المؤقت للعمليات العسكرية الذي أعلنه الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، محاولة لامتصاص الغضب العالمي على الصور المفزعة القادمة من غزة.
ومع تفاقم معاناة سكان الخيام النازحين بمدينة غزة، يعيش النازحون في مدينة غزة على وقع انتشار الأمراض بين خيامهم نتيجة تكدس النفايات، وسياسة التجويع الإسرائيلية التي دفعتهم للبحث عن بقايا الطعام لإعالة أنفسهم وأطفالهم.
ومع استمرار الحرب في قطاع غزة لم تتوان المملكة في الوصول إلى وقف نهائي للحرب، حيث أعربت وزارة الخارجية عن ترحيبها للبيان الأخير الصادر منذ أيام عن 26 دولة بشأن المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وإنهاء الحرب على القطاع.
وقالت في بيان عبر وزارة الخارجية: "ترحب المملكة العربية السعودية بالبيان الصادر عن 26 من الشركاء الدوليين، طالبوا بإنهاء الحرب على قطاع غزة بشكل فوري ورفع كافة القيود عن المساعدات الإنسانية وسرعة إيصالها بشكل آمن لسكان القطاع، وعبروا فيه عن رفض تغيير التركيبة السكانية في الأراضي المحتلة وتوسيع الاستيطان".
ومع الإعلان عن ما يسمي بـ"الهدنة الإنسانية" الأخيرة"، التي تم الإعلان عنها الساعات الماضية، اعتبرت وزارة الصحة في قطاع غزة أنها لن تعني شيئا إن لم تتحول إلى فرصة حقيقية لإنقاذ الأرواح، وسط "استغاثة الجرحى وتضور الأطفال جوعا".
وقال المدير العام بوزارة الصحة منير البرش في بيان إنه "في ظل هدنة مؤقتة يخنقها التردد والصمت الدولي، يستغيث الجرحى، ويتضور الأطفال جوعًا، وتنهار الأمهات على أطلال ما تبقّى من الحياة". وطالب البرش بالإجلاء الطبي العاجل للحالات الحرجة بإصابات في الدماغ والعمود الفقري، والجرحى الذين هم بحاجة لعمليات معقدة.
قطاع غزةالحرب فى غزةالحرب الإسرائيليةالمملكة وفلسطينقد يعجبك أيضاًNo stories found.