صناعة السفن في الغردقة.. تراث عريق يجذب السياح
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
من الأجداد إلى الأحفاد، انتقلت مهنة صناعة السفن بين الأجيال المتعاقبة، لكنها لم تنتقل بنفس الخبرات والأدوات البدائية، بل طورها الأحفاد حتى أصبحت تراثا ومزارا سياحيا في مدينة الغردقة الساحلية، وأصبح «أزق الغردقة» الواقع في منطقة السقالة أكبر مركز لصناعة وإصلاح السفن في المدينة، حيث يضم العديد من ورش النجارة والحدادة والدهانات، ويعمل فيه الحرفيون المهرة على بناء وإصلاح مراكب الصيد والسياحة.
تستخدم صناعة السفن في الغردقة الأخشاب المحلية، مثل خشب التوت والكافور، والتي تتميز بصلابتها ومتانتها، كما يستخدم الحرفيون تقنيات تقليدية في البناء، مثل الحفر والنحت والزخرفة، وتساهم الصناعة التراثية في توفير فرص عمل لآلاف الأشخاص، كما تساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي، وتعد من أهم عوامل جذب السياح إلى المدينة.
محمد عبد العاطي، مسؤول «أزق الغردقة»، واحدا من كثيرين ورثوا عن أجدادهم مهنة إصلاح وبناء السفن منذ ستينيات القرن الماضي، حيث بدأ الأجداد تصنيع المراكب الصناعية ثم الفلوكة ثم مراكب الصيد، والآن انتقلت الصناعة إلى مرحلة مهمة، بصناعة المراكب واليخوت السياحية بمختلف أحجامها، بدءا من 12 وحتى 40 مترا.
تحتاج المراكب عادة أسبوعين إلى ثلاث لإنهاء مهمة الإصلاح والصيانة بحسب عبدالعاطي لـ«الوطن»، يقول: «يبدأ موسم صيانة المراكب في الغردقة في شهري ديسمبر ويناير».
يضم «أزق الغردقة» أقدم ماكينة سحب مراكب من البحر إلى الأزق، ويعود عمرها إلى عصر الملك فاروق، بحسب علاء أحمد صالح، أحد أهالي الغردقة، يضيف لـ«الوطن»: «أزق الغردقة تراث للأجيال الجديدة، يزوره السائحون الأجانب ويلتقطون الصور التذكارية بجواره».
مراحل تطور سحب المراكب من البحر، كشفها أحمد محمد الشهير بـ«حمو»، وهو أحد المسؤولين عن الأزق، قائلا إنّ السحب في الماضي كان يدويا عن طريق ساقية خشب بمساعدة عدد من العمال والصيادين، أما الآن فأصبح الاعتماد على الجر الآلي واللودر لسحب المراكب من البحر إلى الأزق لإنهاء الصيانة.
يلجأ الصناع إلى الأشجار القديمة التي يزيد عمرها عن 100 عام، ويستغرق المركب 6 أشهر لصناعته، وبحسب علي محمد، أحد صناع السفن في الغردقة، حيث يُستخدم خشب التوت لصناعة جسم السفينة، والكافور لقاعدة المراكب، ويفضل في استخدامها الأشجار القديمة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الغردقة صناعة السفن إصلاح السفن صناعة السفن فی الغردقة السفن فی
إقرأ أيضاً:
“حلب: تراث وحضارة” كتاب للباحث الفرنسي جان كلود دافيد
يسلط كتاب “حلب: تراث وحضارة”، للباحث الفرنسي جان كلود دافيد الضوء على مدينة حلب كواحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، حيث يقدم قراءة معمقة لتاريخها الحضاري وتطورها الجغرافي عبر العصور المختلفة.
يتوقف مؤلف الكتاب عند احتفاظ المدينة بشواهد حية من تاريخها البيزنطي والروماني والهلنستي والآرامي والحيثي والأكادي، مقابل وجود آثار قد تبدو صامتة لا تنطق سوى بما تبقى من تاريخها.
ويتناول الكتاب جدلية الذاكرة والهوية في السياق الحلبي، معتمداً على قراءة متعددة الأبعاد تبرز خصوصية المجتمع الحلبي وتراثه الغني ومهاراته الحرفية.
ويظهر المؤلف وعياً نقدياً بخلفيته الاستشراقية، ساعياً من خلال قراءة موضوعية إلى تجاوز النظرة النمطية السائدة، وإنصاف مدينة حلب وتراثها، بعيداً عن الأحكام الجاهزة.
يُذكر أن جان كلود دافيد هو من أبرز المتخصصين في الجغرافيا العمرانية والتراث الثقافي للمدن التاريخية، وقد بدأ اهتمامه بحلب من خلال أطروحة الدكتوراه التي تناول فيها “المناظر الطبيعية الحضارية في حلب” وعمل لاحقاً مستشاراً في بلدية المدينة، حيث ساهم في إعداد مخططها العمراني وحماية مدينتها القديمة.
وصدر الكتاب عن مركز أبو ظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبو ظبي، ضمن مشروع “كلمة” للترجمة، وترجمته إلى العربية الدكتورة هلا أحمد أصلان، وراجع ترجمته كاظم جهاد.