الجديد برس:

أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق، جراء اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، مجلس عزاء لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري، أقامته الفصائل الفلسطينية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.

وقالت مصادر فلسطينية، إن قوة إسرائيلية اقتحمت مدينة الخليل، وداهمت مجلس عزاء أقامته الفصائل الفلسطينية للقيادي بحركة “حماس” صالح العاروري، الذي ووري الثرى في وقت سابقٍ الخميس، بالعاصمة اللبنانية بيروت.

كما أشارت المصادر إلى أن جيش الاحتلال أطلق الرصاص الحي في الهواء، وقنابل الغاز المسيل للدموع، وفض بيت العزاء الذي أقيم في قاعة الجامعيين بالمدينة. وأكدت أن عشرات المواطنين أصيبوا بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.

فيما تناقل الفلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع حول عملية الاقتحام وإطلاق قنابل الغاز.

وكانت القوى الوطنية والإسلامية قد أعلنت عن فتح بيت عزاء ليوم واحد، الخميس، للقيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” صالح العاروري.

تشييع جنازة صالح العاروري

وفي وقت سابقٍ الخميس، شيعت “حماس” بمشاركة الآلاف، جثمان العاروري بالعاصمة اللبنانية بيروت، في موكب حاشد انطلق من مسجد الإمام علي بمنطقة الطريق الجديدة، إلى “مقبرة الشهداء” المجاورة لمخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين.

وبينما حمل المشاركون في التشييع الأعلام الفلسطينية ورايات حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، ورددوا هتافات التكبير والدعم لعملية طوفان الأقصى، و”فلسطين حرة”.

وفي كلمة له خلال التشييع، قال ممثل حركة “حماس” في لبنان أحمد عبد الهادي: “إذا ظن العدو (الإسرائيلي) أنه بغدره يمكن أن يفتّت عضد المقاومة فهو واهم، لأن دماء الشهداء لطالما أضاءت طريق المقاومة والتحرير”.

من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، في كلمة صوتية بثت خلال التشييع: “معركتنا طويلة، لكن قدرتنا أكبر وإرادتنا أعظم، ونحن على يقين بالنصر”.

وأضاف هنية أن “العدو فشل في ضرب روح المقاومة وفرض شروطه على طاولة المفاوضات، وهو لن ينجح في جعل الحركة تتخلى عن استراتيجيتها”. وتابع: “سنمضي على ذات طريق الشوكة، أوفياء لدماء الشهداء في غزة والضفة ولبنان وفي كل جبهات المقاومة التي تساند شعبنا وغزتنا”.

ويعتبر العاروري من مؤسسي كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، وبدأ في الفترة الممتدة بين عامي 1991 ـ 1992 بتأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة بالضفة الغربية.

لم يكفيهم اغتياله بل راحوا يمنعون مجلس عزاءه . . الخليل : بالفيديو . . قوة من جيش الاحتلال الصهيوني تقتحم بيت عزاء صالح العاروري وتعمد على إزالة صورة له#قناة_الغدير_الخبر_في_لحظات pic.twitter.com/KQxTjxfeYY

— قناة الغدير (@alghadeer_tv) January 4, 2024

متداول.. الجيش الإسرائيلي يُطلق القنابل الغازية المسيلة للدموع خلال اقتحام بيت عزاء صالح العاروري في مدينة الخليل pic.twitter.com/0uLE3ErhAZ

— Sputnik Arabic (@sputnik_ar) January 4, 2024

قوات الاحتلال تقتحم بيت عزاء الشهيد صالح العاروري في مدينة الخليل!!

حتى العزاء لم يسلم منهم#الكيان_المؤقت pic.twitter.com/BkAvzhajNQ

— igor igor (@igorigor55882) January 4, 2024

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: صالح العاروری مدینة الخلیل مجلس عزاء بیت عزاء

إقرأ أيضاً:

التضليل أداة التفاوض

 

 

محمد بن رامس الرواس

في المشهد السياسي الراهن؛ حيث تُراوح حرب غزة مكانها بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، تكشف جولات المفاوضات المتعثرة عن ملامح عميقة للسيكولوجية الإسرائيلية في التعامل مع المقاومة وعلى رأسها حماس وباقي الفصائل الفلسطينية، فبينما ترفع إسرائيل شعارات استعادة الأسرى، والرضوخ للضغوط الدولية بالذهاب للمفاوضات، إلّا أن الوقائع تثبت أن سلوكها التفاوضي ينبني على سيكولوجية تظليل ممنهج أكثر منه على رغبة حقيقية في الوصول إلى حلول وهذا الأمر يمكن التنبؤ به ضمن.

تاريخ طويل من التضليل والتكتيك المؤقت الذي كانت ولا تزال إسرائيل تتبعه ولم يكن هذه أول مرة تستخدم فيها إسرائيل أسلوب المراوغة والتضليل؛ فمنذ «أوسلو» وحتى «صفقة شاليط» وصولًا إلى الصفقة الأخيرة مع حماس في أبريل العام 2025، أثبتت إسرائيل أنها تتقن فنون المماطلة، وتُجيد إيهام الطرف الآخر بقرب الاتفاق ثم تلتف على المطالب الجوهرية عند اللحظة الحاسمة وفي مفاوضاتها مع حماس اليوم لا تختلف الأدوات بل تتجدد بأقنعة جديدة وتدير الوقت باستراتيجية تعتمد فيها إسرائيل على سيكولوجية استنزاف الزمن؛ فكلما اقتربت الجولة التفاوضية من لحظة قرار تفتعل تسريبات إعلامية أو اشتراطات مفاجئة لتعيد المفاوضات إلى نقطة الصفر، هذا التكتيك يهدف الى أمران الأول إنهاك الطرف المقابل نفسيًا وسياسيًا وهذا الأمر لم ولن يحصل لأن فصائل المقاومة متمسكون بحبل الصمود والأرض، والأمر الثاني كسب الوقت لتنفيذ أهداف عسكرية ميدانية لكنها دائما ما تفشل في ذلك في الميدان عند تلاحم القوات، وثالثهما التأثير على الرأي العام الدولي لإظهار نفسها كطرف مرن وهذا الامر انكشف للمجتمع الدولي وسقطت أقنعة اسرائيل جميعها وتعرت تماما شرقًا وغربًا وباتت ادواتها مكشوفه وآخرها موضوع ادخال المساعدات الى غزة.

لطالما كانت دولة الكيان الإسرائيلي تحاول أن تخترق وتتلاعب بالمجتمع الدولي عبر لغة مزدوجة

ففي الوقت الذي تتحدث فيه إسرائيل عن التهدئة، لا تتوقف عن ضرب البنية الإنسانية في غزة، وفي الوقت الذي ترسل فيه الوسطاء إلى القاهرة والدوحة، تواصل حملات التشكيك في مصداقية المقاومة، محاولة بث الفرقة بين أطرافها، وهذه السياسة تنبع من سيكولوجية التذاكي السياسي حيث يُستخدم التفاوض كأداة قتال لا كوسيلة سلام، لكن فهم المقاومة الفلسطينية لطبيعة هذه السيكولوجية الاسرائيلية يدركه قادة المقاومة ويدركون أن إسرائيل تفاوض بعقلية المحتل فالمحتل لا يرى في الطرف المقابل الا عدو يجب تفكيكه و استنزافه، ومن هنا ترفض حماس وباقي فصائل المقاومة فصل المسار التفاوضي عن الميدان وتصر على ربط أي وقف إطلاق نار بوقف العدوان ورفع الحصار والإفراج الكامل عن الأسرى لا مجرد تبادل محدود وصفقة جزئية.

ختامًا.. إن السيكولوجية الإسرائيلية ليست عشوائية؛ بل تقوم على دراسات وتحليلات نفسية لردود الفعل، وهي تفترض أن المدى الزمني الطويل والتضليل المتكرر قد يؤديان إلى كسر عزيمة المقاومة الفلسطينية وتشويش رؤيتها، لكنها تغفل أن الشعب الفلسطيني الذي لم تنكسر روحه وارداته رغم الحصار والمجازر، قد بات أكثر وعيًا وأكثر ثباتًا في وجه تكتيكات التفاوض المُضلِّلة، وفي ظل هذا المشهد فإن المعركة التفاوضية لا تقل شراسة عن المعركة العسكرية؛ بل لعلها اليوم هي الميدان الأهم؛ حيث تختبر الإرادات وتُعرّى النوايا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال تقتحم مدينة نابلس بالضفة الغربية
  • القسام تبث مشاهد لكمين نوعي ضد جيش الاحتلال قبل 6 أشهر
  • التضليل أداة التفاوض
  • فيديو.. الجيش الإسرائيلي يطلق الرصاص على وفد دبلوماسي دولي
  • جنين: مُصادرة محتويات ورشة تصنيع للعبوات المتفجرة في الحي الشرقي
  • للمرة الثانية: العدو الإسرائيلي يفجر منزل الشهيد عبد القادر القواسمي في الخليل
  • الاحتلال يُفجّر منزل شهيد في الخليل للمرة الثانية
  • قوات الاحتلال تقتحم مدينة الخليل
  • حماس: قناة العربية تضلل الرأي العام وتشوّه المقاومة
  • حماس”: ما ورد في قناة “العربية” محاولة رخيصة لتشويه صورة المقاومة