الثورة نت:
2025-05-29@06:16:19 GMT

قراءة في خطاب قائد المسيرة القرآنية

تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT

 

 

كعادته في تقديم كل ما هو استثنائي في مساره الجهادي وفي مواقفه المبدئية الثابتة، برز السيد القائد المجاهد اليمني الأول والقائد الإسلامي الأكثر حضورا ومصداقية وشفافية، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه الأخير، متسلحا بثقة إيمانية راسخة لا يزعزعها طغاة الكون ولا تنال منها جحافل الجيوش التي أرعبت أنظمة الكون، لكنها لم تنل من عزيمة قائد أعاد لذاكرتنا عظمة أولئك القادة الذين صنعوا للأمة أمجادها وحملوا راية الإسلام إلى آفاق الكون.


الخطاب الذي ألقاه يوم الأربعاء الماضي، السيد عبدالملك، كان خطابا استثنائيا لقائد استثنائي في الزمن الاستثنائي، قائد تجاوز قيادات وزعامات 57 قائدا وزعيما عربيا وإسلاميا أخفقوا فرادى ومجتمعين أن ينصروا أشقاءنا في فلسطين وإن بإدخال الغذاء والدواء والوقود، وأن يقولوا كلمة حق أمام عدو طاغٍ، عدو جائر ومتغطرس يستمد وحشيته وجرائمه من تشجيع أمريكا التي تعد حاضنة للإجرام وصانعة الحروب وراعية العنف والإرهاب، أمريكا التي اصطفت إلى جانب العدو الصهيوني وحشدت خلفها كل أوروبا للتضامن مع العدو المجرم ضد شعب أعزل يتصدى لمن يحتله بأسلحة بدائية، فيما العدو مدجج بأحدث أسلحة العالم الحديثة، ويحظى برعاية أمريكية _غربية ويقدم له كل متطلباته المادية والعسكرية والاستخبارية ليواصل حربه الإجرامية ضد الشعب العربي في فلسطين، فيما زعامة العرب والمسلمين وقفت عاجزة عن تأدية واجبها وإن من باب أضعف الإيمان وهو إدخال المساعدات الإنسانية لأطفال ونساء وشيوخ قطاع غزة متذرعين برفض الكيان الصهيوني..!!
ليأتي الموقف اليمني بخطوات إجرائية لم يكن لا الصهيوني ولا الأمريكي يتوقعون أن تقدم عليها اليمن، على اعتبار أنهم أصحاب الكلمة العليا في المنطقة باعتبار هذا الوضع عادة مكتسبة وأن لا أحد يجرؤ أن يقف أمام غطرسة واشنطن وحليفها الصهيوني اللقيط..!!
سيد اليمن ومن خلال خطابه الشجاع والجريء- وغير المعتاد عربيا أو إسلاميا بالنسبة للأمريكي والصهيوني على حد سواء- خطاب حمل في مفرداته معاني العزة والكرامة والشموخ والإيثار والاستعداد للتضحية في سبيل موقف معلن وواجب يجب أن نقوم به تجاه الوحشية الصهيونية الأمريكية والتخاذل العربي الإسلامي، المدفوع من غضب أمريكا والخوف منها، فحمل خطاب سماحة السيد عبد الملك الحوثي ما يمكن أن نصفه بخطاب العزة والتحدي القائم على الحق والتأكيد عليه، ثباتا لموقف وتأكيدا على فعل سيدوم ما دام العدو ومن يقف إلى جانبه مصرين على مواصلة جرائمهم بحق أشقائنا في فلسطين.
غير أن أهم ما حمله خطاب سيد اليمن وقائدها، هو ما يتعلق بأنظمة الارتهان العربي والإسلامي ومطالبته لهذه الأنظمة أن تكون حيث هي وتبقى كما عهدناها بشرط أن لا تكون جزءا من عدوان قد يستهدف بلادنا على خلفية مواقفها من القضية الفلسطينية وما يتعلق بالملاحة البحرية التي حرمتها اليمن على السفن الصهيونية، وليس لنا أي علاقة بالسفن الأخرى التي من حقها الإبحار والتحرك كما تريد، باستثناء سفن العدو الصهيوني أو المتجهة إلى موانئه، وردا على حملة أمريكا وحشدها لتحالف جديد ضد اليمن وهو ثاني تحالف تشكله أمريكا ضد صنعاء بعد تحالفها الأول الذي داست عليه صنعاء بقوة الله وحكمة وقيادة قائدها الذي أكد على مواقف لم يتجرأ قبله أي زعيم أو قائد ليؤكدها أو يقولها في وجه طغاة الغطرسة والاستكبار.
الخطاب حمل أيضا للأنظمة العربية ما تستحق من الوصف بلغة راقية ومهذبة تعكس ثقافة قائد حكيم ومجاهد حصيف أنذر وأعذر وجدد موقف بلاده وشعبه بكل حزم وصرامة، رافضا التهديد والوعيد وساخرا من الحشودات التي قد ترهب العبيد ولكنها لا تهز ثبات الأحرار الذين صمدوا على مدى تسع سنوات أمام عدوان أمريكا وتحالفها المسخ، والذي لن يحصد سوى الخيبة والهزيمة والفشل كسابقه، بل أن أجمل ما في التحالف الجديد أنه سيضعنا وجها لوجه أمام أمريكا التي لنا ثأر معها، ثأر لن تمحوه إلا منازلة مباشرة تضعنا في خندق مع أشقائنا في فلسطين، وستجد أمريكا نفسها- وهي التي تغامر بكل شيء من أجل كيانها اللقيط- الخاسر الأكبر وهي التي حرصت على تخويف وترويع كل أنظمة المنطقة وتحذرهم من تقديم أي مساعدة أو تعاطف مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة هي الأقذر في التاريخ من أجل استرداد هيبة الكيان الصهيوني اللقيط، فإن مواجهة البحر الأحمر إن حدثت ستفقد بها أمريكا بقايا هيبة تتغطرس بها على الضعفاء من أتباعها الذين يعتقدون أن أمريكا هذه قدر حتمي، كما كانوا يتوهمون الكيان الصهيوني الذي يرتكب جرائمه اليوم ليردع به أولئك الذين يعتقدون أن هذا الكيان هو أسطورة المنطقة لكنه ظهر أوهن من بيت العنكبوت، كما وصفه ذات يوم سماحة السيد حسن نصر الله.
أمريكا تزبد وترعد لتحافظ على هيبة كيانها التي أهدرت ولم يعد أحد اليوم يثق بالصهاينة ولا حتى أمريكا التي بدورها أكثر حماسا للقضاء على المقاومة لأنها تريد نزع ثقافة المقاومة من وجدان أبناء المنطقة، غير أن خطاب السيد القائد أوضح الكثير من الحقائق الثابتة التي نتمسك بها وتخشاها أمريكا ومن يصطف إلى جانبها.
للموضوع صلة

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الإعيسر: أمريكا سارعت باتهام السودان في الوقت الذي تم فيه ضبط أسلحة أمريكية بيد المليشيا المتمردة

‏قال الناطق الرسمي باسم الحكومة، وزير الثقافة والإعلام ان الولايات المتحدة الأمريكية سارعت إلى توجيه الاتهامات إلى السودان باستخدام أسلحة كيميائية، في الوقت الذي ضبطت فيه القوات المسلحة السودانية ذخائر أمريكية بحوزة ميليشيا الدعم السريع المتمردة، التي ترتكب أعمالا إجرامية خارج إطار الدولة،
‏وقال الإعيسر في منشور على منصة فيس بوك “تُعد هذه الاتهامات محاولة متعمدة لتشتيت الانتباه وصرف الأنظار عن الحقيقة الأساسية وهي استخدام ميليشيا الدعم السريع المتمردة لأسلحة محرمة دوليا من صنع أمريكي، أسهمت في ارتكاب أبشع الجرائم والانتهاكات ضد الإنسانية، بما في ذلك جرائم الإبادة الجماعية في دارفور وعدد من المناطق”.
‏واضاف “تُجسد هذه الواقعة واحدة من أبشع صور المعايير المزدوجة في السياسة الدولية، حيث تُستغل الادعاءات الزائفة كأدوات للابتزاز والضغط السياسي، بينما يُتجاهل الواقع الميداني الذي يكشف استخدام ذخائر وأسلحة مصنعة في دولة تزعم الدفاع عن حقوق الإنسان، وتدعي التزامها بترسيخ القيم الديمقراطية ومبادئ العدالة”.

سونا

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • السيد القائد عبدالملك: جيل الأمة الإسلامية في أمس الحاجة إلى الرُشد الذي مصدره الله سبحانه وتعالى
  • السيد القائد: نسعى لموقف أقوى إلى جانب فلسطين في معاناتها التي لم يسبق لها مثيل
  • رداً على قصف مطار صنعاء .. السيد القائد يحذر العدو الصهيوني : التصعيد سيقابل بتصعيد ورد مؤلم
  • السيد القائد عبدالملك: سيستمر الترميم المتكرر لمطار صنعاء بالمقدار الضروري الذي يتيح استمرارية عمله
  • الكيان الصهيوني وتاريخ النازية
  • حكومة السوداني :الكيان الصهيوني تجاوز كلّ الاعتبارات الإنسانية والقانونية في حربه على غزة
  • الإعيسر: أمريكا سارعت باتهام السودان في الوقت الذي تم فيه ضبط أسلحة أمريكية بيد المليشيا المتمردة
  • شهيدان وجرحى بقصف للعدو الصهيوني على قطاع غزة
  • صنعاء تُغلق الأجواء وتفتح جبهة الاقتصاد .. الكيان الصهيوني تحت الحصار الجوي
  • الجولان في قبضة الاحتلال.. كيف يغذّي الاستيطان أطماع الكيان الصهيوني؟