أنتقد أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي تخطي وزارة الخارجية الأميركية لصلاحيات الكونغرس في الموافقة على عمليات بيع الأسلحة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
 
جاء ذلك على لسان أحد أعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور تيم كين الذي دعا إلى "توضيح علني للأساس المنطقي وراء هذا القرار الذي يعد الثاني من نوعه هذا الشهر وفقا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست".


 


وأكد السيناتور كين في بيان صحفي أنه "يجب أن تتمتع الكونغرس برؤية شاملة حول الأسلحة المنقولة إلى دول أخرى" معبرا عن حاجة ملحة لفهم المزيد حول هذه الصفقات العسكرية.
 
رفض لتجاوزات الكونغرس
 
وفي سياق متصل أكد السيناتور تيم كينر ردا على تصاعد التوترات حول قرارات بيع الأسلحة إلى إسرائيل قائلا: "مثلما يلعب الكونغرس دورا حاسما في جميع شؤون الحرب والسلام يجب أن يكون للكونغرس رؤية كاملة بشأن الأسلحة التي ننقلها إلى أي دولة أخرى إن تجاوز الكونغرس دون داع يعني إبقاء الشعب الأميركي في الظلام".
 
وفي تأكيد للموقف الرافض كتب فان هولن مقالا في صحيفة "واشنطن بوست" داعيا إسرائيل إلى خوض "حرب عادلة ضد حماس مشيرا إلى أن هذه الخطوة تعزز التوترات في المنطقة وتعرقل جهود تحقيق الشفافية والمساءلة.
 


من جهة أخرى أعلنت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأميركية أن إسرائيل قدمت طلبا لإضافة صمامات ومفجرات وقذائف عيار 155 ملم إلى طلب البيع السابق مما زاد كلفته الإجمالية المقدرة إلى 147.5 مليون دولار مع توجيه الحكومة الأميركية إلى ضرورة إشعار جديد.
 
كما صرح وزير الخارجية أنتوني بلينكن بأن "هناك حالة طوارئ تتطلب هذا البيع الفوري للحكومة الإسرائيلية" مما يُسهم في تجاوز الكونغرس ويمنح الصفقة الطابع الطارئ مع التأكيد على أن الذخائر ستستمد من مخزونات الجيش الأميركي.
 
البيان الرسمي وتفاعلات دولية
 
أوضحت الحكومة الأميركية في تفاصيل البيان الرسمي أن "إسرائيل" ستستخدم القدرة المعززة لردع التهديدات الإقليمية وتعزيز دفاعاتها" مشددة على أهمية استخدام جميع الدول للذخائر وفقًا للقانون الإنساني الدولي.
 
كما أعرب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن تقديره للخطوة الأميركية بإرسال الأسلحة معبرا عن تأييده لها.
 
لكن أشار خبير الأسلحة السابق في وزارة الخارجية الأميركية جوش بول إلى أن "قرار بلينكن بإطلاق هذه الذخائر غير الموجهة يسمح لإسرائيل بمواصلة نهج العمليات في غزة الذي أسفر عن مقتل العديد من الفلسطينيين مؤكدا أن ما يحدث "أمر مخز وجبان ويجب بصراحة أن يقلب معدة أي إنسان محترم".
 
 دعوات إلى تحرك دولي
 
يواصل السيناتور الجمهوري بيرني ساندرز مطالباته بحماية المدنيين في غزة حيث دعا في منتصف ديسمبر الماضي إلى "زيادة الجهود لحماية المدنيين في غزة" وانتقد سلوك دولة الاحتلال خلال عدوانها على القطاع.
 
وأكد ساندرز في تصريحاته أنه لا يؤيد تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لحكومة نتانياهو، معتبرا ذلك دعما لمواصلة "الحرب الرهيبة" ضد الشعب الفلسطيني.
 


كما أشار إلى الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة حيث نزح ما يقرب من 2.3 مليون نسمة من منازلهم بسبب الهجمات الإسرائيلية المدمرة.
 
وتركز نقد ساندرز على الأثر الكارثي للنزوح والخسائر البشرية والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون.
 
وكانت الحكومة الأميركية أعلنت الجمعة الماضي أنها وافقت "بشكل طارئ" على بيع ذخائر مدفعية لإسرائيل بقيمة تزيد عن 147.5 مليون دولار دون اللجوء إلى موافقة الكونغرس في هذا السياق.

كما وافقت واشنطن أيضا بشكل طارئ في 9 ديسمبر الماضي على بيع إسرائيل حوالي 14 ألف قذيفة دبابة عيار 120 ملم وذلك لاستخدامها في حربها المستمرة ضد حركة حماس في قطاع غزة وفقا لوكالة فرانس برس.
 
يعارض تلك المبيعات السيناتور تيم كين وزملاؤه الديمقراطيين في مجلس الشيوخ حيث يرون فيها استمرارا لسياسة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في تجنب إحاطة الكونغرس بقرارات المبيعات العسكرية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الكونغرس واشنطن واشنطن الكونغرس الاسلحة الحكومة الأمريكية العدوان على غزة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

التحرّك النووي الروسي على سواحل كوبا وبواعث القلق الأميركي

"على بُعد 150 كيلومترًا من سواحل ولاية فلوريدا الأميركية، يرسو منذ الأربعاء الماضي، وحتى الإثنين القادم، أسطولٌ بحري روسي يتضمن غوّاصة تعمل بالطاقة النووية، في مرفأ العاصمة الكوبية هافانا". جملة خبريّة كان من الممكن أن ترِد في نشرات الأخبار بشكل سرديّ باهتٍ، غير أن ثالوث الدّول المذكورة فيه، كفيلٌ بدقّ نواقيس الانتباه والتدقيق في الخبر، لاسيما أن تطورات الصراع القائم بين روسيا من جهة، وأوكرانيا والولايات المتحدة وباقي الحلفاء من جهة أخرى، بلغ أشدّه في الأسابيع الأخيرة.

توجّس وإثارة

في الحقيقة، لم يفاجَأ الإعلام الأميركيّ بوصول الأسطول الروسيّ إلى كوبا هذا الأسبوع، فقد كانت وزارة الدفاع الروسيّة، قد أعلنت الشهر الماضي، أن أسطولًا روسيًا مكوّنًا من ثلاث بواخر من "أسطول الشمال البحري"، سوف يتّجه إلى المحيط الأطلسي لأهداف تدريبية، غير أن انضمام الغوّاصة النووية إلى الأسطول، تمّ في وقت لاحق. ولا يُستبعد أن يتّجه الأسطول بعد محطته الحالية في كوبا، إلى فنزويلا بعد ذلك. لكن زيارة وزير الخارجية الكوبي إلى روسيا، بعد يوم واحد من وصول الأسطول الروسي إلى كوبا، زادت الأمر إثارة.

ويبدو أن التوجّس من رسائل وصول الأسطول الروسي، لاسيما الغواصة النووية، إلى مرفأ العاصمة الكوبية، اقتصر على الأوساط السياسية والرأي العام العالمي. حيث أجمعت الرواية الكوبية والروسية على أن وصول الأسطول الروسي إلى كوبا، يأتي في إطار تعاون دولي بين بلدَين تربطهما صداقة تاريخية، مع تأكيد أنّ السفن لا تحمل أسلحة نووية. كما أكّد الجانب الروسي أن حركة الأسطول في المحيط الأطلسي تدخل ضمن برنامج تدريبات عسكرية بروتوكولية، وتتمّ وفق القواعد الدولية. علمًا أنها ليست المرة الأولى التي ترسو فيها بواخر حربية روسية على السواحل الكوبية، حيث كانت آخرها عام 2019، وقبلها في 2013.

غير أنّ التصريحات الأميركية بشأن الحدث، جمعت بين موقفَين. ففي الوقت الذي يقول فيه كبار المسؤولين؛ إنّ واشنطن ليست منزعجة من تنقّل الأسطول الروسي في المحيط الأطلسي وتوقّفه بكوبا، وأنه ليس هناك أي داعٍ للانشغال، قامت البحرية الأميركية بحشد سفن حربية على سواحلها الجنوبية في ولاية فلوريدا، المقابلة لجزيرة كوبا.

رسالة موجّهة

ومقابل رسائل الطمأنة من الجانبين: الروسي والأميركي، تبقى تصريحات الرئيس الروسي بالتزامن مع وصول أسطول بلاده إلى كوبا، الأربعاء الماضي، مثيرةً للجدل. حيث هدّد خلال اجتماعه بممثلي وكالات الأنباء الدولية، بنشر "صواريخ تقليدية" على مسافة قريبة من الولايات المتحدة وحلفائها من الأوروبيين إذا سمحوا لأوكرانيا بتوجيه ضربات في عمق روسيا بأسلحة غربية بعيدة المدى، داعيًا إياهم إلى عدم الاستهانة بردود فعل بلاده. وتأتي تلك التصريحات على خلفية التطورات المتسارعة في ساحة المعركة الأوكرانية و"الهبّة" الغربية التي وحّدت الولايات المتحدة وحلفاءها من أوروبا وخارجها، على قرار تعزيز دعمهم العسكري لأوكرانيا، وحثّها على ضرب أهداف روسية بأسلحتهم.

وهذا ما دفع البعض للربط بين تهديدات الرئيس الروسي، ورسو أسطول بلاده الحربي، بغوّاصته النووية، في أحد مرافئ بلد صديق، على بُعد عشرات الكيلومترات من السواحل الأميركية! في إشارة إلى أنها رسالة مقصودة لواشنطن.

ورغم التخوّف من اندفاع الرئيس الروسي وتلويحه بتفعيل العقيدة النووية الروسية، التي تمنحه حق استخدام السلاح النووي، ضد أي هجوم بأسلحة نووية على بلاده، فإن جزءًا من آراء السياسيين الغربيين يستخفّ بتهديداته، ويصنفها في خانة العنتريّات، والاستعراض الهادف إلى لملمة ثقة الروسيين بنظامهم.

على صعيد آخر، وبعيدًا عن الاصطفافات الأيديولوجية في الحرب الأوكرانية الروسية، واتّساع رقعة تحالفاتها، فإن هناك جانبًا براغماتيًا لا يمكن إغفاله في دلالات رسو الأسطول الحربي الروسي بكوبا، حيث إن الإنهاك الذي أصاب هذا البلد المُعاقب أميركيًا منذ ستة عقود، يجعله يُرحّب أيما ترحيب بأي تعاون ودعم ونفط وأغذية وسلاح من الدول الصديقة، لاسيما من دولة بحجم روسيا، وفي هذه المرحلة التاريخية المعقّدة.

إزعاج واستفزاز

أمّا روسيا، فإن تنقُّلها بين الدول الصديقة لها، في الشرفة الخلفية للولايات المتحدة، يعتبر في حدّ ذاته، إثباتًا لواشنطن بقدرتها على نقل جانب من معركتها على أرض أوكرانيا، إلى القارة الأميركية، ولو بالتهديد، على النحو الذي تفعله الإدارة الأميركية خارج أراضيها. ويمثّل صمود أنظمة مثل كوبا وفنزويلا أمام مكائد الإدارة الأميركية الساعية لتقويضها، خير وسيلة لاستمرار الاستفزاز الروسي لواشنطن، من مسافات قريبة.

بعض الآراء، مضت إلى ما أبعد من ذلك، ورأت في الأمر "تحرّشًا سياسيًا" روسيًّا بالولايات المتحدة، قد يكون من بين أهدافه "العنتريّة"، التذكير بأزمة الصواريخ الكوبية في 1962، ضمن أحداث الحرب الباردة، والتي هبَّ خلالها "الاتحاد السوفياتي" في ذلك الوقت إلى دعم الحكومة الكوبية ببناء قواعد صواريخ نووية متوسطة المدى على أراضيها، تمكنها من ضرب الأراضي الأميركية. وكان ذلك بمثابة ردّة الفعل على نشر الولايات المتحدة عام 1961، صواريخها في إيطاليا وتركيا، بنيّة ضرب موسكو بالرؤوس النووية.

ورغم تفاوت موازين القوى بين القوة الأميركية والسوفياتية، فإن الأزمة بين الجانبَين انتهت بسحبهما صواريخهما، لكن كابوس الاقتراب من مواجهة عسكرية، بقي راسخًا في الأذهان.

رغم أن وصول الأسطول الحربي الروسي بغوّاصته النووية، في هذا التوقيت إلى السواحل الكوبية الواقعة في خصر المحيط الأطلسي، لا يُمكن أن يُؤخذ على محمل الخطر الجِدّي، فإن الحضور الروسي كما الحضور الصيني في القارة الأميركية يبقى مصدر إزعاج للإدارة الأميركية، يحرمها من حُلم الإمساك بمفاتيح القارّة، والاقتراب من تحقيق حُلم "مبدأ مونرو"!

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • بيني جانتس: أمن إسرائيل يتطلب تجنيد مزيد من الجنود
  • إحاطة سرية تكشف معالم الاتفاق الأميركي السعودي المرتقب
  • الانتخابات الأميركية: تنافُس حزبي شرس لانتزاع الأغلبية في الكونغرس
  • السيناتور الأمريكي يدعو لدعم تقرير أممي يتهم "إسرائيل" بجرائم حرب
  • الكونغرس الأميركي يقترح على بادين الاهتمام بالتبت
  • أكثر من مجرد مقاطعة.. تقرير يكشف خطط الديمقراطيين بشأن خطاب نتانياهو بالكونغرس
  • أكثر من مجرد مقاطعة.. تقرير يكشف خطط الديمقراطيين بشأن خطاب نتانياهو في الكونغرس
  • صفقات بيع الأسلحة للسعودية.. أي تحوّل في موقف واشنطن؟
  • التحرّك النووي الروسي على سواحل كوبا وبواعث القلق الأميركي
  • تحوّل في موقف واشنطن.. مراجعة صفقات بيع الأسلحة للسعودية