لجريدة عمان:
2025-11-12@16:49:32 GMT

على أمل بين عامين

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

عام مضى بكامل حمولته وكل سكانه وحامليه، بشتّى مِنَحِه وأصعب مِحَنِه، عام مضى بين آمال لا تتلاشى أو تَفنى، وآلام لا تُنسى ولا تخفى، ويأتي عام جديد نقبض فيه على دعواتنا الصادقة لتتسع فيه فضاءات الأمل، وتختفي دوائر الألم والأسى، فأي الصُعَد نريد لتوصيف هذا العام المنصرم؟ الصعيد المحليّ، الإقليمي، العالمي أم الصعيد الشخصي لكل فرد منا؟ أما الصعيد الفردي فمختلفة ألوانه، متباينة تطلعاته فلا أقل من تمني بلوغ الأمل للجميع متجاوزين تحديات الحياة بما يضمن لكل منا غدا آمنا معقودا بنواصيه الخير والفرح والسلام.

أما على الصعيد المحلي فلا يمكن إلا إنصاف العام الماضي، والإشادة بكل ما تحقق فيه وخلاله من عمل دؤوب رعى توجيهه والإشراف عليه وخطّ مراسيمه وقوانينه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- سعيا من جلالته لإشراك مختلف فئات المجتمع في تنفيذ رؤية عمان الطموحة بدءا بالتشريعات القانونية المؤسسة للمرحلة القادمة بمستجداتها، مرورا بتشكيلتي مجلس الدولة ومجلس الشورى لسنوات قادمة من العمل لصنع الفرق المتناسب والمرحلة، وصولا للزيارات السلطانية الدولية السامية لمجموعة من الدول الشقيقة والصديقة بهدف تفعيل الشراكات الاقتصادية والمنافع التنموية، ثم دعم مستقبل عمان المأمول عبر إعادة صياغة منظومتي صندوق الرعاية الاجتماعية وقانون العمل؛ هذا التجسير المسؤول يهدف إلى دعم النظام الاجتماعي الشعبي بهذه الآلية المجهزة والمهيأة لتأسيس منجزات القادم من أعمال التنمية، وتمكينات الإنعاش الاقتصادي مع متعلقاتها المتصلة بتحسين مستوى دخل الفرد عبر تحريك نظام التقاعد والترقيات، كل تلك الجهود لا يمكن إلا أن تعمل على خلق حواضن مُمَكِّنة ومُفَعِّلة لتصورات ومقترحات ورؤى التخطيط الاقتصادي القادم محليا ودوليا، مرحلة فارقة لم يكن ممكنا تجاوزها أو عبورها لبلوغ منجز وطني حقيقي.

على الصعيد الإقليمي يعيش العالم العربي اليوم -مع الانتقال بين عامين -مرحلة صعبة من تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة، مرحلة مروعة من تنازع المصالح والقيم، من تكشف وحشية آلة السياسة والحروب، هذه الحرب التي يؤكد المحللون أنها الأعنف منذ هجوم الحلفاء الانتقامي على المدن الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية حصدت أرواح الفلسطينيين في حرب غير عادلة ولا متكافئة، حرب ليست واقعية وحسب بل هي حرب ثقافية لها واقع ميداني في أرض غزة بين مجموعة دول كبرى في مواجهة مدنيين وأفراد من المقاومة الفلسطينية، لكن لها واقعا افتراضيا أرحب مما تصورته دول الصراع، وهو الواقع الذي يرتكز عليها الرهان حاليا في القدرة على دعم المقاومة الفلسطينية، والقدرة على تحويل الوعي الشعبي العالمي وتوجيه بوصلته من نصرة إسرائيل إلى نصرة القضية الفلسطينية عامة وليس غزة وحدها.

على الصعيد العالمي تغذّت صراعات القوى العظمى على الأزمات الشعبية المجتمعية الكبرى اقتصاديا واجتماعيا وصحيّا وحتى مناخيا، إذ أصبح كل شيء قابلا لتحويله مادة للكسب وميدانا للتنافس الاقتصادي بين هذه القوى بعيدا عن كل ادعاءات العالم المادي المتمدن في التمسك بما هو قيمي إنساني، أو فكري روحي، ومع التهافت المتسارع على المادة تتحجم قيمة الإنسان، وتتقيد كل منظومات العمل الحقوقي الإنساني، وتتسع أطر عمل مؤسسات المجتمع المدني لاستيعاب المُستثنى من العقاب، والمَعْفِيّ من اللوم والتأنيب بما يملك من نفوذ، وما يوظف من إمكانات للسكوت عن سوءاته، أو تبريرها، أو حتى تجميلها إن لزم الأمر.

نعبر إلى العام الجديد بكثير من الأمل، وبترقب لتباشير الخير ومؤشرات النماء مع بواكير هذا العام القادم، بطاقات من العمل والعطاء منطلقا زمنيا لسعي مخلص للمشاركة المسؤولة مجتمعيا، وللمواطنة الفاعلة فكرا سلوكيا، وللتقييم الحقيقي الواقعي والنقد الإيجابي بعيدا عن أي مجاملة أو نفعية، نعبر إلى عام قادم نتعاهد فيه على أن نرسم أحلامنا الأجمل، وطموحاتنا الأسمى دون الانتقاص من طموحات الآخرين أو التقليل من سعيهم، نعبر إلى عام جديد نتكامل فيه باختلافنا الجميل دون عداء أو ضغينة علّنا نبلغ العام القادم بتحقق أحلامنا الشخصية، وتكامل تكافلنا المجتمعي، واكتمال وعينا المعرفي بقضايا أمتنا، وتحديات واقعنا العالمي، نشحذ أرواحنا طاقة إيجابية ورؤى خلّاقة لنملأ هذا العام عطاء ومحبة.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بلدية بيت لحم: قررنا عودة احتفالات أعياد الميلاد بعد عامين من الانقطاع

قال رئيس بلدية بيت لحم ماهر قنواتي، إن مجلس البلدية قرر العودة للاحتفالات بأعياد الميلاد المجيدة، بعد عامين من الانقطاع، جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس .

وأضاف قنواتي في حديث لوكالة الأنباء الفلسطينية، أن هذا القرار لقي مباركة وموافقة من قبل القيادة السياسية الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس والمجلس الأعلى للكنائس، مشيرا إلى أن فكرة إعادة الاحتفالات جاءت بداية من الإعلان عن إقامة سوق الميلاد، إذ حظي بترحيب كبير شعبيا وسياسيا ودينيا، وهو ما دفع المجلس البلدي لعقد اجتماع موسع، واتخاذ قرار العودة إلى الاحتفالات.

وأشار، إلى أن بيت لحم بحاجة للعودة بعد عامين توقفت فيها كل مظاهر الاحتفال بأعياد الميلاد، جراء العدوان على قطاع غزة، وأيضا من أجل إيصال رسالة للعالم بأن شعبنا صاحب حق ويتوق للحرية والاستقلال.

وقال قنواتي: نحن في سباق مع الزمن للتحضير والتجهيز لاستقبال أعياد الميلاد، ونؤكد للعالم ورغم ما يشاهدونه على شاشة التلفاز من اعتداءات وقتل وتدمير في غزة والضفة الغربية، إلا أن مدينة بيت لحم آمنة وهادئة بفعل الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ومؤسسات بيت لحم والمواطنين.

وبسؤاله حول طبيعة الفعاليات قال: كانت البلدية قبل توقف الاحتفالات، تبدأ استعداداتها في شهر أيار من كل عام، غير أن هذا العام تقرر العودة الاحتفالات قبل أيام قليلة، لذلك فإنه سيتم الإعلان عن برنامج الفعاليات خلال الأيام المقبلة.

وأشار قنواتي، إلى أن الوضع المالي للبلدية صعب جدا في ظل وجود نحو 70 مليون شيكل ديون مستحقة على المواطنين وجهات أخرى، كما أن موظفي البلدية لم يتلقوا رواتبهم منذ ثلاثة أشهر بسبب الوضع القائم، مشيرا إلى أن الرئيس منح البلدية 30 ألف دولار للقيام بالتحضيرات.

وأوضح، أن هناك اجتماعات واتصالات سواءً محليا أو دوليا للبحث حول طبيعة الفعاليات، آخرها كان اجتماعا مع 13 سفيرا اجنبيا حيث تم مناقشة تنظيم فعاليات فنية وتراثية وثقافية ومسرحية.

وشدد قنواتي، على أهمية عودة الحياة لشارع النجمة التاريخي من خلال تنظيم فعاليات على طول امتداده وأحيائه، مؤكدا أن الفعاليات لن تقتصر على ساحة المهد بل ستكون حاضرة في أحياء وأزقة المدينة، وستمتد أيضا إلى خارجها.

وأشار إلى أنه سيتم تزيين ساحة المهد وشوارع وأزقة بيت لحم بالزينة الموجودة من الأعوام السابقة، لافتاً إلى أن شجرة الميلاد ستُعاد إلى مكانها في ساحة المهد بحلة جديدة تبرع بها المواطن شادي بهنان، حيث يبلغ ارتفاعها 20 متراً وقطرها 10 أمتار، أي أنها أكبر من سابقتها التي بلغ ارتفاعها 17.5 متراً وقطرها 7 أمتار.

وشدد قنواتي، على أن غزة ستكون حاضرة في أجواء الميلاد هذا العام، مشيراً إلى أن التحضيرات جارية لإعداد قصة الميلاد، والتي ستجسّد مشهداً مشابهاً لقصة "هيرودس" وقتل الأطفال، في إشارة إلى ما يجري في قطاع غزة من جرائم واستهداف للأطفال.

وتابع أن البلدية كثّفت في الآونة الأخيرة اتصالاتها مع المدن الشريكة، البالغ عددها 109 مدن حول العالم، وقد أكد عدد كبير منها، ولا سيما المدن الإيطالية، مشاركته في فعاليات الميلاد. وأضاف أن هناك فكرة أخرى تتمثل في تسجيل كل بلدية رسالة قصيرة إلى فلسطين ومدينة بيت لحم مدتها 12 ثانية، ستُعرض خلال احتفالات الميلاد.

كما سيقوم رئيس البلدية بنشر ما بين 7 إلى 10 مقاطع فيديو يوميًا، يوجّه من خلالها رسائل إلى العالم يدعو فيها لزيارة بيت لحم.

وحول احتفالية إضاءة الشجرة قال: ستكون كما كانت سابقا، يحضرها شخصيات سياسية ودينية ومواطنين، فيما أن هناك 150 شخصية سياسية ودينية من العالم ستحضر الفعالية.

وأكد قنواتي، أن البلدية تسابق الزمن من أجل إعادة تفعيل مجلس تطوير السياحة الذي توقف عن النشاط منذ فترة، وأنجز مشاريع من خلال جلب مجموعات سياحية من داخل أراضي الـ48، بالإضافة إلى تجهيز فيديوهات يظهر فيها المناطق التاريخية والثقافية والتراثية في المحافظة، كذلك إنجاز مشروع "يلا على بيت لحم"، والذي أبرز المواقع التراثية والتاريخية والدينية مثل العبيدية، بتير، الخضر، تقوع، الخضر، ارطاس، بيت ساحور، بيت جالا وغيرها، بهدف جذب السياحة.

وأشار، إلى أن محافظة بيت لحم مغلقة ومحاصرة ويوجد فيها (143) حاجزا وبوابة حديدية، ما قيد من حركة المواطنين، مشددا أن المحافظة ستتغلب على عراقيل الاحتلال بشتى الوسائل من أجل ضمان نجاح فعاليات أعياد الميلاد.

ودعا أصحاب المحال والمنشآت المتوقفة عن العمل إلى استئناف نشاطهم مجدداً، مشيراً إلى أن البلدية أقرت خصومات تشجيعية على المستحقات والعوائد تتراوح نسبتها بين 30% و40%.

المصدر : وكالة سوا - وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى الاحتلال يهدم منزلا في سلوان جنوب المسجد الأقصى الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز الحمرا جنوب شرق طوباس الأكثر قراءة أمامهم خياران - نتنياهو يحسم الأمر بشأن خروج مقاتلي حماس من أنفاق غزة المصور عمر اشتيوي يفوز بجائزة "إيان باري" العالمية للتصوير الصحفي لعام 2025 طرح مناقصتين لبناء وحدات استيطانية جديدة بالضفة الغربية تفاصيل رسالة جوابية من ولي العهد السعودي للرئيس عباس عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • جولة تفقدية لكانديس أرديل في سوق بلدة معركة
  • هيعدي الـ185 يوما | وزير التعليم يعلن زيادة عدد أيام العام الدراسي القادم
  • بلدية بيت لحم: قررنا عودة احتفالات أعياد الميلاد بعد عامين من الانقطاع
  • البرهان يبلغ نائب مدير برنامج الغذاء العالمي ضوابط وشروط بعد طرد مديره من السودان
  • ألكاراز على بعد 50 نقطة من صدارة التصنيف العالمي
  • "هيئة التأمين الصحي الشامل" تشارك في النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي PHDC’25
  • "الداخلية" تحتفي بأسبوع الجودة العالمي تحت شعار "فكر باختلاف"
  • نقابة المحاسبين اليمنيين تحتفي باليوم العالمي للمحاسبة ويوم المحاسب اليمني
  • ألكاراز يستعيد صدارة التصنيف العالمي للتنس
  • حظك اليوم وتوقعات الأبراج الاثنين 10 نوفمبر 2025 على الصعيد الصحي والمهني والعاطفي