قوات 10 دول ضد الحوثيين.. هل يصمد تحالف حارس الازدهار؟.. وهذا تأثير الهجمات على التضخم العالمي
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
تسببت الحرب بين إسرائيل وحماس والتي اندلعت شراراتها في السابع من أكتوبر من العام الجاري حالة من التوترات حيث إنه في الأسابيع الأخيرة، كثف الحوثيون هجماتهم قرب مضيق باب المندب الذي يعد استراتيجياً للنقل البحري، ضد السفن التابعة لإسرائيل أو تلك التي تحمل أي نوع من البضائع المرسلة إلى تل أبيب، على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة.
هدد محمد علي الحوثي، رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع لجماعة الحوثي في اليمن، بأن أي دولة تشارك في القوة المتعددة الجنسيات التي أنشأتها الولايات المتحدة لحماية حركة المرور في البحر الأحمر (حارس الازدهار) "ستفقد أمنها البحري وتصبح هدفًا"، وفقًا لما نقلته "رويترز".
ويضم التحالف قوات من 10 دول، هي المملكة المتحدة وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا والبحرين، إلى جانب الولايات المتحدة.
ويهدف التحالف بقيادة واشنطن، وفق وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، إلى "مواجهة التحديات الأمنية بشكل مشترك في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، بهدف ضمان حرية الملاحة لجميع البلدان وتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين".
ويهاجم الحوثيون السفن، لدعم حماس في حربها مع إسرائيل، وبالفعل شنت جماعة الحوثي في اليمن المدعومة من إيران ما لا يقل عن 100 هجوم صاروخي وعشرات الطائرات المسيرة تجاه السفن في البحر الأحمر، وتكرر تهديداتها في استهداف أي سفينة إسرائيلية أو متجهة إلى إسرائيل، بحسب تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي".
ولذلك أعلنت الولايات المتحدة عن إطلاق تحالف من قوة حماية بحرية متعددة الجنسيات لدعم حرية الملاحة في البحر الأحمر تحمل اسم “حارس الازدهار” ، قائلة إن أكثر من 12 دولة وافقت على المشاركة في جهد سيشمل دوريات مشتركة في مياه البحر الأحمر بالقرب من اليمن.
وقال الميجور جنرال باتريك رايدر: "لقد وافقت الآن أكثر من 20 دولة على المشاركة" موضحا أن اليونان وأستراليا أعلنتا الانضمام.
أعلنت البحرية الأمريكية أن 1500 سفينة تجارية عبرت مياه البحر الأحمر بأمان منذ بدء "حارس الإزدهار"، وهو التحالف الذي تم تشكيله قبل أسابيع لردع جماعة الحوثي عن مهاجمة السفن التجارية.
وقال قائد البحرية في القيادة المركزية الأمريكية براد كوبر - في تصريح أوردته قناة الحرة الأمريكية - إنه منذ الإعلان عن التحالف زاد عدد الدول المشاركة لتصبح 22 دولة.
وأضاف كوبر أنه لا توجد قوات من المارينز تؤمن السفن التجارية بل سفن حربية من دول عدة.
من الجدير بالذكر أنه كان قد أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، أن شرعية تحركات التحالف الأمريكي في البحر الأحمر من وجهة نظر القانون الدولي "تثير شكوكا جدية".
وقال نيبينزيا: “ما يسمى بالتحالف البحري الدولي الذي شكلته واشنطن، على الرغم من اسمه المرتفع، (حارس الازدهار) يتكون معظمه في الواقع من سفن حربية تابعة للولايات المتحدة نفسها، وشرعية تصرفاتها من وجهة نظر القانون الدولي تثير شكوكا جدية جدا”.
وأضاف: "ولذلك فإن مهامنا اليوم لا تقتصر فقط على تأكيد الإشارة الجماعية المتفق عليها في 1 ديسمبر لجماعة أنصار الله حول عدم جواز أفعالهم، بل أيضا تهدئة الرؤوس الساخنة في واشنطن، والذين يعتبرون الصراع الآخر في الشرق الأوسط مجرد جزء من لعبتهم الجيوسياسية".
ماهو تحالف حارس الازدهار؟أعلنت الولايات المتحدة عن تحالف حارس الازدهار في 18 ديسمبر 2023، بهدف صد الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت في وقت لاحق أنها تعمل على إنشاء قوة بحرية متعددة الجنسيات لصد الهجمات الحوثية في البحر الأحمر.
وعقب اجتماع وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، مع وزراء ومسؤولين من أكثر من 40 دولة، فضلا عن ممثلين عن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، تم الإعلان عن تأسيس تحالف حارس الازدهار.
وأعلن البنتاغون أن أكثر من 20 دولة وقّعت على المشاركة في التحالف، منها: (بريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وإسبانيا والبحرين وسيشل واليونان وأستراليا، والولايات المتحدة)، ولم تشارك مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات في هذا التحالف.
وكشفت وزارة الدفاع الإيطالية أنها سترسل الفرقاطة البحرية «فيرجينيو فاسان» إلى البحر الأحمر للعمل ضمن نشاطاتها العسكرية المعهودة في حماية مصالحها الوطنية وتأمين مرور السفن الإيطالية، في حين رفضت إسبانيا المشاركة في «حارس الازدهار» بشكل منفرد، كما أوضحت أن طبيعة وأهداف مهمة «عملية أتلانتا» التي تشارك فيها، لا تتوافق مع أهداف التحالف، وأن الجهود يجب أن تنصب على مكافحة القرصنة.
ويتركز نطاق عمليات تحالف حارس الازدهار في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، حيث المناطق المتاخمة لمواضع الهجمات الحوثية.
تأثير الهجمات على التضخمقال فيليب لين كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي إن البنك يراقب الوضع في البحر الأحمر لكن من غير الواضح ما إذا كانت الهجمات على السفن ستؤثر على التضخم وفي أي اتجاه.
لكن لين قال إن التأثير الصافي على التضخم غير واضح حتى الآن.
وقال لين أمام جمهور في دبلن "من الواضح أن الاختناقات من أي نوع تمثل مشكلة كبيرة". وأضاف "لكن... (فيما يتعلق) بالتأثير الصافي على التضخم، هناك ضغوط في كل اتجاه هناك".
وأشار لين إلى انخفاض أسعار الطاقة منذ بداية الصراع في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) ما يظهر كيف يمكن "للمخاطر الجيوسياسية أن تؤثر على الثقة وتؤدي إلى تراجع الاستثمار وتجعل الناس يشعرون بالخوف من المستقبل".
وقررت العديد من شركات الشحن وعدد قليل من ناقلات الغاز الطبيعي المسال تجنب البحر الأحمر، وهو الطريق التجاري الرئيسي بين الشرق والغرب في العالم، ما دفع الولايات المتحدة إلى إطلاق قوة دولية للقيام بدوريات في المياه بالقرب من اليمن.
موقف مصر من التحالفقال اللواء سمير فرج، المفكر والخبير الاستراتيجي، إن الولايات المتحدة الأمريكية شكلت تحالفا دوليا في البحر الأحمر تحت عنوان حارس الازدهار، من أجل التصدي إلى الحوثيين، مشيرا إلى أن الحوثيين لا يقصدون مصر بل إسرائيل.
وشد خلال تصريحات إعلامية، على أن مصر لن تدخل تحالفات، وهو قرار واضح من قبل الرئيس السيسي، موضحا أن هذه سياسة ثابتة لدى القيادة السياسية، قائلا: «دخول التحالفات هتيجي كل الدول الموانئ المصرية وتقول بقى ده تحالف، وكمان المدمرة الأمريكية وغيرها تدخل مصر، ولا عمل قواعد عسكرية في البحر الأحمر، بفلوس تعمل انتعاشة في البلد».
وأكد أن مصر ترفض الدخول في التحالفات الدولية، موضحا أن أرض مصر لا تشترى.
وأوضح الخبير والمفكر الاستراتيجي أن الولايات المتحدة شكلت 3 قوات مشتركة، ومصر فيها في القوات المشتركة 153، وهي المسئولة عن البحر الأحمر وبها البحرية المصرية تقود قوة المهام المشتركة التي يتواجد بها أمريكا وعدد من الدول، لكن مصر لا تدخل أي تحالف.
من جانبه قال الدكتور طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية ، إن تحالف حارس الازدهار الذي اقترحته امريكا حسبما تزعم فهو لمواجهة هجمات الحوثيين وتأمين الملاحة الدولية، لكنه بالنظر إلى أرض الواقع فإن الحوثيين لا يستهدفون الملاحة الدولية، بل يستهدفون السفن التي لها علاقة بإسرائيل بشكل او بآخر أو متجهة لاسرائيل رداً على الحرب والمجازر التي تحدث في غزة.
وأضاف خلال تصريحات لـ"صدى البلد" أنه فيما يخص موقف مصر من هذا التحالف ، فمصر لا تدخل في اي تحالفات بل هي دولة ملتزمة بالمواثيق الدولية وبالقانون الدولي ، ولا يمكن ان تتورط في مثل هذه الامور او تتسرع في دخول اي تحالفات.
واستكمل : الجيش المصري لا يمكن ان يتحرك الا دفاعاً عن عن ارضه ، و فكرة التحالف التخندق هي بعيدة مل البعد عن الدولة المصري، فدولة مصر ركيزتها الأساسية الاستقرار وتبحث دوماً عن الاستقرار و التنمية والسلام، و لا تدخل ولا تتورط على الاطلاق في أي تحالفات، كما أنها تتحرك من خلال ثوابت القانون الدولي والعلاقات الدولية والعرف الدبلوماسي المصري الدولي الرصين الذي يسعى دائما للاستقرار.
وتابع: تحالف حارس الازدهار لن يكون بمثابة طوق نجاه لحماية الملاحة البحرية من التهديدات الإسرائيلية ولن يؤثر في هجمات الحوثيين، مشيراً إلى أن امريكا هي اكبر قوة في هذا التحالف، وتحاول ان تؤكد ان العالم بأكمله معها في رؤيتها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حارس الازدهار الولايات المتحدة البحر الأحمر إسرائيل اليمن تحالف حارس الازدهار الولایات المتحدة فی البحر الأحمر على التضخم أکثر من
إقرأ أيضاً:
التحالف العالمي من أجل فلسطين.. جبهة دولية ضد الاحتلال والفصل العنصري
التحالف العالمي من أجل فلسطين تكتل شعبي دولي أعلن عن تأسيسه في 26 يوليو/تموز 2025 في العاصمة البريطانية لندن بمشاركة شخصيات برلمانية ونقابية وحقوقية بارزة.
ويهدف التحالف إلى بناء جبهة دولية موحدة تدعم الحقوق الفلسطينية وتناهض الاحتلال الإسرائيلي وممارساته، ويسعى إلى تفعيل التضامن الشعبي والسياسي عالميا عبر حملات ضغط ولجان متخصصة وشبكات إعلام بديل.
النشأة والتأسيسأُعلن عن تأسيس التحالف العالمي من أجل فلسطين يوم 26 يوليو/تموز 2025 في العاصمة البريطانية لندن، وشارك في التأسيس كوكبة واسعة من شخصيات برلمانية وحقوقية ونقابية وثقافية من مختلف أنحاء العالم.
ويأتي التحالف في إطار حراك شعبي دولي رافض للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة -الذي بدأ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023- وما تبعه من حصار خانق ومجازر وعمليات تدمير ممنهج للبنية التحتية، ومصادر الغذاء والزراعة والصيد، مما تسبب بتجويع آلاف الفلسطينيين في القطاع.
كما أعلن المنظمون لمؤتمر التأسيس عزمهم عقد مؤتمر جديد عام 2026 لاستكمال بناء هذا التشكيل العالمي، مؤكدين أن الخطوات العملية تشمل تشكيل لجان عمل دولية متخصصة وتعزيز شبكات الإعلام البديل ودعم التعليم الشعبي إزاء القضية الفلسطينية، فضلا عن إطلاق حملات ضغط سياسي وتشريعي في العواصم المؤثرة عالميا.
وشارك في المؤتمر التأسيسي أكثر من 70 منظمة تضامنية من 25 دولة حول العالم تمثل قطاعات المجتمع المدني والنقابات والحركات الطلابية والمبادرات الإعلامية والحقوقية، إلى جانب وفود من فلسطين والشتات.
وكان من بين المشاركين في المؤتمر النائب البريطاني وزعيم حزب العمال السابق جيرمي كوربن والزعيم الأيرلندي جيري آدامز ورئيس حركة المبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي ووزير المالية اليوناني الأسبق يانيس فاروفاكيس والمناضل الجنوب أفريقي روني كاسريلز والنائب الإيطالي أنجليو بونيلي.
إعلانوافتُتحت أعمال المؤتمر بجلسة عنوانها "تأطير اللحظة" تناولت أهمية التحرك في ظل تصاعد الزخم الجماهيري العالمي الداعم لفلسطين، وأكد المتحدثون أثناءها ضرورة توحيد الجهود وبناء مشروع تحالفي طويل الأمد.
وقال النائب البريطاني كوربن أثناء كلمته "نحن لا نبني تحالفا عابرا، بل نؤسس لحركة عالمية ثابتة تتحدى الظلم وتعيد لفلسطين مكانتها في ضمير الإنسانية. هذه لحظة تاريخية ونقطة تحول في النضال من أجل العدالة".
من جانبه، صرح القائم بأعمال رئيس "المنتدى الفلسطيني في بريطانيا" عدنان حميدان، أن فكرة التحالف جاءت "ردا على التآمر العالمي ضد القضية الفلسطينية"، وأضاف: "نشهد اصطفافا واضحا من القوى الغربية خلف الاحتلال في دعمها لمشروع الإبادة والتجويع والعدوان على أهلنا في غزة".
وبحسب ما أُعلن، يهدف التحالف العالمي من أجل فلسطين إلى تعزيز الدعم الدولي للقضية الفلسطينية في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية.
ويؤكد التحالف أنه ينطلق من مبدأ واضح مفاده أن "التضامن مع فلسطين يجب أن يكون منظما وموحدا ومؤثرا"، وأشار إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى بناء جبهة دولية قادرة على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتفنيد الروايات المضللة في وسائل الإعلام والدفاع عن الحق في التضامن.
وأكد التحالف في بيانه الختامي الأول على ما يلي:
دعم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف. رفض نظام الفصل العنصري والاحتلال الإسرائيلي. بناء تحالف عالمي متعدد المستويات والمجالات. دعم الحق في التضامن والعمل المدني غير العنيف.كما شدد البيان على أهمية مواصلة الزخم الجماهيري العالمي الذي تصاعد بعد عام 2023 عبر تنسيق الجهود القانونية والإعلامية والسياسية بهدف بناء رأي عام ضاغط، خاصة في دول الشمال العالمي.