حكم صلاة الجمعة لمَن أدرك الإمام في التشهد
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل راشد، ويأثم من يتأخر عنها أو يتجاهلها، وورد لدار الافتاء المصرية سؤال حول حكم صلاة الجمعة لمَن أدرك الإمام في التشهد فقط واستكمل صلاته ركعتين ولم يصلي الظهر أربع ركعات.
وأجابت الدار عبر موقعها الإلكتروني عن السؤال الذي جاء فيه:" ما حكم من أدرك مِن صلاة الجمعة السجدتين والتشهد مع الإمام، فلما سلَّم الإمام أتمَّ صلاتَه ركعتين؟، وقالت:" أن التبكير إلى الجمعة فضله عظيم، ومَن لم يدرك الجمعة وجب عليه أن يصلِّها ظهرًا أربع ركعاتٍ باتفاق الفقهاء، وأقل ما يتحقق به إدراكها مختلفٌ فيه، فالجمهور على أنه لا يكون مدركًا للجمعة إلا بإدراك ركعةٍ منها، والإمام أبو حنيفة وأبو يوسف ذهبا إلى تحقق إدراك الجمعة بإدراك أدنى جزء منها مع الإمام؛ كالتشهد أو سجود السهو".
وتابعت الدار:" إن إتمام الرجلِ الجمعة ركعتين مع كونه لم يُدرك مع الإمام فيها سوى السجدتين والتشهد -موافقٌ لمذهبِ الحنفيَّةِ، وصلاته على هذا النحو صحيحةٌ شرعًا، مع التأكيد على أنَّ الأَولَى للمصلِّي في مثل هذه الحالة أن يُتمَّ الصلاةَ أربعَ ركعاتٍ؛ خروجًا مِن خلاف جمهور الفقهاءِ، واحتياطًا في العبادة".
التبكير لصلاة الجمعةوأكدت الدار أن صلاة الجمعة فريضةٌ عظيمةٌ، أَمَرَ الله سبحانه عباده بتقديم السَّعيِ والحضورِ إليها على كلِّ عملٍ؛ فقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (الجمعة: 9).
وأوضحت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد حثنا على التَّبكير إليها، لننال عظيمَ الأجر في الآخرة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» متفقٌ عليه.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا» أخرجه الإمام الترمذي في "سننه" من حديث أوسِ بن أوسٍ رضي الله عنه.
التحذير من تأخير الحضور إلى الجمعةكما حذَّر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن تأخيرِ الحضور إلى الجمعة وكذا مِن التَّخلُّفِ عنها بغير عذرٍ؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَعَلَيْهِ الْجُمُعَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ»، إلى أنْ قال: «فَمَنِ اسْتَغْنَى بِلَهْوٍ أَوْ تِجَارَةٍ اسْتَغْنَى اللهُ عَنْهُ، وَاللهُ غَنِيُّ حُمَيْدٌ.. الحديث” أخرجه الإمامان: الدارقطني والبيهقي في "السنن".
وعن أَبي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا، طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ» أخرجه الأئمة: أبو داود والدارمي في "السنن"، وابن خزيمة وابن حبان في "الصحيح"، والحاكم في "المستدرك".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صلاة الجمعة الجمعة الصلاة يوم الجمعة دار الإفتاء المصرية الإفتاء دار الافتاء صلى الله علیه وآله وسلم صلاة الجمعة ال ج م ع ة رضی الله ى الله ع ف ی الس
إقرأ أيضاً:
أسرار "مسبعات الجمعة".. أذكار تحفظك حتى الأسبوع التالي
كشفت دار الإفتاء المصرية عن سنّة مباركة يُستحب للمسلم فعلها بعد الانتهاء من صلاة الجمعة مباشرة، وهي قراءة ما يُعرف بـ «مسبعات الجمعة»:
سورة الفاتحة
سورة الإخلاص
سورة الفلق
سورة الناس
سبع مرات لكل منها.
واستندت الدار في ذلك إلى ما أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (2577) عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، أنها قالت:«مَنْ قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، سَبْعَ مَرَّاتٍ، حُفِظَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى».
وبيّنت دار الإفتاء أن هذا الذكر باب من أبواب التحصين والسكينة، وأن الجمعة يوم تتنزل فيه الرحمات والبركات.
صلاة 4 ركعات بعد الجمعة
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن من السنن التي يُستحب للمسلم المحافظة عليها بعد صلاة الجمعة أداء أربع ركعات.
واستشهد المركز بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال:«إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيُصَلِّ بَعْدَهَا أَرْبَعًا»
— أخرجه مسلم.
كما أوضح الأزهر أن من صلى ركعتين فقط في بيته فلا حرج عليه، مستدلًا بما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما:«أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ».
وهذا يُظهر سعة الشريعة ورحمتها في تنوع العبادات.
حكم صلاة الظهر بعد الجمعة.. دار الإفتاء توضح الرأي الراجح
تلقى دار الإفتاء سؤالًا عن حكم صلاة الظهر أربع ركعات بعد صلاة الجمعة، فأجابت بأن المسألة خلافية بين العلماء، إلا أن الرأي المختار للفتوى يؤكد:
تصح صلاة الجمعة في جميع مساجد البلدة إذا تعددت المساجد بسبب الحاجة، وهو الواقع الحالي.
يجوز لمن أراد أن يصلي الظهر بعد الجمعة، والأفضل أن يصليها في المنزل حتى لا يعتقد البعض أنها فرض لازم.
وأوضحت الدار أن مقصد الشريعة من الجمعة هو اجتماع المسلمين في مكان واحد، متذللين لله تعالى، متعارفين فيما بينهم، وتزداد بينهم روابط الرحمة والتراحم، وتتوثق أواصر الأخوة.
فكلما كان الاجتماع أكبر، كان أثره أعمق في النفوس، وهو ما جعل الخلاف الفقهي قديمًا حول حكم تعدد أماكن الجمعة في البلدة الواحدة، قبل توسع العمران واتساع حاجة الناس إلى تعدد المساجد.
غاية الاجتماع يوم الجمعة.. رسالة روحية واجتماعية
بيّنت دار الإفتاء أن صلاة الجمعة ليست مجرد فريضة، بل رسالة توحيد وتراحم، تهدف إلى:
جمع المسلمين على كلمة واحدةإزالة الفوارق الطبقية والاجتماعيةنشر السكينة في النفوسترسيخ معاني الأخوةتجديد العهد مع الله تعالى في كل أسبوعوأشارت إلى أن تعدد المساجد قد يؤثر على هذه المعاني إذا لم يكن بسبب ضرورة، وهو ما جعل العلماء يختلفون في حكم اجتماع الناس في بلدة واحدة داخل أكثر من مسجد.