نفى متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، مناقشة أي خطة لتهجير سكان قطاع غزة إلى دول أخرى مع مسؤولين إسرائيليين، ووصف تقرير قناة إسرائيلية بهذا الصدد بأنه "أكذوبة"، مؤكدا أن سكان غزة يجب أن يبقوا في غزة.

وأورد بيان أصدره "معهد بلير للتغيير العالمي"، الذي أسسه ويديره رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، نفيه القاطع لتقرير القناة الـ 12 الإسرائيلية، ذكر أن "إسرائيل تعتزم تعيين بلير وسيطا بينها وبين دول عربية، لإقناعها باستقبال لاجئين فلسطينيين من قطاع غزة بعد انتهاء الحرب".

وجاء في البيان، الذي نشره المعهد عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقا) الإثنين: "تقرير القناة 12 في إسرائيل الذي يربط بلير بمناقشة حول دور في إعادة التوطين الطوعية لسكان غزة في دول عربية وغيرها؛ هو أكذوبة".

وأضاف البيان: "نُشرت القصة دون التواصل مع توني بلير أو فريقه. لم تجر هذه المناقشة، كما لن يُجري توني بلير مثل هذه المناقشة.. الفكرة خاطئة بالأساس. سكان غزة يجب أن يجب أن يتمكنوا من البقاء والعيش في غزة".

 

The Channel 12 report in Israel linking Tony Blair to a discussion about a ‘role’ in the ‘voluntary resettlement of Gazans’ in Arab and other countries is a lie. The story was published without any contact with Tony Blair or his team. No such discussion has taken place. Nor would… https://t.co/DEHRykbb0w

— Tony Blair Institute for Global Change (@InstituteGC) January 1, 2024

 

فيما لفتت القناة الإسرائيلية إلى أن اجتماعات بلير، الأسبوع الماضي، مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والوزير في مجلس الحرب، بيني جانتس، استهدفت أن يلعب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق دور الوسيط "بين الرغبات الإسرائيلية لليوم التالي في غزة، وبين الدول العربية المعتدلة، إضافة إلى إعادة دراسة إمكانية قبول لاجئين من غزة في دول حول العالم".

اقرأ أيضاً

قناة إسرائيلية: نتنياهو يستعين ببلير لتسهيل التهجير والتوسط مع دول عربية

ونشرت البعثة الفلسطينية في لندن بيانا على منصبة إكس، أشارت فيه إلى التقارير عن دور بلير "في مساعدة إسرائيل على تنفيذ تهجير جماعي وتطهير عرقي للفلسطينيين من أرضهم تحت غطاء الهجرة الطوعية".

ودعت البعثة الحكومة البريطانية "للتأكد من أن أي شخصية بريطانية لن تشارك في الجرائم الإسرائيلية الجارية ضد الإنسانية"، وحذرت من أن "كل من يفعل ذلك سيواجه العواقب القانونية لمثل هذه الأفعال غير الأخلاقية والإجرامية ضد الشعب الفلسطيني".

كما هاجمت الرئاسة الفلسطينية بلير، وقالت إنها تعتبره "شخصا غير مرغوب فيه في الأراضي الفلسطينية"، وأضافت في بيان: "يبدو أن توني بلير يقوم باستكمال إعلان بلفور الذي أصدرته حكومة بريطانيا بمشاركة أمريكية، والذي أسس لمأساة الشعب الفلسطيني، وإشعال عشرات الحروب في المنطقة".

يشار إلى أن كندا نفت، السبت الماضي، ما تداوله إعلام إسرائيلي من أن وزير الهجرة، مارك ميلر، صرّح خلال زيارته إلى تل أبيب قبل أيام، بدعم أوتاوا الهجرة الطوعية للفلسطينيين إلى بلاده.

اقرأ أيضاً

عباس: إسرائيل تستهدف تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية  

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: توني بلير غزة إسرائيل تل أبيب معهد بلير بيني جانتس نتنياهو رئیس الوزراء تونی بلیر

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يطفئ عيون الغزيين وآلاف الإصابات محرومة من العلاج

غزة- في زقاق صغير بين ركام البيوت في جباليا شمال قطاع غزة، كان محمد حجازي ذو السبعة أعوام يعيش يومه الأجمل منذ عودته من النزوح القاسي في جنوب القطاع، أعاد والده ترميم ما استطاع من جدران المنزل المدمر، وسمح له أن يركض أخيرًا في أزقة حارته وبين أصدقائه.

لكن، لم يخطر على باله أن كمينا قاتلا على هيئة قنبلة إسرائيلية مزروعة بين الركام سيحيل حياته لقطع من الليل المظلم، بعد أن حملها الطفل وهو يلهو ويحاول اكتشافها بين يديه الصغيرتين، قبل أن تنفجر في وجهه، دون أن يدري أنها ستُطفئ النور في عينيه.

الطفل محمد حجازي فقد بصره بسبب جسم مشبوه صادفه بين الركام أثناء لهوه أسفل منزله (الجزيرة) "من أخذ عيوني؟"

على وقع صرخات الأطفال هرع أبو محمد ليجد ابنه غارقا في دمائه، ينزف الدم من عينيه، ممددًا بلا حراك، "علمت فورًا أن عينيه أصيبتا، وقعت على الأرض، وفقدت الشعور بكل شيء"، يصف الأب للجزيرة نت تلك اللحظات الصعبة حابسا دموعه في عينيه.

وفي مستشفى العيون التخصصي، جاء التشخيص الطبي قاسيا "العين اليمنى يجب استئصالها فورًا، أما اليسرى فهناك أمل ضئيل لا يتجاوز خيط نور بأنها قد تُبقي على جزء من بصر محمد، بشرط التدخل الجراحي العاجل".

إعلان

لكنها جراحات معقدة ليست متوفرة في المدينة المحاصرة، وكي لا يتبدد أمل الطفل بالإبصار يحتاج أن يخرج من غزة لإجراء عمليات في شبكية وقرنية العين، يعلّق الأب "أخبرني الأطباء أن الوقت الذي يمر ليس في صالحنا".

الطفل محمد لا يزال يطلب اللعب مع جيرانه رغم فقدانه بصره (الجزيرة)

 

منذ يوم الإصابة، توقف أبو محمد عن عمله، وبات يكرّس كل لحظة لابنه الذي فقد قدرته على المشي دون أن يتعكز عليه، كما أنه لا يزال يطلب النزول إلى الشارع حين يسمع صوت أصدقائه يلهون، وعند نزوله يجلس بالقرب منهم محاولا التفاعل مع أصواتهم.

وبينما يهمون بالعودة للمنزل، يسأل دائما "بابا، من أخذ عيوني؟ ليش مش شايف غير سواد؟"، فيجيبه الأب متمسكا بقشة الأمل ومهونا عليه "غطيناهم مؤقتا، بس نسافر هتشوف يابا بإذن الله".

السيدة راوية وادي فقدت عينها اليسرى برصاصة كواد كابتر اخترقت خيمتها (الجزيرة) "عيوني ولا عيون أولادي"

في حي الشجاعية، كانت راوية وادي تستلقي على أرض الخيمة وتستعد للنوم حين اخترقت رصاصة طائرة "كواد كابتر" المسيّرة قماش الخيمة، واستقرت في عينها اليسرى.

بعد أن أسعِفت إلى مستشفى العيون، كانت راوية تسمع همسات من حولها، نحيبًا مكتومًا وعبارات مترددة، دون أن يخبرها أحد بما ستؤول إليه، لكنها التقطت كلمات الأطباء بالإنجليزية، ففهمت المعنى فورًا، لقد خسرت عينها اليسرى، وسيتم إفراغها لتظل جفونها مطبقة إلى الأبد.

لم يمنح الاحتلال المصابة متسعا للتشافي أو استيعاب الواقع الجديد الذي قادها إليه، فبعد مغادرتها المشفى بيومين أجبرتها القذائف على النزوح من جديد، لتحمل ضمادها وألمها وتسوق أطفالها وخيمتها إلى ساحة مدرسة في حي الدرج، وتبدأ حياة بظلمات متراكبة لا تشبه شيئا مما قبلها.

هناك، وجدناها تعجن المعكرونة بيديها، فالجوع أيضا قضَّ مضاجع الأمهات اللواتي ابتكرن بديلًا لسد قرقرة بطون أبنائهن، لكن الجوع لم يكن فزعها الوحيد، ففي كل مرة يُسمع فيها إطلاق نار، يُهرع أطفالها ليغطّوا وجوههم بالوسائد، كأنهم يحتمون من ذاكرة الرصاصة أكثر من الرصاصة ذاتها.

تقول راوية للجزيرة نت "أنا متوترة طيلة الوقت، لا أستوعب ما أنا فيه، أشعر أنني مرهقة دائما، حياتي انقلبت رأسا على عقب، ولا أرى فيها سوى الظلمة، بكل ما تحمله من معنى".

إعلان

وتعود راوية بذاكرتها لذلك اليوم، تحمل في يدها الرصاصة التي أحالت حياتها سوادا تحدق فيها بعمى جديد، لكنها تقول دون تردد "الحمد لله أنها أصابتني أنا ولم تصب أحدا من أطفالي الذين كانوا بجواري نائمين على أرض الخيمة".

صراع الوقت والمستحيل

يروي الفاقدون أبصارهم أو جزءًا منها مآسيهم، لكن المدير العام لمستشفى العيون في غزة، الدكتور عبد السلام صباح، يحمل رواية أوسع وأشدّ فتكا، إذ يقول للجزيرة نت "فقدان البصر في غزة لا يرتبط فقط بشظايا الحرب، بل أيضا بغياب القدرة على العلاج".

فمنذ الشهر الأول للعدوان، استهدف الاحتلال مستشفى العيون في مدينة غزة، المركز الأهم لعلاج إصابات البصر في القطاع، حيث دمر جنود الاحتلال الأجهزة الدقيقة فيه فتوقفت الخدمات، ووجدت الكوادر الطبية نفسها بلا أدوات.

"قمنا بإعادة افتتاح المستشفى جزئيا بأدنى حد ممكن من الإمكانات، لكن لم نكن نتوقع هذا الطوفان من الحالات"، يقول صباح، متحدثًا عن آلاف المرضى الذين توقفت رعايتهم لعدة أشهر.

حتى اليوم، يقدّر صباح أن أكثر من 1500 فلسطيني فقدوا أبصارهم منذ بداية الحرب، إما بسبب إصابات مباشرة، أو نتيجة مضاعفات مزمنة كان من الممكن تداركها لو توفرت العناية.

كما يحذر من فقدان أكثر من 4 آلاف مريض آخرين أبصارهم خلال الأشهر القليلة القادمة إذا لم يتلقوا الرعاية والعلاج اللازمين، خاصة مع غيابٍ كامل لأجهزة الليزر الضرورية لعلاج الاعتلال الشبكي، والنزيف الداخلي، وضغط العين.

ولا تخوض الكوادر الطبية المتبقية في غزة حربًا ضد العمى فحسب، بل إنها تحارب الوقت والمستحيل معا، حيث ينتظر أكثر من 1200 مريض في قائمةٍ طويلةٍ التدخل الجراحي اللازم، في حين لا تمتلك المشافي مواد كافية إلا لإجراء 200 عملية جراحية فقط.

تجولت الجزيرة نت في أروقة مستشفى العيون، الذي تشيع فيها رائحة العدوان، فالدمار هنا لم يكن وليد صدفة، ولا أثر قذيفة طائشة، فقد بدا واضحًا أن الرصاص جاء بدقة، وأنه أُطلق من مسافة صفر. جهاز تلو الآخر، أُعطب بعناية فائقة، رصاص في قلب الشاشات، وفي منتصف لوحات التحكم.

إعلان

يقول تامر المدني، مدير المخازن في مستشفى العيون للجزيرة نت، وهو يمرر أصابعه على حواف المعدن المعطوب "انتظرنا وصول هذه الأجهزة لسنوات طويلة، كانت بمثابة حلم، وهي باهظة الثمن، وصلت قبل الحرب بثلاثة أشهر فقط، والآن؟ لا يمكن إصلاح أي منها".

يصمت قليلًا قبل أن يتابع "هذا إتلاف مقصود، عن سبق إصرار وترصّد، ليس الهدف منه التخريب فقط، بل تحييد حياة الآلاف من الغزيين ليعيشوا في ظلام دامس دون أن نتمكن من إنقاذهم".

مقالات مشابهة

  • شروط توني بوليس تعيق توليه منصب المدير الرياضي في الزمالك
  • القناة 13 تكشف العرض الذي قدمته إسرائيل لحماس ومطالب الأخيرة
  • من هو منشد حزب الله الذي تجسس لصالح إسرائيل وأطاح برؤوس حزب الله؟
  • عربات جدعون.. إسرائيل تطلق أوسع عملية عسكرية في غزة وتحذيرات من تهجير جماعي
  • القمة العربية تدعو لإنهاء حرب غزة وتندد بمحاولات إسرائيل تهجير الفلسطينيين
  • الجبير: المملكة تجدد رفضها الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا.. وترفض تهجير الفلسطينيين تحت أي ظرف
  • رئيس وزراء إسبانيا يدعو إلى الضغط على إسرائيل لوقف المذبحة في غزة
  • ‏رئيس الوزراء اللبناني: نرفض تهجير الفلسطينيين أو محاولة توطينهم في أماكن أخرى
  • رئيس الوزراء الإسباني يدعو من بغداد إلى “مضاعفة الضغط على إسرائيل لوقف المجزرة في غزة”
  • الاحتلال يطفئ عيون الغزيين وآلاف الإصابات محرومة من العلاج