الجزيرة:
2025-07-08@06:38:24 GMT

كل هذه الكوارث في سنة واحدة.. هل يبدو ذلك طبيعيًا؟

تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT

كل هذه الكوارث في سنة واحدة.. هل يبدو ذلك طبيعيًا؟

يرحل عام 2023، ويلملم أوراقه، ويضمد الناس جراحهم من تبعات أحداثه المخيفة المتلاحقة، ذلك العام لم يكن سهلًا أبدًا، كانت الأحداث تتلاحق فيه بشكل مخيف.

وأنا أنبُش في ذاكرتي القصيرة عما حدث خلال عام 2023، هالني هذا الكَمّ من الألم والقلق، والحزن والتوتر، في عام واحد فقط، مما جعلني أتساءل، كلما أنهيت سطرًا أو فقرة: هل يبدو هذا طبيعيًا؟ هل كل عام مثل 2023، أم أننا ننسى؟

كورونا والتوترات العالمية

كان 2023 عامًا مليئًا بالأحداث والتوترات العالمية التي أثّرت على الساحة الدولية، فلقد شهد تفاقم الأزمات والصراعات في عدة مناطق حول العالم، مما أثر بشكل كبير على المجتمعات والأوضاع السياسية والاقتصادية.

فجائحة "كوفيد- 19" ما زالت مستمرة، فعلى الرغم من استبعاد منظمة الصحة العالمية الوباءَ من قائمة "الطوارئ الصحية العالمية"، فإنه تمّ الإبلاغ عن متغيرات جديدة لهذا المرض المُعدي في العديد من دول العالم، كما تمّ تسجيل عدد من الحالات المرضية في مستشفيات، بعضها في أوضاع خطرة.  وعلى الرغم من أن الأزمة عالمية، فإن البلدان الفقيرة هي الأشد ضررًا.

ولا تزال الحرب التي اندلعت بين روسيا وأوكرانيا في ذِروتها، وتشكل أحد أبرز التحديات للاقتصاد العالمي، الذي لم يتعافَ بالكامل من بعد الوباء. ذلك لأن روسيا وأوكرانيا من المنتجين الرئيسيين للسلع الأساسية.

وقد تسبّبت الحرب في ارتفاع الأسعار العالمية، وخاصة أسعار النفط والغاز الطبيعي. وقفزت أسعار السلع الغذائية، حيث وصل سعر القمح- تشكل أوكرانيا وروسيا 30 بالمئة من الصادرات العالمية- إلى مستوى قياسي.

ولعل التوتر بين اليونان وتركيا بسبب جزر بحر إيجة يشكل واحدًا من أبرز مشاكل حلف شمال الأطلسي.

ولم تنتهِ النزاعات والتوترات عند هذا الحد، فقد اشتدت بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، وبين أرمينيا وأذربيجان على إقليم ناغورني قره باغ، حيث يرغب كلٌ منهما في السيادة عليه. كما لا ننسى هنا الحرب الأهلية في السودان بين الجيش، وقوات الدعم السريع.

فلسطين أمّ المقاومة والأحزان

أما فلسطين، وما أدراك ما فلسطين؟ فهي تختبر المشهد الأكثر فظاعة، بواقعها المرير، ووصول عدد الشهداء إلى الآلاف، وانحياز عدد من الدول الغربية للجانب الإسرائيلي، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا.

جدير بالذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في السادس من ديسمبر، قد بعثَ برسالة إلى رئيس مجلس الأمن، مستشهدًا بالمادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، وطلب من المجلس اتخاذَ إجراء بشأن الوضع في غزة لتجنّب وقوع كارثة إنسانية.

وتنصّ هذه المادة على أنه: "للأمين العام أن ينبّه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين".

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يلجأ فيها غويتريش إلى هذا البند منذ توليه منصبه أمينًا عامًا للأمم المتحدة في عام 2017، كما أنها واحدة من المرات القليلة، منذ إنشاء الأمم المتحدة، وقد طلب- صراحة- تنفيذ المادة 99 من الميثاق.

تغيّر المناخ

ولا يزال تغيرُ المناخ أحد أكبر التحديات التي واجهها عالمنا على الإطلاق. ويشكل تهديدًا بالغ الخطورة للبشرية والبيئة، ويترتب عليه العديد من المخاطر والتحديات، منها فقدان التنوع البيولوجي، الذي يؤدي إلى تغييرات في البيئة، وانقراض الكثير من الأنواع الحيوانية والنباتية، وتأثيره على الصحة بزيادة عدد حالات الأمراض المنقولة بواسطة الحشرات كالبق والبعوض.

كما أنَّ الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، يؤدّي إلى حدوث ظواهر جوية مدمرة، مثل: الأعاصير، والفيضانات، والجفاف، وارتفاع مستوى سطح البحر، إضافةً إلى الكوارث الطبيعية المفزعة التي ضربت عدة بلدان مؤخرًا، مثل: موجة البرد القارس التي أصابت أفغانستان بداية العام، حيث وصلت درجة الحرارة فيها إلى 33 درجة تحت الصفر، وأدت إلى وفاة حوالي 70 شخصًا.

كما أنَّ زلزالي تركيا، والمغرب، والعاصفة "دانيال"، تسببت جميعها في دمار هائل وضحايا بالآلاف، وهطول أمطار غزيرة، وفيضانات شديدة، وتسبّبت العاصفة في أضرار واسعة، لا سيما في مدينة درنة الساحلية، حيث أعلنت السلطات في شرق البلاد أنها منطقة منكوبة. ناهيك عن ارتفاع درجات الحرارة الذي وصل مستويات قياسية.

كما يلوح في الأفق عددٌ يعدّ ولا يحصى من التهديدات ومخاطر أخرى، مثل: الاضطراب الاجتماعي وتقليل التفاعل بين البشر الذي ينتج عن استخدام الذكاء الاصطناعي، والاعتمادية التي يمكن أن تكون محفوفةً بالمخاطر، إذا لم يتم تقنينه بشكل صحيح، مما يؤدّي إلى نتائج غير دقيقة أو غير ذات مصداقية.

هل يبدو ذلك طبيعيًا؟

في ختام هذا الاستعراض لتحديات هذا العام على الجوانب الاقتصادية، والسياسية والعسكرية، يجب أن نتذكر أن التحديات لا تأتي فرادى، بل تواجهها البشرية بشكل مشترك، للتصدّي لهذه المخاطر.

ورغم الفظائع التي تواجهها غزة، فإن المشهد العالمي قد تغير، وانعكس رفض العالم لما يحدث في شكل مظاهرات سلمية، أو حتى مقاطعات في الدول العربية، هدفها إدانة ورفض ما يحدث في غزة.

لذلك فمهما طالت الحروب لا بد أن يأتي السلام يومًا ما، ومهما ظهرت أوبئة سيتّحد العالم، لإنتاج الأمصال واللقاحات وإتاحتها في أسرع وقت.

ومن يدري؟، لعل توترات هذا العام تسهل على الأعوام القادمة بأن تكون أكثر طبيعية وإنسانية.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

لجنة الاتصالات بالبرلمان: خدمات المحمول والبنوك هترجع بشكل طبيعي خلال ساعة

قال أحمد بدوى رئيس لجنة الاتصالات بمجلس النواب، إن سنترال رمسيس يعتبر المركز رئيسي في تشغيل كل الخدمات في قطاع الاتصالات بمصر.

وأضاف بدوي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامى عمرو أديب في برنامج الحكاية على قناة “إم بي سي مصر”، أن كل الخدمات بقطاع الاتصالات والبنوك هترجع بشكل طبيعي خلال ساعة".

وأوضح بدوي أن رجال الحماية المدنية بذلوا جهدا كبيرا في عملية الإطفاء بعد تجدد اشتعال النيران.

تعطل انستا باى وخدمة الإسعاف.. عمرو أديب: سنترال رمسيس العمود الفقرى لقطاع الاتصالاتنشأت الديهي ينفي تعذر بث برنامجه بسبب حريق سنترال رمسيسسماع أصوات ضخمة داخل حريق سنترال رمسيس.. مصدر يكشف لـ صدى البلدأحمد موسى: حريق سنترال رمسيس لم يؤثر على بث البرامج من مدينة الإنتاج الإعلاميتنظيم الاتصالات: حصر المتضررين من حريق سنترال رمسيس وتعويضهم بالكاملصحة المنوفية تعلن أرقاما بديلة للطوارئ بعد حريق سنترال رمسيسبنك دم الهلال الأحمر: رفع درجة الاستعداد القصوى استجابة لحريق سنترال رمسيس

وانقطعت خدمات الإنترنت والهاتف الأرضي في عدد كبير من مناطق محافظتي القاهرة والجيزة، وسط حالة من الترقب في الشارع، بعد اندلاع حريق ضخم في سنترال رمسيس.

توقف كابلات الاتصالات بسبب الحريق وانقطاع الكهرباء

الحريق الضخم الذي اندلع في السنترال، إضافة إلى قطع خدمات الكهرباء بالمنطقة المحيطة، قد تسببا في توقف عدد من كابلات الاتصالات الرئيسية التي تربط بين عدد من المراكز الحيوية بالعاصمة.

وأضافت المصادر، أن فرق الطوارئ التقنية تحركت فور وقوع الحادث، بالتنسيق مع الحماية المدنية، لمحاولة احتواء الأزمة والسيطرة على آثارها الممتدة، مشيرة إلى أن الخلل طال شرائح واسعة من المستخدمين، وخصوصًا في المناطق المركزية بالقاهرة الكبرى.

تعطل شامل في الإنترنت ومشاكل في التطبيقات الكبرى

ورصد موقع Downdetector العالمي، المتخصص في متابعة الأعطال التقنية، زيادة مفاجئة في عدد الشكاوى الواردة من المستخدمين داخل مصر، والتي تفيد بتعذر استخدام الإنترنت بشكل كلي أو جزئي عبر جميع شبكات الاتصالات العاملة في البلاد، بما في ذلك المصرية للاتصالات، وفودافون، واتصالات مصر، وأورنج.

وأكد الموقع أن الأعطال امتدت إلى التطبيقات الإلكترونية الكبرى، حيث اشتكى الآلاف من توقف أو بطء في عمل فيسبوك، إنستجرام، واتساب، وتيك توك، وهو ما تسبب في شلل شبه تام للتواصل الرقمي خلال الساعات الأولى للحادث.

تعطل مؤقت لخدمات الاتصالات

قال جهاز تنظيم الاتصالات، في بيان إنه حدث حريق  مساء اليوم بإحدى غرف الأجهزة بسنترال رمسيس للشركة المصرية للاتصالات؛ مما أدي الي تعطل مؤقت لخدمات الاتصالات، وتقوم فرق الدفاع المدني بالتعاون مع الفرق الفنية للشركة  المصرية للاتصالات بمحاولة السيطرة علي الحريق وتم إتخاذ الإجراءات الازمة نحو فصل التيار الكهربي عن كامل السنترال .

وأضاف: وجاري العمل علي استعادة الخدمة تدريجياً خلال الساعات القليلة القادمة، كما يجري حصر جميع الخدمات والعملاء المتأثرين من هذا الحريق.

ويوكد الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات انه سيقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استعاده الخدمة و تعويض  كافة العملاء المتأثرين من تعطل الخدمة ، ويقوم وزير الاتصالات وجميع الأجهزة المعنية بمتابعة الموقف لضمان حل المشكلة وتلافي تأثيراتها.

طباعة شارك عمرو أديب مجلس النواب لجنة الاتصالات سنترال رمسيس حريق

مقالات مشابهة

  • لجنة الاتصالات بالبرلمان: خدمات المحمول والبنوك هترجع بشكل طبيعي خلال ساعة
  • بريكس تطالب الدول الغنية بتمويل جهود المناخ العالمية
  • ثمرة تُجنى 7 مرات في العام.. التين التركي يغزو الأسواق العالمية
  • من بينها الزبادي.. 11 مصدرًا طبيعيًا لبكتيريا البروبيوتيك
  • الصميل.. بديل طبيعي للثلاجة في حياة البادية بالحدود الشمالية
  • مصر تشارك فى فعاليات القمة العالمية لمجتمع المعلومات WSIS+20 بـ جنيف
  • لماذا يبدو بعض الأشخاص أصغر من أعمارهم الحقيقية؟.. 6 نصائح تصبح مثلهم
  • التضاريس الوعرة والذخائر غير المنفجرة أبرز التحديات التي تواجهها فرق الدفاع المدني أثناء عملها لإخماد الحرائق في ريف اللاذقية
  • الصورة التي أربكت العلماء.. «الشبح الأحمر» يظهر بوضوح في الفضاء!
  • سيف بن زايد: الإمارات تواصل تعزيز مكانتها على الخريطة الاقتصادية العالمية