نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا للصحفية روني كارين رابين قالت فيه "إن العديد من الإسرائيليين رحبوا باغتيال مسؤول كبير في حماس في بيروت باعتباره خطوة ضرورية، بل حتمية، ضد حماس".

وأضافت، "لكن بعض المحللين قالوا إن مقتل صالح العاروري يحمل مخاطر بالنسبة لإسرائيل، والفوائد غير واضحة حيث من المرجح أن يؤدي الاغتيال إلى تجميد أي محادثات إطلاق سراح المزيد من الأسرى ما يمثل انتكاسة أخرى للعائلات التي تنتظرهم بشدة".



وتابعت، "في حين أن وفاة العاروري القيادي الاستراتيجي لحماس، كان بمثابة ضربة للحركة، كما يقول المحللون، إلا أنها تعافت من قبل من مثل هذا الاغتيال". 

وبحسب تقرير الصحيفة، "فإن الاغتيال يزيد من حدة التوترات على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، موطن حزب الله، الذي سبق أن حذر الجماعة من أن أي عملية اغتيال في لبنان ستؤدي إلى رد فعل قوي".



وذكر التقرير، "أن  أعضاء حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة رحبوا بعملية الاغتيال واستعراض القوة الذي أظهرته؟ حيث كتب بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية المتطرف، على وسائل التواصل الاجتماعي، نقلا عن العهد القديم: "هكذا سيهلك أعداؤك يا إسرائيل".

وقال داني دانون، عضو البرلمان عن حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو: "يجب على جميع المتورطين في مذبحة أكتوبر أن يعلموا أننا سنصل إليهم، وسنسوي الحساب".

ولم تعلن "إسرائيل" مسؤوليتها عن الغارة التي أدت إلى مقتل العاروري والعديد من رفاقه، لكن المسؤولين في حماس ولبنان والولايات المتحدة قالوا إن "إسرائيل" كانت وراء الغارة، وهو ما يبدو أن "الإسرائيليين" يعتبرونه أمرا مفروغا منه.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، إن الولايات المتحدة لم يتم تحذيرها مسبقا بالضربة، مضيفا "ما زلنا نعتقد أنه ليس من مصلحة حزب الله، كما أنه ليس من مصلحة إسرائيل، تصعيد هذا الصراع بأي شكل من الأشكال".

ونظرا للمخاطر المتعددة والفوائد غير الواضحة، تساءل إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الأسبق، عن سبب اتخاذ القرار بقتل العاروري الآن. وقال إن تركيز العاروري كان دائما ينصب على الضفة الغربية، وليس غزة.

وأضاف أولمرت، "هل كان بهذه الأهمية؟ لست متأكدا".



وتابعت الصحيفة، "هناك مجال لطرح هذا السؤال، هل كان الأمر عاجلا؟ هل كان من المهم القيام بذلك الآن؟ وهل كان أهم من الأشياء الأخرى؟"

وتتزايد شكوك العديد من عائلات الأسرى في وعود نتنياهو بجعل عودة الأسرى أولوية قصوى في الحرب، ويخشون من احتمال تعرضهم للقتل أو سوء المعاملة انتقاما من عملية الاغتيال.

وقال ليئور بيري، الذي اختطف والده حاييم البالغ من العمر 79 عاما من كيبوتس نير عوز: "بالطبع هذا لا يساعد إنه مؤلم، ولا أعرف من هو المسؤول ويعطي الأمر، لكنهم بالتأكيد لا يفكرون في الرهائن".

"مقامرة"، هكذا وصف عمود في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية يوم الأربعاء عملية القتل.

وكتب الكاتب ناحوم بارنيا: "من بين جميع ردود الفعل المحتملة التي قد تتخذها حماس، فإن الأكثر إثارة للقلق هو ما يتعلق بالأسرى" واصفا الاغتيال بـ "المقامرة".

وأضاف "إن الحجة القائلة بأن الاغتيال سيخفف من موقف السنوار هي مجرد قصة نرويها لأنفسنا"، في إشارة إلى زعيم حماس، يحيى السنوار، مضيفا أن الاغتيال من المرجح أن "يؤخر، أو حتى ينسف، المفاوضات" بشأن إطلاق سراحهم.

التقى نتنياهو بممثلي عائلات الأسرى مساء الثلاثاء، في نفس الوقت الذي وقعت فيه الغارة، وأخبرهم أن الجهود المبذولة لإطلاق سراح أحبائهم مستمرة.

وعقب الاغتيال قال دانييل هاغاري، كبير المتحدثين باسم جيش الاحتلال، "إن القوات الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى على جميع الجبهات، للقيام بأعمال دفاعية وهجومية، كما أن إسرائيل تركز على محاربة حماس"، وهو ما فسره بعض المحللين الإسرائيليين على أنه إشارة إلى أنها لا تسعى إلى حرب أوسع مع حزب الله.



وأشار تقرير الصحيفة "إلى أن الدعم الشعبي الإسرائيلي لتدمير حماس واسع النطاق ولكنه ليس غير مشروط، فبعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من الحرب، ووسط ضغوط دولية للحد من العدد المتزايد للضحايا من المدنيين الفلسطينيين، بدأ العديد من الإسرائيليين في التعبير عن تساؤلات بصوت عال حول ما إذا كان الهدف واقعي، وما إذا كانت البلاد قادرة على تحمل الخسائر اللازمة لتحقيق ذلك".

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول، "لقد أفلت معظم كبار قادة حماس داخل غزة من الاعتقال، وعلى الرغم من أن إسرائيل بدأت في سحب بعض قواتها من القطاع فيما يبدو أنه بداية التحول نحو مرحلة جديدة من الحرب، إلا أن القليل في إسرائيل كانوا على استعداد لصراع بهذه المدة ومع مثل هذه الخسائر الفادحة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بيروت العاروري غزة الاحتلال غزة بيروت الاحتلال المقاومة العاروري صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟

تدرس المؤسسة الأمنية الإسرائيلية خيارات عدة بعد انتهاء عملية "عربات جدعون"، التي لم تنجح في إحداث تحول في قضية الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، وفق هيئة البث الإسرائيلية، ومن هذه البدائل ما وصفته بـ"خيار متطرف" إلى جانب ضم أراضٍ أو الحكم العسكري.

وأوضحت الهيئة، أن الخيار المتطرف هو فرض حصار على التجمعات السكانية في غزة، ومنع دخول أي مساعدات أو طعام أو ماء، سواء عبر الشاحنات برا أو بالإسقاط جوا، وذلك لإجبار الفلسطينيين على التوجه جنوبا.

وحسب هيئة البث، فإن من يغادر المناطق المحاصرة سيحصل على مساعدات دون قيود.

وفي هذا السياق، يرى المحلل العسكري العميد حسن جوني، أن المؤسسة الأمنية تبحث هذه الخيارات مع المستوى السياسي، لكن "لا يعني بالضرورة أن تكون فكرة المستوى العسكري".

ووصف جوني -في حديثه للجزيرة- هذه البدائل بأنها جرائم حرب وليست خيارات عسكرية، معربا عن قناعته بأن التهجير القسري والتغيير الديموغرافي "غير قابل للتنفيذ عمليا في غزة"، في ظل وجود دور للمقاومة واستمرار تحركاتها وعملياتها وكمائنها المركبة.

وحسب جوني، فإن جزءا من أهداف عملية "عربات جدعون" كان تهجير سكان شمالي القطاع بشكل كامل للتعامل مع المقاومين في المنطقة بشكل ساحق، في وقت لا تزال فيه المقاومة تفرض نفسها في الميدان ومنها مناطق أقصى الشمال.

وشدد الخبير العسكري على أن المستوى العسكري في إسرائيل يبحث خيارات عسكرية "قابلة للتنفيذ"، خاصة أن أهداف الحرب متضاربة، وهو ما أظهر خللا كبيرا في التخطيط الإستراتيجي في بداية الحرب.

ووفق جوني، فإن جيش الاحتلال أخذ 22 شهرا لتنفيذ عملية عسكرية في غزة أهدافها متضاربة، مما أدى إلى سقوط خسائر بشرية أكبر.

وبناء على هذا المشهد الميداني، فإن جيش الاحتلال وصل إلى نقطة الذروة، وهو ما يدركه رئيس الأركان إيال زامير، الذي صار يدعو إلى حل سياسي في قطاع غزة، بعدما "لم يعد بمقدور الجيش تحقيق أشياء إضافية".

إعلان

وأشار الخبير العسكري إلى أن جيش الاحتلال لم يحقق أهداف الحرب طيلة المدة التي تمتع فيها بالطاقة القصوى لقدراته، لافتا إلى أنه يستحيل عليه حاليا تحقيق هذه الأهداف بعدما تناقصت هذه القدرات العسكرية بشكل كبير.

ومنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل 898 عسكريا إسرائيليا، وفق إحصائيات جيش الاحتلال المعلنة، في وقت تؤكد فيه فصائل المقاومة أن الأرقام المعلنة أقل بكثير من الخسائر الحقيقية.

مقالات مشابهة

  • عام على اغتيال إسماعيل هنية.. حماس: دماء القادة مناراتٌ على درب التحرير
  • نتنياهو مرشد الجماعة الأعلى.. حسام الغمري: الإخوان رفضوا التظاهر ضد إسرائيل
  • يستهدفون مصر.. حسام الغمري: حماس أصبحت وكيلا لإسرائيل
  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
  • تصدعات في الحزب الجمهوري.. قاعدة ترامب تطالب بمراجعة الدعم الأعمى لـإسرائيل
  • "حماس" تحذر من خطورة الوضع الذي يعانيه الأسرى داخل سجون الاحتلال
  • سقوط المزيد من الشهداء في غزة وسط ضغوط على إسرائيل لإنهاء الحرب
  • محامي نتنياهو أمام الجنائية الدولية ينجو من محاولة اغتيال في باريس
  • نتنياهو يحمل حماس مسؤولية إفشال المفاوضات
  • فرنسا تفتح تحقيقا في محاولة اغتيال محتملة لمحامي نتنياهو