البرهان خطاب الحرب أمام دعوات السلام
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
الرأي اليوم
صلاح جلال
البرهان خطاب الحرب أمام دعوات السلام
(1)* انتظمت الساحة الداخلية والإقليمية والدولية في الأيام القليلة الماضية فسحة من الأمل بخطابات مفعمة بقرب الوصول لاتفاقات لإيقاف الحرب فى السودان وتوجت بخطوة تعتبر اختراقاً في ظل تصاعد نيران الحرب *بالتوصل لاتفاق بين القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) أكبر تجمع شعبي مدني من أجل السلام بقيادة رئيس الوزراء د.
توصلوا لإعلان أديس أبابا الموقع مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول حميدتي في غُرة يناير الحالي من أجل وقف الحرب فوراً والالتزام بحماية المدنيين وفتح الممرات اللازمة لتوصيل المساعدات الإنسانية الضرورية للمواطنين في المدن والنازحين في الأطراف ومساعدة اللاجئين على العودة من مصاعب اللجوء ومعالجة بعض قضايا المستقبل والعملية السياسية، تتفاجأ الساحة اليوم الجمعة 5 يناير بخطاب ناري لتصعيد الحرب من القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول البرهان.
(2)* لقد تحدث الفريق البرهان بلغة تصعيدية للحرب أمام جنوده في أحد القواعد العسكرية بخطاب غير موفق، مما يعطي الطرف الآخر الدعم السريع العذر للسماح لقواته باجتياح الأقاليم المحاصرة في الأبيض وكوستي وسنار والدمازين، لقد ألجم خطاب السلام وخروج قائد الدعم السريع تحركات قواته العسكرية في توسيع نطاق الحرب وألزمهم بوقف العمليات لإعطاء الفرصة للسلام، جاء خطاب البرهان ليعطي الدعم السريع كل المبررات للتصعيد خاصة لقواته المرابطة على بوابات الأقاليم ومداخلها في سنار والنيل الأبيض وكردفان فقد رفع عنهم خطاب البرهان اليوم الحرج من التمدد وتوسيع نطاق العنف في البلاد ولن يلومهم أحد إن فعلوا ذلك على نفسها جنت براقش.
(3)* نحن أبناء النيل الأزرق بعد اجتياح الجزيرة والسيطرة على مدينة ود مدني ووصول قوات الدعم السريع لأطراف مدينتنا سنار، حرصاً منا على سلامة أرواح أهلنا والحفاظ على ممتلكاتهم والبنيات التحتية لمدننا، تواصلنا سياسيين وزعماء مجتمع ومثقفين وتوافقنا على مذكرة تناشد قوات الدعم السريع عدم الدخول لمدن النيل الأزرق مقابل دعمنا اللامحدود لوقف الحرب وحيادية أهلنا وابتعادهم عن التجييش والانحياز لأي من طرفي النزاع، لقد تواصلنا مع أبناء النيل الأزرق في الدعم السريع خاصة القائدين المك أبوشوتال والأخ البيشي وانتزعنا منهم وعداً بتجميد العمليات العسكرية فى منطقتنا وإعطاء السلام فرصة، لكن خطاب الفريق البرهان اليوم أصاب مجهوداتنا لحماية مجتمعاتنا المحلية في سنار والدمازين في مقتل، ووضع مبادرتنا لوقف الحرب ومن اجتياح أهلنا في مهب الريح ورفع الحرج عن قوات الدعم السريع من الدخول لمناطقنا دون أن يلومهم أحد.
(4)* إن خطاب التصعيد للحرب تقف خلفه مجموعات سياسية محدودة ومهزومة اختطفت قرار القوات المسلحة وتختبئ تحت بزتها العسكرية، وإن الدعوة الفاشلة لتسليح الشعب لا تتعدى (نقارة الورل) وقيادات الاستنفار في الدنيا البعيدة خارج الحدود في القاهرة وتركيا وبعض المدن الباردة، كنا سنتفهم خطابات التصعيد من القائد العام للقوات المسلحة إذا كانت قواته تحقق انتصارات على الأرض وتقترب من تحقيق النصر المبين، لكن الحقيقة المؤسفة أن القوات في تراجع وعاجزة عن حماية المواطنين حتى أطلق عليهم المتهكمين (الفحاطة) أمام مصطلح الكيزان لاستصغار القوى المدنية بعنوان (القحاطة)، تعبئة الجماعة السياسية المساندة لخطاب الحرب لسفنهم على اليابس وعاجزة عن الإبحار لرفض الشعب للحرب ورغبته العارمة لإيقافها فوراً وتحقيق السلام، ملأوا الدنيا ضجيجاً باسم الكتائب ومن بعدها الاستنفار والآن المقاومة الشعبية إبداع في نحت الأصنام بلا روح ولا حركة، الحرب حقيقة قاسية لا تقتات بالشعارات الجوفاء وقودها الأرواح والدماء، فهي ليست نزهة قونات ولايفاتية وصحافة صفراء تحترف الكذب والتطبيل والتضليل وقلب الحقائق.
(5) ** ختامةلقد أحزنني اليوم خطاب الفريق البرهان المعاكس لأمواج السلام والقاتل لأمل إيقاف الحرب والمجهض لأحلام المواطنين الذين اشتروا أمل العودة لديارهم وإنهاء معاناة الدواء والطعام وحرمان 19 مليون طفل من الجلوس للتعليم، القيادة الرشيد ترفع الاحباط وتغرس الأمل وقت الأزمات لكن الفريق البرهان وخطابه البائس يحقق العكس فهو حشف وسوء كيل وسقوط مفردات.
لقد أنشد الشاعر الجاهلي (الأفوه الأودي) وقد صدق، الأبيات الخالدة التي تًطابق حالنا اليوم.
لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم
وَلا سَراةَ لهم إِذا جُهّالُهُم سادوا
وَالبَيتُ لا يُبتَنى إِلّا لَهُ عَمَدٌ
وَلا عِمادَ إِذا لَم تُرسَ أَوتادُ
فَإِن تَجَمَّعَ أَوتادٌ وَأَعمِدَةٌ
لِمَعشَرٍ بَلغوا الأَمرَ الَّذي كادوا
لابد من إنهاء الحرب وتحقيق السلام وإن طال السفر5 يناير 2023م
الوسومأديس أبابا الدعم السريع الرأي اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي السودان القوات المسلحة النيل الأزرق تقدم حميدتي صلاح جلال عبد الفتاح البرهان كردفان كوستيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أديس أبابا الدعم السريع الرأي اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي السودان القوات المسلحة النيل الأزرق تقدم حميدتي صلاح جلال عبد الفتاح البرهان كردفان كوستي قوات الدعم السریع الفریق البرهان النیل الأزرق
إقرأ أيضاً:
أعلن انتهاء المعركة ضد الجيش.. هل يتجه الدعم السريع لتأسيس دولة جديدة؟
الخرطوم- فاجأ رئيس المجلس الاستشاري لقوات الدعم السريع، حذيفة أبو نوبة، الأوساط السودانية، بإعلانه انتهاء المعركة العسكرية بشكلها التقليدي ضد الجيش السوداني والانتقال إلى مرحلة جديدة تهدف إلى تأسيس "الدولة السودانية الجديدة".
وأكد قادة عسكريون تحدثوا للجزيرة نت، أن إعلان أبو نوبة نهاية الحرب في يوم اكتمال سيطرة الجيش السوداني على كامل ولاية الخرطوم، أمس الأربعاء، يهدف لتشتيت الانتباه وصرف النظر عن هزائم "المليشيا" المتلاحقة.
لكن عمران عبد الله، مستشار قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" قال للجزيرة نت، إن القصد من حديث أبو نوبة هو أن الحرب انتهت بانتصار قوات الدعم السريع وتقدمها بكل الميادين.
لا تراجعوقال عمران إن "مضمون حديث أبو نوبة يظهر أن معركتنا الآن هي معركة وعي وبناء دولة حديثة على غرار الدول المتقدمة، مبنية على المساواة ويكون التفاضل فيها للوظائف بناء على الكفاءة وليس بالجنس أو اللون كما كان يحدث في السابق".
وأشار إلى ما وصفه بالتفاف عدد كبير من الشعب السوداني حول قوات الدعم السريع، وقال إن تحالف قوى سياسية وعسكرية على رأسها الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو وكل الحركات النضالية الأخرى معهم، يُعد انتصارا لإرادة الشعب، وتحقق حلمه في بناء دولة مدنية ديمقراطية تسع الجميع.
إعلانوأكد عمران أن إعلان أبو نوبة انتهاء المعركة العسكرية بشكلها التقليدي ضد الجيش والانتقال إلى مرحلة جديدة لا يعني -مطلقا- أن هناك تقهقرا لقوات الدعم السريع.
وأثار إعلان أبو نوبة ردود فعل وقراءات متباينة لدلالتها في هذا التوقيت، حيث اعتبرها البعض مؤشرا على أبعاد سياسية وعسكرية خطيرة.
وقال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد جمال الشهيد للجزيرة نت، إن الحديث عن انتهاء المعركة التقليدية يوحي ضمنيا بأن قوات الدعم السريع وصلت إلى قناعة بأنها لم تعد تراهن على الحسم العسكري المباشر.
ولم يستبعد أن يكون هذا مؤشرا على تغيير في الإستراتيجية نحو حرب استنزاف طويلة الأمد، تعتمد على السيطرة الإدارية، والتشبيك السياسي، وزعزعة استقرار العمق العسكري للجيش عبر ضربات غير تقليدية، مثلما حدث في بورتسودان ومروي وعطبرة وكوستي.
وأفاد أن هذا التحوّل يأتي في ظل ضغط عسكري متزايد يتعرض له الدعم السريع بمناطق متعددة، منها دارفور وشمال كردفان، مع تنامي قدرة الجيش على استعادة زمام المبادرة في بعض المحاور الحيوية.
وأوضح العميد الشهيد أن الأخطر في تصريح أبو نوبة، أنه يُمثِّل تحولا من خطاب "المظلومية وإعادة الديمقراطية" إلى إعلان مشروع سياسي بديل، يتجاوز فكرة الشراكة في الحكم إلى تصور أحادي للدولة الجديدة المزعومة، مما يعني فعليا محاولة إحداث سلطة موازية خارج إطار الدولة السودانية الموحدة.
وأضاف أن هذا يحمل في طياته مخاطر انزلاق البلاد إلى سيناريوهات شبيهة بما جرى في ليبيا أو اليمن، حيث استبدلت المليشيات أدوات القتال بخطابات الشرعية الموازية، وسعت إلى فرض أمر واقع إداري وسياسي على الأرض.
ومن جهته، قال الصادق آدم عمر، رئيس لجنة إعلام المقاومة الشعبية بالإنابة في ولاية الجزيرة وسط السودان، إن تصريح أبو نوبة يسعى إلى "تغيير الانتباه وصرف النظر عن الهزائم المتلاحقة للمليشيا المتمردة".
إعلانوأضاف للجزيرة نت أن الھزائم باتت في أرض حواضنهم وأھليھم، الذين كانوا يكذبون عليھم بإعلان خادع يصورون أنھم يمسكون بزمام الأمور، ولكن تكشَّف الأمر لداعميهم بعد أن انتقلت المعارك إلى داخل أحيائهم وقراھم، فعملوا على تضليل أبنائهم الذين غدروا بالوطن.
وقلل آدم عمر، من أي تأثيرات سياسية للدعم السريع، وقال إنه لا وجود لھم في الساحة، ولا يمكن أن يعيشوا بين المواطنين بمجرد السكن، فكيف بمشاركتھم في حكم البلاد في أي مستوى من المستويات.
وأوضح أن القرار في هذا الشأن للشعب وليس القيادة، لأن الحرب هي بين "المليشيا" والمواطن، وأضاف "لذلك فالمواطن ھو صاحب القرار في دخول المليشيا في العمل السياسي".
فرض واقع جديدوجاء حديث المسؤول في الدعم السريع أبو نوبة، في وقت تشهد فيه الحرب تحولات ميدانية غير معلنة، وتصاعدا في المبادرات الدولية والإقليمية لإعادة إحياء مسار التسوية، مع تغيير ملحوظ في موازين القوى التي يرى مراقبون أنها أصبحت تميل بوضوح لصالح الجيش السوداني.
وقال العميد جمال الشهيد إن حديث أبو نوبة عن انتهاء المعركة العسكرية جاء كمحاولة استباقية لفرض واقع تفاوضي جديد، أو كإعلان نوايا انفصالية مقنَّعة تهدف إلى جرِّ الأطراف إلى التعاطي مع الدعم السريع كسلطة قائمة، لا كمليشيا متمردة.
ورأى أن تصريح أبو نوبة يمثل تطورا لافتا في الخطاب السياسي لهذه القوة، ويفتح الباب أمام احتمالات مقلقة تتعلق بوحدة الدولة السودانية واستقرارها الإقليمي، وهو بمثابة إعلان انتقال المعركة من ميادين القتال إلى ميدان الصراع على الشرعية.
وأوضح أن هذا التطوَّر يتطلب يقظة وطنية شاملة، وتوافقا واضحا بين المؤسسة العسكرية والقوى المدنية على مشروع وطني جامع يقطع الطريق أمام المغامرات الانفصالية والتدخلات الأجنبية.