نادال يخسر أولى مبارياته الرسمية بعد عام من الغياب
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
الأحد, 31 ديسمبر 2023 4:40 م
متابعة/ المركز الخبري الوطني
خسر الإسباني رافائيل نادال في أول مباراة رسمية له بعد نحو عام من الغياب عن ملاعب التنس بسبب الإصابة، حيث سقط مع مواطنه مارك لوبيز في الدور الأول من منافسات الزوجي بدورة برزبين.
وخسر الثنائي الإسباني يوم الأحد أمام الزوجي الأسترالي المكون من ماكس بورسيل وجوردان تومسون بمجموعتين دون رد وبواقع 4-6 و4-6 في مباراة استغرقت ساعة واحدة و13 دقيقة.
ويواجه بورسيل وتومسون في الدور الثاني لدورة برزبين الأسترالية، الثنائي المكون من الكرواتي نيكولا مكتيتش والفرنسي أوجو نيس، بينما سيصب نادال تركيزه في منافسات الفردي لدورة برزبين التي يستهلها بعد غد الثلاثاء بمواجهة النمساوي دومينيك تيم.
ولم يلعب نادال صاحب الـ22 لقبا كبيرا منذ خسارته أمام الأمريكي ماكنزي ماكدونالد في الدور الثاني من بطولة أستراليا المفتوحة في يناير الماضي وتراجع في التصنيف العالمي في الوقت الحالي إلى المركز الـ663.
وسيحاول نادال المصنف أولا عالميا سابقا، استعادة مستواه السابق عندما يشارك في دورة برزبين
وبطولة أستراليا المفتوحة هذا الشهر لكنه يهدف أيضا إلى أن يكون في كامل جاهزيته البدنية عندما يخوض بطولة رولان غاروس في يونيو 2024 وهي المفضلة له بعد أن توج بطلا لها 14 مرة وهو رقم قياسي من الصعب ليس فقط تحطيمه بل الاقتراب منه.
وكان ابن الـ37 عاما خضع لجراحتين خلال عملية تعافيه الطويلة، وصرح في مايو الماضي بأنه يريد أخذ قسط من الراحة لمحاولة العودة أقوى مما كان.
المصدر: المركز الخبري الوطني
إقرأ أيضاً:
تدريبٌ على الغياب: العَتَبةُ النَّصِّيَّة بوصفها مفتاحًا تأويليًّا في عالم طارق عودة القصصي
#سواليف
تدريبٌ على الغياب: العَتَبةُ النَّصِّيَّة بوصفها مفتاحًا تأويليًّا في عالم #طارق_عودة القصصي
د. #مي_بكليزي
العتبةُ النصيّةُ التي نلجُ من خلالها إلى عالم طارق عودة القصصي، ق. ق. ج. وق. ق.، هي عتبةٌ مشحونةٌ بالدلالات، ومفتوحةٌ على التأويل.
مقالات ذات صلةتدريبٌ على الغياب؛ فلولا أنَّ الغيابَ ثقيلٌ ومُضنٍ، لما احتجنا إلى “تدريبٍ” عليه!
يُفجِّر العنوانُ وعينا بما يختزنه النسقُ الثقافيُّ المُضمرُ من خيباتٍ وخذلانٍ، وإحباطاتٍ تفتكُ بالنفوسِ وتُقوِّضُ المعنويات.
فلا تُمعنوا في التوسُّمِ بالأفضلِ ممّن أحسنتم إليهم يومًا؛
فالوعودُ أثقالٌ على عواتقِ حامليها، تطوّقهم بالرغبةِ في الهروبِ من مواثيقها المغلظة، وديونها المؤجَّلةِ طويلًا.
العتبةُ مشرعةٌ على التأويل: لغويًا، نفسيًا، رمزيًا، ودلاليًا.
جاء العنوانُ جملةً اسميةً بدأت بمصدرٍ صريحٍ (تدريب)، في بنيةٍ لغويةٍ نادرة، ما أكسبه شحنةً دلاليّةً عاليةً توحي بضرورةِ تعلُّم تقنياتِ الغياب، والاستعدادِ له، بل والتعايشِ مع حضورهِ الطارئ أو الدائم.
النَّكِرتان “تدريب” و”غياب” تفتحان الدلالة على العموم، فالغيابُ هنا لا يخصُّ حالةً بعينها، بل يشمل كلَّ ما فقدناه: الوطن، الحبيب، الأهل، الأمان، وحتى الذّاتُ حين تغترب عن نفسها.
إنَّه تدريبٌ بالإكراه، لا بالاختيار؛ لأنَّ الغيابَ في جوهرهِ مفروضٌ علينا، قسرًا لا طوعًا، لذا نحتاجُ إلى تمرينِ النفسِ على التحمُّلِ والتجاوز، وعلى اجتيازِ هذه العقبة الكَأْداء التي لا تخلو من الألم.
في القصة القصيرة لدى طارق عودة، يبدأُ النصُّ بالمفارقة، وينتهي عندها؛ حيثُ القفلةُ المدهشةُ التي تكسرُ أفقَ توقُّع القارئ، فتدفعُ تفكيرهُ -كما اللغةُ ذاتها- إلى نهايةٍ منفيةٍ، غائبةٍ عن السياق، غير متوقعةٍ، تمامًا كما هو الغيابُ نفسه.
وما إن استطاع الحصول على فراغٍ، حتى شرع بتأثيثه!
يا لها من مفارقةٍ وجوديةٍ لاذعة! الفراغُ والتأثيثُ؟!
نزاعٌ داخليٌّ في بناءِ المعنى، يسير في منعطفٍ خطيرٍ يذهبُ بالعقلِ إلى حافَّة التساؤلِ والذهول.
لا منطقَ، لا تراتبيةَ تقليديةَ للأحداث!
قولٌ مقتصدٌ في ألفاظه، مُكثَّفٌ في دلالاته، شاحذٌ لهمَّةِ القارئ، يدفعه للاندماجِ مع النصِّ وتقبُّلِ دلالته المتطرفةِ حدَّ التنافرِ الظاهري.
هكذا تمضي شذراتُ هذا الوهج القصصيّ الوامض، لتُحدثَ في القارئ ارتياعًا لا يهدأ، وقلقًا معرفيًّا يُعاكسُ الرقةَ والسكون، فيوقظُ بركةَ الفكرِ النائمة، ويُحرّكها على هيئةِ حلقاتٍ متسعةٍ تتوالى وتتعمق.
هنا، تكمن عبقريةُ طارق عودة في استثمارِ “الغياب” لا كفكرةٍ فحسب، بل كمناخٍ بنائيٍّ، وجسرٍ تأويليٍّ يعبُرُ عليه القارئُ إلى أفقٍ سرديٍّ مغاير، قائمٍ على الإدهاش، والتكثيف، والتمرد على النمطي.