عربي21:
2025-05-31@08:19:32 GMT

أذرع إيران لخدمة مشروعها لا لخدمة المقاومة

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

بقدر ما كشفت المقاومة في غزة عن هشاشة الكيان الصهيوني وجيشه الذي تحطمت أسطورته في أحياء الشجاعية وخان يونس وغيرهما، بقدر ما كشفت أيضا عن حقيقة مهمة ربما كانت معروفة للبعض، مجهولة لآخرين، وهي أن الأذرع الإيرانية في سوريا والعراق واليمن ولبنان، إنما هي لخدمة المشروع الإيراني أولا وأخيرا، وليس لخدمة المقاومة ولا أدلّ على ذلك من الانخراط على خجل في مشروع المقاومة على الرغم من دخول الصمود الأسطوري الغزّي يومه السابع والثمانين، بينما يمارس المحور الإيراني سياسة التضييق حتى على كل من يريد أن ينصر غزة إن كان في المناطق السورية المحاذية للجولان، أو في المناطق اللبنانية التي يتواجد فيها حزب الله والمحاذية للأراضي المحتلة.



البداية من التخبط الإيراني وعلى أعلى المستويات من قيادة الحرس الثوري إلى ما هو دونه بشأنه مقتل قائد فيلق القدس في سوريا، العميد رضى موسوي، مع عدد من مرافقيه في قصف صهيوني على حي السيدة زينب؛ الذي بات أشبه ما يكون بالضاحية الجنوبية لبيروت. وبينما صمتت القيادات الإيرانية في البداية، اكتفى بعضها بأن ما يجري في غزة هو انتقام لمقتل قاسم سليماني ونحو ذلك، وهو ما يخالف تماما ما كانت القيادة الإيرانية وعلى أعلى المستويات تعلنه منذ اليوم الأول بأن عملية طوفان الأقصى فلسطينية التخطيط والتنفيذ ولا علاقة لإيران بها، وهو ما حرص على تأكيده زعيم حزب الله حسن نصر الله. وحين أصدرت قيادة حماس تنفي ما أعلنه قيادي في الحرس الثوري، اعتذر المسؤول في الحرس الثوري واعتبر أن كلامه قد أسيء فهمه.

في اليمن كان الحرص الحوثي على ضرب السفن وخط التجارة البحري وهو الأمر الذي يهدد الأمن البحري للمنطقة العربية، ويدفع بإيران إلى هذه المنطقة الحيوية، الأمر الذي لطالما سال دعاب إيران له، ولذا نرى حرصا مصريا على وقف الحرب لأن الإطالة قد تعزز وجود إيران في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مما سيخنق مصر تجاريا، كون قناة السويس هي أحد المدخولات المصرية المهمة. وفي هذا الصدد يشار إلى أن عددا من العمليات التي نفذت مستهدفة المصالح الصهيونية إنما نفذتها مجموعات يمنية سنية، ولكن تعذر الإعلان عنها لأسباب أمنية، ولربما يتم الكشف عن عمليات قادمة من هذه القوى المقاومة، مما سيربك الحوثي ومن خلفه القوات الإيرانية.

ويتوقف مراقبون ومحللون على تحرك الحوثي مقابل صمت حزب الله، وهو الأولى بتحريك قواته وجبهاته نصرة لغزة نظرا لقربه الجغرافي، وعميق تأثير عملياته، إن كان الهدف بالفعل هو نصرة للمقاومة، لكن الواضح والجلي أن التحرك الحوثي مرتبط بالمشروع الإيراني أكثر من علاقته بخدمة مشروع المقاومة، ولكنه بهذا يتلطى خلف المقاومة ودعم غزة، مما يبرر له تحركه في جعل البحر الأحمر بحيرة إيرانية، وبالمقابل يغسل جرائمه ضد الشعب اليمني المتواصلة منذ سنوات، والتي كان أساسها في الانقلاب على ثورته وخطفها من خلال الثورة المضادة التي نفذها منذ البداية بدعم ومشاركة الرئيس اليمني علي عبد الله الصالح، والذي تخلص منه لاحقا.

وفي العراق كانت الفصائل الشيعية العراقية أكثر فجاجة حين أطلقت مسيراتها من داخل العراق لتمر في أجواء سوريا والأردن وربما أجواء أخرى، أملا أيضا في غسل نفسها أولا من الجرائم التي ارتكبتها ضد الشعب العراقي طوال العقدين الماضيين، إضافة إلى إحراج الأنظمة العربية المتواطئة أو الصامتة على العدوان الصهيوني، كون هذه المسيّرات تمرّ في أجوائها، ووصل الأمر إلى اندفاع هذه المليشيات إلى الحدود الأردنية للمشاركة كما تدعي في تخفيف الضغوط العدوانية الصهيونية عن أهلنا في غزة، بينما الكل يعلم بأن طريق دمشق وحدودها مع الصهاينة أقرب إلى هذه المليشيات من الأردن، وهي المتواجدة فيها لسنوات تقاتل الشعب السوري، ولكن هدف تحركها أبعد من ذلك، وهو خلق الفوضى في الأردن لا سيما وقد ترافق مع تكثيف تهريب المخدرات والأسلحة المتوسطة إلى الأردن، مما قرع ناقوس الخطر في عمان، إذ بدأت تبتعد عن التطبيع مع النظام السوري، ودعت نخبها إلى إقامة منطقة عازلة مع سوريا يصل عمقها إلى 30 كم.

أما عمليات القصف شبه اليومية التي تقوم بها هذه المليشيات بحق القواعد الأمريكية، إنما تهدف بشكل أساسي لطرد واشنطن من سوريا والاستفراد الإيراني بها، لا سيما فيما يتعلق بمصادر النفط والغاز فضلا عن سلة الغذاء الذي تحظى بها المنطقة الشرقية حيث تتواجد القوات الأمريكية. ومثل هذا القصف شبه اليومي موجود ومتواصل حتى قبل أحداث غزة، ويخدم المشروع الإيراني، وما تعلنه من التعلق بغزة، فهي تغسل جرائمها أولا، وتكسب شعبيا وتأثيرا على حساب المقاومة.

في سوريا فقد التزم رأس النظام السوري بشار الأسد الصمت كعادته إزاء العدوان على غزة، وهو الذي وصف قبل العدوان بأسابيع حركة حماس بالنفاق، كما أسكت كل الجبهات التي يمكن أن تتحرك للتخفيف عن غزة. وبخصوص الصواريخ التي أُطلقت من الأراضي السورية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة كانت من شخصيات فلسطينية سورية مقيمة على الحدود، وحين أرادت هذه الجهات الفلسطينية قصف الأراضي المحتلة من مناطق يسيطر عليها حزب الله فقد منعها، مما دفعها للذهاب لمناطق أخرى، وبعد عملية الإطلاق تم التضييق عليها، وحرمانها من أي تحرك مستقبلي في هذا الاتجاه، خصوصا وأن رأس النظام السوري قد تلقى تهديدات صهيونية مع بداية العدوان فالتزم حدوده، على الرغم من القصف شبه اليومي لمطاراته في دمشق وحلب وغيرهما، وهو ما دفع موسكو لأن تعرض على طهران أن تستخدم مطار حميميم في تحركاتها بين سوريا وإيران عوضا عن المطارات السورية الأخرى.

في الجنوب اللبناني حاولت قوات الفجر السنية التابعة للجماعة الإسلامية القيام بعمليات شبه يومية في بداية العدوان، ولكن سريعا ما صمتت أو تراجعت عملياتها، وهو أمر لا نعرف تفاصيله، ولكن بعض المعلومات تعزوه إلى تضييق الحزب على أصحاب العمليات.

الواضح أن ثمة مراجعات كبيرة بانتظار المقاومة في غزة بعد توقف العدوان، وعلى رأسها خذلان محور المقاومة الذي تشدق طويلا بدعمها، وأحرز مكاسبه الإقليمية على مدى سنوات تحت شعار الانتصار للمقاومة في فلسطين وغزة، ليتبين خذلانه لها علنا وعلى الهواء مباشرة وعلى امتداد 87 يوما من العدوان الصهيوني على غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة غزة الإيرانية فلسطينية إيران إسرائيل فلسطين غزة المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

الرئيس التنفيذي لشركة أورباكون القابضة رامز الخياط: الاتفاقيات التي تم توقيعها اليوم ستحول سوريا من دولة لديها عجز في مجال الطاقة إلى دولة مصدرة لها

2025-05-29hadeilسابق المهندس البشير: مذكرة التفاهم تسهم في تحقيق الاستقرار والاستدامة وتأمين أمن الطاقة في سوريا قريباًالتالي الخياط: هذه الاتفاقيات والمشاريع في مجال الطاقة ركيزة مهمة جداً لعودة الحياة إلى طبيعتها في سوريا انظر ايضاًالخياط: سنشارك بالاستثمار في عدة قطاعات أبرزها المقاولات والبنية التحتية وإعادة الإعمار إضافة إلى مشاريع الطاقة

آخر الأخبار 2025-05-29الخياط: سنشارك بالاستثمار في عدة قطاعات أبرزها المقاولات والبنية التحتية وإعادة الإعمار إضافة إلى مشاريع الطاقة 2025-05-29المهندس البشير: سوريا بحاجة إلى مشاريع عديدة لإعادة بناء الاقتصاد وتحقيق تنمية شاملة 2025-05-29المهندس البشير: تأمين إمدادات الغاز يساهم بزيادة توليد الكهرباء وساعات التشغيل ما ينعكس على الواقع المعيشي للناس 2025-05-29الخياط: سيتم استخدام تكنولوجيا أمريكية وأوروبية في المشاريع الغازية والطاقة الشمسية 2025-05-29الخياط: هذه الاتفاقيات والمشاريع في مجال الطاقة ركيزة مهمة جداً لعودة الحياة إلى طبيعتها في سوريا 2025-05-29الرئيس التنفيذي لشركة أورباكون القابضة رامز الخياط: الاتفاقيات التي تم توقيعها اليوم ستحول سوريا من دولة لديها عجز في مجال الطاقة إلى دولة مصدرة لها 2025-05-29المهندس البشير: مذكرة التفاهم تسهم في تحقيق الاستقرار والاستدامة وتأمين أمن الطاقة في سوريا قريباً 2025-05-29المهندس البشير: بحضور السيد الرئيس أحمد الشرع تم اليوم توقيع أهم اتفاقية على مستوى الطاقة في سوريا ستعزز التنمية الاقتصادية وتسرع عجلة إعادة الإعمار وستخفف الأعباء عن أهلنا 2025-05-29مؤتمر صحفي لوزير الطاقة المهندس محمد البشير والرئيس التنفيذي لشركة أورباكون القابضة رامز الخياط في قصر الشعب بعد توقيع مذكرات تفاهم مع شركات دولية في مجال الطاقة 2025-05-29بحضور الرئيس الشرع.. وزارة الطاقة توقع مذكرات تفاهم مع شركات دولية

صور من سورية منوعات هاتف “أونر400 برو” يحول الصور الثابتة إلى فيديوهات 2025-05-29 العالم على موعد مع أخطر 5 أعوام مناخياً في التاريخ 2025-05-28فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • الرئيس التنفيذي لشركة أورباكون القابضة رامز الخياط: الاتفاقيات التي تم توقيعها اليوم ستحول سوريا من دولة لديها عجز في مجال الطاقة إلى دولة مصدرة لها
  • بي تي للعقارات” تُطلق مشروعها السكني الرائد “وعد” في دبي الجنوب
  • أخبار العالم | احتجاجات عارمة ضد العدوان على غزة في إسرائيل.. زلزال بقوة 5.5 ريختر يضرب إيران
  • مراحل عربات جدعون التي أقرها نتنياهو لتهجير سكان غزة
  • لجان المقاومة الفلسطينية: العدوان على مطار صنعاء إفلاس أمام بأس اليمن
  • لجان المقاومة: العدوان على مطار صنعاء تعبير عن الإفلاس أمام بأس اليمن
  • السيد القائد: نسعى لموقف أقوى إلى جانب فلسطين في معاناتها التي لم يسبق لها مثيل
  • أذرع الموساد في أفريقيا.. اختراق ناعم وولاءات مدفوعة
  • تعرف على السلطان الأحمر الذي أسس الدولة البوليسية في سوريا
  • سوريا.. رئيس منظمة الإنقاذ يكشف لـCNN كيف تختلف المناطق التي كانت تحت سيطرة الأسد عن مناطق المعارضة وكيف ستزدهر البلاد؟